كارسيون أيضًا استدار نحو مصدر الصوت. صوت حوافر الخيول صدح في الأرجاء.
من بعيد، كان علم يحمله فارس يرفرف في الرياح.
لقد عاد فرسان التوتين من الحدود الغربية.
***
العاصمة شوتزن. قصر كارباس.
كان هاينريش الثالث يدور في صالة الاستقبال بوجه بارد لأمدٍ طويل.
وأمامه، كان أوستين يجلس متوترًا، لا يعرف أين يضع نفسه.
وفجأة. توقف الإمبراطور عن المشي.
رفع أوستين رأسه بحذر، وكأنّه يتحسس ردّ الفعل.
نظرة هاينريش الثالث الباردة انغرست في وجه ابنه المحبوب.
“ألا يزال مصير هاديس مجهولًا؟”
“الأمر هو… لا يوجد ما يمكننا فعله سوى الانتظار…..”
“……”
ساد صمت ثقيل للغاية. صمت كان مخيفًا بثقله.
ارتبك أوستين بشدّة.
أقسم أنّه لم يرَ تِلك النظرات في عيني والده من قبل.
هل كان تحالفه مع التنين الأسود كان خطأً؟
ربما تغيرت نظرات والده منذ ذلك الحين.
لكن ماذا عساي أن أفعل الآن؟
حين قال إنّه سيؤدّب كارسيون وتلك الباحثة الوقحة، ألم يوافقه والده؟
والآن بعد أن ساءت الأمور، يصب غضبه عليه!
“…هل أرسل فرسان وينغر؟”
حاول أوستين أن يستخرج فكرة من رأسه بأي وسيلة.
لكن هاينريش الثالث لم يكن ليرضى بأي اقتراح في هذه اللحظة.
“والآن تأتي بهذا الكلام؟!”
دوّى صوت ارتطام قبضة بالحائط. ارتعد جسد أوستين من الخوف.
هو يعلم جيدًا أن الإمبراطور لم يتحرك حتى عندما ظهر التنين الأسود.
وحتى حين طلب كارسيون إرسال قوات للمساعدة في البحث، تم تجاهله.
وقد مضى شهرٌ كاملٌ منذ ذلك الحين.
فلو تحرّك فجأة الآن، فمن المؤكد أنه سيثير الشكوك.
“كارسيون لم يطلب دعمًا عسكريًا إضافيًا أيضًا. لا بدّ أنّك تعلم أن فرسان التوتين غادروا إلى أراضي إيفلين بعد أن سيطروا على الجبهة الغربية، أليس كذلك؟”
“أعني، هذا…..”
كان هذا أيضًا توبيخًا آخر.
كأنه يقول: أنفقت المال دون أن تستطيع حتى إبقاء فرسان التوتين في مكانهم.
قبض أوستين يديه وارتجف غضبًا.
بهذا الشكل، لن يهدأ إلا إن تخلّص من تلك المرأة التي تدّعي أنّها رينيه إيفلين.
“أبي.”
بعد أن فكّر مليًّا، فتح أوستين فمه.
“إن كان هاديس لا يزال حيًّا، فسيهاجم أرض إيفلين مجددًا. عندها سيتعرّض كارسيون للمعاناة. لكن إن كان قد مات، فعلينا أن نفعل شيئًا تجاه تلك النبيلة المزعومة.”
“……”
أطلق هاينريش الثالث زفرةً ساخنة. ضربُ ولي العهد على وجهه لم يكن شيئًا يُغتفر.
لكن كارسيون مدعومٌ بإعجاب شعب الإمبراطورية بأكمله.
أما رينيه إيفلين فالوضع مختلف.
هناك شائعات بدأت تنتشر بهدوء بين الفرسان تقول إنها نجت من المأساة قبل خمس سنوات.
من الصعب تصديق ذلك، لكن إن صحّ، فذلك يفسّر لماذا تشبه تلك الـ لينا صديقة طفولة كارسيون .
منذ الماضي، كانت تلك الفتاة مزعجة.
لو أقدم على إيذائها علنًا، فسيصطدم بكارسيون.
وفي ظل انعدام السيطرة على هذا الشاب العنيد، لم يكن هاينريش الثالث يرغب في مواجهة مباشرة.
لذا، يمكن تلفيق حادثة فقط.
المشكلة أنّ كارسيون ما دام موجودًا بالقرب منها، فحتى ذلك سيكون صعبًا.
نظر هاينريش الثالث إلى أوستين بنظراتٍ هادئة، ثم تحدّث بصوت خافت:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات