لقاء صديقٍ قضيت معه خمس سنواتٍ من المعايشة المشتركة، ولكن بهيئة مختلفة، كان تجربةً غريبة للغاية.
تقدّمت خطوة خطوة ببطء نحو الكلب المنكمش على الأرض، وعيناه الحمراوان تلمعان في الظلمة.
وبالتزامن مع خطواتي، رفع ليونيل جسده ببطء.
كيف يمكنني أن أصف هذا الشعور الآن؟
لم أستطع أن أشخّص حالتي العاطفية.
كان من المفترض أن أكون غاضبة. أن أُكمل العتاب الذي لم أنهه في ذلك اليوم. أن أصرخ: “هل حقًا أنت من ختم ذكرياتي؟ كيف يمكنك أن تفعل ذلك بي؟ أعد إليّ ذكرياتي حالًا!”
كانت آلاف الكلمات تدور في رأسي.
“كييينغ…….”
لكن بمجرد أن رأيت أذنيه المرتخيتين، عجز لساني عن النطق.
مظهره وهو يجر ذيله بأسى وملامحه المنكسرة، كان لطيفًا بشكل مفرط، ومؤلمًا في الوقت ذاته.
“…….”
تنفست بهدوء.
ثم انخفضت لأكون بمستوى نظر ليونيل. لا، قبل كل شيء، عليّ أن أتأكد إن كان هذا الكلب هو ليونيل فعلًا.
“أنت ليونيل، صحيح؟”
أومأ الكلب برأسه. تمامًا كما يفعل الإنسان.
رغم أني سمعت الإجابة، لم أصدق، لذا قررت أن أتأكد مرة أخرى.
“إذا كنت صادقًا، مدّ يدك.”
مددت راحتي أمامه، فوضع أحد قوائمه فوقها.
ومن لسانه الممدود وهو يلهث، شعرت أنه يحمل بعض الأمل.
ضيّقت عيني قليلاً.
“لماذا تبدو هكذا؟ عدْ إلى هيئة ليونيل، إلى صورتك البشرية.”
“كيييينغ. كيينغ.”
خفض ليونيل رأسه تمامًا.
وحين رأيت مظهره الكئيب، لم أستطع أن أكون صارمة.
من غير وعي، خفّفت نبرة صوتي وتابعت الحديث.
“لدينا ما نتحدث عنه، أليس كذلك؟ هل يمكننا التحدث وأنت بهذه الهيئة؟”
“كيينغ.….”
هزّ ليونيل رأسه نافيًا، وأصدر صوتًا حزينًا.
شعرت بالضيق.
“لهذا السبب تحديدًا يجب أن تعود إلى شكلك البشري. لماذا أتيت إذًا؟ أليس لأنك أردت التحدث معي؟ لدي الكثير لأقوله لك…….”
مع اقتراب نهاية حديثي، بدأت نبرتي تخفت.
كان ذلك لأن عيني ليونيل قد امتلأتا بالدموع.
هل أنا ضعيفة أمام دموع الجراء؟
شعرت بأن شيئًا ما يختنق في حلقي.
رفع ليونيل رأسه ونظر إليّ بحذر، ثم اقترب بخفة من جانبي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 66"