الحلقة 27
“ما به هيونغ؟”
بعد أن بدلت ملابسها إلى شيء مريح، توجهت إلى غرفة “سويول”. كان سعيدًا برؤيتها، لكنه سرعان ما بدا عليه الاستغراب عندما رأى “سو دوغيوم” يتبعها من الخلف مع ترك مسافة بينهما.
“لا تهتم به. فهو لا يفكر حتى في أن يصبح جزءًا من عائلتي، لذا يبدو أنه لا يريد الاقتراب أكثر.”
عندما نظرت إلى الخلف، رأت “سودوغيوم” يعبس كما لو كان يشعر بظلم شديد، وكأنه يعترض على كلامها بصمت. كانت نظراته تقول: “أنا لا أقترب فقط لأنكِ طلبتِ مني ذلك، فكيف تقولين هذا؟” ولكنها لم تهتم بالأمر.
“أنا أيضًا يمكنني أن أغضب. لم أعد في موقف يحتاج إلى مراعاة مشاعر العجوز أو سويول!”
شعرت بقليل من الثقة لأنها ليست وحدها في هذا الموقف. لكن “سويول”، الذي لم يكن على دراية بهذه المشاعر، مال رأسه بحيرة.
نظر إليهما بالتناوب، ثم تجاهل الأمر تمامًا وأمسك بمعصمها بحماس. ما كان يهمه الآن لم يكن الخلاف بينهما.
بما أنه يعلم أن “سودوغيوم” عادةً ما يراعي “بيك إيهاي”، لم يكن يشعر بالقلق.
“حسنًا! سأتجاهل هيونغ، لذا تعالي بسرعة! لقد أعددت كل شيء بالفعل!”
بالنسبة لـ “سويول”، لم يكن هناك شيء أكثر أهمية من الوعد الذي قطعه مع “بيك إيهاي”. كان أول شيء يخططان للقيام به معًا، لذا كان متحمسًا للغاية!
بمجرد دخولها غرفته، أغلق الباب بصخب. للحظة، رأت تعبير “سودوغيوم” المتفاجئ قبل أن يُغلق الباب، لكنها لم تهتم.
أعطاها “سويول” بطانية ليغطيها، وبدت ملامحه متحمسة للغاية. لقد جهز وجبات خفيفة وقام بتشغيل اللعبة، مما يشير إلى مدى انتظاره لهذه اللحظة.
“يُقال إن هذه اللعبة مخيفة جدًا، هل أنت متأكد أنك بخير معها؟ هذه أول مرة تلعبي فيها لعبة رعب، أليس كذلك؟”
“نعم! قال أبي إن الشيء الأكثر رعبًا ليس الأشباح، بل البشر. بالإضافة إلى ذلك، هذه مجرد لعبة وليست حقيقية.”
“هذا صحيح.”
أومأت “بيك إيهاي” برأسها وهي تنظر إلى شاشة اللعبة ذات الأجواء المخيفة. لم تكن تخشى هذا النوع من الألعاب منذ حياتها السابقة، لذا لم تكن لديها مشكلة في ذلك.
عندما أمسك “سويول” بالفأرة، جلست “بيك إيهاي” على سريره، متربعة مع البطانية فوقها، وحملت وعاءً من قطع الدجاج الحلوة والحارة.
“هذا هو النعيم الحقيقي.”
كانت أصوات الصراخ تتردد من الكمبيوتر، لكنها وجدت ذلك ممتعًا بدلًا من أن يكون مخيفًا.
“نونا، نونا، هذه اللعبة واقعية جدًا. إذا شعرتِ بالخوف، أخبريني! يمكننا إيقافها في أي وقت، ويمكنني لعبها لاحقًا بمفردي!”
( نونا : الأخت الكبرى)
لم يكن يدرك حتى أن وجهه أصبح شاحبًا وهو يقول ذلك.
لكن رغم استمتاعها بالجو، كان هناك شيء آخر يجعلها غير قادرة على التركيز تمامًا.
[قائدالعصابة الصغير، “سودوكيوم”، لا يزال واقفًا عند الباب ولا يستطيع المغادرة. إنه يتنهد بسبب ضعف ذاكرة “بيك إيهاي”، التي لم تأخذ تحذير والدها بشأن الغرباء على محمل الجد.]
“ليس غريبًا، إنه أخوك الصغير! كيف يمكنك التفكير بهذه الطريقة عن طفل صغير؟”
حتى أثناء وضعها قطعة دجاج في فمها، واصل مربع الحالة التوهج والإزعاج.
“كم هو مزعج، ومع ذلك… من الجيد أنه على الأقل ثابت على موقفه.”
على الشاشة، كان “سويول” يستكشف منزلًا مهجورًا، يحرك الفأرة بيديه المرتجفتين.
لكن بمجرد أن ظهر شيء ما فجأة، أطلق صرخة عالية وأمسك بذراع “بيك إيهاي” بقوة.
“نونا، نونا! هناك شبح!”
“إنها لعبة رعب، من الطبيعي أن تظهر الأشباح. لكن إن أمسكتَ بذراعي هكذا، سيكون من الصعب تناول الدجاج، سويول.”
[قائدالعصابة الصغير، “سودوكيوم”، يستجيب بحساسية شديدة للتلامس الجسدي داخل الغرفة.]
“تلامس جسدي؟! لو رأيت الأمر بنفسك، لعلمت أنه مجرد طفل صغير يتشبث بي وهو يبكي!”
في كل مرة يظهر فيها شبح، كان “سويول” يصيح بفزع، مما جعلها تسقط قطع الدجاج على الأرض. وعندما حاولت إبعاد يديها لالتقاطها، تمسك بها مجددًا بجزع.
“نونا! لقد كان هناك شخص ميت! الجثة كانت تتحرك وتتحدث!”
“واو، حقًا؟”
نظرت “بيك إيهاي” بأسى إلى قطع الدجاج التي سقطت على الأرض. كانت تستطيع شم رائحتها، لكنها لم تتمكن من تناولها، مما جعلها تشعر بحزن عميق.
“شبح! هناك شبح آخر! إنه شاحب تمامًا!”
“حسنًا، هذا طبيعي، فهو ميت.”
بدأت تتساءل بجدية عما إذا كان سيسأل لاحقًا لماذا لا ينبض قلب الشبح.
لم تجبره على الدراسة أبدًا لأنه لم يكن يحبها، لكن ربما كان ينقصه بعض المعلومات العامة؟ ومع ذلك، لم ترد أن تجرح مشاعره، لذا لم تعلق على ذلك.
“إذا كنت خائفًا لهذا الحد، فلماذا أردت لعب لعبة رعب من البداية؟ هل تشاهد أفلام الرعب؟”
تنهدت وهي تربت على ظهر “سويول”، الذي كان يعانقها ويرفض حتى النظر إلى الشاشة.
رغم أنه كان أطول قليلًا الآن، إلا أنه لا يزال أصغر منها، لذلك لم تشعر بعدم الارتياح لهذا القرب.
“لكني أحب سماع قصص الرعب! عندما سمعت قصة المناديل الحمراء والصفراء، استطعت الذهاب إلى الحمام وحدي، وقال أوسوبانغ إنه كان أمرًا رائعًا!”
“أوسوبانغ؟ تقصد السيد أوسوبانغ، وليس أوسوبانغ فقط.”
“وأيضًا، أعتقد أنك تقصد المناديل الزرقاء وليس الصفراء.”
لم تكن تعرف حتى من أين تبدأ في تصحيح معلوماته. لم تتخيل أبدًا أن سبب شجاعته للعب لعبة الرعب هو أنه لم يكن خائفًا من قصة أطفال بسيطة.
“إذا كنت خائفًا، يمكنني إيقاف اللعبة. فقط اتركني قليلًا لكي أتمكن من فعل ذلك.”
“لا! لا تبتعدي عني. فقط ابقيني هكذا، لا تتركيني، حسنًا؟”
“لا تقلق، لن أتركك بسبب أمر كهذا.”
[ارتفعت ثقة “سويول” بمقدار 10 نقاط.]
[ارتفع مستوى تعلق “سودوغيوم” بمقدار 5 نقاط.]
“انتظر، لماذا ارتفع مستوى تعلقه فجأة؟!”
كان مستوى إعجاب “سودوغيوم” لا يزال 20 فقط، لكن تعلقه بها وصل بالفعل إلى 20!
في اللحظة التي اتسعت فيها عينا “بيك إيهاي” دهشة، انفتح الباب المغلق على مصراعيه فجأة. كان ذلك ممكنًا لأنه لم يُغلق بالمفتاح.
وكما توقعت، كان “سودوغيوم” واقفًا هناك بوجه بلا تعابير.
“هيونغ؟”
(هيونغ الأخ الاكبر)
عند نداء “سويول” المتعجب، اتجهت نظرات “سودوغيوم” نحوهما. بل إن الأصح القول إن عينيه كانتا متجهتين نحوهما منذ البداية.
ارتعشت حاجباه قليلًا، إذ كان “سويول” يطوق عنق “بيك إيهاي” بذراعه وكأنه يتشبث به.
“بيك إيهاي.”
“لم أفعل شيئًا. وإذا كنتَ ستثرثر عن الغرباء وما إلى ذلك، فلن أستمع إليك.”
عند نظرات “بيك إيهاي” الحازمة، أغلق “سودوغيوم” فمه بإحكام. ثم انتقلت نظراته إلى “سويول”.
دون أي تردد، أمسك برقبة أخيه من الخلف وسحبه إلى الأعلى كما لو كان يتعامل مع حيوان. لكن “سويول”، وكأنه معتاد على ذلك، طوق رقبة “سودوغيوم” بذراعيه بكل طبيعية.
“حتى الآن، لا يزال قادرًا على رفعه بيد واحدة رغم أنه أصبح ثقيلًا.”
لم يكن الأمر بسهولة رفع حيوان صغير، لكن حقيقة أن قدميه ارتفعتا عن الأرض كانت مذهلة بحد ذاتها.
عند التدقيق، بدا أن “سودوغيوم” يمتلك قوة تفوق مظهره النحيل. لقد لاحظت “بيك إيهاي” ذلك عندما كان يعلمها بعض مهارات الدفاع عن النفس؛ كان يتمتع بلياقة بدنية مذهلة.
“أخبرتك بأنك كبرت الآن، لذا عليك التقليل من التلامس الجسدي مع بيك إيهاي.”
هذا كان أمرًا جديدًا على “بيك إيهاي”. متى قال له ذلك دون علمها؟
تردد “سويول” للحظة، ثم أسقط كتفيه وقال بنبرة متذمرة:
“لكن… لقد كان الشبح مخيفًا جدًا! لقد شعرت برعب شديد، لهذا فعلت ذلك، هيونغ.”
“شبح؟”
“نعم، كنن العب لعبة رعب مع نونا.”
في الحقيقة، لم يتمكنوا حتى من تجاوز مقدمة اللعبة بشكل صحيح. فكرت “بيك إيهاي” في تصحيح كلامه لكنها التزمت الصمت احترامًا لكرامته الصغيرة.
“هذا لأنك تفعل أشياء غير ضرورية. أطفئها فقط.”
“حسنًا!”
تألقت عينا “سويول” بفرح، وظهر بوضوح إعجابه بأخيه، الذي بدا وكأنه لا يخشى شيئًا.
بينما كانت “بيك إيهاي” تحدق فيهما بدهشة وتستعد لتنظيف الطعام المسكوب على الأرض، اقترب “سودوغيوم” ليمسك بالفأرة، لكنه ارتعش فجأة.
كانت رد فعله خفيفة جدًا لدرجة أنه كان من الصعب ملاحظتها. لكن نظراته كانت مثبتة على شاشة اللعبة، حيث ظهر شبح مغطى بالدماء وفمه ممزق.
[قائدالعصابة الصغير، “سودوكيوم”، يشعر بتهديد على حياته!]
“كما هو متوقع من الأشقاء…”
مجرد رؤية شبح على الشاشة جعله يشعر وكأن حياته في خطر؟
لو لم يكن هناك مربع حالة ينبهها، لما لاحظت أي تغير في تعابيره.
تنهدت “بيك إيهاي” بعمق.
لأول مرة، شعرت أن لقب “الزعيم الصغير” يناسبه تمامًا.
° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆。 .° ◌ • .●
التعليقات لهذا الفصل " 27"