كان الحدادون أيضًا قد رافقوا الحملة لصيانة الأسلحة.
و في الحدادة المؤقتة، وضع غرسون أداة الإصلاح السحرية وهو يتحدث،
“لقد أرهقها الفرسان من كثرة الاستخدام، فتعطلت.”
“سأصلحها حالًا.”
“وأيضًا أريد واحدةً أخرى من تلك التي تشعل النار.”
“سأنتهي منها قبل غروب الشمس.”
غدت ميلودي فجأة مشغولة على نحو جنوني. ولم يبقَ لها وقتٌ تفكر فيما محاه الشرب من ذاكرتها.
فطلبات إصلاح الأدوات السحرية كانت تتوالى باستمرار، إلى جانب حاجتها لصنع أدوات جديدة خاصة بالحملة.
وحتى في الفواصل القصيرة لم يكن بوسعها إهمال أبحاثها حول جهاز إبطال السحر.
وخلال زيارة ديرين للحدادة المؤقتة لشحذ سيفه، لمح ميلودي فرفع إبهامه مشيدًا.
“لا شك، الأداة المُصلحة بين الأدوات هي الأداة السحرية. فحالة سلاحي في غاية الإتقان.”
“أشكركَ على الثناء يا سيد ديرين.”
“أترين؟ لستُ من أولئك الذين يقاطعون المرء إن لم يقفوا معه في صف واحد.”
“ثرثارٌ مهزوم.”
قاطعته تاليا ساخرَة وهي تظهر فجأة من خلفه. بينما رفعت ميلودي مطرقتها بيد ولوّحت بالأخرى لتوقفهما.
“إن أردتما الشجار فاذهبا بعيدًا. هذا المكان حظره السيد روهان على القتال.”
“هل أنتَ خائف يا فارس المعبد؟”
مالت تاليا برأسها متهكمة، فضحك ديرين ساخرًا.
“حين اختارني المعبد لم يعلّمني شيئًا اسمه الخوف. ليس سوى الانشغال.”
“أوه، ما أرعبكَ.”
“إلى الساحة إذاً.”
غادرت تاليا وهي تبتسم ابتسامةً عريضة، تجر خلفها ديرين المتنمر الغاضب نحو ساحة التدريب.
بهذه الصورة، كانت ميلودي على علاقة ودّية مع معظم أعضاء الحملة، لكن ليس الجميع كانوا طيبين معها.
“مقزز. مهما سميتموها أداةً سحرية لامعة، فهي في النهاية مجرد جثة مخلوق شيطاني.”
“نحن مقبلون على إعادة ترميم الحاجز المقدس، فكيف نستخدم شيئًا مصنوعًا من المخلوقات النجسة؟”
أحد الكهنة ألقى نظرةً مستنكرة على القطع المبعثرة فوق القماش، كأن مجرد رؤيتها يلوّثه، ولم يجرؤ حتى على لمسها.
ثم رفع منديله إلى أنفه وتظاهر وكأن رائحةً كريهة تفوح منها وهو يزفر بازدراء.
“يا له من أمر يدعو للأسف، أن تُستعمل مثل هذه الأشياء في حملة مقدسة.”
وما إن غادر الكهنة بعد أن أطلق كل واحد منهم كلمته، حتى سألت آنا بغضب،
“ألم يكن صنع الأدوات السحرية يتم داخل المعبد نفسه؟”
“بلى.”
“فلماذا يحتقرونها إذاً؟!”
“لأنهم الأقرب إلى النور، فيرون المخلوقات الشيطانية أشد قذارة.”
وجود قسم لصناعة الأدوات السحرية في المعبد لم يكن إلا لأجل الرقابة. فهي أدواتٌ نافعة لا غنى عنها، لكن بما أنها تخالف مشيئة المعبد فلا بد من نبذها في الوقت نفسه.
وُضع قسم صناعة الأدوات السحرية في قبو المعبد، في زاوية نائية لا تطأها الأقدام، وكان ذلك لذات السبب.
كان أمراً لم يكن غريبًا حين تتذكره ميلودي، وإن كانت قد نسيتْه لبعض الوقت. لكن آنا لم تشعر بالأمر بالطريقة نفسها.
“برأيي، هذا بالذات هو الوقت المناسب لِنُظهر للجميع كم هي فائدة الأدوات السحرية.”
امتلأت آنا بالحماس، فكانت تتنقل بين الفرسان لتُريهم الأدوات وتستعرض عملها، و سرعان ما التف الفرسان حولها بدافع الفضول، حتى ضجّت الحدادة المؤقتة بالازدحام لوقت طويل.
***
وبعد أن انصرف ذلك الجمع من الفرسان كأسراب الجراد، جلست ميلودي تستريح وهي تراقب التدريب في ساحة المبارزة، تربت على كتفيها المتعبة، فإذا بوجهٍ مألوف يقترب منها.
“هل أصبتِ بأذى؟”
اقتربت ليهيلين بعدما لمحَت ميلودي وخاطبتها.
“يدكِ……”
رفعت ميلودي يدها بلا وعي. كانت ملطخةً بمسحوق نواة السحر، لكنها لم تكن مجروحة.
“لا بأس، كنتُ أستريح قليلًا فحسب.”
“سمعتُ من الفرسان……أنكِ صانعة أدوات سحرية. و قد كنتِ تصنعين شيئًا غريبًا، ما هو؟”
“هذه أداةٌ تجمع الرطوبة لتُنتج ماءً. تُستخدم في الأماكن التي يتعذر العثور فيها على ماء. كما هو الحال الآن.”
“أها……فهمت. لكنني أعرف مكانًا فيه ماء.”
تابعت ليهيلين ببطء،
“في الحقيقة، هذه منطقتي، هنا وُلدت. و خلف ذلك التل بيت عائلتي. لم أكن أتخيل أن أمورًا كهذه قد حدثت في مجرد أشهر قليلة منذ انتقلت إلى العاصمة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 49"