4
**4 زوجة أم جارية؟**
ترى، ما هو موقعي في هذا البلد؟
بصراحة، هذا الأمر يشغل بالي أكثر من مسألة نظام طعام شعب التنانين.
أعني، حتى لمس جسدي، يبدو أن جِزلهايد-ساما متردد فيه بسبب صغري الشديد، فما الذي ينوي فعله بي بالضبط؟
هل سيتركني كرهينة في الإمبراطورية لتعزيز العلاقات بين البلدين، ثم يهملني بعد ذلك؟
لكن في المقابل، يبدو أنه قلق جدًا على صحتي.
شعرت أن كلماتي حملت نبرة متعالية دون قصد، فاعتدلت في جلستي وسعلت بخفة لتصحيح ذلك.
“جِزلهايد-ساما، صحيح أنني أصغر حجمًا مقارنة بشعب التنانين…”
“صغيرة؟ هذا ليس مجرد صِغر حجم، بل أنتِ بحجم حبة فاصوليا.”
أنا لستُ صغيرة إلى هذا الحد!
هل يسخر مني؟ أم أنه يرى أنني لا أمتلك أي جاذبية كأنثى؟
لا أفهم، لكن الشيء الوحيد الذي أدركه هو أنه لا يبدو وكأنه يقصد السوء.
“قد أبدو صغيرة كحبة فاصوليا من منظورك، جِزلهايد-ساما، لكن لمس رأسي أو جسدي، أو حتى حملي لن يؤذيني.”
“ولكن…”
“ها، انظر! أنا بخير، صحيح؟”
وضعت يدي فوق يد جِزلهايد-ساما.
كانت كفّه أكبر من يدي بمرتين، وخشنة الملمس.
إنها المرة الأولى التي ألمس فيها تنينًا، لكن كفّه كان دافئًا ومليئًا بالحياة، لا يختلف عنا بشيء.
شعرت بالقلق من أن يكون تصرفي هذا وقحًا، لكنني خلال هذه المواجهة القصيرة لم أعد أراه كما تصفه الشائعات، بأنه شخص مخيف.
ربما هو يراني كخنفساء أو كلب صغير أو قطة، ولكن في النهاية، أليس هذا هو الحال بالنسبة لشعب مملكتي أيضًا؟ فنحن نراه إمبراطور النار، ذاك الوحش الأسطوري.
“… آنِّيريا.”
“نعم؟”
نظر جِزلهايد-ساما إلى يديه المتشابكتين مع يدي، ثم تبادل النظر بينهما وبين وجهي بعينيه الحمراوين المتألقتين.
رغم أن تعابيره عادة ما تكون جامدة، إلا أنني شعرت وكأنه سعيد بطريقة ما.
ربما شعر بالراحة عندما أدرك أن لمسي لا يشكل خطرًا؟
تذكرت كيف كان إلجيريل، عندما أمسك بسرطان نهري للمرة الأولى، مترددًا وخائفًا من لمسه.
نعم… هذا يشبه ذلك تمامًا.
“أنا قوي وأكبر منكِ بكثير، لكنني أستطيع لمس يدكِ دون أن أؤذيكِ، أليس كذلك؟”
“بالطبع، لا مشكلة في ذلك. صحيح أننا نحن البشر لا نستطيع التحول إلى تنانين، لكننا لسنا مختلفين عنكم في أي شيء آخر.”
عندما تمكن إلجيريل أخيرًا من حمل ذلك السرطان النهري، كنت أشاهده من جانبه، وصفقت له قائلة: “أحسنت!” بابتسامة مشرقة.
والآن، شعرت بنفس السعادة تغمر قلبي، فابتسمت لجِزلهايد-ساما بلطف.
حدّق في وجهي بصمت للحظات، بينما كانت يدانا لا تزالان متشابكتين.
“آنِّيريا… إن حملتكِ، فلن تتأذي، صحيح؟”
“لا بأس، ها، تفضّل”
رفعت يدي عن يد جِزلهايد-ساما، ثم فتحت ذراعيّ كما لو أنني أقول: “هيا، احملني.”
يا له من موقف، إنه يشبه وضعية التهديد التي يقوم بها السرطان النهري!
إلجيريل كان يرتعب عندما يرى السرطان يرفع مخالبه بهذه الطريقة.
لكنني لا أقصد التهديد، لذا حاولت أن أبتسم برقة.
بمجرد أن يحملني، سيدرك أنني أكثر صلابة مما يظن، أليس كذلك؟
“إذاً، سألمسك الآن…”
“هـ… نعم…”
مجرد أن يحملني، لكنه بدا متحمسًا جدًا لهذا الأمر، مما جعلني أشعر بإحراج غريب.
عندما أفكر في الأمر، لم يحملني أي رجل من قبل سوى أخي.
لكن جِزلهايد-ساما أكبر بكثير من أخي، وذراعاه المخفيتان تحت الأكمام الفضفاضة تبدوان قويتين حتى من فوق القماش.
هذا هو نوع البنية الجسدية التي أحلم بها، أليس من المفترض أن أكون سعيدة الآن؟
ومع ذلك، شعرت بتوتر غريب يخنق صدري.
امتدت يد جِزلهايد-ساما ولمست خصري، ثم احتضنني من أسفل الركبتين والخصر، وفي لحظة، اهتز العالم من حولي.
مع شعور طفيف بالطفو، وجدت نفسي بسهولة بين ذراعيه، وكأنني استلقيت في مهد مريح.
من خلال القماش، شعرت بحرارة جسده وقوته الصلبة.
كان وجهه الوسيم قريبًا جدًا، ومن ملابسه انبعثت رائحة لطيفة تشبه مزيجًا من الحمضيات وأشعة الشمس المتسللة بين أشجار الغابة.
“أنا الآن أحملكِ يا آنِّيريا، هل تشعرين بأي ألم أو ضيق؟”
“أنا بخير، لا أشعر بأي ألم على الإطلاق. فأنا…”
توقفت لوهلة قبل أن أكمل بصوت هادئ:
“لقد جئت إلى هذا البلد لأكون ملكًا لك، جِزلهايد-ساما، لذا لا داعي لأن تتحرج في التعامل معي كما تشاء.”
إذا كان يتردد إلى هذه الدرجة في مجرد حملي، فكيف سيكون الحال بعد ذلك؟
بينما كنت مستغرقة في راحتي بين ذراعيه القويتين، نطقت أخيرًا بالحقيقة التي جئت من أجلها إلى هذا البلد.
لقد أعددت نفسي مسبقًا لما قد يكون بانتظاري، وأدرك تمامًا أنني قد لا أحصل على ما أتمناه، لكنني، لو كان بوسعي الاختيار، لفضلت أن أكون زوجةً محبوبة مثل أخي وأختي، تجمعهم رابطة من المودة والهدوء.
لكنني أعلم جيدًا أن الاحتمال الأكبر هو أن أكون جارية أو محظية.
“رحلة طويلة مثل هذه لا بد أنها أرهقتكِ… إضافة إلى أنكِ هنا دون أي مرافق. لا بد أنكِ تشعرين بالوحدة، لذا لا داعي لقول مثل هذه الأمور.”
ثم أضاف بصوت هادئ:
“آنِّيريا، لنأكل أولاً، ثم خذي قسطًا من الراحة.”
“ولكن، أنا…”
“أعلم أنكِ تخافين مني أيضًا. لا تقلقي، لن أؤذيكِ. خذي وقتكِ لتعتادي على الأمر.”
قال ذلك بينما كان لا يزال يحملني بين ذراعيه، وخرج بي من قاعة العرش.
عند الباب، كانت مجموعة من الوصيفات الجميلات بانتظارنا. كنّ جميعهن أطول مني وأقوى بنية، وعندما رأينني بين ذراعيه، تساءلن بصوت واحد:
“يا جلالة الإمبراطور، ما الذي تودّ أن تتناوله الليدي آنِّيريا؟”
أجابهن جِزلهايد-ساما بكل بساطة:
“على ما يبدو، فهي لا تأكل خنافس. فقط قدموا لها نفس الطعام الذي أتناوله.”
تبادلت الوصيفات النظرات بدهشة، قبل أن تهمس إحداهن: “إذاً، هي لا تأكلها…”
… لماذا كنّ يظنّن أنني آكلها من الأساس؟
لكن، حسنًا، على الأقل سألوا.
كدت أجد نفسي أمام طبق من الخنافس على العشاء، وهذا آخر ما أريده.
المترجمة:«Яєяє✨»