تصلّبَت قدما إيفينا من شِدّة التوتر ، و كانا قريبَين جدًا من بعضهما.
شعرت إيفينا بتوترٍ كبير يختَرِق جسدها ، فإرتبكت بشدة.
“كنتُ أُفَكِّر بأنني آسِف”
ارتجفت ساقاها و هي مرتَفِعة في الهواء.
“لأنَّكِ اضطُرِرتِ إلى إظهار جانِب لا تُريدينَه أمامي”
و رُغم أنّه كان يُمسِك بها بـقُوّة ، إلا أن تعابير وجهه بَقِيَت هادِئة و مُعتادة.
“لكنني مع ذلك رأيتُكِ بتلك الهيئة”
حرّك يده بهدوء و قال: “كنتُ أظُنُّ أنني أشعُر بالأسف ، لكن–”
بوجهٍ خالٍ من المشاعِر ، وضع يده على بطنِها ، ثم اقترب أكثر.
“كُنتِ تُفَكِّرين في شيءٍ آخر ، أليس كذلك؟”
“مـ-مهلاً ، يَدُك …!”
“هذا المكان أكثَرُ أمانًا ، و لن يُسَبِّب لكِ الكثير من الحَرَج”
كان مُجَرَّد تلامُس بسيط.
شَعَرَت إيفينا بالبرد في الموضِع الّذي لامسته يده ، لكن ذلك أربَكَها بشدة.
“الدواء سيتّجه مباشرة إلى هذا المكان. إذا قمتُ بـمنعِه فقط ، فسيكون الأمر أسهل عليكِ”
“مـ-مهلاً لحظة ، هذا غيرُ مريح!”
عندها ، أبعد يَدَه فورًا ، دون تردد.
“المُضاد سيصل قريبًا”
و كأن ما فعله كان مجرد إجراء مؤقت ، ففي لحظة ، شَعَرت إيفينا بالفراغ.
لا ، ليس هذا فقط … أنا …
“لماذا تَنظُرين إليَّ هكذا؟”
“أنتَ قاسٍ جدًا. إذا نظرنا للأمر ، فكل ما حدث هو بسببك …”
“نعم. كلّه بسببي. و لهذا أنا آسف”
“و هل هذه تصرفات شخصٍ يشعر بالأسف؟!”
حاولت المقاومة بإنزعاج ، فتمايل جَسَدُها.
فأمسكها بذراعه من خصرها بثبات.
“آه …!”
كان تَصَرُّفُه نابِعًا من حِرصه فقط ، خَشِيَ أن تتأذى ، فأمسكها بقوة.
تجهم وجهه و قال: “كان هذا خطيرًا”
“لم يَكُن الأمرُ خطيرًا! على الإطلاق!”
أشعر بالضيق ، لكن لماذا؟
هل لأني الوحيدة التي أشعر بهذا؟ لكنه … بسبب تأثير ذلك الدواء!
“حقًا …!”
شَعَرَت إيفينا بالضيق لدرجة أن الدموع كادت أن تنهمر.
و رُغمَ ذلك ، كانت ساقاها لا تزالان تشعران بالخدر ، و كأنهما تسقُطان شيئًا فشيئًا.
كانت تشعر و كأنّها تنهار ، بينما كان الرجل يُزيح الأدوات المبعثرة عن المكتَب إلى الأرض.
“ألم تُعَلِّمي الأطفال ألّا يأخذوا أي شيء من الغرباء؟”
“لـ- لا تتحدث عن الأطفال في موقف كهذا!”
الأقلام الحادة ،
و الأوراق ذات الزوايا ،
جميعها تناثرت على الأرض.
“و لكنّكِ تتصرفين و كأنّكِ لا تخشين شيئًا لأنّكِ شخصٌ بالِغ؟”
“قلتُ لكَ … توقف!”
في كل مرة كان يتحرك و هو يُمسِكها ، كانت تشعُر بصداع خفيف في رأسِها بسبب الدُوار.
رأسها بدأ يؤلمها ،
و فمها كان جافًّا من شِدّة التوتر.
“في المستقبل ، لا تأخُذي شيئًا من أحدٍ دونَ تفكير”
بدأت تُدرِك الآن.
أنّهُ لم يستخدم يديه و لم يلمسها …
“إذا كنتِ ترغبين بشيء ، فقط قولي لي” ،
تحدّث كايدن بهدوء و هو يُرَبِّت على ظَهرِها.
“ليست هذه هي المشكلة!”
“بل هي كذلك. المشكلة أنّكِ طيبة و لطيفة أكثر من اللازم”
أمسك مؤخرة رأسها و أمال رأسه قليلًا.
اقترب خداهما ثم ابتعدا بلطف.
“و الدليلُ أنّني لم أتلقَّ صفعة حتى الآن”
لم تَعُد تستوعِب ما يقوله ، فقط كانَت تُلاحِظ حركة شفتيه.
“فـ … فمك …”
و قبل أن تُكمِل ، سارَع بإيقافها.
حتى أنه أمسك وجهها و ثبّته ، بينما ابتَعَد بجسده إلى الوراء!
قال بـ لهجة حاسِمة: “حتى لو لم تَكُن هذه المرة الأولى ، لا يُمكِن أن يكون الأمرُ بهذه الطريقة”
“ماذا تعني بأنّها ليسَت المرة الأولى؟”
“أعني أننا … قد اقتَرَبنا من قَبل …”
لكن صوته توقف فجأة ، ثم تَرَك وجهها أخيرًا.
“لا. لا يصح هذا أبدًا”
لو كانَ الوضعُ طبيعيًا ، لكانَت سألته عمّا يقصِدُه بـدِقّة.
للأسف ، لم يكن لدى إيفينا وقتٌ لتفكر في ذلك الآن.
فقد كان تأثير الدواء ، الذي بدأ يتلاشى بشكل غير مُرضٍ ، مؤلمًا للغاية.
“أرجوكَ …”
لم يكن بوسعها سوى التوسل … و التوسل مجددًا.
“أن تَطلُبي هذا النوع من المساعدة من أولياء الأمور الآخرين فكرة خطيرة”
‘آه ، لقد قلتُ شيئًا كهذا سابقًا …’
الآن فقط بدأت تفهم الحقيقة.
الرجل تجاهل تَمَسُّك إيفينا به ، و تابَع كلامه ببرود: “أتمنى أن تَعِدي بألّا تُفَكِّري بهذه الطريقة مجددًا”
“أنا فقط كنتُ شارِدةً قليلاً ، لم أقصِد …”
“أعذارُكِ دائِمًا غير مُقنِعة”
لماذا هو بارد إلى هذا الحد؟
إيفينا أومأت برأسها و هي تتنفّس بصعوبة.
“فهمتُ ، فهمتُ تمامًا …”
“قرار جيد”
ثم اقترب منها كايدن و ضغط بلطف على خصرِها.
“…!”
شَعَرَت بومضة حادّة في رأسها ، و ارتعشت ساقاها للحظة.
و في تلك اللحظة بالضبط …
“سيدي القائد ، أحضرتُ الدواء الذي طلبتَه”
صوتٌ رتيب إختَرَق الهواء المُشَبّع بالتوتر.
بينما كان يحتضن إيفينا بيد ، مدّ الأُخرى إلى الوراء ليفتَح قِفل الباب.
“لا تَدخُل ، انتظر بالخارج”
كانت يَدُه الأُخرى تُرَتِّب ملابِسها بعناية.
“هل تشعُرين بتحسن؟”
“لو كنتُ أعلم أن الدواء سيصل بهذه السرعة …”
“كُنتِ ستُعانين أكثَر في الانتظار”
لا … في الواقع ، الوضعُ الآن أكثر إيلامًا.
لم تملِك طاقة للإعتراض ، فإستندت بخدِّها على كتف كايدن و أومأت برأسها بصمت.
“ارفعي رأسَكِ” ، قال ذلك ، ثم رفع رأسها بنفسه بيده.
كانت يده التي رتّبت شعري باردة و منعشة ، مما جعلني أشعر بالإسترخاء للحظة.
حتى و أنا مسترخية من دون أن أتحرك ، كان يفعل كل شيء من الألف إلى الياء ، لا أدري إن كان يجب أن أعتبر هذا شيئًا جيدًا … أم لا …
بعد فترة من بقائِه إلى جانبي ، إبتعد كايدن و فتح الباب.
ثم …
“أوف!”
أمسك وجه الضابط بكف يده و أداره بقوة.
حتى لا يرى شيئًا.
ولا يشم شيئًا.
“أنا متفهم. سأمنَحُكَ إجازة تعويضية عند عودتنا”
“نـ-نعم ، حاضر …”
“أعطِني إياه و انصرف”
و بينما لا أدري متى ، كانت زجاجة الدواء قد أصبحت في يد الرجل.
ضغط بإبهامه على شفتي إيفينا و فتح فمها بلطف و قوة.
“يجب أن تشربيه كله”
“إنه كثير جدًا. لن … لن يكون له آثار جانبية ، صحيح؟”
كان من الصعب النطق و الفم مفتوح بهذا الشكل …
ابتسم كايدن ابتسامة خفيفة نادرة.
“حتى لو فيه ، سيكون أفضل مما أنتِ عليه الآن”
“نعم …”
شعرتُ بملمس جلده على شفتي بوضوح.
يده التي أمسكت بفكي لم تكن خشنة ، لكنها كانت حازمة بلا هوادة.
“اشربيه ، و ارتاحي جيدًا اليوم”
بلع- بلع-
كلما انساب الدواء في حلقها ، لم يُبعِد عينيه عن رقبتها المرتجفة.
و قبل أن تلتقي نظراتها به ، أبعد عينيه كما لو أن شيئًا لم يكن.
“هل هدأتِ؟”
“لستُ متأكدة … لكن قليلاً …”
“لا تبقي للعمل الإضافي اليوم ، عودي إلى المنزل. سأوصلكِ”
“نعم …”
شعرتُ فعلًا أنني بدأتُ أهدأ شيئًا فشيئًا.
لكن المشكلة هي …
‘كلما هدأتُ ، زاد الإحراج!’
يعني ، إن فكرتُ بالأمر ، أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا ، صحيح؟
لكن الشعور بالإحراج لا يزال موجودًا.
و هو ، بما أنّه يتصرف و كأن لا شيء حصل ، بدأتُ أشك أنني الوحيدة التي ضخّمت الموقف!
“هل حقيبتُكِ في غرفة المعلمين؟ هل أجلبها لكِ؟”
“لا ، سأجلبها بنفسي!”
ثم ، و بدافع الحماسة الزائدة ، وقفت إيفينا فجأة و سقطت في أحضان كايدن.
ركبتيها ما زالتا ترتجفان.
ما الذي حدث حتى الآن؟! ماذا فعلتُ بالضبط؟!
* * *
“هيه! لماذا تأخرتِ هكذا؟!”
‘ما الذي يقوله؟ لقد وصلتُ أبكر من المعتاد’
و هي مرهقة أساسًا ، و الآن عليها أن ترى هذا المنظر بعد عودتها مباشرة من العمل ، و هو يركض كالمجنون.
نظرت إيفينا إلى أخيها الأوسط بنظرة باردة.
“ما الذي تنظُر إليه؟”
“آه ، لا ، هيه. انتظري لحظة”
أمسك شقيقها الأوسط بمعصمها فجأة.
آه!
“ما خطبُك؟”
“ليس هذا ما أقصده”
ثم بدأ يحك رأسه بعنف.
“آه ، سأجنّ”
“ماذا هناك؟ لا تقل … هل سببتَ مشكلة أخرى؟”
“لا ، ليس شيئًا كهذا!”
و إلا ، ما الأمر؟
و بينما كانت إيفينا تحاول تقدير الموقف بهدوء ، تكلّم أخوها بنبرة من نفاد الصبر: “إيفينا ، لا تفزعي كثيرًا”
“ما الأمر؟ قُله بالكلام”
“أنا أقولها بالكلام. قلتُ لكِ ، لا تفزعي كثيرًا …”
“أختي”
قطع صوت أخيها المتلهف نغمة رقيقة.
صوت لا ينبغي أن يُسمع أبدًا في هذا المكان ، في بيلشستر.
استدار رأسُ إيفينا تلقائيًا نحو مصدر الصوت.
“لقد تأخرتِ. هل تعملين دائمًا حتى هذا الوقت؟ لا بد أنكِ مرهقة جدًا”
كانت هناك … ليرين.
تبتسم كعادتها بتلك الابتسامة الجميلة ، بـ لُطف كقديسة.
و إلى جانبها –
“مرَّ وقتٌ طويل ، يا إيفينا”
كان كايرون واقِفًا و هو يبتسم.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
تاثير ليرين قوي وربي جالسة احس بمغص والمشكلة اني مالي علاقة بمشاكلهم وشخصيات خيالية
ولا مرا حسيت بغثيان بوجود شخص بالحقيقة كثر ماحسيت بغثيان بشوفة اسم ليرين
التعليقات لهذا الفصل " 115"
تاثير ليرين قوي وربي جالسة احس بمغص والمشكلة اني مالي علاقة بمشاكلهم وشخصيات خيالية
ولا مرا حسيت بغثيان بوجود شخص بالحقيقة كثر ماحسيت بغثيان بشوفة اسم ليرين