في الحقيقة، لم تكن الحقيبة الممتلئة التي أخذتها إيزابيلا من كاساندرا تحتوي على مال.
“أتريدين حقاً أن تسلّمي هذا الدواء الباهظ للقاء رسائل فات أوانها؟”
لقد كان دواءً مخصصاً لسارا ابنة كارتر.
دواءٌ أفضل بقليل مما كان فايتشي يوفّره، ويمنح تأثيراً يفوق مجرد المسكنات.
وبالطبع، كان ثمنه مرتفعاً.
غير أن هذا المبلغ لم يكن يُقارن بما ستجنيه تجارة المرأتين، لذلك منحتها كاساندرا بكل ترحاب.
كما أن الشرح الذي أضافته إيزابيلا أغراها بالموافقة أكثر.
“الرسائل مجرد ستار دخاني. لو قلت له إنني سأعطيه إياه بلا مقابل، لتساءل عن مقصدي وشكّ في الأمر وشعر بالقلق.”
“إذن ما الهدف الحقيقي؟”
“إثبات القدرة.”
“القدرة؟”
“أنني أستطيع أن أفعل هذا وأكثر.”
وبما أنّه رجلٌ يتحرك بدافع مصلحة ابنته، فإن رؤيته لتحسّن حالة سارا بعينيه سيجعله لا إرادياً يميل نحوها.
“أتظنين حقاً أنك قادرة على جعله يخون فايتشي؟”
كانت كاساندرا تعرف خطة إيزابيلا لاستقطاب كارتر، ولأجل هذا كانت إيزابيلا تتسلل أحياناً بعيداً عن الأنظار لزيارة سارا.
وكان الغرض أيضاً شحن أثر الارتباط العالق بجسد سارا حتى يتمكن كلاي المكلّف بمراقبتها من البقاء قريباً منها باستمرار.
سارا التي كانت تقضي وقتها وحيدة في المنزل، كانت تنتظر زيارات إيزابيلا بلهفة.
ومن المؤكد أن هذه التوقعات وذاك الشعور بالدفء كانا يصلان إلى كارتر.
“سؤالك خاطئ يا شان.”
“…..؟”
“السؤال ليس هل أستطيع أم لا؟ بل كم سيستغرق الأمر؟”
كان كلامها مشبعاً بالثقة.
صحة الطفلة، سلامة الطفلة، وأخيراً سعادة الطفلة…
كانت إيزابيلا تعرض عليه نموذجاً لكل ذلك، لتريه ما يمكنها أن تمنحه له.
لذا، كان اهتزاز قلب كارتر مسألة وقت.
“وماذا لو وشَى بك إلى فايتشي؟”
“لن يحدث ذلك.”
لأنه لن يجني شيئاً من هذا الوشاية، بل سيخسر الكثير.
وإن حدث، فإيزابيلا ستقطع علاقتها به ببساطة، لكنها كانت تعلم أن فايتشي لن يترك كارتر إذا لمس أثر يدها عليه.
لذا، لم يكن خيار الوشاية مطروحاً أمامه.
قال جوشوا بنبرة نصفها شك ونصفها إعجاب:
“مفاجئ… أن يكون أصل تلك الطاعة العمياء هو المال.”
“يقال إن في العالم أشخاصاً يدهشونك.”
وكان الأمر أبسط بكثير مما بدا قبل عودتها بالزمن؛ فكارتر، الذي كان يبدو معقداً وصعب الفهم، تبيّن أنه شخص يسهل قراءته متى عُرفت ظروفه، مخلص لرغباته، ضعيف أمام ما ينقصه، ويختلف مسار حياته تبعاً لنوع النقص وشدته.
قالت إيزابيلا بارتباك:
“إن كنتم قد أزلتم سوء الفهم، فهل يمكنكم إخلاء الغرفة؟ في الحقيقة، كنت أبدّل ملابسي…”
حينها فقط انتبهوا إلى مظهرها؛ فقد كانت قد شرعت في فك رباط فستانها قبل أن يقتحموا المكان، فارتدت بسرعة رداءً فضفاضاً.
وكانت قد خلعت حذاءها وجواربها، فبدت قدماها حافيتين إلا من شبشب منزلي.
لم يكن مظهرها فاضحاً تماماً، لكنه لم يكن مناسباً للجلوس معهم في حديث طويل.
صرخت كاساندرا غاضبة وهي تركل الثلاثة بلا تردد:
“هل جُننتم يا هؤلاء؟! اخرجوا فوراً أيها الحمقى!”
تحرك الرجال الثلاثة على عجل.
“آسفون حقاً يا إيزابيلا.”
صرخت كاساندرا مجدداً وهي تمسك برقبة ليكاردو:
“عرفت أن الأمر سيكون هكذا منذ فتحت الباب بعنف! وأنت، هيا للخارج!”
كان ليكاردو، الذي لا يعرف أين يضع عينيه، يتبعها بخجل شديد، محمر الوجه كما لو كان قد شهد أمراً فادحاً.
بعد أن انسحبوا جميعاً وسط اعتذارات وضوضاء، تبعهم ثيو قائلاً:
“آسف، كان إدوارد منفعلاً جداً فلم أتمكن من إيقافه.”
“لا بأس.”
ثم ربّتت على صندوق الرسائل الذي رتّبه جوشوا:
“مرّ علي بعد الاجتماع، سأعطيك رسائلك ما دمت قد حصلت عليها لك.”
فالرسائل لا تكتمل إلا إذا عادت إلى أصحابها.
ابتسم تيو قائلاً:
“حسناً، ارتاحي.”
ثم اقترب منها ووضع قبلة على جبينها، مستغلاً خلو المكان من العيون ليكون جريئاً.
ساد الصمت غرفة إيزابيلا بعد انقضاء الفوضى، ولم يقطعه سوى صوت أصابعها وهي تنقر على الصندوق “تك… تك…”
وبعد لحظات، همست بصوت خافت يكاد لا يسمع:
“أظن أنني أعرف من هو… لكنني لا أعرف سبب الخيانة.”
وكان نظرها متوجهاً نحو الموضع الذي وقف فيه أحد الرجال الثلاثة قبل قليل.
—
ترجمة : سنو
حسابات المترجمين في الواتباد في خطر ويمكن ينحظر في اي وقت، جروب التيليجرام حيث كل رواياتي موجوده ملفات والنشر هناك اول
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"