وضعت لويسا فورًا على الطاولة عقد الاتفاق الذي طلبت سرًا من براون إعداده فور عودتها البارحة، وطلبت منه أن يقرأه على مهل، ثم انشغلت باحتساء الشاي الذي بدا لها ألذ من ذي قبل.
كانت قد توقعت أن يرفض براون بحجة أنه مساعد الدوق ولا يحق له القيام بأمور خاصة كهذه، لكن المفاجأة أنه قبل الأمر سريعًا وأعاده إليها جاهزًا مما أدهشها.
“إن احتجتِ إلى أي مساعدة أخرى، فلا تترددي في طلبها.”
“حقًا؟ كنت أظن أن طلبي هذا فيه مشقة على شخص مشغول مثلك.”
“لا بأس، فقد أمرني سيدي الدوق أن أضع طلباتكِ في المقام الأول، بل إنه وعدني أن يعفيني من بعض الأعمال ويمنحني مكافأة إضافية إن ساعدتكِ، لذا أرجو أن تستعملي خدماتي كثيرًا!”
ثم أخبرها بأمور أكثر إدهاشًا، جعلتها مشدوهة.
‘ذلك الدوق البارد…؟’
كان الأمر غير معقول، لكن من حماسة براون الصادقة في طلبها، بدا أنه حقيقي، وهذا ما أدهشها.
‘حقًا، لا يمكن التنبؤ بالأمور… ربما بسبب ما جرى لي حين تقيأت دمًا.’
مال رأس لويسا قليلًا بالتفكير، بينما رفع ألبيرت رأسه من العقد بعد أن قرأه بشغف.
“لقد أنهيت قراءته. هل أوقّع هنا؟”
“بهذه السرعة؟ يمكنك التمهّل في قراءته، أو حتى تأجيل الأمر للغد.”
اعتدلت لويسا في جلستها وتحدثت بجدية؛ صحيح أنها كانت تفضّل إنهاء الأمر فورًا، لكن من أجل بناء علاقة شراكة متينة في المستقبل، كانت مستعدة للانتظار.
“كلا، فالعقد مكتوب بوضوح شديد، فلا يوجد الكثير مما يحتاج إلى قراءة دقيقة.”
“آه، هذا جيد إذن.”
“في الحقيقة، حتى لو كان يتضمن ما قد يضر بمصالحي، فقد كنت سأقبله بامتنان. لكنك أعددته بعدلٍ بالغ، حتى أشعر بالحرج لأنني فكرت بخلاف ذلك… لذا، ليس لدي إلا الامتنان الصادق.”
“أنا لا أنظر إلى هذه الصفقة للحظةٍ عابرة، بل إلى مستقبل بعيد. شريك تجاري مدى الحياة… أليس أمرًا مطمئنًا وجميلًا؟”
“كيف لمثلي أن… إن كرمكِ يا آنستي لشرفٍ عظيم لي.”
أخذ ألبيرت ينحني برأسه مرارًا، متأثرًا حتى بدت عليه الحيرة، ثم انكمش كتفاه فجأة.
فرأت لويسا أن ملامحه غشيتها الكآبة، فأشارت له بوجه مطمئن، وحثته على الكلام.
“…أنا ممتن للغاية لدرجة أنني أرغب في أن أُريك نتيجة سريعة، لكن الواقع أن معالجة بعض المشكلات ستستغرق وقتًا، وهذا يجعلني أشعر بعدم الراحة.”
“لا بأس، فأنا قادرة على الانتظار بسرور إن كان ذلك من أجل نبيذٍ مثالي.”
بالطبع، كان هذا محض كذب.
فهي في وضع لا يسمح لها بترف الانتظار، بل تحتاج إلى كسب المال بأسرع ما يمكن.
لذلك أخذت تردد في نفسها أنه لا مجال لتأخير تطوير النبيذ، ثم لمّحت للأمر قائلة:
“على فكرة، أنا مهتمة كثيرًا بالنبيذ، وقد بحثت في بعض الأمور. والآن وقد أصبحنا زملاء، فما رأيك أن نتشارك التفكير في الحلول؟”
“أوه… كيف لي أن أجرؤ على عرض همومي على آنستي؟ لكن إن كان لديكِ ما تقولينه، فأرجو أن تطرحيه بحرية.”
“ولِمَ لا؟ فلنفكر في الأمر كاجتماع بين زملاء نناقش فيه الأفكار.”
“زملاء…! أعذريني إن كان هذا جرأة مني، لكنني مسرور لدرجة أنني أكاد أبكي.”
ابتسمت لويسا في سرّها؛ كانت على يقين أنه إن هي قدّمت له الحل أيضًا فسيبكي حقًا.
“بالنسبة لي، أبرز مشكلة لاحظتها أمس كانت في الرائحة. هل هي فعلًا أهم نقطة هنا؟”
هز ألبيرت رأسه بأسف.
“نعم، ولأكون صريحًا، أنا عاجز عن إيجاد حل واضح. هناك احتمالات كثيرة، ومهما بحثت ودرست، تظل خبرتي في صناعة النبيذ محدودة لأنني بدأت حديثًا، وهذا يمثل عائقًا.”
“الخبرة ليست الأهم. الميزة في هذا النبيذ هي الابتكار، وأنت يا بارون روزيه من ابتكرته، فلا تدع هذا يحبطك. هممم… أنا لست خبيرة في الروائح، لكن هل لي أن أطرح رأيًا؟”
“بالطبع، تفضلي أرجوكِ.”
“أقول هذا فقط لأساعد ولو قليلًا، لذا سيكون جيدًا إن أخذت كلامي بعين الاعتبار كاقتراح من هاوية. قرأت أن درجة الحرارة في التخمير مهمة جدًا. وبما أن نبيذ الأمس كان بين الأحمر والأبيض، فهل جرّبت تعديل درجة الحرارة؟”
“آه، لا. كنت أركّز على مدة التخمير ولم يخطر ببالي أمر الحرارة.”
“إذن ما رأيك أن تجعلها أقل بثلاث درجات تقريبًا من درجة حرارة تخمير النبيذ الأحمر؟”
“لكن خفض الحرارة قد يضعف النكهة.”
“هممم… صحيح؟ إذن، ماذا عن عملية التصفية لتحسين النكهة؟ أظن أنها قد تعوّض ذلك…”
تعمّدت لويسا أن تترك جملتها معلّقة وهي تراقب ملامح ألبيرت.
كان العبوس العميق في جبينه يكشف عن انشغاله الشديد بالتفكير، فآثرت أن تصمت حتى يتحدث هو أولًا.
—-
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات اول من المواقع والواتباد وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات