“…قد أحتاج إلى المال،” أجابت بصوت متماسك، “لكنني لن أنحط يومًا إلى سرقة خزينة المملكة.”
كانت عيناها مظلمتين ثابتتين، خاليتين من أي خجل.
لكن تعبيرها “خزينة المملكة” أثار انزعاجه.
“همم. أو ربما ذاك العجوز الذي وُعِدتِ به قد مات أخيرًا؟ في عُمره المتجاوز الثمانين، ومع علله، الأمر ليس غريبًا.”
اشتدّت ملامح ريينا غضبًا.
“ليست هذه هي الأسباب التي يتخيّلها صاحب السمو.”
“فإذن لماذا يا ريينا؟ ما السبب الذي يجعلك تطلبين الطلاق؟”
أمال رأسه قليلًا، وهو يُبدي فضولًا حقيقيًا هذه المرة.
“…لأنني لن أكون دوقة حقيقية أبدًا.
لو انكشف أنني لم أكن سوى فتاة فقيرة معدمة، فسيجلب هذا لك العار—”
“هاه.”
قاطعها دانتي بسخرية حادة.
“لا تجهدي نفسكِ بترهات كهذه.”
لم يكن بحاجة إلى سماع المزيد.
لقد أدت دور الدوقة بإتقان، ثم فجأة تزعم خلاف ذلك في منتصف الليل؟
سخافة.
عضّت ريينا على شفتها.
الأكاذيب لن تُقنعه.
ومع ذلك… لم تستطع قول الحقيقة.
أنها قد حُكم عليها بالموت. وأن ما تبقى لها لا يتجاوز العامين.
لا—كبرياؤها لم يسمح بذلك.
فأطلقت أنفاسًا متقطعة، وأعطته حقيقة أخرى:
“لأنني مرهقة… مستنزفة.”
انفلتت كلماتها كزفرة، عارية من الزيف.
“هناك أسباب كثيرة لإنهاء هذا الزواج. لكن قبل كل شيء، أنا متعبة… نادمة.”
شدّت أصابعها بقوة حتى ابيضّت كفّاها.
كانت تعلم أنها ستندم حتى على هذا الاعتراف.
ومع ذلك—
أجبرت نفسها على البوح برجائها الأهم.
“فأرجوك، حتى الآن، وإن كان ذلك وقاحة مني—امنحني هذا الطلاق. أضرع إليك.”
أخفضت رأسها عميقًا، وصوتها مثقَل بالعزم.
ظلّت عينا دانتي معلّقتين على يديها المرتجفتين. ضعيفة، نعم—لكن لا تتزعزع.
كان الإصرار في رجائها حقيقيًا.
وأخيرًا، مدّ يده إلى الأوراق على مكتبه.
اتسعت عيناها حين مزّق الصمت صوت مفاجئ.
تمزيق.
انشق الصك نصفين بين يديه، وتبعثرت قطعُه على الطاولة.
“…!”
أيجرؤ؟
“أتظنين أنني سأستجيب لطلبكِ؟”
سقط صوته ببرودة تجمّد العظام، مزلزلًا كالسوط.
تلألأت عيناه الذهبيتان بغضب جارف لا رحمة فيه، وشلّت حركتها.
لم تختبر طوال ثلاث سنوات هذا الثقل الساحق منه.
“اخرجي.”
كانت الكلمة كهدير منخفض ارتجّت به أركان المكتب.
“ي-يا صاحب السمو…”
تجمّد عقلها، وعيناها تهبطان نحو شظايا الورق الممزق.
“آه.”
استخرج سيجارًا، وارتسم على شفتيه ازدراء واضح.
“لا تخلطي هذا بأمر. إنه مجرد طرد.”
—
استنشقت مارغريت نفسًا عميقًا ورفعت يدها.
طرق، طرق.
صوت هادئ، رصين.
انتظرت قليلًا، ثم أدارت المقبض.
لم يأتِها جواب من الداخل، لكن الصمت كان كافيًا ليُفهم كإذن.
كل من يخدم الدوق الأكبر يعرف هذا.
“لقد استدعيتني يا صاحب السمو؟”
كان أول ضوء باهت للفجر يتسرّب عبر النوافذ، بظلال زرقاء باردة.
رغم الوقت المبكر، كان دانتي جالسًا في مكتبه، أنيقًا بكامل هيئته، لم تزل خصلة شعر واحدة عن مكانها.
تذكرت مارغريت حديثًا عابرًا بين كبير الخدم ورئيس الطهاة: هل تعرف ما الشعور حين ترى سيدًا لا يتعثر قط، ولا مرة؟
والآن فهمت.
“سمعت أن الطبيب زاركِ البارحة،” قال دانتي بصوت هادئ بارد.
“…نعم يا صاحب السمو. وبإذنك، استدعيتُه فورًا—”
“وماذا قال؟”
رفع إصبعه إلى صدغه، قاطعًا حديثها.
لم يرد شروحات، بل النتيجة فقط.
“ذلك أنّ… حسنًا…”
ترددت مارغريت.
تشخيص الطبيب—الكآبة—لم يكن سهلًا على لسانها، خاصة وهي المسؤولة عن رعاية الدوقة.
ضيّق دانتي عينيه عند تردّدها.
إن عجزت عن الإجابة، فالأمر إذًا ليس هينًا.
ولم يكن ليصدّق كلامها سلفًا أصلًا.
“مارغريت.”
كان صوته حادًا وباردًا.
“تعلمين جيدًا أنني أكره تكرار ما أقوله.”
زاد ضوء الفجر ملامحه صرامة، وبث في الجو برودة قاسية.
أغمضت مارغريت عينيها بقوة، وفي النهاية، أُجبرت على قول الحقيقة—
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"