تقلّب جسدي، محمومًا بحواس جامحة لا تُضبط، يرتجف دون إرادة. وبجهدٍ يائس، تمكّنتُ من الإمساك بمعصمه قبل أن يفوت الأوان.
“هذا… يبدو حركةً زائدة عن الحاجة عند التقبيل، أليس كذلك؟”
خرج صوتي متشنجًا، محمّلاً بتذمّرٍ بالكاد استطعت صياغته.
في تلك اللحظة، ارتسمت ابتسامة على عينيه الحمراوين اللتين كانتا تتوهجان بتهديدٍ مغرٍ، وهما مثبتتان عليّ مباشرة.
“حسنًا، لم أكن أنوي طلب إذنٍ لمجرد قبلة فحسب.”
“ماذا؟”
ماذا لو كانت اكثر من مجرد قبلة؟
تجمدت أفكاري في لحظةٍ تحت وطأة رده الصادم. وفيما كنتُ أحاول استيعاب كلماته، وضع شفتيه بلطفٍ على جسر أنفي، ثم بدأ يتخذ وضعيةً أكثر راحة.
“استرخي، سيدتي.”
تحرّكت يده التي كانت تُثبّت رأسي من الأعلى، فمزّق ربطة عنقه وألقاها تحت الأريكة.
لكن حتى في تلك اللحظة، لم يكن إحساسي بالخطر المعطل قادرًا سوى على التحديق، مفتونة، بأصابعه الطويلة.
كلما تحركت يده البارزة العقد، مبتدئةً من عنقه، مرورًا بعظمة الترقوة، ثم متوقفةً لحظات عند صدره، كانت الأوردة الزرقاء على ظهر يده تنبض بحياة. وفي الوقت ذاته، كشفت فتحة قميصه عن بشرةٍ ناعمة تغطي عضلاتٍ منحوتة بدقة، تتلألأ تحت الضوء.
كان عليّ أن أوقف السير جوزيف. لم نصل بعد إلى هذه الدرجة من القرب، وأنا لستُ مستعدة نفسيًا.
ومع ذلك، كشف القميص المفتوح الآن عن قفصه الصدري، المحدّب بقوة وإن كان منخفضًا. وتحت صدره، برزت عضلات بطنه المتموجة، تتحرك بنبضٍ يفرض حضورها المهيب.
أمام هذا المشهد الوحشي، شعرت برأسي يدور، وبلعْتُ ريقي بصعوبة.
“استرخي؟ ماذا تنوي أن تفعل…؟”
“ماذا سأفعل؟ الأمر الطبيعي، بالطبع.”
كان ردي ساذجًا إلى درجة الغباء، لكن السير جوزيف لم يعبأ بتوضيحه.
بدلاً من ذلك، حرّر معصمه الذي كنتُ أتشبث به بسهولة، ثم انحنى نحوي بعمقٍ أكبر.
شعرت بثقل جسده يضغط عليّ، وارتفعت حرارة الهواء من حولي.
تحت هذا الضغط الذي بدا وكأنه يسحقني، بدأتُ أتحرك بعصبية، كمن حُبس في مكانٍ ضيق.
“انتظ…”
“هش، لن أكون قاسيًا.”
لم تنفع كلماتي. كان كوحشٍ قرر الافتراس، يثبتني تحت وطأته.
“!”
وفي تلك اللحظة، خفض راسه لعنقي.
لم أكن مستعدة لهجومه على هذا المكان غير المتوقع.
لكن لم يكن هناك وقتٌ للاطمئنان بعد تمكني من سدّ فمي بسرعة.
فقد استمر السير جوزيف في دغدغة رقبتي .
وعندما رفعتُ ذقني دون وعي، أمسك بعنقي من الخلف كأنه كان ينتظر تلك اللحظة، وبدأ ينفث أنفاسه الحارة على أنحاء رقبتي.
“سي… سير جوزيف، توقف عن هذا … آه!”
لم يعد كافيًا أن أعض شفتي أو أغطي فمي لاحتواء الحرارة التي تتفجر في جسدي.
قررتُ أن أتوسل إليه ليتوقف. دفعتُ كتفيه بيأس.
“طوال هذا الوقت…”
رفع شفتيه أخيرًا من رقبتي، وأطلق صوتًا خافتًا.
“كلما رأيتُ رقبتكِ، سيدتي، هل تدركين كم عانيتُ من فعل كهذه؟”
لكن صوته المنخفض، مهما حاولتُ تفسيره بلطف، لم يكن عقلانيًا.
“ماذا…؟”
“ألم أخبركِ من قبل؟ إنكِ…”
فجأة، مرّر إصبعه على خط رقبتي.
شعرتُ بحدّة ظفره الصلب وهو يخدشني .
“آه…!”
“هنا، مكانٌ مثير.”
مع هذا الاحتكاك الخفيف، شعرتُ وكأن عمودي الفقري ذاب، وتهاوى جسدي مرتخيًا.
أدركتُ أخيرًا. لقد تأخرتُ كثيرًا لأتوقف. لقد وقعتُ في مستنقعٍ لا أملك فيه القدرة على المقاومة أو الرفض.
رغم خيط العقل الذي لا يزال يقاوم، كانت كل خلية في جسدي تتوق إلى رغبةٍ بدائية في تلك اللحظة.
“أوه…”
“هكذا، جيد.”
“أرخي جسدكِ.”
أمام صوته الهامس برقبتي، ضبابٌ غشّى عينيّ.
“آه… سير جو، جوزيف…”
ضحك بخفة، ثم رد بنبرةٍ ساخرة: “نعم؟”
“لكن، إلى متى ستنادينني بهذا اللقب الرسمي؟”
كان يمكن أن يكون “جوزيف” وحده كافيًا. شفتاه، وهما تداعبان كتفي، جعلتا كلامه يبدو متمتمًا قليلاً.
وفجأة…
“؟”
توقفت حركات السير جوزيف.
كأنه جمّد الزمن بنفسه، ظل السير جوزيف متصلبًا، لكنه سرعان ما أطلق “تسك” من لسانه ورفع جسده بثقل.
“آه…”
تبدّدت الأنفاس الحارة التي كانت تملأ الفراغ بيننا في لحظة.
نظرتُ إليه بعينين نصف مفتوحتين، محاولةً سؤاله عما حدث فجأة. ثم التقيتُ بعينيه الحمراوين كالدم.
كان وجهه يحمل تعبيرًا وحشيًا.
لم يحاول إخفاء الرغبة التي تفيض من عينيه المتوهجتين.
“هل أوقف الزمن وأكمل؟”
“سير جوزيف…؟”
“كيف يُفترض بي أن أصبر على هذا…؟”
لم أفهم ما يقصده.
لكنه لم يبدُ مهتمًا بتوضيح شكوكي، بل استمر في التمتمة لنفسه.
“لكن، إن فعلتُ، سأُكره بالتأكيد.”
كمن يستسلم، أغمض عينيه بقوة، ثم أطلق زفرة بطيئة.
عندما فتح عينيه مجددًا، كان البريق الخطير الذي كان يلوح فيهما قد خفّ قليلاً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 138"