اليوم، أريد أن أنجح بأي ثمن.

قبل وصولي إلى مقر دوق ليشيوس بوقت قصير، كنت جالسةً داخل العربة أفكر في هدفي وأسترجع الأحداث التي جرت خلال الشهرين الماضيين.

استيقظت بعد الموت ووجدت نفسي مندمجة داخل رواية؟!

هل هذا الأمر ممكن حقًا؟ لكنه حدث لي بالفعل.

تعرضت للتقريع الشديد من رئيسي في العمل، ثم شربت الخمر مع صديقي حتى الثمالة.

آه، لا أريد الذهاب إلى العمل.

في خضم سكْرتي، تمنيت ألا يأتي الغد.

مجرد التفكير في أنني سأتعرض للتوبيخ مرة أخرى بمجرد وصولي إلى العمل جعلني أكره الذهاب إلى المكتب أكثر من الموت.

إذا كان الغد لابد آتٍ، فليكن اختفائي من العالم خيرًا منه.

ولو ليوم واحد فقط، لا بل لأسبوع واحد فقط…

وهكذا، أدعو بهدوء، لكنني لم أتوقع أن يتحقق هذا بالفعل.

في طريق عودتي إلى المنزل وأنا في حالة سكر، انزلقت على أرضية جليدية وصدمت رأسي حتى الموت.

لم أكن أريد أن أتحطم كما تحطمت نفسيًا من رئيسي، لكنها إرادة القدر.

على أي حال، استيقظت في مكان غريب وأنا شخص آخر، وفي خضم حيرتي، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى عرفت من أكون.

كنت أناييس هايلن، الخطيبة السابقة للشرير ثيودور ليشيوس في الرواية التي قرأتها، والتي ماتت عبثًا أثناء محاولتها إنقاذه.

باختصار، تدور أحداث الرواية حول صبي يحمل سر ولادته، ويتغلب على الصعوبات ليعيد تشكيل نفسه كإمبراطور حقيقي.

الشخص الذي يجلب المحن والمصائب لهذا البطل هو خطيب أناييس، ثيودور ليشيوس.

على أي حال، بغض النظر عن الرواية الأصلية، هل من المعقول أن أموت في محاولة إنقاذ رجل لا يحبني حتى؟

بالطبع، لم تدرك أناييس أن ثيودور لم يكن يكن لها أي مشاعر إلا قبل موتها بلحظات.

كما أن حقيقة أن ثيودور ليشيوس هو من كان يعذب البطل ويحاول تدميره لم تُكشف إلا في الجزء الأخير من الرواية.

في مشهد حيث كان البطل وثيودور ليشيوس يوجهان سيوفهما لقتل بعضهما، تحاول أناييس إنقاذ خطيبها وتفقد حياتها في النهاية.

“آه!”

مجرد التفكير في هذا الأمر يغضبني حتى النخاع.

كانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي انفجر فيها غضبي حقًا أثناء قراءة هذه الرواية.

ثيودور ليشيوس كان حقًا أسوأ أنواع الأشرار.

ربما كان لديه أسباب لإيذاء البطل بينما يخفي هويته الحقيقية، لكن أكثر ما جعلني أكرهه وأشمئز منه هو الكلمات التي نطق بها بعد موت أناييس.

ولهذا السبب، ما زلت أتذكر كلماته حتى الآن دون أن أنساها.

قال ثيودور ليشيوس لأناييس وهي تحتضر:

“يا له من موت تافه وبائس”، مضيفًا أنها كانت عديمة الفائدة حتى النهاية.

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر في إهانة أناييس وهي في لحظاتها الأخيرة، وقال لها الكلمات التي لم تكن تريد أن تسمعها أبدًا:

“أناييس، لم أكن مهتمًا بكِ قط. نعم، هذا صحيح. مشاعرك التافهة كانت مجرد عائق مزعج لي.”

يا له من حقير لا مثيل له!

بغض النظر عن عدد المرات التي أفكر فيها، يظل ثيودور ليشيوس أسوأ أنواع البشر.

كيف يمكنه أن يقول شيئًا كهذا لشخص أحبه حتى الموت؟!

لو كان أمامي الآن، لضربته على رأسه بقوة، لأن غضبي في ذلك الوقت كان هائلًا.

عندما أفكر في الأمر الآن، يبدو أنني بالغت في التعاطف لأنني تذكرت صديقي السابق الذي خدعني وكان يخونني لمدة عام.

بالطبع، الموقف مختلف، لكن ذلك الوغد قال لي كلمات مشابهة لما قاله ثيودور في الرواية.

عندما ثرتُ عليه غاضبةً وسألته: “كيف تفعل هذا بي؟ هل أنت إنسان؟”، قال لي: “اتركيني، لم أحبكِ قط، توقفي عن كونكِ عائقًا في حياتي.”

يا لكما من شخصين مثيرين للاشمئزاز والبغض، لا يستحقان الحب.

كرهت كلاكما بنفس القدر.

لكنني أصبحت خطيبة لأحدهما…

على أي حال، الارتباك والغموض اللذان أحاطا بي في البداية اختفيا الآن تقريبًا.

كل ما تبقى بداخلي هو الغضب والرغبة في الانتقام نيابة عن أناييس.

بعد أن أصبحت أناييس، قضيت شهرًا كاملًا أتظاهر بأني خطيبة ثيودور ليشيوس وأراقبه عن كثب.

بالطبع، لم أنسَ أن أتصرف كأناييس الحقيقية لتجنب أي شكوك.

لكن حقًا…

كان تمثيله جيدًا لدرجة أن أي شخص، حتى لو لم يكن أناييس، سيصدقه.

لو لم أكن أعرف حقيقته، لخُدعتُ مثله.

بعد مراقبته، ركزت كل طاقتي على إزعاجه.

“ها هي مشاعرك التافهة والمزعجة، خذها كلها!”

كان هدفي واحدًا فقط:

تدمير قناع ثيودور ليشيوس اللطيف والمحب.

قد يقول البعض: “لقد انتقلتِ إلى عالم الرواية، وهذا كل ما تفعلينه؟”

لكن هل يمكن للإنسان أن يعيش فقط من خلال العمل المنتج؟

سأجرب كل شيء، هذا وذاك.

على أي حال، كنت مستعدة لشعور النشوة الذي سأحصل عليه عندما يبدأ بسبي أو يطلب مني الابتعاد.

بعد ذلك، سأطلب فسخ الخطوبة دون أي تردد.

ولن أنسَ أن ألوم سبب الفسخ على ثيودور ليشيوس لتهديده خطيبته.

وسيكون من الطبيعي تمامًا أن أطلب تعويضًا عن ذلك.

على أي حال، خلال الشهر الماضي، كنت أتظاهر بأني أحبه وأحتاج إليه، بينما كان هدفي الوحيد هو إثارة رد فعل منه.

بالطبع، لم أنسَ أن أبالغ في التعبير عن مشاعري أكثر مما فعلت أناييس الحقيقية، حتى أستفز مشاعره.

اليوم أيضًا، كنت في طريقي إلى قصر الدوق لتحقيق هدفي.

بينما كنت غارقة في أفكاري، وصلت العربة إلى القصر.

أكدت على عزمي مرة أخرى، ثم فتحت باب مكتب خطيبي فجأة دون استئذان.

“ثيو!”

عندما ناديتُ اسمه بصوت عالٍ، رفع ثيودور رأسه ونظر إليّ.

“كم هو وسيم بلا فائدة!”

شعره الأسود الناعم، وعيناه السوداوتان الأكثر قتامة، كان رجلاً وسيمًا بشكل استثنائي، لدرجة أنه لن يوجد من يفوقه جمالًا في أي مكان.

لكن لا ينبغي أن ينخدع أحد بمظهره الجميل.

فداخل هذا المظهر الرائع والكامل، تكمن نفس شريرة لا يمكن تخيلها.

“ثيو، ما زلت تعمل؟ هل تريد الذهاب في نزهة معي إلى الحديقة؟”

بعد أن أطلقتُ تنهيدة صغيرة عند رؤيته جالسًا على المكتب ينظر إليّ، اقتربتُ منه بسرعة وخاطبته.

“أناييس.”

صوته العميق اخترق المسافة بيننا ووصل إليّ في الحال.

من المؤكد أنه منزعج من دخولي إلى مكتبه دون إذن وإزعاجه.

لكن لا يمكنك أن تشعر بهذا الانزعاج من صوته أو تعابير وجهه.

“أشعر بالملل. لذلك، دعنا نذهب في نزهة. حسنًا؟”

بدأت أزيد من حدة تصرفاتي شيئًا فشيئًا، لمحاولة إثارة مشاعر الضيق لديه.

“الجو جميل جدًا اليوم. في مثل هذا اليوم، يجب أن نتمشى تحت أشعة الشمس. بالطبع، كنت أريد الذهاب في رحلة معك، لكني سأتحمل ذلك. لأنك لا تملك الكثير من الوقت للخروج.”

وبينما أقول ذلك، لم أنسَ أن أظهر تعابير وجه حزينة.

“أناييس.”

نادى اسمي مرة أخرى.

حتى الآن، لم أستطع إثارة أي رد فعل مختلف منه.

“رائع حقًا!”

في داخلي، أشيد بصبره وتحملّه، لكني أمسكت بذراعه القوية لمحاولة استفزازه.

“بسرعة! حسنًا؟ لن يستغرق الأمر سوى القليل من الوقت. 30 دقيقة فقط للنزهة.”

وحاولت جاهدة أن أُبعده عن الكرسي، لكنه لم يتحرك أبدًا.

“أناييس.”

للمرة الثالثة.

منذ أن دخلت المكتب، لم يقل شيئًا سوى مناداتي باسمي ثلاث مرات.

ولا يبدو عليه أي مشاعر سلبية.

لكنني لست من النوع الذي يستسلم بسهولة.

“قلت لك إني أشعر بالملل! والجو جميل جدًا. لذلك، دعنا نخرج! حسنًا؟”

وبينما أقول ذلك، أمسكت بذراعه واقتربت منه أكثر، وشعرت أنه ارتعش للحظة.

“أوه!”

أخيرًا، حصلت على رد فعل مختلف منه بعد أن كان يناديني باسمي فقط.

أشعر أن اليوم قد يكون يوم نجاحي!

هل سيدفعني بعيدًا؟

أو ربما سيعبس ويوجه لي تهديدًا؟

أيًا كان، أشعر بالإثارة والتوقع لأنني سأرى أخيرًا ما أردت رؤيته.

وبابتسامة عريضة، رفعت رأسي ونظرت إليه.