34
** 34 دليل العهد**
تشابكت أصابعنا معًا ونحن نمسك بأيدينا.
كانت يدانا المتشابكتان مثبّتتين على الملاءة وكأنهما موثقتان بها.
شعرت وكأنني قد ألقيت في بحر من الملاءات البيضاء، تتلاعب بي أمواجه العاتية.
كل ما يمنحني إياه جزلهايد-ساما لطيف إلى أقصى الحدود.
دموعي المنهمرة كان يأخذها برقة، يمسحها بأصابعه، ويسألني مرارًا إن كنت بخير.
لم أكن أملك سوى الإيماء برأسي، فينتظر بصبر حتى تهدأ أنفاسي وتلحق مشاعري المبعثرة ببعضها.
“…آنِه، سأغرس قوتي السحرية فيكِ الآن. لنقش دليل العهد.”
“…أمم، جزيه-ساما، أنا سعيدة…”
مرّت أصابعه على بشرتي كما لو كان يبحث عن شيء ما داخل جسدي.
تسللت عبر جسدي المبتل بالمطر ثم العرق الذي بدأ يتصبب ببطء.
قبضت على الملاءة بقوة، محاوِلةً ألا أرتجف.
“اهدئي، آنِه… لن يؤلمك، لا تقلقي.”
“لا… ليس مؤلمًا… لكنه دافئ جدًا… وعندما تحتضني، جزيه-ساما، كل شيء يصبح أكثر دفئًا…”
“…وأنا كذلك. آنِه، أنتِ صغيرة، وهشة كما لو أنكِ قد تنكسرين في أي لحظة… لكنكِ لطيفة، وناعمة، ودافئة.”
” أنا لا أريد أحدًا سواكِ. ولن أحب أحدًا غيرك، ولن أسمح لنفسي بأن ألامس أحدًا بهذه الطريقة.”
توقفت أصابعه عند صدري.
ربما فوق قلبي مباشرة.
لم أكن خائفة، ومع ذلك، ارتعش جسدي قليلًا، فطبع جزلهايد-ساما قبلة لطيفة على شفتي، وكأنه يهدئني.
“آنِه، ما سأتركه عليكِ الآن هو عهد أبدي… وعد لا يمكن محوه. قد لا يكون له معنى بالنسبة لكِ كإنسانة، لكنه بالنسبة لنا، نحن التنانين، يشبه لعنة محفورة في الروح.”
“لعنة…؟”
“نعم، لعنة تعني أننا ملكٌ لبعضنا البعض. حتى لو هربتِ مني، سألاحقكِ أينما كنتِ، وأعيدكِ إليّ… وسأجعلكِ ملكي، مهما كان الثمن. إنها لعنة عميقة… ومظلمة.”
“لن أهرب منك، جزيه-ساما. أتعهد بحب لا يتغير.”
“القلب يتغير.”
“هناك أشياء لا تتغير. أحب السماء، أحب الغابة، أحب الحيوانات، وأحب الحشرات والنباتات… وأحب عائلتي، وأحبك، جزيه-ساما.”
“تحبينني كما تحبين الغابة والسماء والحيوانات؟”
قالها بنبرة متدللة قليلاً، فبدا لطيفًا للغاية، ولم أتمالك نفسي من الابتسام.
“الشخص الوحيد الذي أحبه هو أنت. وأعتقد أن العهد الذي لا يتغير شيء رائع. حتى في المملكة، يتعهد الأزواج بحب لا يتغير عند الزواج.”
“لكن، بدلًا من ذلك، هناك خاتم.”
“خاتم؟ تقصدين زينة؟”
“نعم… البشر والتنانين متشابهون في العهد الأبدي، أليس كذلك، جزيه-ساما؟”
مددت يدي المرتجفة دون قوة، لأمسّد وجنة جزلهايد-ساما.
ثم، مررت أصابعي إلى شفتيه، فتبعها لسانه بلطف.
راح يلعق كل إصبع من أصابعي واحدة تلو الأخرى، فحاولت جاهدًة أن أكتم صوتي المرتجف.
“ستحبني دائمًا، أليس كذلك؟ هذا يسعدني، جزيه-ساما. لذا، ارسم العلامة.”
“آنِه…”
“أنا لك.”
أنا من طلبت ذلك.
لن أشعر بالخوف الآن، ولن أفكر في الهروب.
أنا أحب جزلهايد-ساما، وأريده أن يحبني أيضًا.
وأن يُنقش وعد الحب الأبدي على جسدي… لا يوجد شيء يسعدني أكثر من ذلك.
“هل أنتِ متأكدة؟”
“بالطبع… آه…!”
ارتسمت ابتسامة على شفتي جزلهايد-ساما، كانت رقيقة لكنها حملت شيئًا من الوحشية، كابتسامة مفترس.
ثم، حيث كان يضع أصابعه على صدري، لامسني لسانه.
في لحظة، شعرت بحرارة حارقة، ثم تسلل إلى داخلي شيء سائل، خفيف القوام، كأنه يتشرب من خلال الجلد.
كان طعمه يذكرني بعصير فاكهة **”الخوخ القرمزي”** التي تناولناها معًا.
مذاقه حلو للغاية، لكنه يحمل شيئًا غامضًا، مثيرًا.
شيء غريب، ليس أنا، كان ينتشر في جسدي، من قلبي حتى أطراف أصابعي وقدميّ.
مسّد جزلهايد-ساما شعري برقة، وكأنه يواسي جسدي الذي بدأ يرتجف.
“آه… أهه…”
“هل يؤلمكِ، آنِه؟”
“لا، أنا بخير… جزيه-ساما، من فضلك، عانقني…!”
مددت يدي نحو جزلهايد-ساما كما لو كنت أبحث عن طوق نجاة وسط هذا الشعور الغامر.
وحين ضمّني إلى صدره، شعرت براحة عميقة.
قلبي وجسدي، بل وكل شيء، كان متصلًا به… شعور بالسعادة غمرني حتى بدأت دموعي تتساقط بغزارة.
“جزيه-ساما…”
“أنا آسف… دائمًا ما أجعلكِ تبكين، آنِه.”
“لا، ليس كذلك… هذه دموع الفرح، دموع السعادة…”
على صدري، كانت العلامة التي رسمها بلسانه واضحة، نفس العلامة التي يحملها هو.
شكل دائري، وفي وسطه طائر يشتعل باللهب، يطفو بلون داكن على جلدي.
“هل… انتهى الأمر؟”
“نعم… هل تشعرين بأي انزعاج؟”
“أنا بخير… أشعر بالسعادة، جزيه-ساما، لقد أصبحتُ لكَ الآن، أليس كذلك؟”
“آنِه، شكرًا لكِ لأنكِ قبلتِني. لن أستطيع ترككِ بعد الآن. أنا غيور جدًا، ولا أشعر بالراحة إلا عندما تكونين بجانبي. والآن بعد أن رسمتُ العلامة، لن أستطيع كبح نفسي. لذا، آنِه، عليكِ أن تكوني مستعدة لذلك.”
“نعم… بالطبع، جزيه-ساما. لا بأس، دللني كما تشاء.”
مررت أصابعي بين خصلات شعره، ثم مسّدت رأسه بحنان.
ثم، بينما كنت بين ذراعيه، اقتربت برأسي من عنقه، وغرست أسناني بلطف في بشرته.
“آنِه…؟”
“لا يمكنني ترك علامة عليك، لكن… تركت أثرًا صغيرًا.”
لأننا مختلفان في العرق، ربما يشعر جزلهايد-ساما بعدم الأمان.
لهذا، أردت أن أترك له دليلًا أيضًا.
لم أتمكن من العض بقوة، لكن أثراً خفيفًا بقي على عنقه.
“آنِه… هل فعلتِ ذلك بلا وعي؟ إن كان كذلك، فهذا أمر خطير.”
“جزيه-ساما…؟”
“الليلة طويلة… ولا يبدو أنني قادر على التوقف.”
كانت نبرة صوته محمّلة بالشوق، فأخفضت بصري وأومأت برأسي.
المترجمة:«Яєяє✨»