“لقد أزلتُ كل الأنقاض في طريقي إلى هنا. لذا، تابع طريقك المعتاد، لكن أغمض عينيك. هل تستطيع ذلك؟”
كانت متلازمة الذاكرة المفرطة لتشيلسيان تختلف عن الذاكرة المطلقة للسير جوزيف.
لكن عدم القدرة على نسيان ذكريات التجربة كان مشتركًا.
حتى مع عينين مغمضتين، يمكنه تذكر خطواته، ومواقع السلالم، واتجاهات الرواق المنقسم بدقة.
“أ، أستطيع…”
“رائع.”
استعاد تشيلسيان هدوءه أخيرًا. ساعده السير جوزيف على دعم السيد روزييه الفاقد للوعي.
كان وزن العجوز المتراخي ثقيلاً، لكن قوة صبيٍ في الحادية عشرة كانت كافيةً لتحمله.
“لا تفتح عينيك.”
“حاضر!”
“النقطة الأولى هنا.”
وُضعت قدم تشيلسيان عند بداية الباب.
فتح السير جوزيف ممرًا آمنًا للطفل حتى مدخل القصر.
“آه، صحيح! أخي كار…”
كأنه تذكر فجأة، أخبر تشيلسيان عن مشاهدته لكارديال:
“قال إن الكلب كونغسام في غرفة العم، وصعد لإحضاره، وتبعه العم سيرغي.”
“الطابق الرابع إذن. فهمتُ.”
أخيرًا، حدد موقع الهدف الأخير.
نظر السير جوزيف إلى ظهر تشيلسيان مرةً أخيرة، ثم بحث عن أسرع درجٍ إلى الطابق الرابع.
*كحة، كحة.*
تسلل الدخان الكثيف إلى رئتيه دون أن يدرك.
فك ربطة عنقه بدلاً من منديل، وبللها بالسحر، وغطى أنفه وفمه وهو يصعد الدرج المتداعي بحدسه.
“للوصول بسرعة، من الأفضل المرور عبر غرفةٍ أخرى.”
كان الطريق إلى الطابق الرابع معقدًا وأصعب مما توقع.
لم يكن هناك درجٌ مباشر، وكانت النيران والدخان ترتفعان للأعلى بطبيعتها.
كلما صعد، حجب الدخان الأسود الرؤية، وفي المكان الذي يُفترض أن القنبلة الحارقة أُلقيت فيه، انهار كل شيء، مما جعله يتعثر عدة مرات.
لحسن الحظ، كان يملك السحر.
لولا هذه القدرة، لكان قد سُحق تحت العوارض أو اختنق بالدخان منذ زمن.
نعم، كان أكثر ما يجب أن يحترس منه هو ذلك.
كانت النيران تستهلك الأكسجين، ونقصه يُربك العقل.
لو أصيب بجروحٍ كبيرة، لكان بإمكانه عكس الزمن، محو ما حدث، والحذر.
لكن إذا فقد وعيه لحظةً بسبب خطأ، فلن يستطيع فعل شيء. سيتحول إلى جثةٍ تنهار مع القصر.
لذا، كان الحفاظ على الأكسجين هو الأولوية.
“آه!”
كما يجب الحذر من مقابض الأبواب الملتهبة.
حتى مع حاجزٍ مائي، اخترق ألم الحرق القفاز وحفر في كفه.
فكر السير جوزيف للحظةٍ في عكس الزمن، لكنه تردد مجددًا.
هل الصداع يمكن تحمله الآن؟ هل الثمن مقبول؟ ألا يمكنه الصمود أكثر؟
إنه مقبول. بعد اتخاذ القرار، عدَّ الأرقام في ذهنه وضرب الباب بكتفه.
انفتح الباب بقوة.
في تلك اللحظة:
*انفجار!*
انفجر غاز الاحتراق المحبوس داخل الغرفة. كان انفجارًا عكسيًا .
في لحظة الانفجار، عكس السير جوزيف الزمن غريزيًا.
“آه…!”
كاد يحترق حتى لا تُعثر على جثته.
لم يكن هناك خيارٌ آخر، لكن رأسه بدا وكأنه سينفجر من الألم. هل يجب عكسه إلى الصباح الآن؟
لكن خوفٌ مجهولٌ جعله يتردد مرةً أخرى. ليحاول أكثر قليلاً.
كان الصداع لا يزال موجودًا، لكنه نهض. تمنى ألا يكونوا داخل تلك الغرفة.
لم يكن هناك وقتٌ لتسجيل المشهد الداخلي في شبكيته، فقد انفجر المكان فورًا، مما جعل التحقق مستحيلاً الآن.
لنبحث عن طريقٍ آخر. تتبع السير جوزيف الرؤية المظلمة بالدخان مرةً أخرى، وأخيرًا…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 80"