لا أعرفُ ما الذي يجري، لكنّني أدركتُ شيئًا واحدًا.
الطريقةُ الأولى فشلتْ فشلًا ذريعًا.
الطريقة الثانية.
إزعاجه يوميًّا.
“القائد يحتقر مَنْ يرفع تقارير يوميّة، ويرى ذلك دليلًا على العجز.”
‘صحيح. هذا هو الحل.’
في وقت العشاء، وضعت إيفينا الملعقة على الطاولة بصوتٍ حاد.
“كايدن.”
“نعم، إيفينا.”
“لقد مررتُ اليوم بيومٍ صعب جدًا. جاء أحد أولياء الأمور إلى المدرسة…”
“وليّ أمر؟”
ارتفع طرف عيني الرجل قليلًا، حتى بدا باردًا بعض الشيء.
‘هذا هو. نجح الأمر!’
فرحت إيفينا وبدأت تتنهد بعمقٍ مرارًا.
“نعم. يبدو أنّه لم يُعجبه أداء ابنه في الامتحان. أخذ يتساءل إنْ كان التدريس يتمّ كما يجب، وهل الذي يدرّسهم أستاذ مختصّ أمْ مجرّد مساعد، ثمّ راح يوبّخ المعلّم الجديد.”
“آه…”
انخفض صوت كايدن أكثر، وكأنّه انغمس في الأمر تمامًا.
“كدتُ أُضرب وأنا أحاول التدخل. لحسن الحظ، ساعدني أولياء أمور آخرون وتجاوزتُ الموقف. آه! والآن لم يتبقَّ سوى شهر على الحفل، لذا يجب أن نبدأ بالتحضيرات…”
بدأت إيفينا تروي ما حدث مع وليّ الأمر، ثمّ انتقلت إلى الحديث عن التحضيرات، وعن يومياتها، وما جرى في الروضة، تسرد دون توقّف.
أما حبيبها فلم يقاطعها بكلمة. كان يُصغي بجدّية، ومن دون أيّ علامة ضجر كما في البداية.
‘ما الأمر؟ هل ينجح هذا فعلًا؟’
“أمم… لذلك فكّرتُ أن نُنظّم رحلة الربيع المؤجَّلة الآن…”
ومع فقدانها الثقة بنفسها، أخذ صوتها يخفت شيئًا فشيئًا.
رمقتْه بطرف عينها، فإذا به يرفع كأس الماء قائلًا:
“لماذا لا نجعل وجهة الرحلة إلى وحدتنا العسكرية؟”
“ماذا؟ حقًّا؟ هل يمكن ذلك؟”
“ولِمَ لا؟ لكن قبل ذلك يا إيفينا…”
“نعم؟”
مسح فمه بالمنديل، ثمّ ابتسم قليلًا وسأل:
“أريد أن تُكملي قصّتك. من كان ذلك وليّ الأمر الذي رفع صوته عليك؟”
تصحيح. كان يبتسم بشفتيه فقط.
وعند رؤية عينيه الحادّتين وقد غاصتا في البرود، أخذت إيفينا تُشيح بنظرها بارتباك.
“أممم… لا أتذكّر… جيدًا.”
“تذكّري ببطء.”
‘لا، إنْ تذكّرتُ فعلًا، فقد تُصبح حياة ذلك الوليّ في خطر.’
حتى لو أساءوا، فهم ما زالوا أولياء الأمور. عقدت إيفينا العزم على حمايتهم.
“لا أتذكّر أبدًا.”
“أبدًا؟”
“أبدًا.”
“حسنًا إذن.”
‘انتهى الأمر؟’
ألقت نظرة حذرة عليه، فإذا به يسند ذقنه على كفّه ويبتسم.
“إذن سأبحث عنه بنفسي.”
‘آسفة يا أيها الوليّ، لم أقصد أن أصل بك إلى هذا الحد.’
‘فشل آخر. فشل جديد.’
هل ستنجح الخطة الثالثة أو الرابعة؟ لا. الأمر كان متماثلًا.
كانت قد سمعت أنّه يكره مَنْ يُهمل تنفيذ القوانين، فتعمدتْ خرق المواعيد والاتفاقات…
“إذن من الأفضل تأجيل الأمر. هل لديكِ شيء آخر تريدين رؤيته؟”
“إيفينا، هل ستتأخرين؟ سأُرسل عربة لكِ. وأين تقيم زميلتك المعلمة؟”
حتى عودة المعلمة ريل إلى بيتها، كان يحرص على الاطمئنان عليها.
ولأنّه لا يحبّ الجدال من غير دليل، تعمدت إيفينا أن تجادل بلا مبرّر…
“نعم، صحيح.”
“سأعتبر الأمر كذلك.”
وحتى في هذا، كان يجيبِ بكلِ هدوءٍ!!.
‘ما الذي يكرهه بالضبط؟ وما الذي يرفضه؟ إنّه بارد أكثر من اللازم حتى إنّ حماسي بدأ يخفت.’
‘لا بديل. لم يتبقَّ سوى طريقة واحدة.’
موطني.
نعم… كوريا الجنوبية.
كنتُ أظنّ أنني لن أُقدِم على هذا، لكن…
“استريحي قليلًا يا إيفينا.”
ولمّا خرج كعادته مسرعًا، تملّكتها رغبة عناد.
‘ربما لن يُفيد هذا أيضًا. قد يكون أضعف من أيّ طريقة أخرى، لأنّه يحاول دائمًا الابتعاد عنّي.’
ومن دون آمال كبيرة، نادتْه لتوقفه.
“كايدن.”
استدار في اللحظة نفسها التي علا فيها ظلٌّ قاتم على وجهها.
تردّدت شفتاها قليلًا قبل أن تتكلم.
“هناك… أمر أريد قوله.”
“أمر؟”
“نعم.”
تردّدتْ مرتين، ثمّ زفرت تنهيدة عميقة قبل أن تبدأ.
ومع أنّها لم تبذل جهدًا كبيرًا، إلا أنّ خبرتها في مسرحيات الروضة منحتها أداءً مقنعًا.
“الأمر هو…”
“إيفينا. ما بكِ؟”
شعر بالخطورة، فتقدّم سريعًا وجثا أمامها ليكون بمستوى عينيها.
كانت يده الكبيرة تمسك بمعصمها بقوّة وحزم.
“إيفينا.”
“أفكّر… أن أعود.”
“تعودين؟”
“نعم.”
“إلى أين؟”
‘اللحظة حانت.’
سحبت يدها من قبضته، ثمّ قالت بتردّد:
“إلى حيث كنتُ أعيش… إلى كوريا الجنوبية. لقد وجدتُ طريقة للعودة. وأريد أن أعود.”
ثمّ رفعت عينيها لتواجه حبيبها الوحيد.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في قناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 129"
ممكن رابط القناة
💕💕🙆♀️