5
أهلًا بكم أعزائي 🫶
استمتعوا بالفصل 🎀
꧁꧁꧁꧂꧂꧂
بالطبع، كانت قصة الحب ملكًا لها وليس لـ “ليا”.
لو اكتشف الإمبراطور حياة ماضيها، لما استطاع أن يغمض له جفن. لذا، لجأت إلى رجال الحريم باعتدال كمرجع لها.
ومع مرور الوقت، نفد ما لديها من حكايات، فانتهى بها الأمر إلى اختلاق قصة جديدة، متضمنةً أولئك الرجال الوسيمين الذين رأتهم في الحريم في ذلك النهار.
ففي النهاية، لن يعتقلوها لمجرد أنها كذبت.
بصوتها الناعم والرقيق، بدا كأنها تهويدة.
وبعد ثلاث ساعات…
كانت نتيجة قصتها التي جمعت 10% من الحقيقة و90% من الكذب…
“جلالتك؟”
…
الإمبراطور، الذي كان أشبه بوحش ضارٍ، أغلق عينيه أخيرًا.
ذلك الظبي الصغير الحساس، لا… الفهد الأسود الحساس، تحول أخيرًا إلى خروف وديع.
“طابت ليلتك، جلالتك.”
بينما تربّت بخفة على صدر الإمبراطور الأسود الشعر وهو نائم، ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة.
المهمة اكتملت!
هذا ما تسميه نجاحًا.
***
كان زيان فيرموث في مزاج سيء اليوم.
“أرجوك دعني أعيش—آه!”
“آآه!”
كريك—
في زنزانة تعذيب تحت الأرض، امتلأت باللحم والدم، علقت رائحة الدماء الكريهة في الهواء.
لم يتحمل الأعداء المقيدون في آلة التعذيب الألم، فماتوا.
“توقفوا.”
كانت أدوات التعذيب الثقيلة تخلق منظرًا مقززًا، مما جعله يشعر بعدم الارتياح. لكن بما أن كل شيء تم بأمره، تحمله.
إنه متعب…
ثم ضربته نوبة صداع شديدة.
نهض زيان من مقعده وغادر الزنزانة. وبينما كان ينزل الدرج، التقى بدوق سيليست.
“جلالتك، هل أنت متأكد من إيقاف التعذيب الآن؟”
سأله الدوق بقلق، لكن زيان كان يعلم. ذلك الشخص ذو العيون الثعبانية كان دائمًا طامعًا في شيء ما.
كان مرهقًا للغاية. فقد ظل الصداع يؤرقه لسنوات. لذا، هز رأسه ردًا على الدوق وحاول تجاوزه.
لكن للأسف، أوقفه الدوق، رغم علمه جيدًا أنه يعاني من ألم مبرح.
“لا يزال هناك أعداء محتجزون. يجب أن تعذبهم جميعًا لاجتثاث التمرد.”
‘جلالتك، أولئك الذين يجرؤون على الحلم بانهيار إمبراطورية فيرموث يجب ذبحهم لينالوا السلام… ارحمني!’
بعد أن تدحرج مثل كلب مجنون على ساحة المعركة قبل سنوات، عاد ليرث العرش.
كرومويل سيليست، ذلك الشيخ الذي ادعى أنه حماه، ظل يحث زيان، الذي كان يعاني من تبعات الحرب، على ألا يرتاح من أجل حماية فيرموث.
كان شابًا منهكًا، لكنه تحمل الألم كما نصحه الدوق ذو الخبرة.
فعل كل شيء ليدحض النبوءة التي أُعلنت عند ولادته: ‘الإمبراطور الذي يمتلك مشاعر سيدمر مصير الإمبراطورية.’
خوفًا من أن يدمر ابنه الإمبراطورية، حرمه الإمبراطور السابق من جميع المشاعر منذ صغره.
الفرح، الحزن، المعاناة، وحتى الحب.
زيان، الذي حُرم من أشياء كثيرة، كان عليه أن يأكل كمية محددة من الطعام، وينام لوقت محدد، وينجز المهام الموكلة إليه. عاش كدمية.
وكأميرٍ وولي عهد، نفذ الأمر بالذهاب إلى الحرب وذبح أعدائه. لكن عندما مات أبوه، اضطر للعودة ليصبح إمبراطورًا.
وعرض عليه كرومويل، دوق سيليست، أن يتزوج ابنته لتصبح إمبراطورة، متظاهرًا بأنه تابع مخلص للإمبراطور الميت وحامٍ للأمير وليّ العهد.
‘يجب ألا تكون لك مشاعر كإمبراطور. الإمبراطورة يجب أن تكون امرأة لا تتوسل لحب الإمبراطور، بل تبقى في مكانها بهدوء.’
قبل الإمبراطور، الذي كان قد محا كل مشاعره بالفعل، طلب الدوق الواضح. ففي النهاية، الحب كان شيئًا لا يحتاجه.
حتى بعد أن تزوج الابنة الوحيدة لدوق سيليست كإمبراطورة، ظلت حياة زيان كما هي.
فراغ بلا لون، حياة متكررة يوميًا.
لقد تلطخ حينما عذب وقتل الأعداء الذين أسرهم بوحشية.
حياته، التي كانت بالأبيض والأسود حتى ذلك الحين، صبغت باللون الأحمر الزاهي.
لكن كلما زادت أفعاله هذه، زاد شعوره وكأن رأسه سينفجر. زيان لم يكن سعيدًا بهذا التغيير.
منذ أن تلقى تعليمه في صغره، كان دائمًا هادئًا.
لذا استمر في حياته، وزاد فقط من وقت الذبح.
ومع مرور الوقت، اعتاد تدريجيًا على الصداع، وعدم الراحة من البرد، وضربات قلبه القاسية غير المنتظمة.
‘آكك! أنقذوني!’
لكن الصراخ الذي اخترق طبلة أذنه كان لا يُحتمل. في الليل، كان يستلقي ساكنًا في سريره بينما ترددت الأصوات وعذبته طوال الليل.
أدرك زيان أن أدنى صوت سيزيد من حدة الصراخ في رأسه. لذا، أزال كل الأشخاص المحيطين بغرفة نومه.
صاخب حقًا.
الأمور تزداد سوءًا. أصبح أكثر خشونةً، ويداه أكثر قسوةً. حتى التعامل مع الشؤون السياسية أصبح يثير غضبه، مجرد سماع حديث الوزراء.
عندما عرض عليه الدوق سيليست تخفيف معاناته، وافق على الفور.
تولى الدوق أمور السياسة وتفاوض مع الوزراء في المكتب.
أما هو، فقد انغمس في تعذيب الأسرى وعاد إلى حياته الباهتة. قضى يومه كله في ظلمة القبو، يبحث عن العزاء في الصراخ وبقع الدماء.
لكن لم يتغير شيء. أصبح أكثر صمتًا. بل وصل الأمر إلى حد فقدان قدرته على الكلام. والأسوأ…
‘كيآآه!’
كان الآن في الشهر الثالث من زواجه. لكن في آخر مرة شارك فيها الفراش مع ابنة الدوق، صرخت كما لو كانت ستفجر أذنيه.
حتى صوت التقلب في الفراش بدا وكأنه سيُمزق طبلة أذنيه، لذا كان ذلك الصراخ المنفِّر كفيلاً بقطع خيوط عقله.
هــاه!
وفي تلك اللحظة، تحول إلى وحشٍ جامح.
فقد صوابه، ولم يعد يتذكر ما حدث. عندما استعاد وعيه، وجد مظلة السرير ممزقة بعنف، والإمبراطورة تبكي نصف فاقدة للوعي.
نفس الشيء تكرر في المرتين اللتين شاركا فيهما الفراش منذ زواجهما.
غادر زيان فيرموث الغرفة بصداعٍ أشد، كأنه يقطع دماغه.
بعد الحادثة، أصبح تعذيبه أكثر وحشيةً لدرجة أن الفرسان الذين خاضوا المعارك اضطروا إلى إغماض أعينهم.
لكن الدوق سيليست، الذي لا بد أنه سمع بما حدث، لم يلغِ موعد مشاركة الفراش الشهري. حتى أن البعض همسوا سرًا بأن وريث العرش الذي لم يولد بعد أغلى من ابنته.
كان زيان غير راضٍ عن كل شيء.
المشاعر التي انتابته منذ بدأ التعذيب والذبح، والهلوسات السمعية، والصداع الذي تفاقم بسبب الإمبراطورة التي تصرخ كلما شاركا الفراش.
لذا حذّر الدوق مع اقتراب الموعد الثالث لمشاركة الفراش.
بحال الأمور هكذا، لا أستطيع ضمان حياة ابنتك.
‘افعل ما تشاء، جلالتك.’
انحنى الدوق مخفيًا عينيه الثعبانيتين.
لم يرغب زيان في التفكير مليًا في نواياه. كان الصداع يزداد حدةً، ولم يعجبه التغيير في حياته الذي خرج عن سيطرته.
إذا كان الأب مستعدًا للتخلي عن ابنته، فلم يعد موت قلب الإمبراطور ظلمًا.
كانت هذه فكرته الوحيدة، غريزة التحرر من الألم الذي يشق دماغه.
وهكذا، دخل زيان فيرموث الغرفة التي سيلتقي فيها بزوجته مرة أخرى، وبصداعٍ قادم، كان أعصابه مشدودةً إلى أقصى حد.
كريك—
عندما دخل غرفة النوم الهادئة، وجد الإمبراطورة نائمةً بالفعل، على عكس المرات السابقة حيث كانت متيقظةً وتختبئ في الزاوية.
أحسنتِ.
في المرة السابقة، كاد يخنقها. هو لا يتذكر، لكن لو لم تكن نائمة الآن، لغريزته الوحشية أن تقتلها حقًا.
أوى إلى الفراش وغطى أذنيه بإحكام. في فراغ الصمت هذا، ومع أذنيه المغطاتين، كان يسمع الصراخ.
كان عليه فقط أن ينتظر حتى الفجر.
ثم سيغادر هذه الغرفة الهادئة -والتي كانت أكثر إيلامًا- ويعود إلى زنزانة التعذيب المألوفة.
لأن هذه هي حياتي.
أغمض زيان عينيه، وكاد أن يكتم أنفاسه.
“كريييب!”
“بووو!”
تحمل الهلوسات التي تعذب أذنيه، لدرجة أنه كاد يحطم جمجمته.
وفي تلك اللحظة…
“هناك، جلالتك—”
انفجرت غريزته مع ذلك الهمس الصغير.
بدلاً من التحمل، كان من الأفضل أن يقتلها.
حتى عيناها البنفسجيتان الوامضتان كانتا مزعجتين.
بدأ الدم ينزف من يديه. أمسك عنقها وحذّرها للمرة الأخيرة قبل الخنق.
“مزعجة.”
ستبكي الإمبراطورة قريبًا. عندها سيقطع عنقها النحيل. ثم سينتهي كل شيء.
عند هذه الفكرة، تدفق دمه بالإثارة. انتظر زيان لحظتها الأخيرة، بينما اشتعلت عيناه.
لكن حدث شيء غير متوقع.
“جلالتك، ارقد من فضلك.”
بدلاً من البكاء، كانت الإمبراطورة تخاطبه.
آغه!
لم يرد أن يسمع صوتًا يقطع الصمت. لذا أمسكها وضغط عليها بقوة، كما لو كان يعض رقبتها.
لكن الإمبراطورة تنهدت واستمرت في الكلام.
“جلالتك، هل تعاني من صداعٍ نصفي؟”
الصوت غير المتوقع، والسلوك المختلف عن الليالي السابقة، والكلمات التي اخترقت ألمه الرهيب…
توقف زيان دون وعي عن محاولة القتل. بينما استغلت الإمبراطورة الفرصة، تحررت ولمسته.
“جلالتك، فقط استلقِ وأغمض عينيك… هل تشعر بالنعاس؟ سأحكي لك قصةً مسلية حتى تغفو.”
أصيب زيان بحيرةٍ عميقة.
إنها صاخبة. إنها مزعجة، لا أحب هذا.
لكن الغريب أن الصداع لم يزداد سوءًا.
ظن أن سماع كل هذه الكلمات سيمزق دماغه. لكن صراخ غرفة التعذيب كان أكثر إيلامًا.
لماذا الأمر مختلف الآن؟
غرق في أفكاره، حتى أنه لم يلاحظ أنه كان يصغي بصمتٍ لصوت الإمبراطورة وهي تربت على صدره.
“حسنًا، كان هناك رجلٌ قابلته حين كنت في العشرين. كان حبي الأول…”
ما زال الألم موجودًا، لكنه أصبح محتملاً.
زيان، الذي كان لا يزال يتأمل هذه الظاهرة الغريبة، استمع نصفياً لصوت الإمبراطورة واستلقى بلا تعابير.
ومرت ثلاث ساعات هكذا.
بدا أن وقت مغادرة الغرفة قد فات. لكن زيان لم يستطع المغادرة.
…
بدأ جسده يشعر بالنعاس.
لأول مرة منذ زمن طويل، شعر زيان بأن صداعه قد زال، وعضلاته وأعصابه المشدودة استرخت.
“كان يظهر اهتمامًا دائمًا بنساء أخريات وطلب مني الانفصال. لذا، هيوندو – لا! انتبه! نعم، أعد كل الهدايا التي أهديتك إياها…”
تدريجيًا، ابتعدت حواسه ووعيه. ولم يبقَ إلا همس الإمبراطورة يستقر في دماغ زيان.
…ماذا فعلتِ بي؟
لدهشته، كان يشعر بالنعاس.
꧁꧁꧁꧂꧂꧂
– نهـــــــاية الفصل 🎀
تعليق + تصويت = دعم + فصول أكثر 🫶
حساب الواتباد: ALEX_XXL
حساب الانستغرام: alex0xxl
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"