لم أكن طفلةً محبوبة، لذا إن لم أستخدم مثل هذه الحيل، لن يهتمّ بي أحد.
هذه المرّة، كنتُ محظوظة لأنّني التقيتُ بالدّوق، لكن لو لم ألتقِ به، كنتُ سأنهار من الإرهاق في هذه الدّوقية الواسعة.
“حسنًا.”
“إذن، سأخبرك بالتأكيد في المرّة القادمة.”
“تقولين هذا لأنّكِ تريدين منّي توبيخ من لا يساعدكِ عندما تتجوّلين بمفردكِ، أليس كذلك؟ لتجنّبي ذلك؟”
ابتسمتُ وأومأتُ.
“حقًا وقحة. لكن، كلامكِ ليس خاطئًا.”
لم أتوقّع أن يوافق، لكنّه قبل الأمر بسهولة أكبر ممّا ظننتُ.
‘بالتأكيد بسبب كلمة ‘أبي’ من لوهين. يحقّق وعوده بجديّة.’
إذا كان الأمر هكذا، فلن أقلق مع شخص يفي بوعوده بهذا الشكل.
“نعم!”
“حسنًا، سأذهب الآن.”
بهذه الكلمات، خرج الدّوق. على عكس الماضي، حيث كان لوهين سيحدّق به بنظرة غاضبة، وقف هادئًا، ربّما لأنّه شعر بالإحراج.
“كان يجب أن تقولي من البداية…”
بعد أن هدأت الغرفة، نظر لوهين إليّ بتعبير يحملُ اللوم.
“ماذا؟”
“لا، كان يجب أن تقولي إنّ ذلك الرجل لم يفعل لكِ شيئًا… لمَ لم تقولي من البداية؟”
“حاولتُ، لكنّك قطعتِ كلامي.”
“لا، لكن كان عليكِ أن تقولي…!!”
أحيانًا يكون كوحش بلا مشاعر، وأحيانًا يبدو بريئًا كطفلٍ. هذا يُثيرُ شيئًا في قَلبي.
“هل تشعرُ بالإحراج؟”
“إحراج؟! لا، فقط لا أريد أن أرتكب خطأً أمام ذلك الرجل.”
جلستُ بجانب لاري، التي كانت نائمة بهدوء على الأريكة، والتقى نظري بلوهين.
“لمَ؟ إنّه والدك.”
“لا أعرف. فقط لا أحبّ ارتكاب الأخطاء. قد يظنّني ضعيفًا…”
“همم…”
“لا أحبّ تلك النظرة أيضًا. نظرته وكأنّه يعرفني تمامًا.”
تلك النظرة تشبهك كثيرًا. أنتَ تنظر إلى الناس بنفس الطريقة.
لهذا أنتم حقًا أب وابن. لكن إن قلتُ ذلك، سينزعج لوهين.
“لكنّكما متشابهان.”
بالطّبع، أنا لستُ من يراعي مشاعر لوهين.
“ماذا؟”
“حقًا.”
لذا، لا تكرهه كثيرًا. إنّه، مثلك، لا يعرف كيف يعبّر عن نفسه.
‘وأيضًا، سيموت بسببكما في النهاية.’
في تلك اللحظة، ظهرت كلمات غريبة في رأسي مجدّدًا. في البداية، كانت تظهر نادرًا. لكن الآن، تتردّد بشكل متكرّر بشكل غريب.
منذ ذلك اليوم الذي مرضتُ فيه بشدّة ولم أستطع النهوض… منذ ذلك الحلم الغريب، أصبحت تظهر كثيرًا.
فأمسكتُ رأسي بسرعة.
“ما بكِ؟ هل تؤلمكِ؟”
“لا… لا شيء.”
“كيف لا شيء؟ لمَ أصبح وجهكِ شاحبًا فجأة؟”
مدّ لوهين يده ولمس خدّي. كان وجهه مليئًا بالقلق.
“أنا بخير. هل لاري نائمة منذ قليل؟”
“نعم. حالتها لم تتحسّن. أظنّ أنّ هناك مشكلة حقيقيّة… لكن لا أحد يهتمّ…”
نقر لوهين بلسانه ونظر إليّ. بدا قلقًا حقًا، وكأنّه يطلب منّي فعل شيء. لكنّني لا أستطيع فعل شيء.
“بالضبط…”
لكن ذلك الصوت الغريب الذي سمعته سابقًا استمرّ في إزعاجي.
‘الدّوق سيموت بسبب الأطفال.’
هل هذهِ رسالةٌ، أم أنّني أتذكّر أجزاءً من الرواية دون وعي؟
على أيّ حال، موت الدّوق حقيقيّ. كان قويًا جدًا، لا يُهزم في فنون القتال، لكنّه يموت. بعد أن يكبر الأطفال، لكن ذلك كلّ شيء.
لم يُذكر سبب الموت.
في الرواية، انتهى الأمر هكذا…
‘كيف أعرف هذا؟ ما هي هذه الكلمات التي تظهر في رأسي؟’
“ها…”
“لا تقلقي.”
في تلك اللحظة، بينما كنتُ أتنهّد دون وعي بسبب الكلمات المتكرّرة، نهض لوهين فجأة ووضع يده على رأسي.
“ماذا؟”
“سأتولّى كلّ شيء.”
“تتولّى كلّ شيء؟”
“لن ننفصل هنا أبدًا. سأجعل ذلك يحدث.”
“حسنًا، فهمتُ.”
“… تبدين وكأنّكِ لا تثقين بي؟”
ابتسمتُ ببراءة للوهين، الذي استمرّ في مداعبة رأسي.
“لا، أثق بكَ. أنتَ تفعل ما تقوله.”
“آه… نعم، بالضبط؟”
سأكون إنجازك الأوّل. شيءٌ لم تملكه من قبل، سأجعلني ذلك الشيء.
“نعم. سأنتظر. الآن، لنرتح.”
ربّما شعر بالإحراج بعد كلامه، فتحرّك لوهين كدمية وجلس بجانب لاري.
كانت أعيننا ما زالت على لاري. تبادلنا النظرات أحيانًا، لكن ذلك كان كلّ شيء.
لم يقل لوهين شيئًا، ولم يسأل شيئًا. مع أنّه من الواضح أنّه فضوليّ عمّا تحدّثتُ عنه مع الدّوقة.
لذا، لم أقل شيئًا أيضًا، وأمضينا الوقت هكذا.
* * *
بعد بضعة أيام، جاء يوم الذهاب إلى المعبد.
كانت عيناي مفتوحتين بشكل غريب،
كما لو أنّ جسدي يتوق للذهاب إلى المعبد.
كان يومًا خفيفًا بشكل لا يُصدّق.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 47"