الفصل 30
“قريبًا سأتمكن من الذهاب إلى نفس المدرسة معكِ ومع أخي!”
قال سويول بحماس أثناء ذهابهما إلى المدرسة. كانت بايك إيهاي لا تزال تفكر في سيو دوغيون، فتفاجأت ورمشت بعينيها.
“هاه؟”
“لماذا تفاجأتِ هكذا؟ لقد أصبحتُ في السادسة عشرة من عمري بالفعل. عندما تصبحين في السنة الثالثة من الثانوية، سأكون قد دخلت نفس المدرسة كطالب في السنة الأولى.”
شرح سويول بلطف، رغم أنه في بعض الأحيان كان يبالغ في الشرح كما لو كان يظن أنها غبية.
“أعرف ذلك، لكني فقط أدركت فجأة أن فارق العمر بيننا ليس كبيرًا… رغم أنك لا تزال تبدو طفلًا.”
” الفارق بيننا سنتين فقط!”
رد بانفعال سريع، وهو ما كان بحد ذاته دليلًا على صغر سنه.
“لكن لو قلت ذلك بصوت عالٍ، فمن المؤكد أنه سيشعر بالإهانة.”
أومأت بايك إيهاي برأسها بلا مبالاة. لاحظ سويول تعبيرها وأمسك بمعصمها متذمرًا.
كان لديه يد كبيرة بشكل ملحوظ مقارنة بطوله، وهي ملاحظة راودتها عدة مرات من قبل.
“أتعلمين، نونا؟”
“ماذا؟”
“ليس من الضروري أن يكون أخي هو الشخص الذي ستتزوجينه.”
انعكست ملامح الصدمة على وجه بايك إيهاي عندما التقت عينيها بعيني سويول، الذي اقترب منها فجأة.
للحظة، لم تفهم ما قاله، فرمشت بعينيها في ارتباك. قبل أن تتمكن حتى من الرد، احمر وجه سويول بشدة، وسارع إلى ترك يدها والتراجع بخجل.
كان يغطي فمه وكأنه مرتبك بشدة، مما جعله يبدو كما لو أن بايك إيهاي هي من تحرشت به.
“أنا فقط أقول! لا أعني أي شيء غريب بذلك!”
“آه، حسنًا. لم أفكر في أي شيء غريب، على أي حال.”
“أنا لا أعني شيئًا غريبًا، ولكن على الأقل تصرفي وكأنك تدركين ذلك!”
ماذا يريد منها أن تفعل بالضبط؟
على أي حال، كان من الواضح أن وصية والديها بشأن خطبتها لا تتطلب بالضرورة أن يكون الطرف الآخر هو سيو دوغيوم.
طالما كان أحد الأخوين، فالأمر سيظل ضمن الإطار العائلي. سويهوم كان يضع سيو دوغيوم في الاعتبار فقط لأنه كان من نفس عمر بايك إيهاي.
لكن إذا أرادت هي أو سويول، فيمكن تغيير الطرف الآخر بسهولة.
“هل كان لسويول خطيبة في القصة الأصلية؟ لا أتذكر أنه كان في وضعية الوقوع في حب البطلة.”
كان يُذكر في القصة الأصلية أن هناك شخصية شقيق أصغر يتصرف كقائد عصابة إلى جانب سيو دوغيوم.
عادةً، إذا كان للأخ الأكبر دور البطولة، فالأخ الأصغر يكون مرتبطًا بالبطلة بطريقة ما، لكن لم يكن ذلك موجودًا في اللعبة.
لذلك، لم تهتم به من قبل، لكن هل يمكن أن يكون سويول هو الشخص المقدر لها؟
“لماذا عليّ أن أفكر في ذلك؟ أنت وأنا عائلة.”
لذلك، أشاحت بايك إيهاي نظرها قليلًا وابتسمت. لم تكن متأكدة من تعبير وجه سويول، لكنه بالتأكيد فهم أنها كانت تضع حدًا بينهما.
سواء كان كلامه جادًا أم مجرد مزاح، لم تكن ترغب في التورط مع شخص آخر بعد سيو دوغيوم
“في النهاية، كل ما أريده هو رؤية نهاية سعيدة ثم الرحيل.”
حتى لو لم يكن هناك أحد في انتظارها، فستظل حياتها الخاصة على أي حال—حياة بدون نافذة الحالة اللعينة، وبدون إجبار على الارتباط بشخصيات القصة.
“أعلم. لم أقل إنني أكره ذلك… لذا فقط لا تنظري إليّ هكذا. لن أقول شيئًا غريبًا مجددًا.”
اقترب سويول وأمسك بيدها. ثم أسند رأسه على كتفها، وكأنه قطة تتدلل على صاحبها.
لم تكن تعرف كيف بدا وجهها في تلك اللحظة، لكنها أدركت أنه كان يخشى أن تتسبب مشاعر غير محققة في إبعادهم عن بعضهم البعض.
إذا كان الأمر لن يتحقق على أي حال، فمن الأفضل أن يظلوا عائلة إلى الأبد حتى لو كانت عائلة صورية .
الأمر نفسه كان ينطبق على كلٍّ من سويول وسيو دوغيوم.
عندما وصلت بايك إيهاي إلى الفصل بمفردها، نظرت إلى المقعد الفارغ بجانبها بعبوس خفيف.
“ما الذي يفعله؟ لا يبدو أنه يمارس الرياضة.”
فكرت في مراسلته، لكنها قررت عدم ذلك. لم يعد طفلًا، وسيأتي عندما يكون مستعدًا.
“إيهاي، صباح الخير.”
بينما كانت واقفة عند الباب الخلفي وتفكر، سمعت صوتًا من خلفها. فاستدارت على عجل لتجد وجه المتحدث أقرب مما توقعت.
“… صباح الخير.”
كان يي أون سول.
بابتسامته المعتادة، كان لا يزال يتمتع بمظهره الساحر، الذي قد يكون جذابًا لزملائهم في الفصل، لكنه جعل بايك إيهاي تشعر بالقلق.
“لا يبدو أن لديه نوايا سيئة، لكنها ابتسامة مصطنعة، وكأنها ابتسامة اجتماعية.”
مثلما يبتسم الموظفون في العمل لإعطاء انطباع جيد مع إخفاء مشاعرهم الحقيقية.
حيّا يي أون سول الطلاب الآخرين بطريقة ودودة، واثقًا تمامًا من تأثير مظهره عليهم.
“يبدو أنكِ لم تأتي اليوم مع دوغيوم.”
قال ذلك أثناء جلوسه خلفها، متابعًا حديثه كأنه أمر طبيعي.
لكن كيف عرف أنها عادةً ما تأتي مع سيو دوغيوم؟ لقد انتقل إلى المدرسة فقط بالأمس.
عندما حدقت به بريبة، لوّح يي أون سول بيده بابتسامة بريئة.
“رأيتكما تغادران معًا بالأمس، وسألت زملاء الفصل، فقالوا إنكما دائمًا تأتون وتغادرون معًا لأنكما مقربان.”
“يبدو أنك مهتم كثيرًا بنا.”
“مجرد سوء فهم.”
اقترب يي أون سول، مائلًا جسده نحوها، ثم همس:
“في الواقع، أنا مهتم بكِ أنتِ تحديدًا.”
“…”
مرة أخرى، شعرت أن هذا الشخص يذكرها ببايك يونغ بطريقة غير مريحة.
كلما رأته أكثر، ازداد شعور الازعاج منه اذ يذكرها بـ “بايك يونغ”.
على الأقل، كان “بايك يونغ” ممثلًا بارعًا لدرجة أنه يمكن أن يخدع أي شخص بسهولة. لكن يي أون سول الذي أمامها لم يكن كذلك على الإطلاق.
“آه، ربما يكون مهتمًا بسيو دوغيوم، لكنه يشعر بالتهديد لأنني أبدو مقربة منه؟!”
كانت بايك إيهاي في حالة تأهب مفرط، لكن فجأة، خطرت لها فكرة فتحت عينيها دهشة. ربما كان هذا التخمين أقرب إلى الحقيقة مما ظنت.
ففي القصة الأصلية، كانت البطلة أيضًا معجبة بمظهر سيو دوغيوم!
“إذا كان الاختلاف الوحيد هو الجنس، فربما تتبع القصة مسارًا مشابهًا؟ لا بد أنه يشعر بالتهديد مني!”
قررت بايك إيهاي التخلص من تحيزها. فحتى نافذة الحالة أكدت أن يي أون سول هو البطلة الأصلية، لذا لم يعد هناك داعٍ للإنكار.
“أون سول، لا تقلق.”
“… بشأن ماذا؟”
نظر إليها بعيون متوترة، تمامًا كما حدث بالأمس عندما سألته عن كونه خصيًا.
“ليس بيني وبين سيو دوغيوم أي شيء، وليس لدي أي تحيزات. إذا كنت مهتمًا به، فسأساعدك بكل قوتي، لذا فقط ثق بي…”
لكن قبل أن تكمل كلامها، غطت يد يي أون سول الكبيرة فمها.
كانت يده ضخمة لدرجة أنها غطت أنفها أيضًا، مما جعلها تواجه صعوبة في التنفس.
“لحظة، لحظة. ماذا كنت تقولين؟! حتى بالأمس، ما الذي يجري في رأسك بالضبط؟ ولماذا يجب أن أكون مهتمًا به؟!”
آه، ربما كان هذا هو وجهه الحقيقي.
لم يكن يبتسم كعادته بل بدا متجهمًا، وهمس بانزعاج واضح.
“ربما شخصيته الحقيقية أكثر عصبية مما يظهر.”
وبينما كانت تفكر في ذلك، أمالت رأسها ببساطة وكأنها تتصرف ببراءة.
“لأنك وقعت في حبه من النظرة الأولى؟”
بسبب يده التي كانت تسد فمها، شعرت بأنفاسها الدافئة تنعكس عليها. لا بد أن الأمر كان مزعجًا بالنسبة له أيضًا، لكنه لم يهتم بذلك على ما يبدو.
كان وجهه مشوهًا تمامًا بالغضب والانزعاج.
“تبًا.”
تمتم بإهانة بصوت خفيض، وهو صوت مختلف تمامًا عن نبرته اللطيفة المعتادة عندما كان يناديها بـ”إيهاي”.
“إذن، حتى صوته كان مجرد تمثيل.”
وجدت بايك إيهاي أنه كلما تعمقت في شخصيته، ازدادت غرابته، مما جعلها تشعر ببعض الفضول نحوه.
“أنتِ… لا، إيهاي. لا أعرف لماذا لديكِ هذا الوهم الغريب، لكنني لست مهتمًا بسيو دوغيوم على الإطلاق.”
“حقًا؟”
“كما قلتِ، الشيء الذي يهمني هو…”
لكن قبل أن يكمل كلامه، أُسقطت يده فجأة.
شعرت بايك إيهاي بارتياح مفاجئ لاستعادة أنفاسها. لكن لم يكن أي منهما من سحب يده؛ بل تدخل شخص ثالث.
نظرت إلى اليد التي فصلت بينهما، ثم رفعت نظرها على طول الذراع لتلتقي بصاحبها.
عندها، سُمِع صوت لهاثٍ مكتوم في الخلفية.
“هذا مزعج.”
كان سيو دوغيوم.
لكن هذه المرة، لم يكن يخفي عينيه خلف غرة طويلة، بل ظهر بشعر مقصوص يكشف وجهه بالكامل.
كان هذا خروجًا عن مجرى القصة الأصلية. شعرت بالأشخاص المحيطين بهم وهم يحبسون أنفاسهم، مذهولين بمظهره الجديد.
إذا كان يي أون سول يجذب الأنظار بسبب مظهره الفخم والجذاب، فإن سيو دوغيوم كان على النقيض منه تمامًا—وسيمًا بشكل بارد وثابت.
ولكن، في الوقت نفسه، كان يتمتع بجاذبية خطرة ومثيرة، وهي النوع الذي يجعل قلوب الفتيات في سنهم تخفق بشكل لا إرادي.
“بايك إيهاي مشغولة جدًا بتعاملي معها، فلا وقت لديها لشيء آخر.”
لم تكن تلك الجاذبية الخطرة موجهة نحو أحد آخر هذه المرة—بل أصابت بايك إيهاي مباشرة.
احمر وجهها بشدة على الفور.
التعليقات لهذا الفصل " 30"