“هل تعلمون أنّ ابن عمّي يعمل في فرقة الفرسان الإمبراطوريّة؟ لقد رافق جلالة الإمبراطور و الإمبراطورة إلى برج السّحر ، و قال إنّ وجهها يشبه وجه الإمبراطورة تمامًا. ربّما لهذا أحضرها؟”
“سواء كانت حقيقيّة أم مزيّفة ، يجب أن نعاملها كإمبراطورة. جلالة الإمبراطور حقًّا …”
هل هو ذوق ثابت أم أنّه يهتمّ بالمظهر فقط؟ لم تستطع السّيّدة التي أغلقت فمها خوفًا من انتقاد الإمبراطور مباشرة أن تكمل ، لكنّ الآخرين فهموا ما تعنيه.
خلال فترة هيجان الإمبراطور ، انتشرت شائعات كثيرة عن سبب تصرّفاته. قيل أحيانًا إنّه يحبّ الإمبراطورة ، لكنّ هذا الرّأي لم يحظَ بتأييد واسع ، لأنّ معاملته لها لم تكن جيّدة.
بل كان يُظهر عاطفته أكثر للإمبراطورة الثّانية.
على الرّغم من النّقاشات ، كان استنتاجهم واحدًا: الإمبراطور لا يستطيع نسيان جسد الإمبراطورة ، أو أنّها الوحيدة التي تلبّي رغباته ، كطفل متعلّق بدميته المفضّلة.
“على أيّ حال ، بما أنّ الإمبراطورة عادت ، ربّما يهدأ جلالة الإمبراطور قليلاً؟”
“نأمل ذلك. لم يكن هناك من يستطيع تهدئته طوال هذه المدّة …”
تنهّدت بعضهنّ بوجه يعكس مشاعر مختلطة.
لم يعد كازان “الإمبراطور القاسي لكنّه كفء” ، بل أصبح “طاغية مجنون”.
لو لم يكن قد أبرم عهد الدّم مع النّبلاء الرّئيسيين عند تولّيه العرش ، لاندلعت ثورة منذ زمن. لكنّ إظهار أيّ نيّة للإطاحة به كان يعني الموت ، فلم يكن أمامهم سوى تحمّل طغيانه.
“ستنجح ، أليس كذلك؟ عادت إلى الإمبراطوريّة لهذا السّبب. سواء كانت حقيقيّة أم لا ، فإنّ استقرار أوزيفيا سيفيدها”
“صحيح. أصلاً ، الشّيء الوحيد الذي تعرفه هو تهدئة جلالة الإمبراطور”
كان النّبلاء ينظرون إلى يساريس بازدراء ، لكنّهم كانوا يأملون أن تتحكّم بكازان ، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى استقرار أوزيفيا المتزعزعة.
كانت هذه المحادثات تتكرّر في أنحاء الإمبراطوريّة.
حدث ذلك في اليوم الأوّل لوصول يساريس إلى القصر.
* * *
“سمعتُ أنّكِ فقدتِ ذاكرتكِ. هل تعانين من الصّداع؟”
“لا ، ليس لديّ صداع. شعرتُ بدوخة خفيفة في البداية ، لكن هذا كلّ شيء”
“تكلّمي بأسلوب رسميّ. أنا هنا كطبيب إمبراطوريّ ، و لستُ نبيلاً يتحدّث إلى الإمبراطورة”
“حسنًا ، سأفعل …”
نظرت يساريس بإحراج إلى الرّجل أمامها.
قدّم نفسه كفيكونت لابيرو ، طبيب بشعر رماديّ و نظّارة أحاديّة ، و فحص حالتها.
بدأ بجرح بطنها و فحص حالتها العامّة ، ثمّ أثنى عليها بجفاف قائلاً إنّها بحالة جيّدة أكثر ممّا توقّع. لكنّ تعبيره الخالي من المشاعر من البداية إلى النّهاية جعل كلامه يبدو غير صادق.
“لديّ قريبة كانت خادمة لديكِ. كنتُ أرسل أدوية نوم أو صداع من خلالها بشكل دوريّ. هل لم تعودي بحاجة إليها؟”
“أدوية؟ هل كنتُ أتناول مثل هذه الأشياء؟”
“يبدو أنّكِ بخير. سأعطيكِ فقط مرهمًا للجرح”
عبست يساريس عندما تجاهل سؤالها ، لكنّها لم تعلّق.
اعتادت على صمت الفرسان خلال رحلة العربة ، فافترضت أنّ هذا مشابه. ربّما أُذن له فقط بالحديث عن العلاج.
“على الرّغم من أنّ الجرح تحسّن كثيرًا ، تجنّبي ارتداء الكورسيه أو الملابس الضّيّقة على الجزء العلويّ لمدّة شهر. ارتدي فساتين خفيفة كما تفعلين الآن”
“ظننتُ أنّ الجرح سيشفى فور وصولي إلى القصر، لكن يبدو أنّ هذا ليس صحيحًا”
“إذا أردتِ، يمكنني وصف جرعة شفاء سحريّة، لكنّها غير مستحسنة على المدى الطّويل لأنّها تترك آثارًا جانبيّة”
كانت هذه معلومات معروفة ليساريس. فقط توقّعت أنّ إمبراطوريّة أوزيفيا قد تملك طرقًا مختلفة.
لكن لماذا توقّعت ذلك؟ ربّما لأنّها رأت جسد كازان النّظيف تمامًا عندما غيّر ملابسه بالمصادفة.
‘كان يجب أن تكون هناك ندوب …’
“جلالة الإمبراطورة؟”
“آه، أعتذر. هل قلتَ شيئًا؟”
“سأزوركِ كلّ يومين بعد الظّهر لفحص الجرح. هل هناك وقت معيّن تفضّلينه؟”
“بعد الغداء.”
“حسنًا. استريحي الآن”
“وداعًا ، يا فيكونت”
ودّعت يساريس لابيرو و لمست ضمادات بطنها بحرج.
لماذا افترضتُ أنّ كازان سيكون لديه ندوب؟ كم مرّة يُصاب إمبراطور؟
هزّت رأسها لهذا التّفكير السّخيف و استلقت على السّرير.
نظرت إلى السّقف فرأت خلفيّة سوداء مرصّعة بجواهر صغيرة كالنّجوم في سماء الليل.
على جانب واحد، كانت هناك مجموعة من الجواهر المرصّعة كأنّها درب التّبانة مغطّاة بغبار اللؤلؤ.
على الجانب الآخر، كانت هناك شهب متساقطة، مما جعل السّقف الثّابت يبدو مليئًا بالحياة.
“جميل.”
هل أنا من زيّنته في الماضي؟ يبدو أنّه كلّف الكثير.
ربّما كاين هو من فعل ذلك من أجلي.
تمنّت يساريس أن يكون الأخير صحيحًا وهي تتفحّص الغرفة. الهيكلية والتّرتيب المألوفان والغريبان في آن واحد جعلاها تشعر بالاضطراب.
“هذا المكان الذي عشتُ فيه …”
لم يكن لديها أيّ ذكرى عن حياتها في أوزيفيا. المكان ، النّاس ، الثّقافة ، كلّ شيء كان جديدًا بالنّسبة لها.
كانت تخشى ارتكاب خطأ ما.
لو كانت وحدها، لكان الأمر مختلفًا، لكنّها كانت قلقة من إلحاق الضّرر بوطنها، زوجها، وابنها، فلم تتحرّك بحرّيّة.
“كان يجب أن أبقي مايكل معي.”
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على فراقها من ابنها، وشعرت بالنّدم.
على الرّغم من أنّه لم يُتوّج رسميًّا بعد، إلّا أنّ مايكل، الابن الوحيد للإمبراطور، حصل على قصر الأمير الإمبراطوريّ التقليديّ. كان ذلك رمزًا للسّلطة، فوافقت من أجله، لكنّها شعرت بالوحدة عندما بقيت بمفردها.
هل أذهب إليه؟ لكنّه يحتاج إلى الاستقلاليّة.
هل من الضّروري التّفكير في هذا الآن؟ يجب أن أرى الأشخاص الذين سيهتمّون بابني بنفسي …
طق-! طق-! طق-!
“يساريس ، هل أنتِ هنا؟”
“ادخل، كاين.”
نهضت يساريس من السّرير ودعت صاحب الصّوت المألوف.
دخل كازان بزيّ الإمبراطور بخطوات واثقة.
“سمعتُ من الفيكونت لابيرو أنّه سيزوركِ كلّ يومين بعد الظّهر لفحصكِ.”
“صحيح. ليس أمرًا كبيرًا، فقط فحص الجرح وتعديل الدّواء حسب تحسّنه.”
أومأ كازان لما سمعه بالفعل وجلس بجانب يساريس.
“هل ترغبين في تناول الغداء معي كلّ يوم؟ أودّ أن أتناول كلّ وجباتي معكِ، لكنّ الأعمال المتراكمة تفوق التّوقّعات.”
“هل تتخطّى وجباتكَ من أجل العمل؟”
“أعمل وأنا آكل. لديّ يدان، أليس كذلك؟”
تفحّصت يساريس وجهه، غير متأكّدة إن كان يمزح أم جادّ.
لكنّ وجهه كان جادًّا تمامًا.
“أخشى أنّني و مايكل نأخذ الكثير من وقتكَ.”
“على العكس، العمل هو من يسرق وقتي معكِ. رئيس الوزراء خفّف عنّي بعض المهام، لكنّ الأوراق التي تحتاج إلى ختم الإمبراطور كثيرة جدًّا. أودّ حرقها جميعًا.”
“تحمّل، أرجوكَ. لا أريد أن أسمع أنّ زوجي الإمبراطور مجنون.”
كانت كلمات يساريس مزحة لمواساته، لكنّها لم تتوقّع أن عينيه الحمراوين ستصبحان باردتين فجأة.
“من قال ذلك؟”
“ماذا؟”
“من قال لكِ إنّني مجنون؟”
“مجنون؟ من يجرؤ على ذلك؟ كنتُ أمزح، يا عزيزي.”
أومأ كازان ببطء بعد لحظة صمت ، مرتبك من ردّ فعلها المذعور.
“حسنًا، أعتذر لأنّني لم أفهم المزحة.”
“لا داعي للاعتذار …”
“إذا قال أحد شيئًا غريبًا، أخبريني. إنّهم متمرّدون.”
“ماذا؟”
تأخّرت يساريس في الرّد على كلمة غير متوقّعة. ظنّت أنّ أوزيفيا آمنة نسبيًّا، لكن هذا لم يكن خبرًا مطمئنًا.
“هل هناك علامات تمرّد؟”
“بالأحرى، هناك العديد من السّاخطين عليّ. لكن لا أحد سيلمسكِ بشعرة، فلا تقلقي. أنتِ أكثر أمانًا منّي.”
‘أليس هذا سيّئًا بطريقة ما؟’
واصل كازان ، غير مبالٍ بحيرتها ، بابتسامة مائلة: “يمكن إخفاء السّكين ، لكنّ الأفواه أخفّ من الهواء و تخطئ بسهولة. إذا حاول أحد التّفريق بيننا ، أخبريني. قد يساعد ذلك في تعقّب الخونة”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 53"