( عشان نوضح ان ولي العهد هو الي يتكلم عبر البلورة ف بيكون قبل كلامه – زي الاصلي )
***
عندها فتح ثيو فمه وقال:
“بما أنّ المملكة غارقة في الفوضى على أية حال، فقد يسعى الأمير هيليبور إلى تنصيب فايتشي ملكًا قادمًا.”
– قد يكون ذلك صحيحًا، فالمملكة الآن بلغت حالًا لا يُستغرب معها أيّ أمر يقع.
عند كلمات ثيو أطلقت إيزابيلا تنهيدة خافتة وسألته:
إذن، هل سيطلب شيئًا يكون في صالحه؟ لكن الطريقة التي يمكن بها إشراك الإمبراطورية في صراع داخلي…”
وقبل أن تُتمّ إيزابيلا كلامها، نطق هارسيز وثيو معًا:
“أنتِ.”
– الأميرة.
“……؟”
– هاه… اللعنة، كان هذا الحلّ قائمًا حقًّا.
“هذا أمر لا أقبله إطلاقًا.”
“عمّاذا تتحدثان؟”
قطّبت إيزابيلا حاجبيها مستنكرة، بينما زمجر ثيو وهو يعضّ أسنانه وجرّها إلى حضنه بقوة.
وإذ لم تدرك سبب تصرّفه، أوضح هارسيز لها:
– ربما يفكرون في اتخاذ ليكاردو رهينة ليفرضوا عليكِ زواجًا سياسيًا.
“ماذا…؟”
اتّسعت عينا إيزابيلا دهشة من هذا القول المثير للسخرية.
“هل يُعقل ما تقولان؟ أيّ زواج سياسي بهذا الأسلوب…!”
إنّ للوقاحة حدودًا.
“لن يقبل الناس بذلك أبدًا.”
– لديهم ذريعة جاهزة، وهي إنهاء الحرب.
وفوق ذلك، وبرغم أنّه ليس رسميًا، إلا أنّ إيزابيلا أميرة إمبراطورية، وفايتشي ليس ابن الإمبراطور، فلا شيء يمنع اتحادهما.
– أن ينال فايتشي منكِ لقب الزوجة يعني أن نفوذه ستقفز فجأة ليصبح القوّة العليا في هذه الإمبراطورية الغارقة في الفوضى.
“سخيف…!”
أجل، إنه تفكير لا يليق إلا بمجنون. أكان كل هذا بما فيه الحرب جزءًا من خطة مرسومة منذ البدء؟
“أبدًا لن أقبل بهذا! وإن وقع، فسأكون الأولى في معارضته، حتى لو وُصمت بالخيانة، وسأقود الحرب على المملكة بيدي.”
أطلق ثيو إعلانه كما لو كان يعلن الحرب سلفًا على أمر لم يقع بعد، فاعتبر هارسيز ذلك طبيعيًا.
– وأنا كذلك، لا أنوي أن أرسل أختي إلى مكان قذر كهذا.
وبالكاد أنهى كلامه حتى ارتفع صوت من الطرف الآخر عبر أداة الاتصال ينادي وليّ العهد.
– ها، ما أفظع هذا التوقيت…
لقد جاء اتصال من المملكة.
– لنأمل ألّا يكون ما نظنّه. عليّ أن أذهب.
ترك وليّ العهد أمرًا لإيزابيلا وثيو بأن يعودا إلى العاصمة بعد أن ينهيا ما بيديهما، ثم انصرف.
حدّقت إيزابيلا شاردة في أداة الاتصال وقد انطفأت، فيما ضمّها ثيو إلى صدره بقوة أكبر.
“حتى لو كان الثمن حياتي، فلن أدعكِ تذهبين.”
كانت هي نوره وركيزته، ومادامت بجانبه فلن تعصف به أيّ عاصفة.
غير أنّ فقدانها لم يكن مما يحتمله.
استعادت وعيها عند سماع صوته العميق المتهدّج، فطوّقت ذراعيها حول ظهره وشدّت عليه بذات القوة.
“لن أرحل وأتركك.”
هكذا همست، غير أنّ عقلها كان مشغولًا. فلا بد من وسيلة لإنقاذ ليكاردو.
أما جوشوا الذي أصغى إلى المحادثة كاملة، فقد نظر إليهما بعينين يملؤهما شعور غامض، وألقى نظرة معقّدة على أداة الاتصال المطفأة.
***
لم يحدث ما يغيّر الظن. فقد طلب الأمير هيليبور فعلًا زواج إيزابيلا من فايتشي.
أولئك الذين أجبروا الجميع على أن يعبدوا دمًا أجنبيًا كأمير، وخدعوا الناس وأذلّوهم، ثم دمّروا القصر الإمبراطوري وفرّوا، الذين جرّوا البلاد إلى حربين وألحقوا الأذى بالإمبراطور نفسه—
هؤلاء أنفسهم الآن يساومون على رهينة بين أيديهم ليفرضوا زواجًا سياسيًا.
زعموا أنّه أفضل وسيلة لإنهاء الحرب، لكن ذاك العذر كان وقاحةً تُثير الاشمئزاز.
وأن يسلّموا ليكاردو ويأخذوا مكانه إيزابيلا لم يكن إلا تبادل رهائن، ولذلك رفض وليّ العهد بالطبع.
– عرضنا عليهم مبادلة بأسرى السحرة الذين وقعوا في أيدينا أثناء القتال، لكنهم رفضوا.
“لأنه ليس في قبضتنا من يستحق استرجاعه عندهم.”
اجتمعت إيزابيلا وثيو وأضرما رأسيهما في التفكير، وبقية رفاقهما معهم، بينما كان هارسيز متصلًا عبر الأداة.
– إنهم لا يريدون سوى الزواج السياسي، وأي عرض آخر يرفضونه رفضًا قاطعًا.
“فماذا لو دفعنا بجيوشنا واقتحمنا المملكة رأسًا؟ ألن يُنهي ذلك الأمر؟”
“بما نملكه الآن من قوّة عسكرية، فالأمر ممكن.”
كان وليّ العهد يحرس القصر الإمبراطوري، وأما آخر خط دفاعي نحو العاصمة فكان قد نصبه دوق ديرفيس.
وكانت الماركيزة مولان قد قطعت الطريق الرابط بين الجبهة الأمامية والعاصمة، فحتى لو حاولت المملكة الهجوم المضاد فلن تكون لها غلبة.
“أنا أعارض هذا. ما دامت لديهم رهينة، فأرى أنّ ذلك تهوّر.”
اعترض جوشوا على اقتراح إيزابيلا الذي خرج ممتزجًا بضيق ونفاد صبر.
“إن أردنا نقل كل هذا الجيش، فمهما أسرعنا سيستغرق الوصول إلى العاصمة أسبوعًا كاملًا.”
إلّا إذا انتقل شخص واحد بالتنقّل السحري أو بوسائل أخرى، أمّا تحريك جيش كامل فلا سبيل له إلا المسير على الأرض.
وحتى ذلك يستغرق أسبوعًا كاملًا، على افتراض ألّا تعترضهم معركة في الطريق ولا تُغلق أمامهم أيّ منافذ.
“ومن يضمن لنا ما قد يفعلونه بالرهينة في تلك الأثناء؟”
فالخبر عن تقدّم الإمبراطورية سيصل إلى المملكة أسرع بكثير من وصول الجيوش إليها، وبالتالي قد يقتلون الرهينة قبل وصولها بوقت طويل.
لقد كانوا يدركون منذ البداية أنّ تقدّم الإمبراطورية يعني نهايتهم، ولذلك أقاموا لعبة الرهائن بنية “إمّا أن نهلك معًا أو ننجو معًا.”
“آه… هل ليكاردو بخير فعلًا؟”
– لا يبدو أنّ به إصابة.
يقال إنهم رأوه أثناء الاتصال مع المملكة.
“أيّ صفقة هذه؟ ليست إلا ابتزازًا.”
نقرت إيزابيلا لسانها بضجر مستشعرة أنهم انساقوا إلى فخّ خطّة فايتشي.
وفيما عمّ الصمت ولم يجرؤ أحد على الكلام سوى إطلاق زفرات ثقيلة، قطع جوشوا السكون قائلًا:
“إذا قلبنا الفكرة رأسًا على عقب، فطالما تأكدنا من سلامة سعادة اللورد الصغير، فما المانع من التقدّم لاقتحام المملكة؟”
فاتجهت إليه أنظار الجميع.
كان جوشوا يتكلم بوجه يملؤه الجدّ.
“لدينا ما يكفي من القوة لسحق المملكة. حتى بهذه القوات المتواجدة هنا وحدها. وإن انضمت إلينا الماركيزة مولان أو الوحدات المتفرقة على الجبهة، فسنتمكن من التوجّه بسرعة قصوى إلى العاصمة.”
إمكانية بلوغ العاصمة في غضون أسبوع ليست محض افتراض فارغ.
“إن كان ما يمنعنا هو القلق على سلامة اللورد الصغير…”
ترك جوشوا جملته معلّقة، لكن إيزابيلا التقطت المعنى وأضافت، فهي نفسها فكرت بالخطة ما إن سمعت عن خطر يتهدد ليكاردو:
“إن تحرّكنا بفرقة خاصة فقط، يمكننا الوصول خلال ثلاثة أيام.”
وإن استعانوا بالأرواح فقد يُختصر الوقت إلى يومين.
“فإذا ضمنتُ سلامة ليكاردو أولًا، وتقدّم ثيو من هنا في الوقت نفسه، سنكون قد حللنا الأمر دون أن نرضخ لمطالبهم السخيفة.”
– هُمم.
أطلق وليّ العهد أنينًا قصيرًا يدلّ على أنّ العرض راق له، لكنّه سرعان ما تكلّم بصوت مشوب بالقلق:
– الأمر خطر. ليست لدينا معلومات دقيقة عن مكان ايكاردو، والمملكة نفسها في فوضى عارمة، لا ندري ماذا قد يحدث.
قد يكون في القصر الملكي أو محتجزًا في مكان آخر، وحتى لو كان بالقصر، فلا أحد يعرف موقعه بالتحديد.
“إنه بالقصر حتمًا. فذلك المكان وحده قادر على تقييد مستحضر الأرواح.”
إذ فيه تتركّز مثبّطات التوافق وأجهزة التشويش، وكل ما صُمّم خصيصًا للتصدّي لمستحضري الأرواح.
ثم إن ليكاردو ترقّى إلى رتبة مستحضر أرواح عليا المستوى قبل اندلاع الحرب، ولم يكن هناك مكان قادر على تقييده ومنعه من الهرب إلا القصر الملكي.
– لكن السجلات المتوفرة عن القصر تعود إلى عشرين سنة مضت.
فالخريطة الوحيدة المتاحة قد رُسمت أثناء زيارة دبلوماسية قبل عقدين، ولا أحد يعلم كم تغيّر بعدها.
– وهي على كل حال غير دقيقة.
إذ لم يكن بوسعهم آنذاك الاطّلاع على كل زوايا القصر.
“لا بأس. سندخله ونبحث عنه. وليس هناك من هو أمهر مني في العثور على الناس.”
فما من أحد يجيد لعبة الاختباء والبحث مثل مستحضرة أرواح عليا للأرض.
– لا، سيكون الأمر عسيرًا. لقد اختاروا وضع ليكاردو هناك تحديدًا لأنه المكان الأمثل لأسر مستحضر أرواح.
– وستلقين أنتِ المصير نفسه إن تسلّلتِ.
– فالأرجح أنّ القيود تغطي القصر بأكمله، وكأنّ طبقة رقيقة من أجهزة التحكم بالارواح مفروشة على مساحاته كلها.
– قد لا تمنعكِ تمامًا من استخدام الأرواح، لكنها ستجعل الأمر عسيرًا جدًا.
“لكنني مع ذلك الأصلح لهذه المهمة.”
فحتى وإن تضاءلت قدراتها إلى النصف، تبقى إيزابيلا الأنسب للعثور على ايكاردو الأسير.
– هذا صحيح، ولكن…
“أنا أرفض.”
تدخّل ثيو فجأة.
“خصوصًا في وضعٍ لن تتمكني فيه من إظهار كامل قوّتك، فإن الخطر يزداد عليكِ أكثر.”
كان ثيو يرفض رفضًا قاطعًا أن تتعرض للخطر.
وفي تلك اللحظة، قطع إدوارد صمته وقال:
“أنا….”
كان صوته متردّدًا على نحو لا يليق به.
“أنا أعرف جغرافية القصر الملكي… أنا أعرفها.”
قالها بلغة الاحترام بعد أن لمح عينَي هارسيز، مع أنّ إيزابيلا كانت قد طلبت منه أن يتكلم معها على سجيّته. لكنه خشي أن يبدو وقحًا أمام وليّ العهد.
“قد لا أعرف الطرق الرسمية، لكنني أعرف الممرات السرية، والفتحات غير المدوّنة على الخرائط… لعلني أعرفها أفضل من أيّ أحد.”
ثم رفع يده ليمسح وجهه.
“آه…”
مسح الندبة على جبينه وابتسم ابتسامة باهتة، فخرج من إيزابيلا أنين خافت.
قبل عامين فقط كان عبدًا بالقصر.
هو آخر من رأى القصر عن كثب، وأكثر من يعرف طرقه الخفية التي لا ترصدها العيون.
“…….”
لم تستطع إيزابيلا أن تجيب، بينما هو يعاود الابتسام بارتباك ويقول:
“كل من وُسم بالعبودية جرّب الهرب أكثر من مرة، لا بد أني أعرف تلك المسالك جيدًا.”
“لا، لا أستطيع أن أعيدك إلى المكان الذي بالكاد أفلتّ منه.”
هزّت إيزابيلا رأسها نافية. فالقصر بالنسبة لإدوارد ليس إلا جرحًا نفسيًا عميقًا.
لأنه لم يرغب بالعودة إلى هناك، خان زملاءه في حياته السابقة، وهذه المرة استُغل على يد فايتشي.
ولكيلا يبتلعه المستنقع، فضّل حينها أن يهرب ويخفي الحقيقة بدلًا من مواجهة ماضيه.
ولحظة أُمسك به مجددًا، استسلم لليأس وارتجف من الرعب.
أن يعود الآن إلى قلب جرحه برفقة رفاقه أمر قاسٍ لا يُحتمل.
***
ترجمة : سنو
انشر الفصول في جروب التيليجرام كملفات، وممكن لو انحظر حسابي بعيد الشر بتلاقوني هناك
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 128"