لم تدم القبلة طويلاً. تبع كازان حركة يساريس التي كانت تلمس شفتيه بشفتيها فقط، وتوقّف حالما توقّفت.
كان السبب بسيطًا.
يساريس، التي تجنّبت التواصل الجسدي العميق حتى الآن، قبّلته فجأة، ولم يفهم نواياها. على الرغم من قضاء ليلةٍ معًا، لم يكن لديه ذكرياتٍ عنها، فأصبح حذرًا.
لم تفوتها نظراته الحذرة التي تراقبها بعناية خوفًا من الخطأ.
فتحرّكت شفتاها لتفسّر تصرّفها.
“أنتَ …”
بدأت الحديث، لكنها لم تستطع تحديد سبب تقبيلها له بوضوح.
هل كان اندفاعًا؟ ربما أرادت البقاء في راحته.
أو ربما أرادت التأكّد من شيءٍ ما.
أو ربما وقعتُ في غرام وجهه. إنه وسيمٌ جدًا.
لكن ربما لو كان أقل وسامةً لكان أفضل. على سبيل المثال ، مظهرٌ ألطف بدلاً من الحدّة ، ربما يناسب ذوقي أكثر.
فركت يساريس خدّ كازان دون وعي وأكملت جملتها.
“قلتَ إنك تريد التقبيل …”
كان عذرًا ضعيفًا. لذا استغرق كازان بعض الوقت لفهمه.
قبّلتني لأنني قلتُ إنني أريد ذلك؟
“إذن، ساري.”
لم يفوّت الرجل الفرصة. نظر إليها و هي جالسة على السرير ، ثم أمالها إلى الخلف ببطء.
“إن أردتُ فعل المزيد معكِ، هل ستسمحين بذلك؟”
لكن تمويهه كان بلا جدوى منذ البداية. عيناه المتّقدتان كالنار كانتا تحرقان يساريس ، فلم يكن ليختفيا.
كانت رغبةً قد تحرقها إن لامستها.
إن تشابكت معها، قد تعاني من عطشٍ لا نهائيّ.
“…أنا متعبة.”
عند هذا الرد، أمسك كازان قبضته بقوة. أغمض عينيه و تنفّس بعمق، ثم أسقط رأسه كما لو كان يستسلم.
“حسنًا.”
حتى الأمس، كان هذا المشهد لا يمكن تصوّره، فلا ينبغي أن يشعر بخيبة أمل. بينما كان يتراجع دون المزيد من الإلحاح، أمسكت يساريس بذراعه ونظرت إليه.
“أنا متعبة …”
كرّرت كلامها بنفس التعبير الذي يصعب فهمه، ثم همست بهدوء.
“لكن ربما مرّةً واحدةً لا بأس بها.”
“….!”
أخفى كازان دهشته بسرعة.
لن تسمح يساريس بجسدها لو لم يكن لديها مشاعر. مقارنةً بالأمس حيث ساعدته تحت تأثير الدواء، كان هذا مختلفًا.
إذن، هذا يعني أنها قبلته أخيرًا، أو أنها في طريقها لذلك.
“حسنًا، ساري.”
لم يُطِل كازان الحديث. عبّر عن مشاعره التي لا يمكن التعبير عنها بابتسامةٍ عريضة.
“سنقضي ليلةً لا تُنسى.”
دفن كازان رأسه في رقبة يساريس ، لكنه لم يرَ أنها لم تبتسم مثله، بل كانت شاردةً وهي تمسّد شعره الأسود.
* * *
“قلتَ بوضوحٍ إنها ستكون مرّةً واحدة …”
“ألم تكن مرّةً واحدة؟”
“كيف تكون تلك مرّةً واحدة؟”
لم تستطع يساريس المشي، فحملها كازان بينما ضربت صدر زوجها الوقح بضعف. لم يكن لديها قوة، فانزلقت يدها بعد أن لامست صدره.
“لن أنخدع مجددًا …”
تمتمت يساريس مرهقةً وأغمضت عينيها.
كانت النظرات التي تلتقطها ثم تتفرّق بسرعة في كلّ رواق تزعجها، لكنها كانت مرهقةً لدرجة أنها لم تستطع رفع رأسها.
كلّ هذا بسبب كازان.
هذه المرّة، لم تستطع إلقاء اللوم على الخمر، فقد كانت واعيةً تمامًا ولم تستطع عدّ كم مرّةً استسلمت.
لن أسمح له مجددًا.
عزمت يساريس في قرارة نفسها وهي تعلم أنها ستستسلم مجددًا.
ظلّت صامتةً بحنق، فظنّ كازان أنها نائمة فتوقّف عن الحديث.
طق-! ، طق-!
كانت هناك ضجةٌ صامتة تثور وتهدأ مع كلّ خطوة.
لم يكن من المفاجئ أن ينام الإمبراطور مع الإمبراطورة، لكن لم يتوقّع أحد أن يظهر وهو يحملها كالأميرة علنًا.
منذ عودة الإمبراطورة، كانت هناك شائعاتٌ جديدة كلّ يوم.
ترك كازان الخدم الذين جمعوا مادةً للحديث وتوجّه إلى غرفة يساريس.
طق-!
فتحت الخادمة الباب بإيماءةٍ من ذقنه وانحنت بأدب ثم انسحبت، تاركةً إياهما بمفردهما.
لم يتكلّم كازان.
بدا في البداية وكأنه يزمّ شفتيه بحنق، لكنه بعد دقائق وضع يساريس النائمة بحذر على السرير.
سحب الغطاء حتى كتفيها ونظر إليها طويلاً.
رغم إرهاقها، كانت تتنفّس بهدوء أثناء نومها. أمسك خصلةً من شعرها البلاتيني وقبّل طرفها.
“ارتاحي جيدًا.”
كان همسًا خافتًا كصوت الريح.
ترك يساريس تنام بهدوء وغادر الغرفة متوجّهًا إلى قصر الإمبراطور.
طق-! ، طق-!
ردّدت خطواته صدى في الرواق. لكن على عكس الدفء الذي كان يحمله مع يساريس ، كان وجهه باردًا بشكلٍ مخيف، فانخفضت رؤوس من صادفه.
“استدعوا الوزير.”
“حاضر، جلالتك.”
جلس كازان خلف مكتب العمل وتشابكت يداه.
بينما كان يرتّب أفكاره بتعبيرٍ بارد، وصل الضيف بسرعة.
رجلٌ رماديّ المظهر ، جيفكين باريليو.
“هل استدعيتني ، جلالتك؟”
“دوق باريليو.”
حرّك كازان عينيه فقط لينظر إليه. لم يدم تأمّله لوجهه العادي طويلاً.
دون مقدّمات ، أطلق تصريحًا صادمًا.
“سأخلع الإمبراطورة الثانية و أقتلها. هل لديك اعتراض؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 64"