Chapters
Comments
التعليقات لهذا الفصل " 13"
شكرا على الترجمه 🫂♥️
توقّفت العربة عند وصولها إلى الشارع التجاريّ، وما إنْ فُتِح الباب حتّى نزلَ سييون أوّلًا. كانت حركته سريعةً وخاليةً من أيّ تردّد.
كنتُ أستعدّ للنزول خلفه، لكنّ عائقًا غير متوقّعٍ وقف أمامي.
“جلالتُكَ، لِمَ تقفُ هكذا؟”
وقفَ سييون ملتصقًا بباب العربة، مانعًا طريقي تمامًا. بدا وكأنّ صدره العريض يقول لي بوضوح: لن تمرّي.
“آنِيتْ.”
“نعم؟”
مدّ سييون يده نحوي، متجاهلًا سؤالي تمامًا.
“يدُكِ.”
كان صوته الهادئ يحمل نغمةً خفيّةً من الإصرار، فمددتُ يدي دون وعيٍ لأضعها على كفّه.
وما إنْ فعلتُ ذلك، حتّى شدّ قبضته عليّ وجذبني نحوه بقوّة.
“آااه!”
بفعل القوّة المفاجئة، انحنى جسدي إلى الأمام، وكدتُ أسقط من العربة. لم أكن سأموت، لكن بالتأكيد كنتُ سأكسرُ شيئًا ما.
وقبل أن تُكمل تلك الفكرة طريقها في رأسي، اصطدم وجهي بشيءٍ صلبٍ جدًا.
“آخ… أنفي…”
أمسكتُ بأنفي بسرعةٍ وأنا أستوعب الموقف. المكان الذي دفنتُ فيه وجهي لم يكن سوى صدر سييون نفسه.
هذا الأحمق… ما الذي فعلتَه بالضبط؟
“هل تأذيتِ؟”
“أعتقدُ أنّ أنفي انكسر.”
“ارفعي رأسكِ قليلًا، دعيني أرى.”
رفعتُ رأسي بخفةٍ وأنا أُبعد يدي عن أنفي. كنتُ قد بالغتُ قليلًا عندما قلتُ إنّه انكسر، لكنّ الألم الحادّ في عظمة أنفي لم يكن طبيعيًّا أبدًا.
“جلالتُك، هل أنتَ تضعـ لوحًا من الحديد على صدركَ؟!”
كيف يمكن أن يؤلمني الاصطدام بجسدِ إنسانٍ إلى هذا الحدّ؟!
انحنى سييون نحوي أكثر، فاقترب وجهه شيئًا فشيئًا.
نظراته التي ركّزها على أنفي كانت جادّةً على نحوٍ غريب.
إلى أيّ مدى تنوي الاقتراب؟!
“أنفُكِ احمرَّ قليلًا.”
لامسَ صوته وجهَي، واختلطَ بأنفاسه التي داعبت وجنتي.
لو تحرّكتُ قليلًا فحسب، لاصطدمت أنوفُنا ببعضها.
بغضّ النظر عن أيّ شيءٍ آخر، وجهُ هذا الرجل خطرٌ على قلبي حقًّا.
“لا يبدو أنّه مكسور.”
صرختُ في داخلي وكأنّ صفّارةَ إنذارٍ دوّت في رأسي. كان من الخطر أن أترك نفسي تنجرف في هذا الجوّ الذي صنعه من دون قصد.
تراجعتُ إلى الخلف بخفّة، فابتعد وجهه عنّي وعادَ الهواء إلى صدري.
“وااه! يا للحمد لله! لم ينكسر أنفي!”
حاولتُ التخلّص من توتّري بعبارةٍ مبالغٍ فيها. تصرّفاتُ سييون العفويّة كانت تُهدّد قلبي في كلّ مرّة.
“لكن، جلالتُكَ… لماذا جذبتَ يدي فجأة؟ قد يكون ذلك خطرًا!”
رفعتُ يدنا المتشابكة لأُريه إيّاها، فما كان منه إلّا أنْ حرّك يده تبعًا لحركتي وكأنّه يلهو.
“إنّها أوّل مرّةٍ أُرافق فيها أحدًا بنفسي، لذا لم أُحسن التحكّم بقوّتي.”
أهذا كان… مرافقة؟!
“في المرّة القادمة سأكون أكثر حذرًا. نسيتُ أنّكِ أكثر هشاشةً ممّا ظننت.”
تجمّدتُ مكاني أمام ملامحه الهادئة التي لا يظهر عليها أيّ شعورٍ بالذنب. أيّ نوعٍ من المرافقة هذه؟ لم أستطع حتى أنْ أجد من أين أبدأ بتوبيخه.
كيف يمكن لحاكمٍ لدوقيّةٍ كبرى أنْ يكون سيّئًا في الإتيكيت إلى هذا الحدّ؟!
“على الأقلّ طلبتُ إذنَكِ قبل أن أمسك يدكِ، أليس كذلك؟”
“جلالتُكَ، لا أذكر أنّكَ طلبتَ إذني؟”
“لقد قلتُ: أعطيني يدكِ. لم أمسكها من دون إذن.”
كان وقحًا بثقةٍ تامّة. وجهُه بدا وكأنّه ينتظر مديحًا.
تحرّكتْ شفتاي مرّتين دون أنْ أجد ما أقوله. لم أستطع أن أقرّر إنْ كان يستحقّ الاعتراض أم الإطراء.
“جلالتُكَ، عندما نعود، علينا أنْ نتدرّب على المرافقة قليلًا.”
قلتُ ذلك في النهاية، مُسلّمةً بأنّ المستقبل وحده كفيلٌ بحلّ هذه المشكلة.
أنا أؤمن بكِ، أيتها “أنا” المستقبلية!
“حسنًا، فلنذهب إلى المكتبة أوّلًا.”
“كما تشائين.”
“وأرجو أنْ تُطلق يدي.”
نزعتُ يدي من قبضته بلطفٍ، لتتلاشى حرارة جلده بسرعةٍ أكبر ممّا توقّعت.
نظر سييون إلى يده، وقبضها ثمّ بسطها كأنّه يستشعر خلوّها من الدفء.
واصلنا السير وسط الشارع المزدحم ونحن نتبادل أحاديث بسيطة حتّى وصلنا إلى مكتبةٍ كبيرةٍ في وسط السوق.
كانت فسيحةً، ومقسّمةً إلى أجنحةٍ بحسب أنواع الكتب.
“فلنبدأ برفّ الروايات.”
سحبته من تردّده أمام الباب، ودخلنا معًا. بدا كلّ شيءٍ منظّمًا وسهل الوصول إليه.
[روايات رومانسية]
كانت أرفف الروايات الرومانسية مطليّةً باللون الورديّ الفاتح.
وعلى الرغم من أنّه قال إنّه سيختار المراجع بنفسه، فإنّ سييون اكتفى بتتبّعي بهدوء، يتنقّل ببصره بين وجهي والكتب التي في يدي، وكأنّه يقول بعينيه: هل هذه هي ذوقكِ؟
“جلالتُكَ، اختر أنتَ أيضًا روايةً رومانسية تبدو ممتعة. أو شيئًا تُحبُّ أنْ تخوضهُ بنفسكَ.”
“لستُ من هواة القراءة.”
“أحقًّا؟ إذًا ما الذي كنتُ أُحرقه من مكتبتِكَ؟ لم تكن روايات؟”
تجمّدتْ شفتاه قليلًا، وبدتْ ملامحه تُشير إلى أنّه تذكّر تلك القصص المظلمة عن الجنون والاحتجاز التي كنتُ قد تخلّصتُ منها.
“اختر روايةً رومانسيةً عاديّة بقرارٍ منكَ أنتَ ،جلالتُكَ. لقد درسنا لمدّة عشرة أيّام، لذا أظنّ أنّكَ تستطيعُ ذلك الآن.”
حين قلتُ ذلك بلطف، أومأ برأسه موافقًا.
“ضعَ ما تختاروهُ على هذه الطاولة، وسنقرؤها معًا لاحقًا قبل أن نشتريها.”
“حسنًا.”
أومأ مرّةً أخرى، وكان مظهره المهيب المتجمّد يُخفي شيئًا لطيفًا على نحوٍ غريب.
ربّما هذا بسبب وجهه؟
تركته ليتجوّل، وراقبته من بعيد. كان يتصفّح الكتب بعنايةٍ بالغة، وكأنّه يدرسها.
“حسنًا، لنبحثْ عن روايةٍ رومانسيةٍ مناسبة للدروس القادمة!”
–
* * *
لكلّ قصّةٍ حبكة.
بدأ الأمر طبيعيًّا، كنتُ أبحث عن روايةٍ تصلح كمثالٍ دراسيٍّ لسييون. لكن في الزاوية البعيدة من الرفّ، وجدتُ كتابًا غيّر مجرى يومي.
[ما الذي ينتظرنا في نهاية الحبّ]
أثار العنوان فضولي، ففتحتُه أستكشف محتواه بسرعة، لكنّي وجدتُ نفسي مأخوذةً بأحداثه وبدأتُ أقرأه بتركيز.
إلى هنا كانت الأمور تسير بشكلٍ عاديّ.
“أُلقي بجسدِ سيرا على السرير. كان ذلك سهلًا كقطف زهرةٍ من الحديقة.”
كنتُ أُتابع القراءة وقد ابتلعتُ ريقي بصعوبة، عندما سمعتُ فجأة صوتًا منخفضًا خلفي يقرأ معي نفس الجملة.
ومن هنا بدأتِ الكارثة.
كانت الرواية مصنّفةً للكبار، تتحدّث عن الأسر والرغبة، والمشهد الذي كنتُ أقرأه تحديدًا كان ذروة الأحداث.
“حاولتْ سيرا الهرب إلى الزاوية، لكنّ المسافة بينهما كانت قصيرةً جدًّا إنْ أراد الإمساك بها.”
“تـ… توقّف لحظةً فقط…”
“أمسكَ كاحلها وقال: سيرا، هل تعتقدين أنّي أُدمّركِ؟”
كان صوته البارد ينساب داخل أجواءِ المكتبة الهادئة، فلا يُسمع شيءٌ سواه.
وكانت النهايةُ الوحيدة الممكنة لي هي أنْ أموتَ من شدّة الإحراج.
التفتُّ نحوه ببطء، فرأيتُه يقرأ بتركيزٍ تامّ، عينيه مثبتتين على الصفحة دون أنْ ترفّا.
“جلالتُكَ، أيمكنكَ التوقّف عن القراءة، من فضلكَ؟”
رجوته بصوتٍ مرتجفٍ ونظراتٍ متوسّلة. من الذي يقرأ روايةً للكبار بصوتٍ عالٍ وسط مكتبةٍ عامّة؟!
لكنّه تجاهلَ توسّلاتي تمامًا واستمرّ بقراءة السطور التالية:
“إذن فلننهارْ معًا، يا سيرا.”
أرجوكَ توقّف…
“سأسقطُ معكِ… برغبتي.”
رفعتُ رأسي نحوه بعينين دامعتين، لكنّ عينَيه الحمراء تلاقتا بعينيّ فجأة. انعكستْ خصلات شعري الذهبيّ في بؤبؤيه المتّقدين كاللهب، فحبسْتُ أنفاسي.
لم أستطع الحركة. كنتُ محاصَرةً بينه وبين الرفّ، وجهُه قريبٌ جدًّا منّي.
إنّه يُسحرني… لا، يُوشك أنْ يبتلعني.
لو استمرّ الأمر ثانيةً واحدةً إضافيّة، لربّما …
“مدّ يدَه ليمسك كاحلها مجددًا…”
لو لم يُكمل قراءة الجملة، لربّما فعلتُها فعلًا.
“وسحبها نحوه بقوّةٍ جعلت جسدها و…”
“هنااااا توقف!”
صرختُ وأنا أضع كفّي على فمه بسرعةٍ لأمنعه من النطق بكلمةٍ أخرى، ضاغطةً عليه بكلّ قوّتي.
أغلقتُ الكتاب بيدي الأخرى وأعدتُه بسرعةٍ إلى مكانه.
“هل… هل وجدتَ كتابك الذي كنتَ تبحث عنه؟”
نزعتُ يدي عن فمه ببطءٍ، بينما ظلّ ملمسُ شفتيه اللين على راحتي يُثير ارتباكي.
“لن تُكملي القراءة؟”
سألني بدهشةٍ وكأنّه لا يفهم السبب. أشار بذقنه نحو الرفّ الذي أعدتُ إليه الكتاب.
“بدوتِ مستمتعةً بها كثيرًا.”
“مستمتعة؟ أبدًا! لم تكن ممتعةً على الإطلاق!”
“لكنّ عينيكِ كانت تلمعان.”
سعلتُ بخفّةٍ وأنا أشيحُ نظري. لا، لا يمكنني دعم هذا النوع من الروايات!
“العنوان فقط كان مثيرًا للفضول، أردتُ أنْ أعرف ما الذي ينتظرنا في نهاية الحبّ، هذا كلّ ما في الأمر!”
هزّ رأسه قليلًا بإيماءةٍ خافتةٍ لا تكاد تُرى.
“حسنًا! فلنذهب الآن إلى هناك لنرى ما اخترناه سويًّا.”
أمسكتُ بطرف ردائه لأجرّه معي، فقط لأُغيّر المكان والموضوع بأسرع ما يمكن.
تبعني بخطواتٍ هادئة، ولمّا وصلنا إلى الطاولة حيث وضعنا الكتب المختارة، قال بهدوء:
“في نهاية الحبّ لا يوجد شيء.”
“هاه؟”
“لأنّ البطلين يموتان في النهاية.”
ألقى تلك الجملة بصوتٍ عاديٍّ تمامًا، وكأنّه يُخبرني معلومةً عن الطقس.
لكن لحظة… كيف يعرف هذا؟!
“هل قرأتَها من قبل؟”
“كانت من الكتب الأكثر مبيعًا قديمًا.”
آه… إذًا لهذا السبب كان يحفظُ الحوار عن ظهر قلب. يبدو أنّها تركتْ أثرًا كبيرًا عليه.
أضفتُ معلومةً جديدةً في ذهني عن سييون:
يقرأ الروايات الرومانسيّة للكبار كهوايةٍ (جديد!).
وهنا قد كُتبت معلومة جديدة في سطورِ عقلي عنهُ.
[ م.م : كيف حالكَم! ، اتمنى اني لم أتاخر عنكم هذه المرة بتنزيل الفصول، واتمنىَ أيضًا أنكم قد استمتعتم بفصول اليوم ، لا تنسوا أخباري برأيكم الجميلِ، أدامكَم الله على خيرٍ أحبتَي! ]
شكرا على الترجمه 🫂♥️
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
شكرا على الترجمه 🫂♥️