في اللحظة التي اتّكأتِ عليّ وأنتِ تتصبّبين عرقًا، تحوّلت كلّ حواسي نحوكِ.
نحوكِ أنتِ وحدكِ.
“…”
ربّما منذ تلك اللحظة.
عندما أكون معكِ، لم أعد بحاجة إلى مهدّئات، وفي مرحلة ما، توقّفتُ عن تناولها تمامًا.
“هذا ما يسمّونه الحبّ من النظرة الأولى.”
هذا ما قالتهُ ميرين عن أخيها الأحمقِ
“ماذا قلتِ، ميرين؟”
“الحبّ من النظرة الأولى! أخي الأحمق، إنّه مكتوب حتّى في كتب القصص!”
الحبّ الأوّل.
حينها أدركتُ. آه، هذا هو الحبّ الأوّل.
“السير دايسات؟”
“…آه، نعم، معلمة.”
بما أنّني لم أجب، اقتربت منّي فجأة وأمالت رأسها.
حينها، ابتسمتُ. الابتسامة نفسها التي أظهرها دائمًا لأكون محبوبًا.
“أعتذر، كنتُ أفكّر في شيء.”
“لا بأس. هل ننتقل إلى مكان آخر؟ النافذة الواسعة تجعل الغروب مؤذيًا للعينين.”
جمعت سجلّاتها واستدارت.
في تلك اللحظة،
“…هم؟”
طق.
مددتُ يدي دون وعي وأمسكت بمعصم إيفينا.
“…”
“هل الانتقال إلى مكان آخر يزعجك؟”
“لا، هذا…”
لم أجد كلامًا.
لمَ فعلتُ هذا؟
رؤيتها تستدير جعلت فمي يجفّ فجأة، فتصرّفتُ دون تفكير…
“هذا، أعني-”
“نعم؟”
عندما التقيتُ بنظرتها المحيّرة، شعرتُ بدافع مفاجئ.
أريد أن أعانق إيفينا وأصرخ أنّني أوّل من أحبّها.
الآن.
في هذه اللحظة.
“أعني، أنا بالنسبة لكِ…”
“هل أنتَ بخير؟ هل تشعر بألم ما؟”
“لا، ليس هذا، أنا-”
أحبّكِ، معلمة.
في اللحظة التي كاد فمي يتحرّك فيها لوحده، رأيتُ.
للأسف، رأيتُ.
وجهها المليء بالقلق تجاه شخص آخر، حتّى ونحن نتحدّث وجهًا لوجه.
“…”
في تلك اللحظة، فقدتُ قوّتي.
انزلقت يدي، وتركتُ معصم إيفينا دون وعي.
“كنتُ قلقًا،”
(ميري: تعال يا حبيبي أنا أخذكَ ولا يهمكَ ❤️)
كادت الحقيقة أن تخنقني حين حاولت ابتلاعها.
“فقط، كنت قلقً… فمررتُ لوهلة.”
أحبكِ.
“لذا، لا داعي لأن تتكبّدي عناء تغيير مكانكِ.”
أحبكِ، أيتها المعلّمة.
تسرّبت مشاعره الصادقة، إلى مكانٍ ما.
لا يدري إلى أين، لكنه يعلم أنها لن تصل إليها.
حرّك شفتيه المتيبّستين بالكاد.
“بما أنني رأيت وجهكِ، سأغادر الآن.”
“آه… هل سترحل بالفعل؟”
“نعم، لدي بعض الأعمال.”
“آه…! إذًا، هل نخرج معًا حتى البوابة الرئيسية؟”
“لا.”
رفض بابتسامةٍ لطيفةٍ، تنضح بالاحترام، لكنها حازمة.
“لا، أيتها المعلّمة.”
كان ذلك وجهًا يريها إياه للمرة الأولى بلا شك.
“لا تخرجي.”
أدار جسده أخيرًا بصعوبةٍ، متثاقلاً بخطوات لا ترغب بالرحيل.
وفي تلك اللحظة –
“اللورد دايسات!”
عندما نادته، استدار رأسه إليها من تلقاء نفسه، وكأن عزيمته السخيفة انهارت أمام كلمةٍ واحدة.
كلمةٍ واحدة فقط، جعلته ينهار كليًا.
ربما، سيظل على هذا الحال طويلًا جدًا.
“نعم، أيتها المعلّمة.”
“شكرًا لك دائمًا على مساعدتكَ. حتى أثناء المهرجان الرياضي… شعرت أنني لم أشكركَ كما ينبغي.”
“…”
“حقًا، شكرًا لك. لو لم تكن إلى جانبي، لكنت قد مررت بوقتٍ عصيبٍ جدًا.”
انحنت له بكل احترام.
ظل يحدّق بها للحظات، قبل أن يرسم على وجهه ابتسامةً لطيفةً، وهو يبتلع إحساسًا عميقًا بالعجز.
“نعم، أيتها المعلّمة. وأنا كذلكَ.”
“نعم؟”
“سأذهب الآن.”
وما إن خرج من مبنى الروضة، حتى اقترب منه أحد أفراد فرقة الظلال.
“قائد الفريق، عليك معالجة جراحكَ مجددًا.”
عند تلك الكلمات، اتجهت عيناه الزرقاوان إلى أسفل.
فالدم الذي انساب من عضلات بطنه، بلّل ثيابه البيضاء تمامًا.
“لقد لفيتَ جراحك على عجل، وركضتَ إلى الروضةِ فورًا، أليس كذلك؟”
صحيح… لقد طُعن أثناء محاولته القبض على نبلاء متورطين في البناء غير القانوني داخل المعبد.
نسي ذلك تمامًا.
“قائد الفريق، إنك تنزف… عليك تلقّي العلاجـ”
“دعك من ذلك، أعطني المهدّئ أولًا.”
“لكن حتى القوة المقدّسة لا تستطيع معالجة حالتكَ!”
“لا تجعلني أكرر كلامي مرتين.”
“هاه… نعم، مفهوم.”
تناول يوحنا المهدّئ بمهارة معتادة.
ذلك السمّ الذي لم يعد بحاجة إليه بعد أن عرف إيفينا.
لكن، هكذا كانت حياته دومًا. لا بأس بالعودة إلى ما كان عليه سابقًا.
* * *
بعد أن أنهت عملها في الروضة، توجهت إيفينا كعادتها إلى القصر الكبير.
“ذهبتُ إلى العمل اليوم، لكن المعلمين بدوا قلقين جدًا. يبدو أنه كان يجب أن أرتاح أكثر.”
ابتسمت ابتسامة صغيرة، وهي تنظر إلى كايدن الذي لا يزال مستلقيًا.
“وأخي الأوسط بدأ فجأة يدرس إدارة الأعمال بعد أن استعاد وعيه… لا أعلم ما الذي طرأ عليه.”
اهتز صوتها قليلاً.
“لا أعلم… ما الذي حدث له.”
لم تعد قادرة على الاحتمال، فدفنت رأسها في سرير كايدن.
خصلات شعرها بلون الكاكاو الفاتح انزلقت بلطفٍ فوق ذراعه القوية.
وبينما كانت على ذلك الحال لفترة، خرجت منها ضحكةٌ ناعمة.
“حتى أثناء النوم، لا تزال عضلاتك كما هي.”
كانت تظن أنها تضحك، لكن عينيها بدأت تحمرّان، وألمٌ خفيف لفّ أنفها.
“متى ستستيقظ؟”
فجأة، انفجرت الدموع قبل أن تتمكن حتى من حبسها، وانهمرت بغزارة.
“استيقظ بسرعة… أنا لا أصدق ما قاله الدكتور هيلبيل. ستستيقظ، أليس كذلكَ؟”
يدها الشاحبة كالثلج غطّت صدره.
“استيقظ، لقد حصلتُ أخيرًا، أخيرًا على الشجاعة لأقول… هـه… لأقول ما في قلبي.”
“…”
“أحبكَ، يا صاحب السمو.”
لذا، من فضلكَ… استيقظ. أرجوكَ.
ارتفعت يدها التي كانت تدور على صدره، وعانقت عنقه بقوة، غير قادرة على كبح حزنها.
من نبضه، شعرت بخفقانٍ منتظم.
“أحبكَ كثيرًا. أنا آسفة لأنني أسأت الفهمَ وهربت منك. لو استيقظت، سأعتذر مئةَ مرة، بل أكثرُ. لذلكَ، فقط… استيقظ.”
“…”
“أحبكَ… أحبكَ…”
وبينما كانت إيفينا تدفن خدّها في عنقه –
شدّتها ذراعهُ بقوةٍ من خصرها، وضمّتها إليهِ.
“…!”
“ما هذا ، هل لا أزال احلمُ؟”
استقرّ صدرها على جسدهِ القوي.
“إيفينا تعانقني فجأةً هكذا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 123"
كنت جالسة اصيح بس قاممم
قاممم استيقظ اخيرًااا😭💕💕💕💕
حزني يوهان. استوعب حتى بدون مايقول انها تحب شخص ثاني وخايفه عليه. 😞😞😞
ميرين خبيرة الحب هههههههه
تقوله ايها الاحمق انه الحب من النظرة الاولى😭😭😭
بس يوهان وش وصله لمرحلة يفضفض لاخته الي عمرها خمس سنوات عن الي صاير معه هههههههههههههه يستشيرهاا
الدوق ماصحى حتى😞😞😞
والمعلمين مقهورين ان ايفينا ماتستغل اجازتها ههههههههه اجازتها ولا اجازتكم
اوهه تؤامها.. ايفينا وايفينا. بس حزنت اخ موتتها كانت تقهر.