مرّ بجوارها بصمت، متّجهًا نحو الخزانة المليئة بالزّجاجات.
نبيذ، براندي، شمبانيا—كلّها مختومة لم تُمسّ.
نادِرًا ما شرب دانتي.
كانت مجرّد زينة.
اختار بعض الزّجاجات والتفت إليها.
“ما تفضيلك؟ نبيذ؟ براندي؟ أم جئتِ لتحتفلي بالشّمبانيا؟”
ارتعش كتفاها عند سماع كلمة ‘احتفال’ ثم هزّت رأسها.
“لا.
سأمتنع عن الشرب.”
“يا له من أمر مؤسف.
ظننتُ أنّك جئتِ في هذه السّاعة لصحبةٍ مترنّحة قليلًا.”
ارتسم التّجهّم على وجهها كأنّها سمعت شيئًا لم يُفترض أن تسمعه.
“لِمَ؟ مَن يدري—ربّما جئتِ فعلًا بخبرٍ سارّ.”
لقد سمع الشّائعات إذًا.
اشتعلت حرارةٌ في أذنيها من شدّة الإهانة.
ولم تُخفِ استياءها هذه المرّة.
ابتسم دانتي ابتسامةً خافتة عند رؤيتها.
أعاد الزّجاجات لمكانها، ثم جلس متّكئًا باسترخاء على الأريكة المقابلة.
“نادِرًا ما أمزح، لكنّي مُرهَق الليلة.”
لم يكن اعتذارًا.
فالتّعب واضح في صوته.
كانت ريينا تعلم، عبر السيّدة مارغريت، أنّه حضر مأدبة عيد ميلاد وليّ عهد رايشرت.
دمه.
قرابته الممقوتة.
فلا عجب أن يكون مزاجه سيّئًا.
ضغط بإصبعه على صدغه، ثم رفع ذقنه نحوها.
“لقد جاء الطّبيب اليوم، أليس كذلك؟”
“…نعم.
بعد الظّهر.”
“وماذا قال؟”
تردّدت، ثم هزّت رأسها بينما شرب هو كوب الماء دفعة واحدة.
“لا شيء مهمّ.”
“حقًّا؟”
تعلّقت عيناه الذّهبيّتان بها، نافذتين تبحثان عن الحقيقة.
ارتجفت تحت ثقل نظرته.
ذاك النّظر دومًا—مُتسائل، متفحّص.
عضّت شفتها وأجبرت نفسها ألّا تُشيح بوجهها.
وأخيرًا، أسقط عينيه، ووضع الكوب على الطاولة بخفّة.
ارتاحت قليلًا—لكن وقع نظرها على الظّرف البنيّ بجانبها.
خفق قلبها بعنف.
شدّت أصابعها المرتجفة في كفّها.
‘لا تخافي، ريينا.’
كان في الظّرف مرسوم الطّلاق.
أعدّته مسبقًا قبل عودته، وجلست تنتظره في مكتبه، تُردّد لنفسها مرارًا:
‘لا تخافي.’
لقد حُكم عليكِ بالموت سلفًا. ما عاد هناك ما يُخيفك.
لكنّها الآن شعرت بخوفٍ أشدّ ممّا شعرت به حين أخبرها الطّبيب أنّ أمامها عامين.
ومع ذلك، لم يَعُد في وسعها التّراجع.
فإن لم يكن الآن، فلن تجِد الجرأة أبدًا.
لقد حان الوقت.
وقت إنهاء هذا الحُبّ الطّويل من طرفٍ واحد.
لن تدعه يرى جسدها يذوي.
ولن تسمح لنفسها أن ترى لا مبالاته بجسدها المحتضر.
استجمعت أنفاسها بعمق، وتماسكت.
وضعت الظّرف على الطاولة ودفعته نحوه.
ألقى نظرةً كسولة على ما أمامه.
وبقوسٍ خفيف من حاجبه، سأل:
“ما هذا؟”
“…مرسوم طلاق.”
توقّفت يده في منتصف الطريق إلى الظرف.
انعقد حاجباه بدهشةٍ كأنّه سمع أمرًا غريبًا.
ارتجف قلبها أكثر عند ردّة فعله، لكن صوتها ظلّ ثابتًا.
“إنّه نفسُ مرسوم الطّلاق الذي أعددتَه، يا صاحب السّموّ.”
وكان ذلك صحيحًا.
فالوثيقة التي سلّمته إيّاها وجدتها منذ زمن في درج مكتبه.
وحين صدر عليها حكم الموت، بدا الأمر كأنّه فرصة—فلن تحتاج لأوراقٍ جديدة من المحكمة.
ساد صمتٌ ثقيل.
راقبته بهدوء قبل أن تقول بصوتٍ خافتٍ لكن ثابت…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 4"