“انت تتساءل عن ماهية قدرتي الخاصة، أليس كذلك؟”
“……”
“بمجرد أن تراها، ستتراجع فورًا عن قولك بأنك لن تستغلني.”
“هاهاها…”
غطى رايان عينيه بيده وضحك طويلًا،
ولكن عندما نظر إلي مجددًا، كانت عيناه حادةً كالسكين.
“أنتِ حقًا فتاةً مسلية. هل تقولين أيَّ شيءٍ فقط لإبقائي هنا؟”
“هل تريد أن أريك؟”
“أنتِ لستِ عديمة القدرات، ومع ذلك كذبتِ،
وطردتِ نفسك عمدًا من ذلك المنزل الجميل؟
من أين تأتي فتاة بعمر الثانية عشرة بكل هذه الجرأة؟”
“ولِمَ لا؟ هناك شخصٌ آخر عاشَ في السجن منذ الثانية عشرة تحت تهمة ملفقة،
وقضى 12 عامًا مملوءة بالتفكير للانتقام.”
فتح رايان فمه بدهشة.
“هل تتحدثين عني الآن؟”
“نعم. أنا أعلم أن أبي اتُهم زورًا. فكيف لرجل بلا قدرات أن يفعل مثل ذلك الشيء؟”
“وهل يجب أن يكون الشخص بلا قدرات كي لا يرتكب جريمة قتل؟”
“لماذا لم تدافع عن نفسك إذًا؟ ألا تشعر بالظلم؟ الجاني الحقيقي هو إدغار دوق فاسنبيرغ،
وابنه الأكبر ديفيد، والثاني إليوت. هؤلاء الثلاثة بالتحديد.”
بدأتُ أسرد أسماء المذنبين واحدًا تلو الآخر،
مما جعل عيون رايان تتسع أكثر من ذي قبل.
“هل تفهم الآن لماذا هربتُ من العائلة؟ ولماذا أصرّ على البقاء مع أبي
حتى لو كلفني ذلك حياتي؟ أنا صغيرة وأحتاج إلى وصي،
لكنني لا أريد أن أعيش مع مجرمين.”
“لحظة، انتظري. واو. أنتِ…”
“سأساعدك في الانتقام. سأبقى معك حتى يُحاسب المجرمون الحقيقيون أمام القانون،
ويُرفع الظلم عن أبي.”
رفعت تنورتي قليلاً وسحبت خنجرًا صغيرًا كنت أعلقه على فخذي.
أطلق رايان صيحة دهشة.
“يا إلهي! أيتها الطفلة المخيفة!
ألن تمنحيني وقتًا لأتقبل كل هذا قبل أن تقومي بالخطوة التالية؟”
“أعطني يدك.”
“هاه.”
بدا رايان مذهولًا لكنه مد يده لي. بدا أنه يريد فقط أن يرى ما سأفعله.
“هل يمكنني أن أصيبك بجرحٍ صغير؟”
“بيديكِ النحيفتين تلك؟ أعطني الخنجر.”
أخذ رايان الخنجر وجرح راحة يده بنفسه.
ظهر خط من الدم الأحمر على الفور.
أمسكت يده فورًا. وفي تلك اللحظة…
<استعادة النور>
ظهر وهجٌ أبيض للحظة قصيرة ثم اختفى.
ظل الدم على راحة يده، ولكن…
مسح رايان الدم عن يده بصمت. كانت راحة يده،
التي كان يُفترض أن تكون مجروحة، سليمة تمامًا. بدا أن الألم قد اختفى أيضًا.
‘كم عانيت للحصول على هذه القدرة بعد عودتي بالزمن…’
<استعادة النور>
كانت قدرة علاجية تُصنَّف من الدرجة العليا.
قدرة كهذه كانت على الأرجح ما يحتاجه رايان بشدة.
لهذا السبب، قبل لقائه، بذلت كل جهد ممكن للحصول عليها.
ففي حال رفضني، كنت بحاجة لإثبات قيمتي بأي وسيلة ممكنة.
“أراهن أنك تريد ابقائي معك الآن، أليس كذلك؟”
وضعت يدي على خاصرتي ورفعت ذقني بفخر.
“هذه…”
نظر رايان إلي بذهول، مما جعلني أشعر ببعض الغرور.
ولكن، إذا كان قد انبهر فقط بهذا القدر، فسيكون الأمر محبطًا.
ما كشفته الآن هو مجرد جزء صغير من أوراقي.
فقدرة علاجية كهذه وحدها لا تفسر المعاملة الملكية التي تلقيتها قبل عودتي بالزمن.
أما قدرتي الحقيقية… فهي شيءٌ آخر تمامًا.
***
كانت ذكرياتي من حياتي الأولى تبدأ دائمًا بأصوات الخادمات في قصر ويندسور،
وهي توقظني بلطف.
“هيا يا آنستي الصغيرة، استيقظي. لقد أشرق الصباح!”
“آنسة فانيسا، اليوم…”
لم أكن أعرف من هي والدتي، وكان اسمي قد اختاره لي الخدم.
و نشأتُ مع إخوة غير أشقاء، جميعنا في نفس الوضع.
“الدوق شخصٌ عظيم حقًا.”
كنت أعلم أن والدي، الذي لم أره ولو لمرة واحدة، كان شخصية مرموقة.
وكنت أعلم أنه إذا تمكنت من إظهار قدرتي،
فسوف أغادر قصر ويندسور لأعيش بجانب والدي في حياة مترفة.
“هل تعلمين يا فانيسا؟ هناك إشاعة أن أحد أبناء والدنا الدوق بلا قدرات.”
سمعت لأول مرة عن رايان من أختي غير الشقيقة كريستا،
عندما كنت في التاسعة من عمري.
“إنه الابن الخامس لوالدي، ويقال إنه الآن في السجن.
قيل إنه أحرق الأراضي وقتل كل من فيها!”
“ولكنه بلا قدرات، أليس كذلك؟ كيف تمكن من فعل ذلك إذًا؟”
“لا أعلم، ولكنني سمعت الخدم يتهامسون بأن والدي ربما تخلّى عنه لأنه بلا قدرات.
حتى إنه لم يخرجه من السجن.”
في ذلك الوقت، كنت صغيرة جدًا لفهم تعقيدات الأمور بين الكبار.
لكنني أدركت حقيقة واحدةحتى لو كنت ابنة الدوق،
فسوف يتم التخلي عني إذا كنت بلا قدرات.
“فانيسا! أنا راحلٌ الآن!”
“اعتني بنفسكِ يا فاني!”
عندما بدأ إخوتي وأخواتي في المغادرة واحدًا تلو الآخر، شعرت بالقلق الشديد.
‘متى يأتي دوري..؟’
بعد أن سمعت عن وجود ابن بلا قدرات بين أبناء والدي،
شعرت بالضغط أكثر من أي وقت مضى.
كانت القدرة الخاصة، التي تُسمى “البركة” أو “النعمة”، تعني كل شيء في هذا العالم.
وكان التحكم في تلك البركة هو ما يميز أصحاب القدرات.
كنتُ أعرف كل المعلومات عن القدرات، ولكن…
“كيف يمكنكِ استخدام القدرة؟ حسنًا، الأمر فقط يحدث فجأة.
تدركين فجأة ذات يوم انها موجودة.”
“لا أستطيع شرح الأمر بالكلمات. إنه فقط… يحدث فجأة.”
“نعم، إنه بسيط. مجرد… هكذا، فجأة.”
ما هذا الكلام الغريب؟ حتى بعد أن استفسرت مرارًا من إخوتي وأخواتي،
لم أتمكن من فهم شيء.
ثم، في أحد الأيام.
“فاني، انظري إلى هذا!”
حتى كريستا تمكنت من إظهار قدرتها في النهاية.
البتلة التي كانت تمسكها في يدها ارتفعت في الهواء رغم عدم وجود أي ريح.
“رائع، أليس كذلك؟ قدرتي تُدعى <عاصفة الهدوء>.
يمكنني أن أنفخ عليكِ الهواء إذا شعرتِ بالحرارة!”
ومثل بقية إخوتي وأخواتي، غادرت كريستا القلعة.
مرت ثلاث سنوات أخرى.
أصبحت في الثانية عشرة من عمري.
العمر الذي حددته العائلة كحد أقصى لإظهار القدرة.
في ذلك الوقت، عندما لم أكن قد أظهرت قدرتي بعد…
تمكنت أخيرًا من لقاء والدي لأول مرة.
“مرةً أخرى؟”
كان والدي ضخمًا، بشعر ذهبي وعينين صفراوين كعيني وحش.
كان الدوق فاسنبيرغ، الذي رأيته لأول مرة في حياتي،
أشبه بشمس مشتعلة قادرة على إحراق كل شيء.
“هل وُلِدَ عاجزٌ مرةً أخرى؟”
لكن تعابير وجهه كانت باردة بلا حدود.
كنتُ صغيرة، لكنني شعرت غريزيًّا أنني إن لم أُظهر شيئًا مميزًا، فسوف أتُرك وأُنسى.
“فقط قُمي بهكذا، بوف! ستنجحين.”
“صحيح، فقط بوف! بكل بساطة.”
ما الذي كان يقصدونه؟
“سمعت أن من بين أبناء الدوق هناك واحدٌ بلا قدرات.”
“يُقال إن الدوق تخلى عنه لأنه بلا قدرات.”
‘لا أريد ذلك. لن يتم التخلي عني هكذا.’
إذا استطاعت كريستا فعل ذلك، فلماذا لا أستطيع؟ لماذا؟
كنتُ أرتجف بينما أتذكر اللحظة التي استخدمت فيها كريستا قدرتها،
وهي تُثير الرياح بخفة من حولها.
وفجأة…
بدأت أطراف فستاني تتحرك بخفة.
“آه؟”
في تلك اللحظة، أدركت شيئًا.
“والدي! هل رأيت ذلك؟”
أردتُ أن أقول له إنني أملك نفس قدرة كريستا.
“لقد جعلت الرياح تتحرك مثل كريستا تمامًا! أنا أيضًا أستطيع ذلك!”
لكن لسبب ما، كانت تعابير والدي غريبة.
حتى المساعدين الذين رافقوه بدوا مرتبكين.
“صحيح. يبدو أن هذه القدرة هي ذاتها التي تملكها كريستا.”
“نعم، إنها <عاصفة الهدوء> بلا شك.
هذه أول مرة تظهر نفس القدرة بين شخصين في الجيل ذاته.”
كان المساعدون الذين تحققوا مرة أخرى من قدرتي مذهولين.
لكن لماذا؟
***
في النهاية، لم تكن قدرتي <عاصفة الهدوء>
بعد عدة تجارب أخرى، تمكنت من تحديد قدرتي الحقيقية.
قدرتي كانت “نسخ القدرات”.
كان الشرط الأساسي هو أن أتمكن من رؤية قدرة مستخدم آخر أثناء استخدامها أو إدراكها.
“سنطلق على قدرتكِ اسم <عين المرآة>”
<عين المرآة>
رغم أنني لم أملك قدرة خاصة بي، إلا أنه إذا توفرت الشروط المناسبة،
كان بإمكاني نسخ أيّ قدرةٍ يمتلكها الآخرون.
كانت هذه القدرة من النوع الذي لم يظهر أبدًا في تاريخ العائلة.
في الحقيقة، كنت قد أيقظت هذه القدرة في سن الثامنة تقريبًا،
لكن بسبب تفردها، لم أكن أدرك ما هي.
دون نقاش، تم تصنيف <عين المرآة> كقدرة “فائقة”.
كانت واحدة من اثنتين فقط في التاريخ تم تصنيفهما كقدرات فائقة،
إلى جانب قدرة <الموت الفوري>.
“أنا فخورٌ بكِ يا ابنتي.”
كان والدي سعيدًا للغاية، لدرجة أنه كان سيمنحني لقب رئيسة العائلة
حتى وأنا في الثانية عشرة فقط، وكان يعاملني ككنزٍ ثمين.
‘لكن… هذا كله أصبح جزءًا من الماضي…’
بالطبع، الذكريات التي استعدتها الآن كانت من حياتي الأولى.
بعد العودة بالزمن، اتخذت خيارات مختلفة تمامًا في هذه الحياة الثانية.
تظاهرت بأنني عاجزة عمدًا،
وتمكنت من ترك العائلة، ورسمت خطة للوصول إلى هذه النقطة.
‘لكي ألتقي بك تحديدًا.’
نظرت إلى رايان.
كان يحدق في كفه، الذي شُفي بالكامل، بتعبير يملؤه الارتباك.
“هذا مستحيل…”
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 9"