بما أن جورجيانا قد تم تسجيلها رسميا كابنة للعائلة، فمن المؤكد أن والذي سيصطحبها قريبا إلى القصر لتقديمها لجلالة الإمبراطور. وفي ذلك اللقاء، سيقع الأمير أدولف وجورجيانا في حب بعضهما البعض من النظرة الأولى
بما أنني لم أستطع منع تسجيل جورجيانا، فإن انفصالي عن خطيبي أصبح أمرًا لا مفر منه الآن
لحظة انتظري قليلاً.
هل الأمر سيئ تماما جورجيانا لم تكن بهذا السوء، أليس كذلك؟ فلولا وجودها، لكنت مضطرة للزواج من الأمير أدولف رغماً عني.
في الرواية الأصلية، كانت فيفيانا تحب الأمير أدولف حبا كبيرا، لكنني أنا وهو على خلاف دائم وكأننا أعداء.
كان الأمير أدولف دائما يتهمني بأن خطويتنا كانت خدعة، لكن الحقيقة أنني أنا من شعرت بالخداع.
من كان يتخيل أن البطل في الرواية الأصلية سيكون ماكرا ووضيعا إلى هذا الحد؟
عندما قرأت الرواية، بدا لي الأمير أدولف كرجل رائع فقد كان يدافع عن جورجيانا بكل شجاعة عندما تعرضت للانتقاد بسبب سر ولادتها الذي كان مجرد سوء فهم
بل وطمأنها، قائلاً إنها ليست مضطرة لاستخدام قواها الروحية إذا كان ذلك يرهقها وقتها شعرت بالإعجاب وقلت لنفسي:
‘البطل الذي يهتم فقط بالبطلة هو الأفضل دائما’
لكن بعد أن تعاملت معه شخصيا، اتضح لي أنه مجرد أحمق لا يفرق بين الأمور الشخصية والعامة.
والأسوا من ذلك أن أدولف كان لطيفا فقط مع جورجيانا. أما مع الآخرين، فكان أنانيا ومخادعا لا يفكر سوى في مصلحته.
في النهاية هو رجل خان خطيبته منذ البداية ربما كنت أعاني نقصا في إدراك الواقع لأنني قرأت عنه كرواية فقط.
على أية حال، هذا الأمر لم يعد يهمني الآن ليذهب ويعيش قصة حب جميلة مع جورجيانا أو يفعل ما يشاء.
على أي حال، أنا فقط أريد مغادرة العاصمة. لا أريد أن أشاهدهم يتبادلون الحب أمامي، ولا أريد أن أكون موضع سفرية بسببهما.
بينما كنت أفكر بذلك بامتعاض، وعقدة الحاجبين تعلو وجهي، تحدث بنجامين، الذي كان ينظر إلى كجرو مطيع يجلس عند قدمي، وهو يرمش عينيه.
” جوهر جولدوردي هو أختي الكبرى حينما ذهبت، يكون جولدوردي”
“اينما ذهبتِ، يكون جولدوردي!”
بمجرد سماعي لتلك الكلمات، انقلبت أفكاري رأسا على عقب نهضت من مكاني فجأة، وأمسكت وجه بنجامين المحبوب بكلتا يدي وقبلت خده الأيسر
“بنجامين، أنت ذكي.”
“اذن قبلي خدي الأيمن أيضا.”
قال بنجامين ذلك بوجه جامد وهو يميل خده الأيمن نحوي في العادة، كنت سأشعر بالحرج وأرفض، لكن بعد أن وجدت حلا لمشكلتي الكبرى، قبلت خده الأيمن أيضا بكل سرور. ثم ركضت نحو مكتب والدي
“فيفي ؟”
كان والدي يقف في منتصف مكتبه، وكأنه كان يسير في دوائر مثل نحلة. وبمجرد أن راني، توقف وأخذ نفسا عميقا، مغلقا عينيه لوهلة
“…. فيفي، كنت أفكر للتو أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار. يجب أن أخبركِ بالحقيقة”
“دعنا ننتقل للعيش في مكان آخر. “
“حسنا، لتنتقل… ماذا ؟ ماذا قلت؟”
“قلت لننتقل! دعنا ننقل أعمال جولدوردي التجارية إلى مكان آخرظ “
“إذا كان من المقرر أن تحترق العاصمة، فلماذا لا نهرب خارجها؟”
لماذا على أن أغادر العاصمة وحدي بصمت؟ أنا جولدوردي نفسها.
فلنهاجر معا.
القرارات اتخذت بسرعة، وكان الانتقال أسرع منها.
في البداية، كانت خطتي أن أخذ عائلة جولد وردي بأكملها وأغادر العاصمة، لكن ذلك الاقتراح رفض.
السبب؟ معارضة والدي.
“…. لماذا؟ لماذا تريدين المغادرة العاصمة في أفضل حالاتها”
هذه العاصمة ستتحول قريبا إلى رماد مشتعل.
لكن حتى لو قلت الحقيقة، لن يصدقني والدي.
لو كنت مكانه ولا أعرف شيئًا عن الرواية الأصلية، لكنت سأظن ذلك جنونا.
لكن لا بأس. إذا لم يصدق، فلا يهم
لذا، قررت أن أصطحب فقط من يريدون مرافقتي حقا.
أخي بنجامين، والخدم الذين وظفتهم بعد أن أعدت هيكلة نقابة القتلة لتحويلها إلى قسم معلومات.
بالإضافة إلى فريق التجارة الجديد الذي أنشأته.
بمجرد أن قررت اصطحاب المقربين فقط، أصبحت الخطة واضحة وسهلة التنفيذ. ثم بدأت بشرح السيناريو لوالدي، الذي بدا شاحبا تماما.
” صاحب السمو ولي العهد سيعلن فسخ خطوبتي أمام جميع النبلاء”
“مستحيل لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا كان ينوي معاداة عائلة جولدوردي”
“بعد ذلك، سيعلن خطوبته بجورجيانا. وبما أنها من نفس العائلة، سيظن أنه لا حاجة لك للتدخل”
“إما هذا الهراء مهما كنت أشعر بالذنب تجاه جورجيانا، لن أقف مكتوف الأيدي إذا فسخوا خطبتك”
“حتى لو قلت ذلك يا أبي قلبي لم يعد هنا بالفعل”
قاطعت والدي الذي كان يتحدث بحماس، بنبرة باردة.
” لا أريد شيئًا منه ليذهب إلى جورجيانا، فهو يستحقها “
“فيفي …”
“. وعندما يتم فسخ خطوبتي، قل إنك تشعر بالعار بسبب ما حدث، وقرر أن تنفيني بعيدا عن جولدوردي “
“ماذا؟ ماذا تقصدين بالنفي؟”
الأمير أدولف، الذي سيكون غاضبا تماما، قد يحاول عرقلة أعمالي التجارية في كل خطوة. لكنني بحاجة إلى مواصلة أعمالي دون عوائق، ولن أسمح له بذلك
” النقطة الأهم هي تجنب انتباه أدولف وجورجيانا بأي ثمن.”
بمجرد أن يقال إن والدي قرر نفيي بعيدا عن العائلة الملكية، سيصرف انتباههم بسهولة.
“على أي حال، لن يتم استبعادي فعليا من العائلة. إنها مجرد خدعة بسيطة”
“…. ولكن، فيفي، إذا فعلت ذلك، لن تتمكني من العودة إلى المجتمع”
اتوقف عن الاعتراض واتبع ما أقوله في النهاية، من تسبب في هذه الفوضى هو أنت عندما أحضرت جورجيانا إلى هنا.”
“فيفي …”
بعد إقناع والدي الذي كان يذرف الدموع ويعترض، وضعت خطة هروبي المثالية
حددت الإقطاعية التي سننتقل إليها بالقرب من المملكة الشمالية، لأنها السوق التجاري الأساسي لفريق التجارة الخاص بي.
بالرغم من قربها من إقطاعية دراين، إلا أن الأمر لا يقلقني.
حتى لو أنشات مقر أعمالي داخل إقطاعية دراين، فلن يكون هناك ما يدعو للقلق، لأن كارل در اين لا يغادر العاصمة أبدا
كونه الأقرب إلى التنين النقي يجعل الإمبراطور يحتفظ به كرمز فقط
بالطبع، عندما يفقد كارل در اين السيطرة، ستتحول العاصمة إلى رماد، ولكن هذا شأن الإمبراطور
” ابحثوا عن الإقطاعية التي تقدم أفضل المزايا، وسنتجه إليها.”
” مفهوم، یا انستي.”
رغم اتخاذ قرار الانتقال، بقيت هناك العديد من التفاصيل لتحديدها. بينما كنت مشغولة بتوجيه الأمور، وصلتني رسالة من ناناري دراين.
لم أكن قد أخبرتها بعد بخطتي لمغادرة العاصمة أرسلت لها فقط رسالة تخبرها بانشغالي، وبأن حضور جورجيانا أحدث بعض الفوضى في المنزل.
لكن رد ناناري كان غريبا للغاية.
إلى الأنسة فيفيانا من عائلة جولدوردي.
يبدو أن رسائلك دائما ما تتحدث عن قيامك بالأمور مضطرة أو مدفوعة من الآخرين.
اليس لديك شيء ترغبين في فعله حقا؟ أود أن أعرف ما الذي تريده فيفيانا بحق.
شيء أريده أنا.
كانت تلك الكلمات صادمة بقدر صدمة اعتباري محور عائلة جولدوردي بعد حديث بنجامين.
“… شيء أريده أنا”
حسنا، بما أنني قد قررت الخروج من إطار الرواية الأصلية، أليس من حقي أيضا أن أسعى وراء ما أريده؟
بدأ قلبي ينبض بشدة، وشعرت بحماس لا يمكن تفسيره.
بمجرد أن تجمعت أفكاري، اتخذت القرار سريعا.
إلى الآنسة ناناري دراين
كتبت فيفيانا بعناية ردا على صديقتها الوحيدة بالمراسلة.
امتلات الورقة البيضاء بالأحلام التي كانت تراودني لوقت طويل، وكأنني كنت أخفيها عن العالم بأسره.
كان التحول تجربة مؤلمة للغاية.
الجميع قال له إنها تجربة مقدسة لا بد من المرور بها ليصبح تنينا حقيقيا، ولكن بالنسبة له، لم تكن هذه العملية مثيرة للفرح على الإطلاق.
أشعر وكان جسدي يحترق بأكمله.
لم يرغب أبدا في أن يصبح تنينا.
اردت فقط حياة بسيطة.
عندما لم يعد قادرا على تحمل الألم وفتح شفتيه ليصرخ، لم تخرج سوى دخان أسود خائق يتخلله لهيب أحمر.
كل ما أردته هو تناول طعام شهي، والدردشة مع أصدقائي.
لكن مذاقه قد اختفى منذ زمن طويل. اللهب الذي اجتاح جسده بالكامل أحرق حتى دموعه التي تبخرت قبل أن تلامس خديه.
هل هذه المعاناة فعلاً أمر يستحق التبجيل؟
…. أنا فقط .. أردت.
نظر بعينين غارقتين في الدماء إلى الورقة المهملة على الأرض الحجرية أمامه، تلك الورقة التي أصبحت كل ما تبقى من حلمه البسيط.
لم يكن يستطيع حتى فتح الورقة خوفا من أن تحترق بين يديه، فاكتفى بوضعها بلطف على الأرض وكأنها أعز ما يملك.
على المغلف، كتب يخط أنيق اسم المرسل
فيفيانا جولدوردي.
تذكر بصعوبة تلك اليد التي كانت تضع قطعة من حلوى المارشميلو في فمه، قبل أن تتلاشى الذكرى كالدخان.
التعليقات لهذا الفصل " 6"