صحيح أنه في بداية زواجهما، عندما كان هناك سوء تفاهم بينهما، تمنت قتله أحيانًا، لكن …
“أمر غريب. أنتِ تمنحينني مهلة.”
قاطع صوت كازان أفكار يساريس.
كان يتحدث وكأنها ستقتله بالتأكيد.
“انتظر لحظة، كازان. هناك سوء تفاهم.”
“سوء تفاهم؟”
“لم آتِ لأقتلك. بل العكس تمامًا.”
مال رأس كازان قليلاً وهو يطفو فوق الأرض.
على الرغم من اعتقاده أن يساريس ستؤذيه، لم يظهر في عينيه الحمراوين أي أسف وهما تتفحصانها ببطء من الأعلى إلى الأسفل.
“العكس؟”
“جئتُ لأوقظك. من هذا الحلم العميق.”
“حلم. كلمة رومانسية لتغليف العالم الآخر.”
من نبرته الهادئة، أدركت يساريس فجأة.
كازان يعتقد أنه مات بالفعل.
ومع ذلك، يظن أنها جاءت لتقتله.
ما الذي حدث ومن أين بدأ هذا الخطأ؟ شعرت يساريس بالذهول والضياع في آن واحد.
“… سأشرح من البداية. أنتَ الآن في حالة نوم. وفقًا للينا، هذه حالة تُسمى السبات العميق، وهي قدرة خاصة بتينيلاث.”
“لكنني بالتأكيد فقدتُ قلبي.”
“جسدكَ قد تعافى بالفعل. فقط وعيكَ لم يعد بعد. إذًا كان عقلكَ محبوسًا في هذا الحلم، أتفهم ذلك؟”
لم يجب كازان. اكتفى بالنظر إليها بهدوء.
شعرت يساريس بضيق في صدرها من وجهه الذي لا يمكن فهمه.
بالتأكيد لديه الكثير من الأسئلة، لكنه لم يطرح أي سؤال، و لم يوضح ما الذي فهمه من كلامها، مما جعلها تتساءل عما إذا كان يستمع إليها حقًا.
“سأكرر، كازان. جئتُ لأوقظك من هذا النوم العميق. ربما يعني ذلك إخراجك من هذا الحلم. في الحقيقة، دخلتُ إلى هنا عن طريق الخطأ إلى حد ما، لذا يجب أن نناقش الطريقة الدقيقة …”
“الخروج من هنا.”
فتح كازان فمه أخيرًا، وأغلق عينيه ببطء وكأنه يتذوق كلام يساريس، ثم فتحهما.
“هل هذه هي الطريقة التي اخترتِها هذه المرة؟”
“ماذا تعني؟”
“ألم تقولي إنكِ ستأخذينني خارج هذا المكان؟”
“… و ماذا في ذلك؟”
شعرت يساريس أن الحديث ينحرف بشكل غريب، فعبست.
كانت الافتراضات المختلفة التي يقوم عليها تفكيرهما تجعل الحديث لا ينسجم.
لاحظ كازان ذلك أيضًا، فرفع حاجبًا ثم أخفضه.
ثم تابع بصراحة شديدة.
“بغض النظر عن المكان الذي تريدين أخذي إليه، الخروج من الجنة الوحيدة التي أملكها، أليس ذلك بالنسبة لي موتًا؟”
“…….”
انقطع كلام يساريس.
لقد تساءلت للتو عما إذا كان إيقاظ كازان هو الخيار الصحيح، فلم تجد ردًا للدفاع عن موقفها.
لكن، ماذا إذن؟ إذا رفض كازان الاستيقاظ بنفسه، فماذا يفترض بها أن تفعل؟
يساريس، التي تحركت بكل السبل لإنقاذه، اصطدمت بعقبة غير متوقعة و تاهت.
حتى لو تركت مسألة استيقاظه جانبًا، بما أنها دخلت هذا المكان، يجب أن تجد طريقة للخروج …
“وقد قلتِ بنفسكِ إنكِ لا تعرفين طريقة الخروج. إذا كان هذا حلمًا كما تقولين، فالاستيقاظ منه بسيط.”
“لا تقصد …”
شعرت يساريس برعشة وأحاطت ذراعيها بنفسها.
لم تعد متأكدة إن كانت تريد سماع كلامه أم تريد إسكاته.
لكنه، بغض النظر عن ذلك، استمر بوجه خالٍ من التعبير وصوت رتيب.
“مَوْتي.”
“لا …!”
توقفت عينا كازان الحمراوان على وجه يساريس المتذبذب.
نظر إليها بنظرة غريبة وكأنها لا تريد موته حقًا، ثم أنهى كلامه.
“في النهاية، جئتِ لتقتلينني. أليس كذلك، يساريس؟”
“…….”
شعرت يساريس بالاختناق من نظرته الهادئة.
كانت الطريقة التي تسير بها الأمور عكس نواياها تمامًا، وكان كازان، الذي يلومها بهدوء، ظالمًا جدًا بالنسبة لها.
لكنه لم يكن يلومها.
منذ البداية، كان يتصرف وكأن من الطبيعي أن تحاول يساريس قتله.
حتى أنه لم يظهر أي نية للمقاومة رغم هذا الافتراض.
ألم يفترض أن يُظهر شخص يواجه الموت آليات دفاعية؟ لكنه بدلاً من ذلك رحب بها كأنه كان ينتظرها.
كأنما مر بهذا الموقف مرات عديدة.
“… لماذا؟”
في النهاية، طرحت يساريس سؤالاً بعيدًا قليلاً عن إيقاظ كازان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 147"