في اجتماع المعلمين، وبعد الاستماع إلى كل التفاصيل، خلعت المديرة نظارتها الأحادية بهدوء.
“في الوقت الحالي، سنؤجل معالجة درجات سمو الأمير.”
“قد يثير ذلك استياء الأهالي. سيعتبرونه معاملةً خاصة.”
“رُبما، لكن حتى لو كان الأمر كذلك، لا يمكننا التصرف بتهور تجاه العائلة الإمبراطورية. وبالطبع، كان الأمر سيكون نفسه لو كان طفلًا آخر.”
تنهدت إحدى المعلمات بعمق رداً على كلماتها.
“هل سيقتنع الأهالي بأنها ليست معاملةً خاصة؟”
ساد الصمت قاعة الاجتماع. كان معناه واضحًا تمامًا.
لا أحد سيفهم. بل على العكس، كلما حاولوا التبرير، كلما اشتد الرفض.
بينما كان الجميع غارقين في التفكير بوجوه متجهمة، صرخت المعلمة المساعدة أندريا، التي اكتشفت مخالفة ماكسيون، بوجه متوتر:
“المديرة، لقد كشفتُ عن المخالفة مخاطرة بنفسي، فإذا أُجل الأمر هكذا دون حل…”
“المعلمة أندريا، أعرف ما يقلقكِ.”
(ميري: هدوني على الكلبة)
ابتسمت المديرة لأندريا بلطف ودفءٍ.
“لا تقلقي. روضتنا ستحميكِ أولاً وقبل كل شيء. أنتِ تعلمين أن جميع الأهالي، بما فيهم جلالة الإمبراطور، وقّعوا على تعهد بعدم معاقبة المعلمين شخصيًا في مثل هذه الحالات، أليس كذلكَ؟”
لم تتمكن روضة لويندل من البقاء بين النبلاء الكبار عبثًا.
لقد صنعت إيفينا سياجًا متينًا لحماية المعلمين من ضغوط السلطة، وكان التعهد أحد أركانهِ.
هدأت أندريا أخيرًا بعد تهدئة المديرة اللطيفة، وأومأت برأسها مطمئنة.
“نعم… سأثق بالمديرة فقط.”
ابتلعت إيفينا تنهيدة وهي ترى أندريا تكبح دموعها من القلق.
“حسنًا، إنها معلمة شابة بعد، وحتى لو درست أساسيات تعليم الطفولة، فمن الصعب التعامل ببراعة مع موقف مثل الذي حدث بالأمس.”
هكذا بررت الأمر في ذهنها. ثم فتحت إيفينا فمها بعد أن ظلت صامتة تستمع طوال الوقت.
“بما أن الغد يوم لا يحضر فيه الأطفال، سأذهب لمقابلة ماكسيون وأستمع إليه مرة أخرى. حتى ذلك الحين، أرجو من الجميع التزام الصمت بشأن هذا الأمر.”
“بالطبع. لا فائدة من تسريبهِ للخارج، سيجلب ذلك الصداع فقط.”
أومأ المعلمون برؤوسهم متفقين.
في روضة لويندل، يختلط أبناء الطبقة الإمبراطورية والنبلاء والمحايدون، إلى جانب العديد من أطفال العامة الذين يتلقون الدعم.
في الأوقات العادية، يكون كل شيء هادئًا، لكن عندما تنفجر مشكلة، يصبحون مستعدين لمهاجمة بعضهم البعض بلا هوادة.
“لن أقول شيئًا أيضًا.”
أومأت أندريا، وهي تمسح دموعها، مدركة هذه الحقيقة.
بدا أن الأمور ستسير على ما يرام… لكن،
“يا إلهي، ما هذا؟ هل هذا حقيقي؟ الأمير… أليس من فصلكِ، إيفينا؟”
في اللحظة التي رأت فيها إيفينا مجلة النميمة التي جلبها أخوها الثاني من عائلة بيلشستر، شعرت أنها على وشك الإغماء.
واصل ماكسيون التأكيد على براءتهِ لفترةٍ، ثم غفا من الإرهاقِ.
“يبدو أنني بحاجة لمقابلة جلالتهِ…”
طلبت من المساعد على الفور.
لم تتمكن من مقابلة الإمبراطور إلا في المساء بعد غروبِ الشمس.
كان نورث جالسًا في مكتبه متراخيًا، فرفع جفنيه المغلقين ببطء.
“جئتِ؟ سامحيني، بعد معاناة طويلة، أصبحتُ في حالة يرثى لها.”
“جلالتكَ، لقد تحدثتُ إلى ماكسيون للتو، لكن هل تناولتَ طعامك؟”
“أنا ممتلئ بالفعل… من كثرةِ الانتقادات.”
ضحك نورث وهو يضع ذراعه على جبهته.
كان وجهه وتعابيره كالمعتاد، لكن شيئًا ما فيه بدا غارقًا في الحزن.
ساد الصمت للحظة. نهض نورث ببطء.
“ماكسيون…”
“نعم، جلالتكَ.”
“هل ارتكب المخالفةَ حقًا؟”
ماذا يجب أن أقول؟ شعرت بحلقها يجف.
حركت إيفينا شفتيها عدة مرات، ثم أومأت برأسها.
كانت الأدلة والشهود تشير جميعها إلى مخالفةِ ماكسيون.
“نعم، في الوقت الحالي، هذا ما يبدو.”
“حسنًا، إذن… يجب أن أعاقبهُ بشدة.”
قالها مازحًا بلا مبالاة وهو يسند ذقنه.
كومة الأوراق على مكتبه، التي تثبت معاناته،
نظرت إيفينا إليها، ثم فتحت فمها بهدوء.
“لكنني أرى الأمر بشكل مختلف.”
“هم؟”
“ليس مجرد كلام. عادةً، عندما يكذب طفل في الخامسة، لا يتذكر ما قاله جيدًا، فتتغير روايته دائمًا. لكن ادعاء ماكسيون متسقةً.”
كانت نظرتها نحو الإمبراطور ثابتة. لم يقل نورث شيئًا، فقط حدق فيها بهدوء.
“وأنا أثق بماكسيون. أعرف ماكسيون أكثر مما قد تظن… أعرفهُ جيدًا، وهو ليس من يَفعل ذلكَ.”
“…”
في تلك اللحظة، اهتزت كومة الأوراق العالية بقوة.
كان بعضها مكونًا من عشرات الصفحات المجلدة معًا.
“أوه؟”
أدركت إيفينا ببطء أن الأوراق تهوي نحوها.
‘إذا أصابني ذلك مباشرةً، سأحتاج ثلاثة أسابيع على الأقل للتعافي…’
في اللحظة التي فكرت فيها بذلك، قفز نورث من مقعده وعانقها بقوة.
“يا إلهي!”
“بوم!”
سقطا معًا على الأرض متشابكين.
ضربته الأوراق الصلبة ظهره بلا رحمة وسقطت، وتناثرت الصفحات في كل اتجاه.
فتحت عينيها لتجد الإمبراطور يعانقها بإحكام من الخلف.
“يا إلهي، جلالتكَ؟ هل أنت بخير؟ هل أصُبت؟”
“…أنا بخيرٍ.”
تردد صوت منخفض في أذنها. ازدادت قوة يديه حول كتفيها وخصرها.
“لحظة فقط…”
همس بصوت خافت، يكبح تنهيدة من الإرهاق والألمِ.
“دعينا نبقى هكذا قليلًا.”
كان صوت نورث، الذي بدا هادئًا، يرتجفِ برفقٍ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
حزنت على ماكسيون. فوق انه مظلوم بالغش جت ذي المريضه تشهر فيه وذا اسوء شيء تسويه لان الناس مابيوقفون انتقادات وسب عليه بحجة انه ولي العهد مع انه طفل منجد طفل
التعليقات لهذا الفصل " 50"
حزنت على ماكسيون. فوق انه مظلوم بالغش جت ذي المريضه تشهر فيه وذا اسوء شيء تسويه لان الناس مابيوقفون انتقادات وسب عليه بحجة انه ولي العهد مع انه طفل منجد طفل
حزنني انه قاعد يصيح ومحد مصدقه🙁🙁
الامبراطور ابتلش بس صدمني ماتوقعته يضمها هههههههه كيوتتتت الصدق