7
عندما بدأت فانيسا تتململ بين ذراعي رايان،
ابتسم رايان بشكل متوتر وهمس بصوت منخفض.
“أنتِ… فعلتِ ذلك عن قصد، أليس كذلك؟”
“لا! لم أكن منتبهة.”
“كدتُ أعود للسجن بتهمة إساءة معاملة الأطفال بعد يوم واحد فقط من خروجي!”
“آه، آسفة.”
ثم قامت بإعادة حقيبته التي كانت تحملها إلى كتفه بخفة.
“إنها نفقة التربية…”
“هل انتِ جادة؟”
“هل يمكنني أن أذهب معك يا أبي؟”
لا يُصدَّق… حقًا لا يُصدَّق…لكنّها كانت لطيفةً،
لدرجة أنه لم يمنع نفسه من الضحك.
ما قصة هذه الفتاة؟
***
لاحقًا، أمسك رايان بيدي ومشى بقوة،
وكأنه يريد أن يتأكد من أنني لن أقول شيئًا غريبًا مجددًا في الطريق.
يبدو أن استراتيجيتي نجحت تمامًا.
“إلى أين نحن ذاهبون؟”
“انتظري قليلًا.”
ظل يتفحص مذكرةً كانت بحوزته بينما كان ينظر حوله
قبل أن يدخل أحد المباني القريبة،لقد كان نزلًا.
استقبلنا صاحب النزل بحماس.
“مرحبًا! كيف يمكنني خدمتك؟”
“أعطني الغرفة المحجوزة والأغراض التي أُودعت هنا. الاسم: ريڤان.”
شعرت بالإعجاب وأنا أراقب تصرفاته.
‘كما توقعت، لقد خطط لكل شيء بعد خروجه من السجن.’
بالاضافةِ إلى….
‘وهذا الاسم؟ لم أكن أعلم أنه سيظهر هنا!’
ريڤان… أنا أعرف هذا الرجل.
بناءً على المعلومات التي جمعتها، كان زميل رايان في السجن،
وقد أُطلق سراحه قبل رايان بعام.
“أنت رفيق السيد ريڤان، أليس كذلك؟ ولكن، هل لديك كلمة المرور أو الرمز؟”
بدأ بالبحث خلف المنضدة ووجد ورقة مشابهة لما كان يحمله رايان،
ثم قرأها وهو يبتسم ابتسامة متوترة.
“ألا يمكنك فقط تسليمي الأغراض؟”
“آسف، يا سيدي. لكن السيد ريڤان ترك مبلغًا كبيرًا هنا، لذا علينا أن نتبع الإجراءات.”
تنهد رايان، ثم ألقى نظرة خفيفة نحوي،
قبل أن يبدأ في قراءة الورقة بصوتٍ خافت جدًا.
“يا… يالي يالي يالشون يالياري يالا… أممم… افتح يا سمسم…”
“…؟!”
“أومبا لومبا بابا يويو، يوورلييهي…”
“صحيح!”
المالك، الذي كان يقرأ الورقة معًا ويتحقق من كلمة المرور،
قدم مفتاح الغرفة وحزمة جلدية ثقيلة.
“المال هنا، وبقية العناصر مخزنة في الغرفة.”
انتزع رايان حزمة المال وصعد الدرج.
“ريڤان اللعين… ستكون نهايتك على يدي حين اجدك….”
ضحكتُ دون أن أستطيع السيطرة على نفسي،
مما جعله يلتفت إلي.
“هل هذا مضحك؟”
“لا.”
دخل الغرفة بخطوات ثقيلة.
في الداخل، كانت هناك بعض الملابس وحقيبة جاهزة.
“خذي.”
سلمني رايان على الفور حزمة الأموال التي تلقاها من الأسفل.
“لماذا؟ هل تريدني أن أشتري شيئًا؟”
“لا، أعتقد أنه من الأفضل أن نفترق هنا.”
“مجدّدًا؟ هل غضبت لأنني ضحكت على ما قلته؟
أقسم أنني لن أضحك مرة أخرى. لقد أخطأت، أرجوك لا تغضب.”
“لا! ليس هذا السبب.”
“إذًا لماذا…؟”
نظر إلي لوهلة، ثم أشاح بوجهه.
“….”
“الآن و أصبحتِ خارج سيطرة والدنا. على أيِّ حالٍ، فالجميع في الخارج يظنون أنكِ ابنتي،
ولن يكون لديه سبب ليبحث عنكِ ويقتلكِ. لذا خذي هذا المال وابحثي عن طريقكِ الخاص.”
“لكنني فتاة صغيرة، عمري فقط اثنتا عشرة سنة، كيف يمكنني أن أعيش وحدي؟”
“لا، أنتِ أذكى مما تدّعين. حتى في منتصف الطريق العام،
لقد استخدمتِ عقلكِ لتحاصريني. أنا واثق من أنكِ ستنجحين بطريقة ما. الآن إلى اللقاء.”
ألقى نفسه على السرير دون أن يظهر أيَّ اهتمامٍ.
“لا أريد. أريد أن أبقى معك يا أبي.”
“آه، توقفي عن مناداتي أبي!”
“هل يمكنني البقاء إذا توقفت عن مناداتك بهذا اللقب؟”
“حتى لو توقفتِ، لن يحدث ذلك. اذهبي!”
“أرجوك، أنا ما زلت بحاجة إلى شخصٍ يحميني.”
“أيتها الصغيرة… اسمعي.”
جلس رايان ونظر إليها. بقي صامتًا لفترة، وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة.
تنهد، عقد حاجبيه، وحك رأسه بارتباك، ثم فتح فمه أخيرًا.
“سأنتقم من والدي.”
“… ماذا؟!”
لم تصدق فانيسا أنه يكشف عن نواياه بهذه السهولة.
كان وجهه قد أصبح جادًا، ونظرته حادة وهو يكمل كلامه.
“لقد تحملت 12 سنة في السجن فقط لأجل هذه اللحظة.”
رفع كمه ليُظهر 12 ندبة تم صناعتها بالسكين محفورة بشكل غير منتظم على جلده.
بدت وكأنها آثار محفورة بيديه، دليل على الألم والمعاناة التي تحملها طوال تلك السنوات.
كرر مرة أخرى بصوت ثابت.
“سأنتقم من والدي.”
كانت كلمة “انتقام” تحمل وزنًا ثقيلاً، أشبه بحلم مستحيل.
أيُّ شخصٍ يعرف دوق فاسنبيرغ سيضحك ويستهزئ بمجرد سماع هذه الفكرة.
لكنني كنت أعلم أن رايان لم يكن يمزح.
“كيف تخطط لتحقيق ذلك؟”
“لا أعلم بعد، لكن سأفعل كل ما يلزم لهذا.”
منذ تلك اللحظة، قلّ كلامه عن خططه. لكنني كنت أعرف.
كنت أعرف أنه يخطط للقضاء على جميع أفراد العائلة ذوي *القدرات الخاصة.
**تم التغيير من القدرات الخارقة للخاصة
ففي حياتي السابقة، كدتُ أن أكون إحدى ضحاياه.
ومع ذلك، لم أشعر بأيِّ استياءٍ تجاهه بسبب ذلك. بل كنت أفكر بجدية في التحالف معه.
ربما يبدو ذلك غريبًا، لكنه بسبب شيء واحد لقد قام بالقضاء على إخوتي جميعًا.
لكن ما لم أفهمه هو لماذا فعل ذلك؟ إذا كان هدفه مجرد الانتقام،
ألم يكن كافيًا أن يركز على والدنا فقط؟
الخطة أ
1. التظاهر بعدم امتلاك قدرات خارقة والهروب من العائلة → تم بنجاح!
2. العثور على رايان ومرافقته → تم بنجاح!
3. معرفة نوايا رايان الحقيقية
4. ……
الآن حان الوقت للوصول إلى المرحلة الثالثة،
اكتشاف الدافع الحقيقي وراء رغبة رايان في القضاء على جميع أفراد العائلة.
“كل ما أكلته، وكل ما لبسته، وكل ما استمتعت به في حياتها…
ألم تدرك أبدًا أنه بُنِيَّ بسبب قدراتٍ قذرة؟”
قبل العودة بالزمن، أول لقاء لنا.
كانت نظرته مليئة بالكراهية تجاه العائلة.
“قتل الأبرياء يجعلني أرى كوابيسًا.”
لكنه امتلك رحمةً كافية لإنقاذ حبيبي البريء.
ربما رايان…
هل كان يحاول بيديه اقتلاع عائلة فاسدة تتحكم بمصير البلاد؟
عائلة فاسنبيرغ، بما فيهم والدي، مليئة بالفساد.
‘لذلك…’
في الواقع لو تم التخلص من والدي،
فسيحل محله شخص آخر من أخوتي.
رايان كان يعرف هذا أكثر من أيِّ احدٍ اخر ادرك أنه الوحيد القادر
على إيقاف هذه العائلة المجرمة.
‘لذلك تصرف كمجرم، وقام بمجزرةٍ كبيرة….’
هذه هي النية الحقيقية لرايان، والتي كنت أظنها مجرد احتمال ضعيف.
“ادفعوا الآن نفقة تربية ابنتي.”
رغم أنه كان يمكنه تجاهلي تمامًا، إلا أنه ساعدني، بدافع من نزوة غريبة.
“في هذا الحر، من غيركِ قد يموت هنا؟”
رجل يمكنه اعتبار الآخرين كالنمل،
لكنه في نفس الوقت يمتلك إنسانية تدفعه للتعاطف مع الضعفاء.
هل هو قاتل مهووس بالانتقام؟
أم مجرم صاحب قضية نبيلة؟
“لماذا الانتقام؟ هل لأن والدي طردك من العائلة؟
أم لأن لديه القدرة على إخراجك من السجن لكنه لم يفعل ذلك؟”
نظر إليّ رايان. كان في عينيه الذهبية وميض غريب، كأنه ينبش في ذكرياته.
قال بعد فترة صمت طويلة.
“لا، غضبي من والدي لأنه تخلى عني أصبح شيئًا بالكاد أذكره الآن. هذا لم يعد مهمًا.”
أضاف بعدها بنبرة هادئة لكن بنظرة مشتعلة.
“أنتِ ما زلت صغيرة، لكن عائلتنا تشبه السن الفاسد في هذه الإمبراطورية.
إذا لم يتم اقتلاعه، سيتعفن كل شيء.”
جعلت كلماته قلبي ينبض بشدة.
‘كما توقعت.’
الخطة (3). معرفة نية رايان الحقيقية → تمت بنجاح!
“إذا لم أفعل ذلك، فلن يتمكن أحد من فعله.”
وأضاف بصوت مليء بالإصرار.
“سأدمر عائلة فاسنبيرغ بالكامل.”
“هل أنتِ فانيسا فاسنبيرغ؟”
لقاءنا الأول.
كانت نظراته في ذلك الوقت مثل الآن تمامًا.
“هاها، تبدين خائفة.
فكرة أن شخصًا بلا قدرات يدمر عائلة فاسنبيرغ تبدو سخيفة، أليس كذلك؟”
ثم تغيرت ملامحه فجأة إلى الجدية.
“لكنني سأفعل ذلك.”
ثم عاد ليبتسم، ووضع يده على رأسي.
“إذا فشلت، بالتأكيد سأموت. وإذا كنتِ بجانبي حينها،
ستموتين معي. لهذا السبب أقول لكِ أن ترحلي.”
“إذا كنتِ لا تريدين الموت، فلا تبقي معي. من أجل مستقبلكِ،
ليس هناك أي فائدة من الارتباط بمجرم مثلي. يمكنكِ اتخاذ هذا القرار، أليس كذلك؟”
ثم بعثر شعري بابتسامة واسعة.
“أوه، وبالمناسبة، إذا اكتشفتِ لاحقًا أنك تمتلكين أيَّ قدراتٍ خاصة،
فلا تعودي إلى المنزل.”
نظرتُ إليه وهو يبتسم، ولم أتمالك نفسي من الضحك.
هذا الرجل المرعب، المليء بالغضب، كان قلقًا.
قلقًا على أخت صغيرة بالكاد يعرفها، قابلها للمرة الأولى اليوم.
التعليقات لهذا الفصل " 7"