3
– مطور ألعاب رعب: ألعابي لم تكن بهذا الرعب!.
الفصل الثالث: جاستر (2).+المهرج
– آه، أرى… أقرأ التقرير الآن. لا يوجد ذكر للمهرج.
خرج صوت أنثوي عميق من جهاز اللاسلكي. أثارت كلماتها موجة من الهياج عبر الاتصالات بعد فترة وجيزة.
– هؤلاء الحمقى غير الأكفاء… لا تخبروني أنه فاتهم مثل هذا الشيء؟.
– اهدأ. قد لا يكون الأمر كذلك. قد يكون المهرج متغيرًا. ليس من النادر حدوث مثل هذه الأمور.
-لكن!… .
-اهدأ.
وعندما تكرر صوت الأنثى مرة أخرى، توقف كل الضجيج.
– سيناريو الأحداث على وشك أن يبدأ. سنتجاهل المهرج حاليًا، لكن على أحدكم أن يراقبه. سنتصرف بناءً على ذلك.
– مفهوم.
ما كانت هذه المحادثة؟. لماذا بدا وكأنهم على دراية بالموقف أصلًا؟ من كانوا؟ لماذا كانوا هنا؟ والأهم من ذلك، لماذا كنتُ هنا؟. كان ذهني مليئا بالأسئلة، ولكن قبل أن أتمكن من معالجة أي شيء آخر، تغير الجو في المسرح.
تغيير مفاجئ وساحق!.
“….!؟”
تلاشى التصفيق فجأةً، وتوقف الضجيج. وكأنما في تناغمٍ تام، التفتت الرؤوس نحو مركز المسرح لحظةً حدث فيها تغيير.
أصدر جهاز اللاسلكي صوت طنين خافت آخر.
– بدأ السيناريو. استعدوا!.
سووش!
وأخيرا، انفتحت الستائر، لتكشف عن المسرح.
في الوسط، وقف بيانو كبير، يتلألأ سطحه المصقول تحت الأضواء الساطعة. اصطف اثنا عشر كرسيًا فارغًا على طول المسرح، كلٌّ منها في صفوف مرتبة إلى اليمين.
كان الصمت خانقًا وغير طبيعي، وكأن الهواء نفسه كان يحبس أنفاسه.
سييييك… .
صدح صوت حادّ ومزعج يشقّ الصمت حين ظهرت شخصية من خلف المسرح. كانت حركاتها جامدة، على نحو غير طبيعي.
“…..!”
تشكلت عقدة في حلقي في اللحظة التي ظهرت فيها. وفي الوقت نفسه، اهتز جهاز اللاسلكي مرة أخرى.
– إنه قادم. كما في التقارير. كونوا حذريين.
كان هذا الشخص يرتدي بدلة سوداء رسمية، بالكاد تظهر حواف ربطة عنقه الحادة تحت جسده النحيل الذي يكاد يكون هيكلًا عظميًا. كان يمسك كمانًا مصنوعًا بإتقان، أوتاره مشدودة ومرتعشة تحت يديه. وجه الشخصية… إن صح التعبير، كان أشبه بكابوس. جلد جاف ملتصق بهيكل يشبه الجمجمة، وإبر رفيعة لامعة تخيط فمه وتغلق تجاويف عينيه الغائرتين.
توجه نحو أحد الكراسي وجلس عليه، ونظرته الفارغة ثابتة علينا.
– وهنا يأتي التالي.
تبعتها شخصية أخرى، امرأة ترتدي فستانًا أسود طويلًا فضفاضًا. كانت خطواتها جامدة، لكنها حملت رقة غريبة وهي تحمل آلة التشيلو، وخشبها المصقول يلمع تحت الضوء.
– الباس.(اداة موسيقية)
كان لكل شخصية تالية نفس الحضور المقلق. كانت حركاتهم سلسة، لكن كان هناك شيء غريب فيهم، كما لو كانوا دمىً تُحرك بخيط. ازداد الهواء ثقلاً مع كل شخصية تجلس في مكانها. اثنا عشر كرسياً. اثنا عشر شخصية.
أصبحت الغرفة هادئة بشكل مثير للأعصاب.
وبعد ذلك، أصدر جهاز اللاسلكي صوت طنين مرة أخرى.
– تم ملء الأوركسترا.
انخفضت درجة الحرارة في الغرفة، وارتجفتُ لا إراديًا. قبضت يدي على جهاز اللاسلكي، والعرق يتصبب على جبهتي.
كان هناك شيء آخر قادم.
شيء أسوأ.
لقد استطعت أن أشعر به.
بزز!
– جهّزوا أنفسكم. الزحش الرئيسي على وشك الوصول. تذكروا ما أبلغه الكشافة. لحظة وصول الوحش الرئيسي، يبدأ السيناريو فعليًا.
لقد بلعت ريقي بقوة، وكان فمي جافًا. من هم هؤلاء الأشخاص؟ كيف عرفوا كل هذا عن هذا السيناريو، ومن هم الكشافة؟. وهل كانوا أيضًا من الذين تلقوا النظام الغريب؟.
إذا كان الأمر كذلك—
– انتبهوا للمقدمة، السيمفونية الأولى. ستدوم عشر دقائق تقريبًا. خلال هذه الفترة، قد تتأثر مشاعركما بالموسيقى. عليكم أن تقاومو مهما كلف الأمر!.
المقدمة؟ سيمفونية أولى؟ ماذا بالضبط؟.
– لقد بدأ! وصل الرئيس!.(بذل وحش رئيسي بحط الرئيس لان اختصار افضل)
جيييك-!
تصدع الخشب مرة أخرى، هذه المرة أكثر حدة من ذي قبل كان قلبي ينبض بقوة كأنه سيخرج من صدري. وصل الرئيس، وكانت هيئته أكثر غرابة من الآخرين. كان جسده ملتويًا، وأطرافه طويلة بشكل غير طبيعي، وجلده مشدود بشدة على عظام خشنة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من مظهرها الغريب، فقد كان يتحرك بهدوء مقلق، وكأنه ينتمي إلى هنا.
وصل إلى المنصة في مقدمة المسرح، وتوقف وكأنه يريد مسح الغرفة. ثم حرك رأسه ببطء وبشكل فظيع.
وعلى الرغم من الغرز الخشنة التي كانت تغلق تجاويف عينيه، إلا أنه كان ينظر إلينا مباشرة.
“…”
بلعت ريقي بصمت، وكانت يداي ترتجفان.
“…”
لقد نظر إلينا في صمت.
“…”
رفع يديه.
“….”
ثم-
وام!
بدأت الموسيقى.
– جميعًا، استعدوا! من هذه اللحظة فصاعداً، النغمة الأولى العليا على وشك أن تبدأ! عليكم المقاومة مهما كلف الأمر!.
تردد صوت المرأة المتعجل والمذعور مرة أخرى في جهاز اللاسلكي بينما تغيرت وجوه المجموعة أمامي. ولأنني لم أستطع فهم ما كان يحدث، فقد استعديت للمحتوم، فعضضت شفتي وغطيت أذني.
ولكن لم يكن هناك فائدة.
مازالت الموسيقى تصل إلى أذني.
لقد كان لحنًا ناعمًا، لحنًا دغدغ الأذن بلطف، وبدا مثل همسة لطيفة وناعمة.
‘هذا ليس سيئًا’، فكرت.
في الواقع، بدا الأمر جيدا.
كانت الموسيقى ممتعة للأذن. الموسيقى… كانت جميلة في البداية. لحنٌ ناعمٌ همس في ذهني، رقيقٌ، يكاد يكون آسرًا. امتزجت نغمات الكمان الناعمة ببراعة مع رنين التشيلو العميق، حيث تُكمّل كل آلة الأخرى في تناغمٍ مثالي.
كان من السهل أن أضيع في الصوت، وأن أشعر بثقل العالم ينزلق بعيدًا بينما تسترخي عضلاتي، وتنجرف أفكاري في اللحن.
أومأت برأسي على إيقاع الموسيقى.
لقد شعرت أنني نسيت كل الأشياء السيئة.
لقد تلاشى التوتر، وتلاشا أيضًا أفكاري.
تدريجيا، غرقت في اللحن.
بدأت الانغماس فيه.
كان كل ما اعتقدته.
لقد كان… .
“…..!؟”
فتحت عينيّ فجأةً، وأمسكت بيدي اليمنى. كانت ترتجف، وأصابعي مرتخية وهي تغوص في قميصي. تبلل جسدي بالعرق، وتسرب عبر ملابسي. أصبح تنفسي ضحلًا ومضطربًا.
‘يا إلهي.’
شعرت أن معدتي تتقلص عندما نظرت للأمام. نظرت إلى الرئيس، وبطريقة جعلت دمي يتجمد، تحولت عيناه لمقابلة عيني.
بدأت شفتيه في الالتفاف ببطء شديد، حيث أصبحت الغرز الداكنة الخام عبر فمه أكثر إحكامًا، مما أدى إلى تمدد الجلد الشاحب المتحلل في ابتسامة تقشعى لها الأبدان.
لقد نسيت فجأة كيفية التنفس.
معدتي ألتوت.
‘يا إلهي.’
أصبحت الموسيقى أعلى، وأكثر إلحاحًا.
لا… عليّ أن أبقى مركزًا. أن أبقى مستيقظًا.
لقد حاولت. لقد حاولت حقًا.
حتى،
بانج!
“آه”.
صرخة مخيفة اخترقت القاعة! كان ذلك مقترنًا بـ “ضجة” عالية عندما وقف أحد الأشخاص الغريبين، وكانت وجوههم شاحبة وتعبيراتهم ملتوية.
“آآآه!”.
استمر بالصراخ. رأيت الآخرين ينظرون في اتجاهه، ولكن كما لو كانوا يكافحون للحفاظ على رباطة جأشهم، لم يتمكنوا إلا من النظر إليه بينما تحولت عيناه إلى اللون الأحمر.
– إنه جاكسون!
– كابتن!؟ ماذا علينا أن نفعل!؟
“آآآه!”.
صرخة أخرى اخترقت أذني بلا رحمة.
“أوقفوه! أوقفوه!” صرخ وهو يخدش وجهه.
انغرست أصابعه عميقًا في جلده، والدم يسيل من وجهه وهو يبدأ بتمزيق ملامحه. راقب الآخرون، متجمدين، ووجوههم ملتوية من الرعب، الرجل وهو يواصل تشويه نفسه.
معدتي كانت تنقبض، بالكاد استطعت السيطرة عليها. رأيت أحد الأشخاص الذين يرتدون الملابس السوداء يقف في محاولة لمساعدته، ولكن بحلول الوقت الذي وصلوا إليه، كان وجهه غارقًا في الدماء، وأصابعه تغوص عميقًا في وجهه، مما أدى إلى تشويه ما كان وجهه ذات يوم.
عندما رأيت هذا المشهد، شعرت بكتلة في حلقي، وبدأت معدتي تتقلب أكثر من أي وقت مضى.
لقد شعرت بذلك حينها.
لقد كنت قريبًا جدًا من التقيؤ.
“آه”.
مع استمرار الصراخ، انتصب شعر ذراعيّ. ازدادت صرخاته جنونًا وأعلى، حتى استدار أخيرًا نحو أقرب جدار و—
بانج!
اصطدم رأسه بها، وتناثر الدم في كل مكان.
بانج!
تردد الصوت، كل ضربة كانت أعلى من سابقتها.
تم طلاء الجدران باللون الأحمر.
بانج!
سقط جسده على الأرض، بلا حياة.
جاجلو!
وعندما سقط جسده، عادت الموسيقى، واتكأت إلى الخلف على كرسيي.
“هاا…هاا…”.
بينما كان المشهد المخيف يتكرر في ذهني، شعرتُ بقميصي يلتصق بسطح الكرسي الرطب. لم تتوقف الموسيقى قط، بل كانت تعزف وسط الصراخ، تتسلل ببطء إلى ذهني.
لم يتبق لي الكثير من الوقت.
انخفض نظري إلى الأشياء الموجودة بين يدي، وكانت أصابعي ترتجف وهي تضغط عليها.
بدون تردد، وضعت سدادات الأذن في أذني.
حينها أصبح كل شيء صامتًا.
ثم توقف كل الضجيج، وهدأ عقلي.
‘عشر دقائق.’
أخذت نفسا عميقا، وأجبرت نظري بعيدا عن الجدران.
‘…هذا هو كل الوقت المتبقي لي للبقاء على قيد الحياة.’
~~~
اعتذى عن التأخير
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 3 - 3 - الفصل الثالث، المهرج(2) 2025-07-08
- 2 2025-07-03
- 1 - 1 - مقدمة 2025-06-16
التعليقات لهذا الفصل " 3"