العاصفة التي استدعتها سيلايم اصطدمت بكل من كلاي وأيلايم الذي يسانده.
“وفي خضم هذه الفوضى يأتي القتلة…؟”
كان المشهد كالجحيم: الجبال تُقتلع، والأرض تتمزق. لكن داخل الحاجز، بقي كل من إيزابيلا وثيو سالمَين.
“لأنها ترتدي أداة الأرواح خاصتي.”
“آه.”
لم تكن بوضع جيد كإيزابيلا، لكنها كانت تصدّ الضربات القاتلة.
استدعى ثيو مزيدًا من أونديني.
“هل نتخلص منهم نهائيًا؟”
“لا. من الأفضل أن نُبقيهم أحياء.”
ففي حياتها السابقة، السبب الأكبر لعدم إثبات براءتها أن كل من له صلة بالأمر مات.
حتى حين ادعت وجود قتلة، كان القتلة قد ماتوا واختفوا.
ولم يبقَ ولي عهد يشهد.
“يجب أن ترى الماركيزة مولان محاولة الاغتيال بعينيها، ويجب أن يبقى القتلة أحياء، مثلها تمامًا.”
فإثبات الدليل كان الأهم.
“فهمت.”
أدرك ثيو بالضبط ما يتعيّن عليه فعله.
بيييووونغ! كووونغ!
وفي تلك اللحظة، هبط هجوم قوي آخر على حاجز إيزابيلا من اشتباكه مع شورييل.
قطّبت إيزابيلا جبينها.
“أوه… هااه… حقًا لا أتلاءم مع الرياح.”
القوة الجامحة لشورييل كانت تضاهي قوة سيلايم، حتى إن حاجزها تصدع قليلًا.
لكنها سرعان ما أصلحت الحاجز، والجروح التي أصابتها عالجها ثيو.
كان اتحاد قوتهما أشبه بجدار حصين يستحيل اختراقه.
“قد يكون الأمر أثقل قليلًا…”
شعرت إيزابيلا أن طاقتها التوافقية بدأت تنفد، فعبست.
كادت تفكر برفع الحاجز والاعتماد على هجمات أيلايم الخاصة بثيو، لكن عندها ضعفت العاصفة.
“هاه… هااه… الأرواح… الأرواح، مجددًا…”
والتي نفدت طاقتها أولًا كانت الماركيزة مولان.
فقد استنزف انفلاتها العنيف طاقتها التوافقية بجنون.
“هااه… هااه…”
كلما اشتدّ لهاثها، ضعفت الرياح أكثر.
“اللعنة، حتى بروح بهذه القوة… لا أستطيع مجاراة اثنين منهم.”
وهي تلهث، سحبت سهمها الأخير وأطلقت.
“تبا!”
انطلق السهم الأخير محمولًا برياح عنيفة.
كووااااع!
وانهار حاجز إيزابيلا.
“أوه.”
أدركت إيزابيلا أن طاقة كلاي لم تعد تحتمل مزيدًا من الهجمات.
[بُوووو…]
[يكفيني أن يكون الجميع بخير.]
بعد أن تأكدت من ابتعاد بقية الفريق سالمين، أعادتهم.
لم يبقَ سوى بعض من نووم وعدد من المالدون.
“لو كنت وحدي لكان الأمر صعبًا فعلًا. لكنك بارعة جدًا في التعامل مع الأرواح.”
لم تُخفِ إيزابيلا إعجابها بالماركيزة مولان.
لقد خبرت الأرواح بعمق لا يقل عن معرفتها القادمة من عشرة أعوام في المستقبل.
“هااه، تبا… آخر ما أريده هو مديح كهذا منك…”
“الآن!”
تعثّرت الماركيزة مولان في تلك اللحظة.
انقضَّ من قلب الظلام ما يقارب العشرة من القتلة دفعة واحدة.
“ما هذا…!”
اتسعت عينا الماركيزة مولان وقبضت على قوسها بقوة.
“حتى القتلة أعددتموهم؟ أيها الجبناء…!”
كانت تنوي مواجهة القتلة بالقوس وحده بعدما نفدت سهامها، لكن أيًّا من أسلحتهم لم يمسها.
“آه…”
“أغغ!”
فقد تمكّن نووم وأونديني من شلّ حركتهم.
“ما الذي…؟”
بإشارة من نوومٍ غاص بعض القتلة في الأرض والتُصقوا بها، بينما علِق آخرون في الهواء بعد أن أمسكت أونديني بأرجلهم بأسنانها المائية.
“ثيو، تأكّد من السمّ!”
وما إن أنهت قولها حتى اندفع ناياس بسرعة ليفتش أفواههم، فيما اجتازهم أيلايم بنبضته مزيلاً أي سمّ باقٍ في الأجواء.
هكذا فشل القتلة في مهمتهم، بل وحتى في الانتحار.
“ما الذي يحدث بالضبط؟”
سقطت الماركيزة مولان على الأرض مذهولة وهي تسأل بعجز.
“لقد استغلّك فايتشي.”
“أي هراء هذا…! إن سمو الأمير يثق بي، وبفضله كنتِم…!”
“لم نكن نحن من يتواطأ مع الأمير هيليبور، بل فايتشي.”
“ماذا…؟”
في تلك اللحظة:
“هناك! لا تدعوهم يهربوا!”
ألسنة من المشاعل تقترب من بعيد، وصوت المتقدّم بينهم كان فايتشي نفسه.
بسرعة أمسكت إيزابيلا بمقدّم ثوب الماركيزة مولان وصاحت:
“سأقولها مرة واحدة فقط، فاستمعي جيدًا. فايتشي هو ابن الأمير هيليبور.”
كان الموقف ملحًّا حتى إنها تخلّت عن أسلوبها المهذّب في الكلام.
“ماذا تقولين….”
“هو ابن الأمير هيليبور من الإمبراطورة نفسها. ولهذا السبب يريد الأمير أن يجلسه على العرش. ونحن كنا العقبة التي أراد أن يزيحها الليلة مستخدمًا إيّاكِ ككبش فداء.”
كانت كلمات لا تُصدق جعلت الماركيزة مولان تفقد النطق كأن أحدهم ضرب مؤخرة رأسها.
وبينما ظلت مركبة بين الصدمة والارتباك، صفّقت إيزابيلا بإبهامها ووسطاها.
فغاص نووم ببعض القتلة تحت الأرض، وأخفاهم معه.
تعالت صرخاتهم مرتبكة ثم اختفت سريعًا وهم يبتلعهم التراب.
“ثيو، اذهب.”
قالتها إيزابيلا وهي تطفئ جهاز تشويش السحر وتعطيه لفافة تنقّل.
“بيلا…”
“اذهب!”
“لكن لو غادرت هكذا، أنتِ…!”
“لقد وعدتني!”
حين تنتهي كل هذه الفوضى، كان عليه أن يخرج منها حيًّا.
هذا ما تعاهدا عليه.
“ها هم هناك! أمسكوا بهم!!”
كان فايتشي وجنود القصر قد اقتربوا حتى ظهروا في مجال الرؤية.
لم يكونوا جنودًا عاديين، بل فرقة خاصة من الفرسان المكلّفين باعتقال المجرمين.
“ثق بي.”
وضعت إيزابيلا اللفافة بقوة في يده.
وفي عيني ثيو مرّت لحظة قصيرة مليئة بالعواطف، لكنه ما لبث أن تراجع خطوة إلى الوراء.
“انتظريني. سأعود لأصطحبك.”
ابتسمت ابتسامة باهتة.
“أعرف.”
وفي اللحظة التي مزّق فيها لفافة الانتقال…
“هناك! ذاك ابن الخائن! لا تدعوه يهرب!”
انغمر جسده في ضوء الانتقال واختفى، وصوت فايتشي يلاحقه غاضبًا.
اندفع الفرسان بأسلحتهم في الهواء، لكن الهدف كان قد اختفى.
تلاقت عينا فايتشي وإيزابيلا من جديد.
وكان الغضب مشوّهًا ملامحه بعدما أفلت ثيو من بين يديه.
“الماركيزة مولان! هل أنتِ بخير؟!”
أسرع أحد الفرسان لمساعدة الماركيزة الجالسة على الأرض.
أما فايتشث فحين رأى القتلة والماركيزة لا يزالون أحياء، ازداد وجهه تشوّهًا.
لمن يراه، بدا كأنه غاضب لأن الخونة حاولوا القتل، لكن إيزابيلا كانت تعرف بالضبط من أين ينبع غضبه.
“استسلمي أيتها المذنبة!”
دوّى صوت قائد الفرسان بصرامة.
ارتسمت ابتسامة ساخرة خاطفة على شفتي إيزابيلا.
“بأمر التواطؤ مع الخونة والاعتداء على النبلاء، نعتقل الآن مستحضرة الأرواح إيزابيلا!”
كان الأمر مألوفًا لها، وإن بصياغة مختلفة قليلًا.
حينها كان كل شيء من تدبيره هو.
“مستحضرة أرواح ماكا، كيف لكِ أن….”
لكن قبل أن يتمم فايتشي عبارته، صدحت إيزابيلا بصوت مبحوح حارق:
“سموك! كيف تطعنني في ظهري هكذا!”
توقّف قائد الفرسان المندفع لتكبيلها، وتحوّل وجه فايتشي إلى مسخرة.
فقد سرقت منه كلماته نفسها.
“كنت أصدقك…! كيف لي أن أصف خيانة كهذه!”
كان تعبيرها البائس وصوتها الممزق يكفيان ليزرعا الشك في كل من يسمعها.
‘هل حدث خطأ ما…؟’
قال الأمير إن هذه المرأة تواطأت مع الخونة… فكيف تشكو إليه هي من خيانته لها؟
شعرت إيزابيلا بالارتباك الذي دبّ بينهم، فأكملت تمثيلها.
“صدقت كلماتك حين قلت إن كل ما تفعله هو من أجل الإمبراطورية. حتى إنني أغمضت عيني عن لقائك بالأمير هيليبور لأنك قلت إنه لمصلحة الشعب!”
“ماذا…!”
“م-ما هذا الهراء!”
مرّت صدمة عارمة بين الفرسان، بينما ارتبك وجه فايتشي.
“لكن الآن تحاول إسكاتي بالقتلة، ثم تلصق بي تهمة الخيانة؟!”
كان لندائها وقع مدوٍّ.
صوتها يقطّع نياط القلب.
نظرتها اللامعة كأن دموعًا ستنهمر.
ملامح وجهها الطيب البريء.
من رآها، لا بد أن قلبه يهتز.
فهم فايتشي لعبتها، لكن وجهه تشوّه غضبًا.
وكان على إيزابيلا أن تكبح ضحكة كادت تفلت.
‘أتظن أنك وحدك من يستغل وسامة وجهه؟’
ذلك كان سلاحه منذ حياتها السابقة، وهو كسب القلوب بجماله الأخّاذ.
لكن إيزابيلا، مذ عادت ورأت نفسها في المرآة، أدركت أن جمالها لا يقل نفعًا عن جماله.
‘قد يكون كل شيء من تدبيرك في حياتي السابقة، لكن هذه المرة… لن يكون كذلك.’
*****
ترجمة : سنو
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول. وممكن لو انحظر حسابي بعيد الشر بتلاقوني هناك
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 106"