في كل مرة يتنفس فيها كارسيون، كانت خلايا جسدي كلها تتجاوب.
غريب… لماذا يتصرف جسدي هكذا فجأة؟
لا تفعلي هذا… لا يجب أن يكون هكذا. أنا فقط أواسي كارسيون، لا ترتجفي بلا وعي…
حاولت السيطرة على جسدي، لكن لم أستطع التحكم الكامل.
اهتز جسدي.
كانت رعشة خفيفة كرفرفة جناح فراشة، لكننا كنا شديدي التركيز على بعضنا، لذا لم يمكننا تجاهلها.
أظن أن وجهي احمرّ من شدة الإحراج.
أواسي رجلاً يتألم لأن ذكريات المرأة التي يحبها مختومة… ثم فجأة أتصرف وكأنني ألاحقه!
هذا أسوأ سيناريو ممكن.
لكن… الرقبة منطقة حساسة، لا يمكنني التحكم في الأمر. آه، يا إلهي.
أردت أن أجد عذرًا، لكن الوضع كان محرجًا جدًا.
فقط أطبقت شفتيّ بصمت، وأنا على وشك البكاء من الإحراج.
عندها، اختفى الثقل الذي كان يضغط على كتفي.
“آه…”
تنهدت بهدوء وأنا أشعر كأنني أتنفس أخيرًا.
عيناه الزرقاوان وهما تراقباني كأنهما تخترقان أعماقي جعلتني أرتجف.
لم تعد أنفاسه تلامس عنقي، لكنني كنت على وشك الجنون لأسباب أخرى.
قلبي كان يخفق، ثم يدغدغني، ثم يخفق مجددًا…
كأن أحدًا ما يهزني من السماء حتى باطن الأرض، بينما يدغدغ قلبي بعشب طري.
عيناه الزرقاوان غرقتا في السكون، وكأن الهواء حمل مشاعره إليّ.
كان يحدق في عيني، ثم نظر إلى كتفي حيث كان يستند قبل قليل، ثم إلى شفتي، ثم عاد ليحدق في عيني.
بدت اللحظة وكأن الزمن توقف، وكأنها ستدوم إلى الأبد.
واصل التحديق بي كما لو كان يطلب الإذن، وعندما لم أهرب بنظراتي رغم رعشتها، اقترب برفق مني.
يا للهول.
قلبي كاد ينفجر، ولا أعرف كيف أهدّئه.
بقيت في مكاني، لا أتحرك، أترقب اقترابه.
شعرت وكأن الأوكسجين ينفد بسرعة.
أحب هذا، لكنني أريد الهرب أيضًا.
في مشاعر غريبة لم أختبرها من قبل، عضضت شفتي وأغمضت عيني بإحكام.
تنفّسه الساخن لامس خدي.
ثم، عندما تلاشت المسافة بيننا تمامًا، تلامست شفاهه مع شفاهي.
الشفاه التي أطبقتها بصعوبة ابتلعتها شفتاهه بلا مقاومة.
شعرت بدوار مفاجئ، واهتز جسدي.
عندها، وضع كارسيون إحدى يديه على رأسي، والأخرى حول خصري ليثبتني، وتقدم خطوة للأمام.
وعندما تراجعت خطوة للخلف، شعرت بظهري يصطدم بجدار صلب.
القبلة لم تكن كتلك التي تبادلناها عند مشاهدة الألعاب النارية، بل كانت مختلفة تمامًا.
شفتاه اللتان كانت تتحركان بلطف فوق شفتيّ، شعرت وكأنها حرير ناعم.
لماذا هو جيّد في التقبيل؟
أردت دفعه وسؤاله، لكن لم أستطع الهروب من هذا الإحساس الساحر الذي صنعه.
استسلمت تمامًا لشفتيه، وقلبي كان يدق بعنف لدرجة أن رأسي أصبح فارغًا.
لم أعد أستطيع التفكير بشيء.
وبينما غيّر زاوية القبلة وتعمق أكثر، شعرت بالحرارة تصعد إلى وجهي.
أنفاسه الساخنة كانت تربكني بشدة.
“أممم.”
صوت غريب، لم أشعر أنه صوتي، خرج مني.
أن أسمع هذا الصوت بأذني كان شعورًا غريبًا.
هل هو من الخجل؟ أم من الإحراج؟
وبينما كنت أستعيد وعيي شيئًا فشيئًا…
“..…!”
فتحت عيني بفزع.
يد كارسيون القوية كانت تتحسس خصري.
ربما شعر بجسدي يتصلب، فتوقف فجأة عن القبلة.
ثم رفع يده عن خصري وكأنه يستسلم، واعتذر بوجه مرتبك.
“آسف.”
ماذا يفترض أن أقول في موقف كهذا؟
هل أقول: “أتعلم ما فعلته؟! أيها الوقح!”؟
لكن لم يبدو أن أياً من تلك الردود مناسبة، فتجمدت لبرهة ثم أجبته متأخرة.
“لا، لا بأس.”
لا بأس؟! أي لا بأس هذه؟! هل هذا يعني أنني أسمح له بلمسي؟! ما هذا الكلام الغبي؟!
على عكس صوتي الداخلي الصارخ، كنت أتجنب نظراته بخجل شديد.
وفي النهاية، قلت شيئًا أغبى من أن يُقال.
“واو، لكنك تقبّل جيدًا… هل هذه أول مرة؟”
“هاه؟”
“في السنوات الخمس اللي غبت فيها، ألم يكن هناك نساء غيري؟ بالطبع شاب وسيم مثلك، لا يمكن أن لا يكون لديه واحدة.”
“قلت لكِ أنه لا يوجد أحد كهذا.”
صوته بدا غاضبًا قليلًا.
عندها فقط، أدركت أنني أخطأت في كلامي.
صحيح… كارسيون كان يحبني طوال هذا الوقت.
تذكرت الحقيقة التي عرفتها في قصر إيفلين، وارتجفت.
ثم، تذكرت الحلم الذي رأيته هناك… الحلم الذي جعلني أراه كرجل.
“كارسيون…”
“ماذا؟”
نظر إليّ كارسيون بعينين حزينة وكأنه صبي مجروح، لم يكن يبدو أنه في مزاج للانفتاح مجددًا.
لأنه لم يستطع التخلي عني طوال خمس سنوات، ظنًا أنني ميتة، ربما كلمتي السابقة جرحته بشدة.
ربما لهذا السبب…
تمكنت أخيرًا من قول ما في قلبي بصدق.
أردت أن أريحه، وأن أفتح له قلبي.
“أعتقد أنني أحبك.”
“..…ماذا؟”
كما توقعت، تغيرت ملامحه تمامًا في لحظة.
كأن كل الألم بداخله قد ذاب دفعة واحدة.
ما هذا الرجل السهل؟
لكن ربما لأنه لا يكون سهلاً إلا معي…
شعرت بمزيد من الشجاعة.
“منذ زمن.”
تفاحة آدم لديه تحركت بشكل واضح.
شعرت أن كل حواسه منصبة عليّ تمامًا.
“حتى قبل أن تعود إليّ ذاكرتي، أعني، منذ أن كنت أظنني ‘لينا’ فقط…”
“هل هذا حقيقي؟”
كانت المفاجأة والإعجاب مختلطين في الصوت الذي عاد لي.
بطريقة ما، شعرت بالخجل، فاستبدلت إجابتي بإيماءة صغيرة برأسي. ثم قررت أن أكون أكثر وضوحًا وأعبر عن مشاعري بشكل أكبر.
عندما أعجب بما قلتُ، أردت أن أخبره بمزيد من الأشياء. أردت أن أجعل كارسيون سعيدًا أكثر.
“تذكر اليوم الذي عرضت فيه لنا لوحتنا في قصر إيفلين؟ تلك الليلة… حلمت بكَ وأنت تقبلني.”
تضاءل صوتي الخجول شيئًا فشيئًا.
آه، هل قلتُ هذا عبثًا؟
بعد أن قلتُها، شعرتُ بالحرج الشديد.
“…ماذا؟”
تردد صوته المربك في أذني في تلك اللحظة.
بعكس توقعاتي التي كنت أظن أنه سيعجب بما قلتُ، بدا كارسيون في حالة من الارتباك.
آه… هل أخطأتُ في قول ذلك؟
كنت أرغب في العودة بالزمن للوراء، وأود لو كنتُ أستطيع أن أختبئ تحت الأرض بعيدًا عن أشعة الشمس وكارسيون.
عندما فكرت في الأمر، شعرت أنني حقًا أصبحت مثل امرأة غريبة! امرأة تقبل شخصًا في حلمها بدون إذنه؟ قد يشعر بالإزعاج!
أوه لا.
حاولتُ أن أبدو أقل غرابة وأخذتُ أبرر نفسي.
“لا، لم أقصد أنني أكشف عن شيء أو أتصور أفكارًا غريبة عنك. أبدًا. أقسم.”
“آه، أعرف.”
“في الحلم كان القبلة لطيفة جدًا وحنونة.”
“أعرف.”
“هل تعرف؟”
قلتُها وأنا أومض بعيني بدهشة.
كان من المفهوم أن كارسيون كان يظهر علامات غريبة في تعبيراته وكلامه. بدا وكأنه لا يصدقني، لكنه لا يعرف كيف يشرح الأمر.
“انتظر. هل تعني…”
كان صوتي يتردد في ذهول.
رغم أنني لم أشرح كل شيء، إلا أن كارسيون فهم ما كنتُ أعتقده. كان يبتعد بنظره خجلاً قبل أن يغلق عينيه.
وعندما رفع جفنه، كانت نظراته تحمل نظرة المذنب الذي يعترف بخطأه.
“…ذلك لم يكن حلمًا.”
“أليس كذلك؟”
سألتُ بصوت متردد.
بخلاف عقلي الذي لم يستوعب الأمر، كان قلبي قد فهمه على ما يبدو. شعرتُ للحظة وكأن الوقت توقف، ثم بدأ قلبي يخفق بشدة.
أومضتُ بعيني عدة مرات، ثم نظرت إلى كارسيون. بدأ يعتذر وكأنه خائف.
“أعتذر على اخفائه. لكن منذ ذلك الحين، كنتُ متأكدًا أنكِ أنتِ. كان شعورًا غامرًا يجعلني أريد أن أصرخ، لكنني لم أستطع حتى أن أدعوكِ برينيه… لذلك يبدو أنني لم أكن في وعيي.”
كان ينظر إليّ وكأنه ينتظر حكمًا.
لم أكن غاضبة.
يمكنه أن يفعل ذلك في السر، أعتقد.
لكني كنتُ أحب كارسيون أيضًا، لذا كنتُ في مزاج جيد.
إذاً، الأفكار التي كانت تدور في رأسي كانت…
“كارسيون.”
“ماذا؟”
أجاب بصوت متوتر، وكأن الهواء يهتز حوله.
سألتُ لأتأكد.
“هل تحبني كثيرًا؟”
“…..”
لم يكن هناك جواب.
كنتُ أراقب فمه وهو يتحرك كسمكة عالقة، فاستفسرت مرة أخرى.
“ألا تحبني؟”
“بالطبع أحبك! هل يجب أن أقول ذلك بالكلمات؟”
“كامرأة؟”
“.… بالطبع.”
كانت هذه المرة كلماته ضعيفة للغاية، وكان يجيب بصوت منخفض جدًا بينما كان ينظر إليّ بعيون مليئة بالحيرة.
كنتُ أشعر بحرارة وجهه، وكان هذا الكلام محرجًا جدًا لي أيضًا. ومع ذلك، أمام كارسيون، تمكنتُ من جمع شجاعتي.
“إذاً، هل نتزوج؟”
كانت عيون كارسيون تتسع بشكل غير واقعي.
آه…
كان رد فعله مفرطًا جدًا، مما جعلني أشعر بالخجل.
الآن أصبحتُ أنا في موضع من ينتظر الجواب، وكنتُ في حالة ترقب شديدة. بدت الثانية وكأنها دهر.
كنتُ أشعر بتوتر رهيب.
────── •❆• ──────
ايش ذا بصرخ ليه مستعجلين لسا باقي 50 فصل😭😭 هدوء ماقبل العاصفة؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 60"