23
**23 سيدي أدريان، القائد العسكري**
بعد انتهاء الغداء، تم استدعاء السيد جزلهايد من قِبَل السيد غيلفورد.
فقد عاد المبعوث الذي أُرسل إلى كلٍّ من جلالة إمبراطور البرق وجلالة إمبراطور الجليد لإجراء مراسم الزواج.
فكرتُ في أن ذلك كان سريعًا جدًا، لكن بالنظر إلى أن بلدنا يستخدم الخيول السريعة لإرسال المبعوثين في الحالات العاجلة، بينما في هذا البلد يمكن للجميع الطيران في السماء، فمن الطبيعي أن يكونوا أسرع.
عندما أخبر السيد جزلهايد السيد غيلفورد بأنه كان ينوي اصطحابي إلى المدينة، وبّخه بلطف قائلًا:
“كيف لك أن تتحدث بهذه العفوية؟ تجول بمفردك كجلالة الإمبراطور أمرٌ مختلف تمامًا عن التجول برفقة السيدة آنِّيريا.”
وعندما حان وقت اللقاء المهم، حاول السيد جزلهايد حملي وأخذي معه، لكنني رفضت ذلك بأدب.
فهذا تصرف غير لائق أمام أهل القصر، ناهيك عن أنني لست حيوانًا أليفًا ليأخذني معه كيفما يشاء. ربما يرى الأمر بهذه الطريقة، لكن من حوله لن يفكروا بنفس الطريقة.
ثم خطرت لي فكرة أخرى…
عودة المبعوث تعني أن مراسم الزواج أصبحت قريبة جدًا.
ترى، هل سأرتدي ثوب الزفاف؟
بل، ماذا يحدث في مراسم الزواج أصلًا؟
لا أعلم شيئًا عن الأمر، لكن ما أعلمه هو أنه ينبغي أن أصبح ملكًا للسيد جزلهايد قبل ذلك الوقت.
لا أعرف شيئًا عن إمبراطور الجليد، لكن فكرة أن يتم وضعي تحت “الختم” وأُختطف دون أن أفهم ما يجري، أمرٌ لا يُحتمل!
لا أظن أنني أملك جاذبية خاصة، لكن إن كانت سلالة البشر نادرة في هذا العالم، فمن الممكن أن يتم أخذي بدافع الفضول.
هل يعتقد السيد جزلهايد أن ذلك لا بأس به؟
هل يراني مجرد حيوان أليف لن يُبالي بفقدانه؟
ذلك سيكون محزنًا للغاية، لكن لا جدوى من الحزن.
“تماسكي، يا أنا! فالحب حربٌ!”
“…الحب حرب، يا سيدتي آنِّيريا؟”
“نعم، هذا ما قالته الأخت إريكاثينا. قالت إن من ترغب في الفوز بقلب فارس أحلامها، لا ينبغي لها التردد في استخدام أي وسيلة. إريكاثينا الأخت الكبرى هي زوجة أخي، وكان أخي محبوبًا للغاية بين النساء، لذا لا بد أنها واجهت الكثير من المتاعب.”
“في هذه الحالة، لا داعي للقلق، سيدتي آنِّيريا. لا توجد في هذا القصر أي امرأة تجرؤ على الوقوع في حب جلالته.”
بعد أن افترقت عن السيد جزلهايد، كنت أسير برفقة رينيس.
بما أن رينيس عرضت عليّ جولة تعريفية في مقر الضباط، وقد أصبحت خالية من أي التزامات في فترة ما بعد الظهر، قبلت بسرور.
أما لافين، فكانت لديها مهام أخرى، لذا كنت وحدي مع رينيس.
وأثناء سيرنا عبر الرواق الطويل، كنت أسترجع كلمات رينيس في ذهني.
“لكن، أرى أن جلالته شخص رائع… ثم إن الأمراء في بلادي دائمًا ما يحظون بشعبية كبيرة بين النساء.”
“جلالته هو أقوى تنينٍ في هذا البلد، ولقب “إمبراطور اللهب” ليس مجرد لقبٍ فخري. لهذا السبب، يُنظر إليه برهبة، كما أنه لا يُبدي أي اهتمام بإناث التنانين، لذا لا توجد امرأة تجرؤ على الاقتراب منه.”
“بما أنه لا يهتم بالنساء… فهل هذا يعني أنه مهتم بالرجال؟”
“مستحيل! لا بد أن السيدة آنِّيريا تأثرت بكلام لافين.”
“صحيح أن الفارق بين الجنسين لدينا ليس كبيرًا، لكن فيما يخص جلالته تحديدًا، لا أذكر أنه كان لديه أي اهتمام سواء بالنساء أو الرجال. ليس الأمر أنه قاسٍ أو منعزل، بل هناك شيء ما يجعله منيعًا أمام هذه العلاقات، لا أعرف كيف أصفه.”
“رينيس، ألا يمكن أن تقعي في حب جلالته؟”
“مستحيل. إن كان لي أن أختار، فأنا أفضل التنانين اللطيفة. ثم إنني أتمتع بشعبية كبيرة بين الرجال اللطيفة.”
“أعتقد أنني أفهم ذلك. رينيس، أنتِ جذابة للغاية.”
“وأنتِ فاتنة، سيدتي آنِّيريا.”
“لو كنتِ أنتِ شريكتي وكنت ولدت كرجل، لما اضطررتُ إلى كل هذا القلق والمعاناة.”
“سيدتي آنِّيريا… أليس هذا تصريحًا قاتلًا؟ هذا خطر! إن سمع جلالته بذلك، فسيقتلني… لا، قبل ذلك، ستوقع بي لافين وتعاقبني بعقوبة ’عصر دموع التنين‘.”
رينيس، ما هي عقوبة ’عصر دموع التنين‘؟”
“دموع التنانين تتبلور عند سقوطها، وتُستخدم كمصدر طاقة للعديد من الأشياء في هذا البلد. لكن هذا لا يعني أننا نبكي باستمرار، لذا هناك وظيفة متخصصة في استخراج دموع التنانين. وللمعلومية، لافين تمتلك شهادة ’مستخرجة دموع التنانين‘…”
“حقًا… هل تقوم برواية قصص مرعبة لإجبار التنانين على البكاء؟
“حسنًا… شيء من هذا القبيل.”
تحدثت رينيس بتردد، يبدو أنه من الأفضل ألا أبحث في هذا الموضوع أكثر.
“على أي حال، سيدتي آنِّيريا، بسبب ما ذكرتُه عن جلالته، لا تكاد أي امرأة تجرؤ على الاقتراب منه. ولكن، في مقر الضباط الذي سنذهب إليه الآن، يوجد التنين الأكثر شعبية بين النساء في هذا القصر.”
بعد اجتياز الرواق ودخول الباب، وجدنا أنفسنا في قاعة فسيحة ذات أرضية خشبية، حيث تتصدرها لافتة خشبية ضخمة كُتبت عليها كلمة “漢” بالحبر الأسود. تُرى، ما معناها؟
“أوتوكو…”
“هذا لا يعني أن جميع الضباط من الرجال فقط، لكنه شعار يُذكّرهم بروح الرجولة.”
“رينيس! أحضرتِ لنا الأميرة!”
ركض نحونا رجل ضخم، يقارب في حجمه السيد جزلهايد.
كان صدره وذراعاه وبطنه مكشوفين تمامًا، لم يكن يرتدي شيئًا على الجزء العلوي من جسده.
أما شعره المنتصب فكان فضيًّا يميل إلى البياض، وعيناه ذات حواف ناعسة تضفي على ملامحه البرية وسامة مميزة.
“سيدتي آنِّيريا، هذا هو القائد العسكري، أدريان، الشخص الأكثر شعبية بين النساء في هذا القصر.”
قدّمتني رينيس إليه بانحناءة خفيفة.
“إنها صغيرة تمامًا كما في الشائعات. لطيفة كالجنيّات… البشر بالنسبة لنا كجنيّات الغابة، لكنكِ تبدين كجنيّة حقيقية.”
وبدون أي مقدمات، أمسك القائد أدريان بخصري ورفعني فجأة.
إنه يتعامل معي بشكل عكس تمامًا لما يفعله السيد جزلهايد.
طريقة تعامله خشنة، لكن الغريب أنني لم أشعر بالانزعاج، ربما بسبب ابتسامته المشرقة.
أفهم الآن لماذا يحظى بشعبية بين النساء…
السيد جزلهايد لن يفعل شيئًا كهذا أبدًا.
المترجمة:«Яєяє✨»