“ماذا؟”
ابتسمتُ للتوأمين، اللذين لم يفهما كلامي المفاجئ.
لقد أعلنتُ الحرب أوّلاً.
حذّرتُهم من المساس بأطفالي.
على الرّغم من أنّني طفلة صغيرة، لديها الدّوق كبطاقة قويّة خفيّة.
هذا الفعل بمثابة هجوم مباشر على الدّوقة.
لذا، من المؤكّد أنّها ستتواصل معي.
“على أيّ حال، من الآن فصاعدًا، سأشارك لاري في كلّ شيء.”
“كلّ شيء خاصّ بي؟”
بما أنّ الطّعام لم يسبّب أيّ مشكلة، سأرتدي نفس الملابس وأفعل كلّ شيء مثلها.
‘بما أنّ لوهين بخير، فالمشكلة تكمن في شيء تفعله لاري ولا يفعله لوهين.’
ابتسمتُ وأمسكتُ يد لاري.
“هيّا.”
“سنـ… سننام معًا اليوم؟”
“نعم. لذا، أغمضي عينيكِ ونامي جيّدًا، لاري، لوهين.”
“نعم! هذا رائع جدًّا.”
ضحكت لاري ببراءة طفوليّة وعانقت دميتها بقوّة، مبتسمة بسعادة.
نظرتُ إليها وأغمضتُ عينيّ.
‘هذه المرّة، سأحميكما.
سأغيّر الأمور بحيث لا تحتاجان إليّ قبل أن أغادر.’
حتّى لو كان لديّ شهر واحد فقط، سأُظهر للدّوقة بوضوح أنّكما لستما هدفًا سهلًا.
و…
‘لكي لا تتألّما، ولتكونا بصحّة جيّدة.’
أمسكتُ يد لاري بقوّة وتضرّعتُ إلى إله لا أؤمن به.
أن يجعل هذين الطّفلين، اللذين عانيا كثيرًا، لا يعانيان بعد الآن.
وهكذا، مرّ اليوم بسرعة.
* * *
بعد يومين.
في اليوم الثّاني من ارتدائي نفس ملابس لاري، حمل دميتها، وتناول الطّعام معها، ظهر خادم لم أره من قبل أمامنا بعد أن أنهينا وجبتنا.
دخل رجل دون طرق الباب.
تصلّب وجهه عندما رآني أرتدي نفس ملابس لاري.
تعبيره يقول: “لمَ ترتدين هذه الملابس؟”
بالطّبع، تصلّب وجهي أيضًا وأنا أنظر إليه.
“ما الأمر؟”
“الدّوقة بلير تطلبكِ.”
الدّوقة بلير. أخيرًا تبحث عنّي.
أومأتُ برأسي كأنّني كنتُ أتوقّع هذا.
“حسنًا.”
“هذا كلّ شيءٍ؟”
“وماذا بعد؟”
“عندما تطلب الدّوقة حضوركِ، يجب أن تذهبي فورًا.
هذا من آداب هذا المكان.”
كما توقّعتُ، يراني تافهة.
نقر الخادم بلسانه ونظر إليّ.
حاول لوهين التّدخّل، واقفًا بحدّة، لكنّني هززتُ رأسي له.
بدلاً من ذلك، نظرتُ إلى الخادم مباشرة.
“اسمع.”
“اسمع؟ ما هذهِ الأخلاق…”
“أليس الوقح والعديم الأخلاق هو أنتَ؟”
“هه… هه. هل قلتِ هذا لي الآن؟”
بالطّبع، ردّ فعله متوقّع.
أنا لستُ نبيلة، بل طفلة عاديّة.
طفلة بلا هويّة مضمونة.
بفضل التوأمين، أعيش في الدّوقيّة، أرتدي ملابس باهظة، وآكل طعامًا لذيذًا، لكنّني مجرّد ضيفة.
لذا، بالنّسبة له، أن تتحدّث طفلة ضيفة، ربّما نبيلة أو لا، بهذه الطّريقة، أمر مزعج للغاية.
“نعم.”
“نعم؟ نعم؟ حقًا، طفلة من الخارج بلا هويّة، بلا أخلاق أو آداب.”
“من الذي أمامكَ الآن؟”
أمَلتُ رأسي ووضعتُ الشّوكة التي كنتُ أمسكها.
“من؟ ضيفة.”
“ربّما لأنّكَ كبير في السّنّ، عيناكَ لا تريان جيّدًا.”
ربّما لأنّه شعر بالإهانة من طفلة مجهولة الهويّة، احمرّ وجه الرّجل.
“الآن…!”
“اخفض صوتكَ. أمامكَ أمير وأميرة الدّوقيّة.”
“آه…”
أطلق تنهيدة صغيرة ونظر إلى الأطفال بجانبي.
“أعتذر. سيدي، سيّدتي.”
“أمير، أميرة.”
“…”
“لمَ؟ هل هذه الكلمات صعبة؟
ظننتُ أنّ خادمًا أرسلته الدّوقة سيكون أكثَر أدبًا.
يبدو أنّكَ أقلّ أدبًا منّي.”
أردتُ على الخادم الذي اتّهمني بانعدام الأخلاق والآداب.
لا يهمّ كيف يعاملني.
لكن التوأمين مختلفان.
هذا منزل الدّوقيّة، والخدم هنا تابعون لها.
التوأمان سيّدا هذا البيت، وهم من يجب خدمتهم.
لن أسمح بتمرير الأمر بهذه الطّريقة.
“…”
“وعلاوة على ذلك، دخولكَ وقت الطّعام دون تقديم نفسكَ، وتوبيخكَ لأمير وأميرة الدّوقيّة، أيّ آداب هذه؟
حتّى أنا، التي تربّيتُ في ملجأ بلا والدين، أعرف هذا.
ظننتُ أنّ الدّوقيّة مكان عظيم، لكن يبدو أنّه ليس كذلك.”
سخرتُ منه قليلًا.
ربّما بسبب شعوره بالإهانة منّي، كانت شفتاه ترتجفان.
لذا، لا تعامل التوأمين بازدراء أمامي.
“أليس كذلك؟”
حدّقتُ به.
بالطّبع، توقّع أن أذهب فورًا عندما يطلب؟
لو لم يحتقر الأطفال، لكنتُ ذهبتُ.
لكن احتقاره لهما جعلني أفقد أيّ رغبة في الذّهاب.
“إنّ الذّهاب عندما تطلب الدّوقة أمر من الآداب، لكن احترام الأمير والأميرة ليس كذلك، أليس كذلك؟
إذن، لن أذهب.”
“يجب أن تذهبي.”
“هل ستقول إنّ هذا من الآداب أيضًا؟
إذا كنتَ ستفعل، تصرّف بأدب أوّلاً.”
لا تتحدّث عن آداب غير موجودة.
بغض النّظر عن كوني ضيفة، من سيذهب ويعود فقط لأنّه أُمر؟
أنا لستُ موظّفة رسميّة هنا.
أين يوجد قانون يُلزم ضيفًا بالطّاعة؟
لهذا، نظرتُ إلى الحلوى أمامي.
“لم ننتهِ من طعامنا بعد.”
“أحيّي الأمير والأميرة.
أعتذر عن إزعاج وقت الطّعام فجأة.”
“حسنًا.”
أومأ لوهين كأنّه كان ينتظر.
يبدو أنّ هذا أثار غضب الخادم أكثر.
قبض يده ونظر إليّ كأنّه يقول: “هل هذا كافٍ؟”
“هل انتهى؟”
“لا، يجب أن تعتذر لها أيضًا.”
ردّ لوهين على كلامي بسرعة.
هزّ الخادم رأسه مذهولًا.
“هذا ليس صحيحًا، سيدي الأمير.”
“لمَ لا؟ أظنّه صحيحًا.
ألم أقل مرّات عديدة أن تعاملها مثلنا؟”
“…”
“لم تُزعج وقت طعامي ولاري فقط، بل وقت طعام آيشا أيضًا.
لذا، اعتذر.”
على الرّغم من حديثه بلا عاطفة، كان صوت لوهين يحمل قوّة تشبه قوّة الدّوق.
اضطرّ الخادم إلى خفض رأسه، كأنّه يعرفُ أنّه لا يستطيع التّأخير أكثر.
“كنتُ وقحًا.”
“حسنًا.”
“إذن، هيّا.”
“ألا يجب أن تُعرّف عن نفسكَ أوّلاً؟”
لم أكن لأتراجع بسهولةٍ.
عند كلامي، أظهر الخادم انزعاجه.
“آغه! أنا تير.”
“آغه! تير. يبدو أنّكَ غاضب. تصرخ هكذا.”
قلّدتُ اسمه بنفس الطّريقة.
“غاضبٌ؟ كدتُ أعطس وقلتهُ هكذا، هذا كلّ شيء.
هل يمكنني الذّهاب الآن؟ الدّوقة تنتظر.”
“حسنًا.”
نهضتُ من مكاني.
“إذا ذهبتِ أُختي، سأذهب أنا أيضًا.”
“وأنا كذلك.”
قالت لاري ولوهين تباعًا.
“لا يمكن. أُمرتُ بإحضار هذه الفتاة فقط.”
“حسنًا، سأذهب وحدي.”
“لا. أنا قلق.”
كان لوهين حازمًا.
أمسكت لاري بذراعي ولم تتركها.
“لا بأس. هل سيفعل آغه! تير شيئًا؟
إذا لم أعد في الوقت، ابحثوا عن آغه! تير.”
عند هذا، ظهر بريق أحمر في عيني لوهين، كأنّه يقول إنّه لن يسامح إذا حدث شيء.
كان تعبيره شرسًا ومخيفًا.
“أَ-أنا… لا أحبّ هذا.
لكن بما أنّ أُختي تقول هكذا، يجب أن أتركها تذهب.”
أفلتت لاري ذراعي ونظرت إلى تير.
“إذا حدث شيء لأُختي، سأقتلكَ. ههه.
لذا، اعتنِ بها جيّدًا.”
على الرّغم من وجهها البريء، لم تكن كلماتها بريئةً.
لم أستطع التّمييز إن كانت تدركَ معناها أم لا.
بعد تهديد لوهين، ثمّ لاري، تنهّد تير بعمقٍ.
“لا تقلقوا… أنا خائفٌ لدرجة أنّني لن أعود إلى هذه الغرفة مجدّدًا.”
تذمّر ونظر إليّ.
‘على أيّ حال، لا يمكن للدّوقة أن تؤذيني.
لو أرادت ذلك، لما أرسلت شخصًا في وقت يحضره الكثيرون.’
هذا يعني أنّ هناك سببًا لمقابلتي “علنًا” بحيث يعرف الجميع.
لذا، لوّحتُ للطّفلين بمرح.
“سأعود قريبًا.”
“عودي بسرعة.”
“سأتركُ بعض الحلوى لكِ، أُختي!”
“نعم.”
بعد هذا، خرجتُ مع تير.
بمجرّد خروجنا، نظر إليّ بنزعاج واضح.
بالطّبع، لا يمكنه فعل شيء سوى التحديق.
عبس تير وبدأ يمشي بسرعة، كأنّه يقول: “اتبعيني إن استطعتِ.”
كان يحاول استفزازي، فمشيتُ ببطءٍ شديد.
أخيرًا، عاد تير إليّ بعد أن ركض دون النظَر إليّ.
كنتُ واقفة أنظرُ من النّافذة عندما اختفى، فواجهته وهو يُظهر انزعاجه.
“ماذا تفعلين هنا؟”
“آه، كنتَ تمشي بسرعةٍ، ظننتُ أنّكَ تَركَتني. أليسَ كذلكَ؟”
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات