كانت قد حاولت ذلك مراراً منذ قليل حتى احمرّ جلدها واشتدّت حرارته، لكن اللون لم يتغير.
كدت تصرخ.
كدت أُفرغ ما يعتمل بداخلي من ضيق، غير أن عقلي لم يكن قد فقد رشده لدرجة أن ينسى الضوضاء بالخارج.
‘لويسا بليك. شعر باهت بُني، وعينان بنفسجيتان باهتتان. لا يميزها عني شيء سوى أنها من ذلك البيت العظيم.’
امرأة جشعة لا يحبها أحد، لئيمة تمسّكت برقبة رافاييل ظلماً.
هكذا قالوا جميعاً.
لكن لمَ لا يظهر عليه أثر ذلك؟
‘إنه رجل ذو مكانة رفيعة. بالطبع يراعي الناس. لذا يتحمّلها.’
“مولاتي القديسة، لا تطلبيني على نحو شخصي.”
حتى تكررت أمامها صورته الباردة.
رافاييل بعينيه الزرقاوين، كان يجاهر بالضجر والضيق منها.
في حين أن عيناه الدافئتان التي يغدقها على لويسا لم تُرها هي قط، بل لمحت منها دوماً جليداً يجمّدها.
يا له من ظلم.
‘لو كنتُ خطيبته، لما اتجهت تلك النظرات نحو لويسا أبداً.’
وها هي الآن تستحوذ حتى على نظرات الإعجاب التي كانت من نصيبها.
لويسا التي لا تكف عن التدخل في شؤونها ببرود، بدت لها غاية في الكراهية.
‘لماذا تسلبينني كل شيء؟!’
توقّف الارتجاف المفاجئ، ليتصاعد بدلاً منه ضباب أسود من كفيها، ثم أخذ يصعد ببطء على طول ذراعيها.
‘أنا القديسة، ومن حقي تلك النظرات! لماذا تعترضينني دائماً؟!’
كان ذلك صرخة مرتجفة، أو ربما رفضاً للحقيقة.
فهي باتت تعلم الآن أن ما كانت تفعله لم يكن “تطهيرا”.
في البداية ظنّت أنها هي من كانت تطهّر.
لكن أحداث الشرق قلبت قناعتها.
فالطاقة السوداوية التي سالت من جوف الأنفاق هناك كانت مختلفة جوهرياً عمّا واجهته من قبل.
كانت أكثف وأثقل، تنفذ إلى الجسد وتلتصق به بعناد.
وكان المفترض أن تتلاشى ما إن تطهَّر، لكنها بدل ذلك تسربت إلى جسدها وظلت عالقة فيه.
طوال ذلك اليوم ارتعدت خوفاً أن يبقى أثرها للأبد.
لكنها اطمأنت حين أخذ السواد يبهت ببطء.
لم يمضِ وقت طويل حتى تكرر المشهد اليوم مجدداً.
رأت لويسا تفعل ما كانت هي تعتقد أنها قادرة عليه.
ظنّت أن ما حدث في الشرق لم يكن سوى صدفة بفضل وفرة الزهور المقدسة هناك. لهذا اندفعت اليوم لتكرر الأمر.
لكن الحقيقة التي حاولت إنكارها تكشّفت لها: ما كانت تفعله ( بيلا ) لم يكن تطهيراً، بل امتصاصاً.
كل تلك المرات لم تكن تزيل السحر الاسود بل كانت تخزنه في جسدها شيئاً فشيئاً.
واليوم، بعدما رأت لويسا وهي تدير قوتها بمهارة، أيقنت بيلا يقيناً أعمى أنها لا تمتلك القوة ذاتها، بل تشعر بنفور منها.
هل كان هذا ما جعلها تختنق دوماً داخل الكنيسة؟
هل كان هذا ما جعلها دوماً تتوق للهرب؟
‘…… لا. هذا ليس صحيحاً. لا يمكن أن يكون صحيحاً. لقد كان التقديس هو من يقودني! من المستحيل أن يبقى السواد داخلي!’
ومع ذلك، كان كل شيء واضحاً.
كانت بيلا لا تملك من الذاكرة سوى الوحدة.
منذ مولدها وحتى الآن، لم تعرف إلا ذاتها، ولم تبدأ حياتها الحقيقية إلا منذ عام واحد فقط، فلا ذكرى حقيقية تملكها سوى ذلك.
*****
ترجمة : سنو
بالنسبه لقُراء المواقع.
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول والواتباد. وممكن لو انحظر حسابي بالواتباد بعيد الشر بتلاقوني هناك ( ملاحظه، الي يدخل ويطلع رح ياخذ حظر )
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 83"