31
**31هيئة التنين الخاصة بجزلهايد**
وصلت أنا وسيد جزلهايد إلى سطح القصر الواسع.
كانت الرياح تحرك شعري وثيابي بلطف.
عندما نظرت إلى الأعلى، لم أرَ سوى سماء صافية بلون أزرق فاتح، تتغير فيها أشكال الغيوم البيضاء شيئًا فشيئًا.
“أفكر في الإقامة في الجناح الشمالي لمدة يومين. لافين والخادمات ذهبن قبلي لترتيب القصر وقد عدن بالفعل. لقد أمرتُ بألّا يقترب أحد من القصر أثناء وجودنا هناك، لكن… ألا تشعرين بالقلق؟”
“قلق؟ لا… بل أنا سعيدة، جزيه-ساما.”
مرر جزلهايد يده بلطف على وجنتي وابتسم.
“تشاورتُ مع غيلفورد، وقال لي إن ظهري في هيئة التنين سيكون بحجم حديقة بالنسبة لكِ. لن يكون هناك خطر من سقوطك طالما لم أطِر بطريقة غير مستقرة، لكن إن كنتِ لا تزالين قلقة، فقد نصحني بأن أنسج درعًا واقيًا من السحر على ظهري. أمّا المحفة أو السرج، فبسبب صعوبة إزالتهما، فالأمر غير عملي.”
“أنا بخير مع أي شيء. شكرًا لك على تلبية رغبتي، جزيه-ساما.”
“هذه ليست أنانية منكِ. أرغب في تحقيق جميع أمنياتكِ قدر استطاعتي، لذا أخبريني بأي شيء تريدينه.”
“حسنًا! إذن… عندما نصل إلى الجناح الشمالي، أريدك أن تعانقني كثيرًا.”
“وهل هذا ممنوع الآن؟”
“نعم، ممنوع. لأنك إن احتضنتني الآن، فسأرغب في ماهو أكثر. وإن حدث ذلك، فقد لا أرغب في الخروج من هنا أبدًا.”
قطّب جزلهايد حاجبيه وأطلق تنهيدة عميقة.
“آنِّه، لا ينبغي أن تقولي أمورًا لطيفة كهذه.”
“لكنني أقولها بصدق.”
“وهذا ما يجعل الأمر أسوأ… أعلم أنكِ لا تكذبين، فأنا أسمع نبضات قلبكِ. عندما تكذبين، فإنها تضطرب بشكل غير منتظم.”
بما أننا سنخرج اليوم، فقد تشاورتُ مع لافين وقررتُ ارتداء فستان بسيط في زخارفه لكنه أنيق.
كان مكشوف الكتفين، ذو أكمام شفافة تمتد حتى أطراف أصابعي، ومشدودًا تحت الصدر، مما يجعل تنورته الحمراء—التي تشبه لون عيني جزيلهايد—تتطاير برقة.
وضع سيدي جزلهايد أصابعه برفق على صدري، فشعرت بنبض قلبي يقفز في صدري.
“نبضكِ يضطرب كثيرًا، لكنه يكون كذلك عندما تكونين سعيدة، أو محرجة… أو ربما غاضبة؟”
“حتى دون أن تعانقني، يمكنك سماعه؟”
“أجل، إن أردتُ ذلك.”
“هذا… محرج بعض الشيء… فهذا يعني أنك تعرف مدى حبي لك، حتى دون أن أقول شيئًا.”
“آنِّه… أرغب في احتضانكِ، أهذا ممنوع أيضًا؟”
“ممنوع.”
“إذن… لننطلق إلى الجناح الشمالي فورًا. سأتحول إلى تنين الآن… أرجو فقط ألا تشعري بالخوف.”
قال ذلك وهو يخلع سترته على عجل.
برز جسده القوي، وسرعان ما سقطت ثيابه البسيطة، المصممة لسهولة الارتداء والخلع، عند قدميه.
متناثرٌ.
“جِزِيه-ساما، لماذا تخلع ملابسك…؟”
كان جِزِلهَايد دائمًا يرتدي ملابس ذات فتحة واسعة عند العنق والصدر، لكن رؤية جسده العاري لم تحدث منذ أن كدتُ أغرق في الحمام.
انكشفت أمامي عضلات صدره وبطنه وذراعاه القويتان، فاحمرّت وجنتاي.
لم أعرف أين يجب أن أنظر، وشعرت بالحرج، بل وتساءلت إن كان من الوقاحة أن أحدّق.
لكن، رغم ذلك، لم أستطع منع نفسي من الانجذاب إليه.
السيد أَدْرِيان يعيش دائمًا عاري الصدر، وعندما أصادفه أحيانًا في القصر يُلقي عليَّ التحية بمرح قائلاً: “تبدين بصحة جيدة، أيتها الأميرة!”، لذا اعتدتُ على الأمر.
لكن جِزِلهَايد-ساما يرتدي ملابسه دائمًا، لذا شعرتُ وكأنني أرى شيئًا لا ينبغي لي رؤيته.
“إن لم أخلعها، فستتمزق.”
“تتمزق…؟”
“أجل. حجم وشكل الجسد في هيئة التنين يختلفان عن الهيئة البشرية. لا يمكنني ارتداء الملابس عندما أتحول.”
“آه… هكذا إذن.”
قد يكون كلامه منطقيًّا، لكنني لم أفكر في الأمر من قبل.
كنت أعتقد أن ملابسه ستتغير بشكل سحريّ مع تحوله.
والآن بعد أن تذكرت، حين جاءت رينيس لتصطحبني إلى وطني، لم أرَ لحظة تحولها إلى تنين.
ترى، هل كانت رينيس تخلع ملابسها أيضًا؟ رغم كونها امرأة؟
لأنني لم أكن أعرف، لم أراعِ الأمر حينها، والآن أشعر وكأنني قصّرتُ بشدة تجاهها.
“مع أنك مضطرٌ لخلع ملابسك، إلا أنني طلبتُ منك ذلك…”
“آنه، نحن لا نعتبر كشف الجسد أمرًا مخجلًا.”
“لكن، لكن…”
“مع ذلك، لا يعني هذا أننا نعيش عراة. نحن نرتدي الملابس على مضض، والراحة وسهولة الارتداء هما ما نركز عليه عند اختيارها. الاهتمام الزائد بالملابس عادة تقتصر على قلة نادرة… مثل شعب إيلباثوس الجليدي.”
“هكذا إذن…”
تحت السماء الزرقاء، بدا جِزِلهَايد-ساما، وهو يقف عاري الصدر بكل ثقة، وكأنه لا يشعر بأي حرج على الإطلاق.
“لكن، آنه… أجدكِ جميلة وأنيقة عندما تتزينين. ملابسك اليوم تليق بكِ كثيرًا.”
“شكرًا لك، جِزِيه-ساما. لقد اخترتها بعناية، لكنني ظننتُ أنك لن تهتم بذلك…”
“لا، ليس الأمر كذلك. صحيح أنكِ لستِ من جنس التنانين، لكن… لا، ليس هذا السبب. لأنكِ آنه، أجدكِ ساحرة.”
“تذكرتُ شيئًا… جِزِيه-ساما، في السابق، لاحظتُ أنك لم تُظهر أي ردة فعل عندما كنتُ أبدّل ملابسي أمامك. الآن أدرك أن السبب هو أنك لا تعتبر الجسد العاري أمرًا ذا أهمية، صحيح؟”
“هل حصل موقف كهذا؟… آه، صحيح، كنا معًا عندما كنتِ تغيرين ملابسك ذات مرة. حينها، لم أشعر بأي انفعال، بل كنتُ متأملًا. كنتُ أفكر في مدى صِغَركِ ورِقّتكِ… ومدى جمالكِ.”
“أما الآن؟”
“الآن… الأمر مختلف.”
“مختلف؟ كيف ذلك؟”
“حسنًا… أرغب في..”
“انتظر! انتظر، جِزِيه-ساما! لا تكمل الحديث—!”
“قد… قد أسقط من على ظهركَ، جِزِيه-ساما…!”
منذ ذلك اليوم الذي بكيتُ فيه بحرقة، بدا أن جِزِلهَايد أصبح يعبر عن مشاعره بالكلمات قدر الإمكان.
عندما حاولتُ، في ارتباكي، أن أمنعَه من الكلام عبر وضع يديّ على فمه، قفزتُ مرارًا وأنا أمدّ ذراعيّ نحوه، لكنه أمسك بخصري فجأة، وضحك قائلاً:
“هذا كان أشبه بتمرين الأرنب، أليس كذلك؟”
“حان الوقت للانطلاق، آنِّه. سأخلع البقية الآن. لا بأس إن نظرتِ، لكن إن كنتِ تشعرين بالخجل، فيمكنكِ إدارة ظهركِ.”
“ح-حسنًا…!”
كان جِزِلهَايد-ساما يضحك وهو يحتضنني، لكنه سرعان ما أفلتني بخفة.
فزعتُ وأسرعتُ بالابتعاد عنه، وغطّيتُ وجهي بكلتا يديّ.
رؤية الجزء العلوي من جسده كانت محتمَلة، لكن رؤية الجزء السفلي… لا، هذا مستحيل.
رغم أن جزءًا مني شعر بفضول خفيف، إلا أنني لم أستطع السماح لنفسي بالنظر.
بعد لحظة، سمعتُ صوته يقول: “يمكنكِ الالتفات الآن، آنِّه.”
رفعتُ وجهي بحذر، وما رأيته أمامي كان تنينًا ضخمًا أسود اللون، يفوق في حجمه ضعف حجم رينيس عندما تحولتْ.
كان يطوي جناحيه ويخفض رأسه، وجسده العظيم مستلقٍ بثبات أمامي.
المترجمة:«Яєяє✨»