حتى في تلك اللحظة، كان الفرسان المُقدسين يُراقبونني أنا والأطفال بقلق، وكأنهم يخشون حدوث أمرٍ ما.
وصلنا إلى فناء الميتم.
كانت الكاهنات اللواتي جئن لزيارة الميتم يُقدّمن الهدايا للأطفال أو يُمضين معهم وقتًا ممتعًا.
ولهذا، كان كل طفل قد تفرّق ليستمتع بوقته مع إحدى الكاهنات.
لكن، ما إن ظهرت الكاهنة ميلوديا وأنا والتوأم الجديد، حتى اندفع الجميع نحونا دفعة واحدة.
“واو…… أطفال جُدد!”
“من أنتم؟”
“من هؤلاء؟”
“آيشا. من هؤلاء الأطفال؟”
“كاهنة ميلوديا، من أين جاء هؤلاء الأطفال؟”
حتى الكاهنات الأخريات اللاتي كنّ يعتنين بالأطفال اقتربن بسرعة، بدهشة، وكذلك المربيات.
اقترب الجميع من التوأم بوجوه شاحبة.
لكن التوأم لم يُرحّبا بالاهتمام، وسرعان ما اختبآ خلفي.
وعندما لاحظت الكاهنة ميلوديا ذلك، سارعت بالوقوف في وجه الجميع.
“تراجعوا خطوة إلى الوراء، رجاءً.”
“ماذا؟ لكن، الأطفال……”
“لا بأس. يبدو أنهم يخافون من الكبار، لذا دعونا نحافظ على مسافة.”
عندها فقط، بدأ الحاضرون يتراجعون ببطء.
لكن الأطفال الآخرين أخذوا يقتربون بدلًا من ذلك.
“هل يُمكننا الاقتراب؟”
“نحن أيضًا أطفال.”
“لا. حتى الأطفال لا يجب أن يقتربوا. في الوقت الحالي، فقط آيشا هي من يُسمح لها بالتواصل معهم. على ما يبدو، هم لا يشعرون بالخوف منها.”
بعد كلمات الكاهنة ميلوديا الصارمة، تراجع الأطفال الذين التفّوا حولي بخيبة أمل.
وحينها فقط، أخرج التوأم رؤوسهم من خلفي بحذر.
ثم بدأت الكاهنة ميلوديا تُفتّش بنظرها حول المكان.
“أيتها الكاهنات، هل وُزّعت جميع الهدايا التي جلبناها على الأطفال؟”
“نعم، كاهنة ميلوديا.”
“شكرًا لكنّ على مجهودكنّ. أعتقد أنه علينا العودة اليوم.”
لقد كانت الكاهنة ميلوديا دائمًا ما تمكث حتى وقتٍ متأخر مع الأطفال، لذا بدا الجميع مُتفاجئًا من رغبتها في المغادرة مبكرًا.
“مغادرة مفاجئة؟”
“نعم. عليّ أن أُقدّم تقريرًا. وبالمناسبة، فإنّ المديرة ستتنحّى عن منصبها مؤقتًا. لذا على المعلّمات أن يتولين مهامها في الوقت الحالي. وسنُرسل الأوراق الرسمية لاحقًا.”
ارتسمت الكآبة على وجوه المربيات عند سماع ذلك.
“ماذا يعني هذا……؟”
“سأوضح الأمر باختصار. التفاصيل ستشرحها المديرة لاحقًا. كما سيتم إرسال مندوبين من طرف المعبد، ويُمكنكنّ التحدّث معهم. وسنُرسل المستندات رسميًّا.”
ثم، بعد أن ألقت نظرة هادئة على المربيات، حوّلت الكاهنة ميلوديا نظرها إليّ.
ثم قابلتني بعينين حازمتين.
“إذًا، آيشا. سأعود لاحقًا، لذا أرجو أن تعتني جيدًا بالأطفال.”
“بالطبع!”
“وفي المرة القادمة، أودّ أن أسمع من أفواههم مباشرة عمّا حدث. هل ستجعلينهم قادرين على ذلك؟”
“نعم! لا تقلقي، كاهنة ميلوديا!”
هززت رأسي بحماس وقفزت في مكاني مثل طفلة سعيدة.
وعندها فقط، نظرت الكاهنة ميلوديا إليّ وإلى التوأم مرة أخيرة، ثم اتجهت نحو المربيات.
“لنذهب من هذا الجانب.”
وبسرعة، بدأت المربيات يجمعن الأطفال استعدادًا للمغادرة مع الكاهنات.
“إذًا، العبوا معًا لبعض الوقت.”
“انتظروا!”
رفعتُ يدي بسرعة لأوقفهم.
“أستاذة، هل يُمكنني الذهاب إلى الغرفة مع هؤلاء الأطفال؟ إنهم متّسخون جدًّا وأُريد غسلهم.”
“بالطبع. إل، هلّا جلبتِ ملابس لآيشا من المخزن؟”
“نعم!”
وبعد أن حصلت على الإذن، أمسكتُ بيد التوأم ودخلتُ إلى الداخل.
بالطبع، حاول لوهين سحب يده مني، لكنّني أمسكتُ بها بإحكام أكبر.
وبعد أن وصلنا إلى غرفتي، أطلقتُ سراح أيديهما.
“لحسن الحظ، الميتم مجهّز بشكل جيد، فكل غرفة تحتوي على حمام خاص.”
“واو! إنها غرفة الأطفال!”
ما إن دخلنا حتى ضمّت لاريز البطانية التي كانت تحملها بقوة وهي تُراقب المكان.
“هذه غرفتكِ، أليس كذلك، أختي؟”
“نعم! ولحسن الحظ، ليس لدي شريكة غرفة الآن، لذا الأمر مناسب.”
“…….”
بينما كانت لاريز تُحدّق بعيون لامعة في المكان المختلف تمامًا عمّا اعتادته، كان وجه لوهين لا يزال متجهّمًا.
“ما الأمر؟ ألا يُعجبك، لوهين؟ إنها من أفضل الغرف في الميتم……”
لكنّه لم يُعلّق. بل اقترب من النافذة ونظر إلى الخارج.
“ماذا؟ هل لاحظت شيئًا غريبًا؟”
“هل هذا المكان آمن حقًّا؟”
“بالطبع. إذا أغلقت الباب، فلن يتمكن أحد من الدخول.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات