َ:
الفصل 121
“آآآه!”
شحب وجه ليرين وهي تنظر إلى كايرون الذي كان يتألم بشدة.
إنسان مجنون. أطلق النار دون حتى أن ينظر. ودون أي تردد!
“سيكون من المزعج إذا بدأت بالبكاء الآن.”
“آآآآه! يدي!”
“عليك أن تتحلى بالصبر.”
حتى وهو يتحدث، كان ينظر بسرعة إلى إيفينا.
كان مرفقها ملفوفاً بسلسلة حديدية.
طاخ!
“آآآآآآآه!”
اخترقت الرصاصة مرفق كايرون واستقرت فيه.
توجهت نظراته هذه المرة إلى ركبتها المجروحة على الأرض..
طاخ!
“آآآآه! هق، أرجوك، أرجوك!”
بللت دماء كايرون المتدفقة من ركبتهِ الأرض بغزارة.
وأخيراً، المكان الذي اتجهت إليه نظرات الرجل كان شعرها البني المشعث تماماً.
“……”
“هه، هه، أر… أرجوك….. إنه مؤلم جداً. استدعِ طبيباً، أرجوك!”
للمرة الأولى، أدار رأسه ونظر مباشرة إلى رأس كايرون.
“انتظر لحظة……”
من تلك النظرة البسيطة، شم كايرون رائحة الموت.
سيطلق النار. سيطلق النار على رأسي. إنه يريد أن يطلق النار على رأسي!
“لا تفعل هذا. إف، إيفينا لم تُصب بأي أذى. إنها بخير، هق، أقول لكَ!”
“بخير؟”
“نعم، إنها بخير! آآه……”
“هذا يعني أنك تطلب مني أن أقتلع عينيكَ أولاً.”
وهو يقول ذلك، أخرج سكيناً عسكرياً من حزامه… كان حقاً لا يختلف عن الشيطان.
مجنون. مجنون!
ارتعش كايرون وهو ينظر إلى الرجل الذي كان يدير السكين.
إنه ملاك الموت. ذلك الرجل هو ملاك الموت. جاء ليقتلني…
في تلك اللحظة.
“سيدي الدوق!”
بصرخة واحدة من إيفينا، توقف كايدن في مكانه.
“توقف، حسناً؟ أنا حقاً بخير. كلام كايرون صحيح. لم أُصب بأي أذى!”
“……”
“إذا قتلت هذا الرجل وذهبت إلى السجن، كم سيحزن بانتايد.”
“……”
“وأنا أيضاً، سأكون حزينةً جداً……”
عندها فقط، عادت عيناه الرمادية التي كانت تبدو غائبة تدريجياً إلى طبيعتها.
استدار بقدميه نحو ليرين.
“كـ-كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعةِ……”
“تسألين كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعةِ؟”
“لا تقترب!”
“إذن كان اندلاع الحريق في المعبد من تدبيرك بعد كل شيء.”
جسدها يرتعش بشدة. وفي خضم ذلك، كانت راحة يدها التي مستها الرصاصة ساخنة جداً لدرجة أنها شعرت بالظلم.
كنت قريبة جداً. كان علي فقط أن أطعنها. لماذا تستمر في إعاقتي!
“قلت لا تقترب!”
“أود أن أشكركِ.”
“ماذا……؟”
“بفضلك، اختبرت مسبقاً تجربة فقدان إيفينا. الآن أعرف أنها أكثر فظاعة مما كنت أتصور، لذلك لن أكرر نفس الخطأ مرةً أخرى.”
مسح الدم المتساقط من ذقنه بظهر يده بلا مبالاة.
كان ذلك المشهد…
كم كان يشبه الوحش!
“أكاد أبكي من شدة امتناني.”
“لماذا تفعل كل هذا!”
صرخت ليرين وهي ترمي أي شيء تستطيع الإمساك به.
“ما هي إيفينا حتى تفعل كل هذا!”
بينما كان الدم يتساقط من رأسه. وكأن بقايا النار اللزجة على كتفه لا تؤلمه!
بهذه الحالة. حتى في هذه الحالة يأتي لإنقاذ إيفينا؟ ما هي إيفينا بالنسبة له!
“لماذا بحقِ السماء!”
لكن بدلاً من الإجابة، مر كايدن بجانبها.
كما لو كانت شخصاً غير مرئي.
“ما……”
توقف جسدها المرتعش بغباء. عندما استدارت، كان يفك السلاسل الحديدية التي تقيد جسد إيفينا.
كما لو كانا وحدهما هنا. بلا حماية.
“إيفينا. هل أنتِ بخير؟”
“أنا بخير. كما قلت من قبل، لم أُصب بأي أذى حقاً.”
“حقاً؟ لا تكذبي.”
“حقاً! لا، المشكلة ليست أنا بل الدم في رأسك يا سيدي الدوق……”
تحركت ذراعها المقيدة بالسلاسل الحديدية كما لو كانت تريد فحص جرحه.
كان كايدن سعيداً جداً بقلقها لدرجة أنه ابتلع ابتسامته.
‘ماذا أفعل……’
شعر بالأسفِ تجاه المرأة التي أمامه.
أنتِ مخطوفة ومقيدة، وحتى في لحظة كهذه، هناك شخص يلتهم قلقكِ بشراهة.
كم يجب أن تكرهي أن يتبعكِ شخص مثلي.
“ماذا حدث لكتفك الأيمن مرة أخرى. ها؟ هذه علامة حرق……”
لكن أرجو ألا تهربي.
في تلك الحالة، حتى لو قُطعت ذراعه اليمنى، فلن يدرك ذلك وسيستمر في البحث عنها.
إذا حدث ذلك، فلن يتمكن من إطعامها بيده اليمنى، أو شد أربطة فستانها، أو مساعدتها على ارتداء حذائها.
هل هناك شيء أكثر أسفاً من ذلكَ في العالمِ؟
بالطبع، يمكنه وضع قضبان حديدية على النوافذ ولحام الأبواب بيده اليسرى.
“هل أصبتَ بجروحٍ خطيرة؟ سيدي الدوق. قل شيئاً، حسناً؟ هل تشعرُ بألم شديد؟”
ابتسم كايدن لإيفينا وهو يخدع نفسه بشكلٍ رائع.
“تعرضت لضربة على رأسي من قرد في طريقي إلى هنا. إنه مؤلم للغاية.”
“قر… هل ستمزح حتى في وقت كهذا؟”
“إنها الحقيقة.”
“وماذا عن كتفك؟”
“ذلك كان مجرد لعب بالنار.”
طقطقة. انفكت السلاسل الحديدية تماماً.
“أنا بخير حقاً. لكن بالنسبة لإيفينا-“
توقف فجأة أثناء حديثه. حدقت عيناه الرمادية في ظهرها.
علامات تمزق الملابس وخدوش على الجلد.
لقد جروها. جروها هنا.
“دم سيدي الدوق يتدفق بغزارة. ماذا أفعلُ، حقاً……”
لمست يدها البيضاء خده بحذر.
فرك كايدن وجهه في راحة يدها دون أن يدركَ، ثم أمسكَ بيدها وأنزلها.
“لحظة.”
ثم في لمح البصر-
“آآآآآه!”
داس بقوة على ظهر كايرون الذي كان منبطحاً على الأرض وهو يمسك بيده.
“آآآآه! كخ! توقف، توقف، أرجوك!”
“لماذا؟”
“ماذا تعني بلماذا……!”
“ألا يكون الموت أفضل لجسد تافه مثل جسدكَ يصعب عليه حتى حمل أخته؟”
تراجعت ليرين مذهولة عندما رأت ذلك المشهد.
يا إلهي.
مجنون. إنه يردِ بالمثل على كل مكان تأذت فيه!
سأتعرض للدوس مثله.
لعنة، لو كان لدي موهبة فقط… لو كانت لدي قوة فقط!
“انتظر……”
الآن أتذكر، ذلك الرجل، أطلق النار على كايرون فقط في السابق. أما أنا فقد أخطأني.
سمعت ذلك من قبل.
يقال إن كايدن هيلدبورن لا يؤذي النساء والمسنين والأطفال.
ربما كان ذلك اعتقاداً طبيعياً كونه جندياً.
‘إذن هذه فرصة! فرصة لإقناع ذلك الرجل! كامرأة، أنا أفضل من إيفينا، لذا لدي فرصة.’
في الواقع، كان رجلاً مرغوباً منذ أن رأيته لأول مرة. لأنه قوي.
قررت ليرين أن تقامر.
“دوق هيلدبورن!”
ارتعشت عيناها الوردية بحزنٍ. لم يكن هناك رجل لم يقع في هذا المظهر حتى الآن.
“لا تفعل هذا، سيدي الدوق. أنا خائفة. نعم، لقد أخطأت بإحضار أختي الكبرى هنا بهذه الطريقة.”
“……”
“لكن إذا سمعت السبب، فستتفهمني!”
اقتربت ليرين من كايدن وهي تحاول السيطرة على جسدها المرتعش.
“أنا معجبةٌ بكَ، سيدي الدوق.”
“لي، ليرين…… ماذا تقولين، ليرين!”
اصمت، أيها الإنسان عديم الفائدة!
تجاهلت ليرين ببساطة كايرون الذي مد يده بوجه يائس.
“شعرت بالغيرة. أعلم أنني لا يجب أن أفعل ذلك، لكنني أحببتكَ كثيراً……”
وفي اللحظة التي كانت ستضع يدها على صدر كايدن.
طاق.
اعترض فوهة المسدس الأسود يدها.
“توقفي عن قول هذا الهراء.”
“هراء……!”
“وتوقفي عن استخدام تلك الألقاب الوقحةِ.”
شحب وجه ليرين أمام نظرته المتعالية التي تنظر إليها من الأعلى.
“كان يجب أن أسمع كلمة ‘أنتَ’ منكِ لأول مرةً، لكن كان يجبُ أن تكون لـ إيفينا.”
“……”
“سرقة تلك الفرصة وحدها تكفي لتكون دافعاً لقتلكِ.”
صوته المكبوت، كما لو كان مصمماً على عدم السماح لإيفينا برؤية جانبه الوحشي أبداً، كان بارداً.
إنه يخنقني. كيف تتحدث أختي الكبرى مع رجل مثل هذا وجهاً لوجه؟
صُدمت ليرين.
“هل ستقتلني……”
“أنا أكبح نفسي بصعوبة، لذا توقفي عند هذا الحد. ليرين وينديستر.”
“هل ستقتلني؟”
تقتلني؟
“هاها……”
يقول إنه سيقتلني.
انفجرت بالضحكِ مراراً وتكراراً. أيها الإنسان الجاهل الذي لا يعرف شيئاً.
في لحظة ما، كانت عيناها التي رفعتها فجأة تلمع بالغضب والجشع.
“لا. من سيموت هنا هي هذه المرأة إيفينا!”
التقطت ليرين سكيناً كانت قد أخذته سراً بسرعة.
قبل أن يأتي ‘ذلك الوقت’. بسرعة!
هوش!
ولكن،
“إذا كنت مصرةً على أن تصبحي جثةً، فسأساعدكِ.”
تم القبض عليها ببساطة شديدة. بيد كايدن.
طنين! سقط السكين بلا قوة على الأرض.
‘لا، لا……’
يجب أن أقتلها قبل أن يأتي ‘ذلك الوقت’ وأجعل موهبتها ملكي. لا!
“إذا قتلتها فقط……”
إذا قتلتها فقط.
فجأة.
تلوى. تحرك شيء ما بعنف داخل جسد ليرين.
“لا، لا، لا……”
يغلي داخل جسدها. بدأت الرعشة التي بدأت من أطراف أصابعها تكبر تدريجياً وبدأ جسدها كله بالتشنج.
أرجوك. توقف. ليس الآن!
“آآآآآآه!”
“……ليرين. ما الذي……”
نهضت إيفينا المذهولة وهي تغطي فمها.
كان تغير ليرين صادماً إلى هذا الحد.
“ادخل. ادخل! ليس الآن بعد!”
تتموج. تتسلق أشياء سوداء كانت تزحف على الأرض جسد ليرين.
بينما تحولت عيناها البيضاء إلى اللون الأسود، سقطت ليرين على الأرض.
“ادخل! أنا سيدتكم! أطيعوني!”
تتناثر صرخاتها المغمورة بالألم.
ومع ذلك، لم تتوقف الأشياء السوداء وابتلعت جسد ليرين.
نظرت إيفينا إليها وتمتمت بصوت خافت.
“……السحر الأسود.”
ذلك هو السحر الأسود.
كان السحر الأسود يلتهم ليرين. تماماً مثلما يلتهم سجناء السجن.
“توقف. ليس الآن بعد! أنقذيني، يا أختي. إيفينا أختي الكبرى!”
طقطقة. انكسرت أظافرها وهي تزحف على الأرض بيأس.
“سأقتلك. إيفينا، سأقتلكِ! أعطني. أعطني موهبتي! لولاك، هق…… لولاك!”
يطلب السحر الأسود فريسة أكبر كلما مر الوقت. وما يوجد في النهاية هو…..
سيده نفسه.
كان ‘وقت العشاء’.
لذلك قبل أن أموت. قبل أن يأكلني السحر الأسود، يجب أن أحصل على موهبتي بأي طريقة…!
“إيفينا!!!”
في اللحظة التي دوت فيها صرخة مليئة بالألم في الكهف.
“موتي، يا إيفينا!”
اندفع كايرون، الذي كان يتلوى على الأرض، نحو إيفينا.
وهو يخرج سكيناً آخر كان يخبئه في صدرهِ للاحتياط.
“……!”
بوم!
صوت الطعن واضح.
الدم الأحمر الداكن الذي تدفق على طول السكين يتساقط على الأرض، قطرة تلو الأخرى.
تجمدت إيفينا في مكانها كدمية محنطة للحظة.
“كايرون……”
ارتعشت يدها.
“كايرون، ماذا فعلت……”
بصعوبة، احتضنت يدها المرتعشة باستمرار الرجل الذي كان ينهار ببطء ملتفاً حولها.
“سيدي الدوق……”
لا يوجد رد.
“سيدي الدوق؟”
لا توجد حتى أنة خافتة.
عندما حركت يدها متلمسة، لمست ظهر الرجل الذي كان ينزفُ بغزارةٍ.
“آه……”
طعن كايرون كايدن.
قبل لحظة من طعن إيفينا، طعن كايدن الذي كان يحتضنها.
لم يُظهر الرجلُ أي حركةٍ.
التعليقات لهذا الفصل " 121"