صفقَت يداي معًا وابتسامة مشرقة تعلو وجهي. كنتُ على حق، كان لا بد من طمأنة جوزيف قبل تثبيت أمر الزواج.
تحدثتُ بصوت أكثر إشراقًا من أي وقت مضى:
“كنتُ أنوي قول هذا منذ زمن، لكن لا علاقة تربطني بالأمير لافانيل. بالنسبة إلي، هو مجرد صديق ابني، لا أكثر ولا أقل.”
لذا، لا يمكن أن تكون نواياه إلا بريئة. أمرٌ بديهي للغاية، لم أتخيل يومًا أن أحدًا قد يساء فهمه. لولا حواري مع لوريتا، لربما لم أفكر أبدًا في هذه الإمكانية.
“فلا داعي للغيرة الزائدة.”
أنهيت كلامي بعبوسٍ متفاخر، لكن…
“…؟”
في اللحظة التالية، تقابلت عيناي مع نظرة جوزيف الحمراء، حيث عبس بحاجبٍ مرفوع ولسانٍ يصدر صوت “تش”، ففقدتُ الكلام.
“ما هذا التعبير؟”
“ها…”
جوزيف، الذي كان قبل لحظات يتلعثم ويتأوه كمن فقد عقله، أطلق تنهيدة طويلة.
أن يعود إلى رشده بهذه السرعة… ربما أمرٌ جيد، لكن تعبيره لم يُعجبني. كأنني قلتُ شيئًا سخيفًا للغاية!
“هذا لم يعد يهم الآن، سيدتي.”
لم يعد يهم؟ كلمات لا تليق بمن كان يضايقني بهذا الأمر قبل وقتٍ قريب.
“قبل قليل…”
حين هممتُ بالرد، سبقني جوزيف قائلًا:
“تحدثتِ عن الاحترام، أليس كذلك؟”
نعم، فعلتُ. أومأتُ بعيني، فاستطرد:
“قلتِ إن الاحترام المتبادل أمرٌ مهم.”
بالتأكيد قلتُ ذلك. هززتُ رأسي، فبرقت عيناه بوميض من الترقب.
“خاصة بين أي نوع من العلاقات، أيها قلتِ إن الاحترام ضروري؟”
ما هذا؟ هل يعاملني كطفلة في الرابعة؟ أم أنه لا يوافقني الرأي؟ لا أرغب في مناقشة هذه الأمور بالتفصيل.
هدأتُ من روعي. على أي حال، لم أكن لأتراجع عن موقفي.
رفعتُ ذقني بثقة، ونطقتُ كل كلمة بقوة:
“قلتُ إن العلاقات المحبة هي التي يجب أن تكون كذلك. وبالأخص إذا كانت علاقة زواج، أرى أن ذلك أكثر أهمية. استدامة العلاقة تنبع من سلوك الطرفين…”
“هذا بالضبط!”
“ماذا؟”
قاطعني جوزيف فجأة.
قبل أن أعبر عن استيائي من وقاحته، نهض واقترب مني بسرعة.
لم يمهلني وقتًا للرد. أمسك كتفيّ بقوة، واستحوذ على نظري بالكامل.
“قوليها بوضوح… بدقة. هل نحن، حقًا، في علاقة حب؟”
“ما الذي تقصده…؟”
الآن، أنا من أصابها الذهول، لساني تجمد، بل حتى دوائر تفكيري في ذهني توقفت.
لم أفهم لمَ يطرح مثل هذا السؤال. أنتَ من اعترف بحبك لي أولًا، جوزيف!
ألَمْ يفقد ذاكرته…؟
ثم، فجأة…
“هل…؟”
خطرت لي فكرة مقلقة. حقًا، أسأل للتأكد فقطتتبعت عيناي المرتجفتان وجه جوزيف. كانت خدوده، المظللة برموشه الطويلة، تتوهج بحرارة.
“هل أنا…؟”
في تلك اللحظة، تذكرتُ شيئًا.
نعم، منذ وقتٍ ما، علمتُ. جزء من حياتي، أو من روحي، بدأ يعاني من “اضطراب عقلي”.
بالطبع، يسميه البعض أجمل نعمة في الحياة.
لكن بالنسبة إلي، المثقلة بأعباء الواقع، لم يكن سوى مرض عقلي، لا أكثر ولا أقل.
لم أرد أن أنطق باسم هذا المرض.
كان شيئًا محرجًا لامرأة تجاوزت الثلاثين، ومفهومًا مجردًا يصعب إدراكه.
بدلًا من ذلك، اخترتُ تجاهل هذا الاضطراب والسيطرة عليه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 158"