موكيون كانت عائلة قرأت عنها مرّة واحدة فقط في وثيقة منذ سنوات.
بعد أن أنجبت مايكل وفقدت ذاكرتها وعادة إلى أوزيفيا، تلقّت من كازان قائمة ومعلومات عن النبلاء.
كان اسم فرنيسير بليك قبل الزواج هو موكيون.
“بالطبع، لا تعرفين كيف حصلت عائلة موكيون على لقب الماركيز.”
“نعم. أعرف فقط أنّهم السيف السرّيّ للعائلة الإمبراطوريّة. إذا كانت عائلة الدوق بليك هي الذراع اليمنى العلنيّة لتينيلاث، فإنّ عائلة الماركيز موكيون تتولّى دور الظلال، أليس كذلك؟”
عائلة ماركيز تتولّى الأعمال القذرة للعائلة الإمبراطوريّة.
بما أنّ هذا هو الوصف الوحيد ، لم تستطع يساريس معرفة ما يفعلونه بالضبط.
عندما تذكّرت الحديث عن السمّ بينها وبين تيمسيان، خمّنت أنّهم ربّما يعملون في الاغتيالات.
“تعرفين بالضبط ما يجب معرفته. في الحقيقة، لا ينبغي معرفة أكثر من ذلك، لكن بما أنّكِ تعملين كوكيلة لجلالة الإمبراطور، سألتُ للتوّقع.”
“هل يُمكنكِ الشرح مباشرة؟ كيف يُمكن لموكيون مساعدتي؟”
عبست يساريس وطالبت بردّ مباشر، متضايقة من الحديث الدائر حول الموضوع.
لم تكن تنوي لعب الأحاجي في محادثة تتعلّق بحياة أو موت كازان.
أدركت فرنيسير مزاج الإمبراطورة، فابتسمت بإحراج وهي تلعب بفنجان الشاي.
كانت هي المتوتّرة، وليس يساريس، فلم تستطع الردّ إلّا بعد أن بلّلت حلقها برشفة من الشاي.
“أعتذر. بما أنّني سأتحدّث عن شيء يُفترض أن يبقى سرًّا حتّى الموت، انجرفتُ دون قصد إلى تقديم خلفيّة طويلة. أرجو تفهّمكِ.”
“…إذا كان الأمر كذلك، فلا مفرّ. لن أضغط عليكِ، تحدّثي بهدوء.”
على عكس كلماتها التي تمنح مهلة، زاد فضول يساريس.
حاولت تهدئة نفسها برشفات من الشاي مثل فرنيسير، ثم جاء صوت لطيف وبطيء: “لا ينبغي الكشف عن هذا للغرباء، لكن موكيون هي أيضًا عائلة ورثت قدرة دمويّة. قدرة خطيرة جدًا.”
“هل هي من النوع الذي يتدخّل في العقل؟”
كادت يساريس تقفز من مكانها.
أن يكون الشخص الذي ظنّت أنّه من المستحيل إيجاده في القارّة موجودًا أمامها مباشرة، أليس هذا مناسبًا جدًا؟
للأسف أو لحسن الحظ، كان تخمين يساريس صحيحًا جزئيًا فقط.
أثبتت إجابة فرنيسير ذات الابتسامة الغامضة ذلك.
“صحيح و خاطئ في الوقت نفسه. في الحقيقة، لا أعرف إن كان استخدام القدرة ممكنًا في حالة جلالة الإمبراطور، لذا يُمكن القول إنّ قدومي هنا مقامرة بنسبة النصف.”
“ما هي هذه القدرة بالضبط؟”
تنهّدت فرنيسير أمام سؤال يساريس المتضايق، وتقلّص وجهها قليلاً وهي تجبر نفسها على الكلام الذي لم يخرج بسهولة.
“قدرة موكيون هي التسلّل إلى أحلام الآخرين. أو بالأحرى، التلاعب بالأحلام. من خلالها، يُمكن لموكيون استخراج المعلومات المطلوبة من الهدف أو زرع صدمات نفسية. إنّها قدرة مناسبة جدًا لعائلة تدير الاستخبارات والاغتيالات معًا.”
كانت موكيون عائلة تجوّلت في العالم السفليّ لفترة طويلة.
ثم، بعد عقد تحالف مع تينيلاث، خرجوا من الظلال وحصلوا على لقب، فأخفوا ماضيهم وقدراتهم وعاشوا تحت الشمس.
كانت أعمالهم غير النظيفة مستمرّة كما في السابق، لكن على الأقل لم يعد الناس يتجنّبونهم سرًا. بفضل أجيال من التنظيف، لم يعد أحد يعرف قدرة موكيون المزعجة.
حتّى زوجها تيمسيان لم يكن يعرف، فما بالك بالآخرين؟
بينما كانت فرنيسير على وشك الانغماس في أفكارها، سمعت صوت يساريس مليء بالحماس: “إذن، يُمكنكِ الدخول إلى وعي كازان؟”
“لو كان ذلك ممكنًا لكان رائعًا … لكن لا فائدة إذا لم يكن الهدف يحلم بالفعل. والأهمّ من ذلك، بسبب المخاطر الكبيرة ، لا يستخدم أفراد عائلتنا القدرة إلّا في حالات نادرة.”
“ما هي هذه المخاطر؟”
رفعت يساريس حاجبها، شعرت وكأنّ الأمل أُعطي لها ثم سُحب.
لم تكن فرنيسير تقصد ذلك، فأجابت بهدوء بوجه يمزج بين الشعور بالظلم والأسف: “شرحتُ أنّ قدرة موكيون هي الدخول إلى أحلام الآخرين. فكّري، ماذا سيحدث إذا لم يكن الهدف يحلم عند استخدام القدرة؟”
“…”
اتسعت عينا يساريس.
أومأت فرنيسير، متوقّعة أنّ يساريس خمّنت الإجابة، وتابعت: “إذا كانت الطريق ذهابًا خاطئة، فمن الطبيعيّ أن تضيع طريق العودة. لذا، إذا استُخدِمت قدرة موكيون بشكل خاطئ، قد يفقد المستخدم وعيه إلى الأبد. بمعنى آخر، استخدام القدرة يتطلّب المخاطرة بالموت، فقط للتجسّس على الأحلام أو التلاعب بها.”
لم تكن هناك مشكلة إذا كان الهدف يحلم بوضوح، سواء كان حلمًا سعيدًا أو كابوسًا، طالما كان الوعي موجودًا في الحلم، كان الاستخدام آمنًا.
لكن حالة كازان مختلفة.
حتّى وجود وعيه بحدّ ذاته مشكوك فيه، ناهيك عن ما إذا كان يحلم أم لا.
كانت المخاطرة باستخدام قدرة موكيون كبيرة جدًا.
“…ومع ذلك، جئتِ لتستخدمي القدرة على كازان؟ لإيقاظه؟”
أدركت يساريس الآن لماذا كانت فرنيسير متردّدة وتطيل الحديث.
من الطبيعيّ أن تتردّد في أمر يتعلّق بحياتها.
حتّى لو لم يستيقظ كازان من السبات، لن يؤثّر ذلك على عائلة الدوق بليك، أليس كذلك؟
تنهّدت يساريس بثقل.
لم تستطع أن تطلب من امرأة كانت مصدر عزاء نادر في أوزيفيا أن تقوم بعمل يشبه الانتحار.
“لا أعتقد أنّ هذه فكرة جيّدة، سيدتي. سأبحث عن طرق أخرى، فلنحتفظ بقدرة موكيون كملاذ أخير.”
ابتسمت فرنيسير بلطف لكلمات يساريس الرقيقة وقالت: “لا تقلقي. لم آتِ دون تفكير. بل شعرتُ أنّ الأمر يستحقّ المحاولة، لذا جئتُ.”
“لم تري حالة كازان مباشرة. لو رأيته، لما ظننتِ أنّه يحلم. إنّه أقرب إلى الموت.”
على الرغم من كلماتها الثقيلة، لم تتزحزح فرنيسير.
بل عادت إليها رقّتها المعتادة وهي تنظر إلى يساريس.
“سمعتُ من زوجي أنّ لديكِ قدرة تنقية لتأثيرات القدرات الدمويّة. أليس كذلك؟”
“حتّى هذا أخبركِ به الدوق بليك؟”
هل يعرف هذا الرجل الزلق ما معنى السرّ؟
سقطت ثقة يساريس بتيمسيان إلى الحضيض.
لم تكن تعتقد أنّ القدرة التي ذكرتها باختصار أثناء شرح سبب اختطافها وما حدث هناك ستصل إلى أذني زوجته بهذه السرعة.
“ههه، لا تغضبي منه كثيرًا. لقد تحدّثنا عن ذلك ونحن نفكّر معًا لإنقاذ جلالة الإمبراطور. فمي مغلق، فاطمئني”
“ها … حسنًا، لكن لماذا تسألين عن قدرة التنقية؟ ردّ الفعل العكسيّ لاستخدام قدرتكِ لا يُمكن أن يكون مثل التأثيرات التي أنقّيها.”
بشكل عام، لكلّ قدرة دمويّة شروط استخدام وتأثيرات عكسيّة.
بشكل غريب، لم تكن يساريس خاضعة لذلك، لكن بالنسبة لتينيلاث، على سبيل المثال، كان استهلاك الدم شرطًا، مع تأثيرات عكسيّة شديدة تتربّص خلف القدرة القويّة.
بما أنّ هذه نقاط ضعف، يخفي معظم حاملي القدرات الدمويّة شروطهم وتأثيراتهم العكسيّة، وحتّى إن كانوا مستيقظين.
هذا هو سبب ندرة المعرفة عنهم.
ردّت فرنيسير ببساطة على شكوك يساريس:
“شرط استخدام قدرة موكيون هو أن يكون الهدف يحلم. لكن التأثيرات العكسيّة لم تُكتشف. طالما أنّ الاستخدام ناجح، لا توجد آثار لاحقة.”
“وماذا يعني ذلك؟”
“نعم، صاحبة الجلالة. لذا توصلنا إلى نتيجة. محاولة التسلّل إلى وعي هدف لا يحلم قد تؤدّي إلى عبور طريق لا عودة منه. هذا هو التأثير العكسيّ لموكيون.”
“إذًا!”
نهضت يساريس بدهشة، فأجابت فرنيسير بابتسامة زهريّة: “و صاحبة الجلالة يُمكنها منع هذا الحادث. ألا يستحقّ الأمر المحاولة؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات