“ماذا قلت؟ في لحظة عابرة ففقدت السيطرة على توافقك؟”
سألت كاساندرا بدهشة.
“لا يكون مثل المرة السابقة…؟ لكن أليس قد تبين أن السبب كان تلك الثمرة الملعونة؟ هل التهمت شيئًا غريبًا مجددًا؟”
وانطلقت تسرد قلقها في اتجاه آخر تمامًا.
“والآن؟ ما زلت غير قادر على السيطرة؟”
قالتها وهي تتحسس ذراعه وكتفه تتحقق من حاله.
“كفّي… أنا بخير.”
حاول إبعادها.
“لكن قيل إن قمعها يؤذيك. الأفضل أن تفجرها كلها. لا تقلق، لا يوجد أحد حولنا، أطلقها براحتك!”
لكنها لم تُصب كبد الحقيقة أبدًا، وظلت تثرثر.
“قلتُ لكِ ليس الأمر كذلك!”
“أنت محمر الوجه بشدّة، ألا تلاحظ؟ لا تكتمها!”
زادت عليه بالضغط:
“هيّا، لا تكتم! فقط أطلقها كلها!”
“قلتُ ليس الأمر كذلك!”
دفعها بعيدًا وقفز من الشجرة.
“ليكا!”
نادته، لكنه كان قد امتطى شورييل وهرب.
“لا! لا تذهب إلى مكان مزدحم! ابق هنا…! آه، أيها العنيد!”
حاولت اللحاق به، لكن سرعة أرواح الريح لا تُجارى. فغاب عن ناظرها في لحظات.
قلقًا من أن يكون حقًا في حالة انفلات أرواح، أسرجت فرسها المربوط بعيدًا وانطلقت خلفه.
والمفارقة أن كاساندرا التي كانت تعيب على إيزابيلا غفلتها في أمور الحب، لم تكن هي أفضل حالًا في شأنها الخاص.
***
الفصل الجانبي 6 – كما عهدتها دائمًا
مرّ الوقت سريعًا بعد موعدهما.
توافد النبلاء واحدًا تلو الآخر إلى العاصمة استعدادًا للحفل التنكري، وصار كل يوم حافلًا بلقاء جديد.
حفلات شاي، مجالس قراءة… لم يمر يوم هادئ، ومع ذلك لم يقع حدث يستحق الذكر.
وهكذا انقضى نصف شهر صاخب في ظاهره ساكن في باطنه، وجاء مساء الحفل.
“ما زلت غير معتادة على هذا.”
تنهّدت إيزابيلا وهي تحدّق في انعكاسها في المرآة.
فستان بلون صارخ، وحُلِيّ براقة، كل ذلك بعيد تمامًا عمّا اعتادته في ملبسها.
وفوق ذلك، شالٌ خفيف يكاد يكشف ما تحته امتدّ من كتفيها حتى معصميها، مصبوغٌ بلونٍ يرمز إلى العائلة الإمبراطورية.
تمتمت بصوت خافت:
“لو لم يكن من هدية أخي، لما ارتديته أبدًا.”
كانت تتذمّر من لون العائلة المالكة، ومن الفستان الذي استدعى معها زينة ثقيلة جعلت وجهها يبدو متصلبًا.
قالت الخادمات مبهورات:
“إنك رائعة الجمال.”
“يناسبك كثيرًا.”
لكنها لم تشعر سوى بالغرابة وعدم الارتياح، تخرج أنفاسها الثقيلة واحدة تلو الأخرى.
عندها طرق السكرتير الباب.
“آنستي، الدوق لويد وصل.”
“أدخِله لينتظر في قاعة الاستقبال، أنا جاهزة وسألحق به حالًا.”
ما إن سمعت بوصول ثيو حتى أسرعت تبحث عن حذائها. كان مضى زمن طويل منذ ارتدت الكعب.
لكن قبل أن تكمل ارتداءه، دخل ثيو بنفسه إلى الغرفة.
قالت متفاجئة:
“لِمَ أتيت إلى هنا؟ كان عليك أن تنتظر في قاعة الاستقبال… يا إلهي.”
تجمّدت وهي تلتقط حقيبتها الصغيرة حين التقت عيناها بعينيه.
ببدلته الرسمية ذات الطراز المشابه لزيها، بدا ثيو في أبهى صورة. لم تستطع منع نفسها من الإعجاب به.
“حقًا يَظهر أنها من صنع القصر.”
الرداء لم يكن حادًّا كالبزّة العسكرية ولا مرنًا كتكسيدو مألوف، بل جمع بين الأناقة والوقار، فأبرز سحر ثيو على نحو باهر.
بدا واضحًا كم جهد المصمّم في صنعه.
ابتسمت إيزابيلا مازحة:
“يبدو أن كل النساء في الحفل لن يرين غيرك الليلة.”
لكن ثيو لم يرد.
ظل يحدّق بها بوجه مذهول، حتى اضطر إدوارد القريب منه أن يغزّه في خاصرته.
ارتجفت كتفاه كمن صحا فجأة من غيبوبة، وزفر بعمق، وكأنه لم يدرك أنه كان يحبس أنفاسه.
“آه…”
زفرته انقلبت إلى تنهيدة طويلة.
ظنّت إيزابيلا أنه سيقول لها كم هي جميلة، لكنه أخفى وجهه بين كفيه عابسًا ليطلق تنهيدة أخرى أثقل من الأولى.
“آه…”
سألته متعجبة:
“ما بك؟ هل ثمة خطأ؟”
أجاب هامسًا بصدق، كأن الكلمات خرجت من أعماق صدره:
“لن يُرى في القاعة سواكِ…”
اتّسعت عيناها دهشة من كلماته الصادقة التي تنمّ عن ضيقٍ وغيرة مكتومة.
أردف غامزًا:
“حتى في حفل تتويج جلالة الإمبراطور، كان الجميع يتسلل بصره إليك، وهذه المرة سيكون الأمر أشدّ.”
ثم أنزل يديه عن وجهه، ليكشف عن ملامح ممتعضة.
“ولا نستطيع أن نتغيب عن الحفل أيضًا…”
كانت كلماته نقية لا يشوبها كذب ولا مجاملة، مما جعل إيزابيلا تنفجر ضاحكة.
****
ترجمة : سنو
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول. وممكن لو انحظر حسابي بعيد الشر بتلاقوني هناك
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 156"