“حتى الوحش الذي رأيناه أمس لم يبدو وكأنه يتلوّى من الألم.”
أخذ صوتها يخفت شيئًا فشيئًا.
“وإن كان كلام التاجر صحيحًا، وأن الحاجز ما زال يعمل، فهذا غريب. فالساحر يستطيع دخول الحاجز المقدّس حتى دون وجود شقوق فيه، بينما الوحش لا يقدر. و كلاهما مخلوقان من الظلام، أليس كذلك؟”
فالساحر كائن يستخدم قوى الظلام، أما الوحوش فقيل أنها وُلدت من الظلام نفسه.
فإذا كان أصلهما واحدًا، فكيف تختلف استجابتهما للحاجز؟
لم تستطع ميلودي أن تفهم ذلك.
“ربما لأن حجم الوحوش أكبر؟”
“لكن الذي رأيناه أمس كان صغيرًا، مجرد جرو وحش…..بحجم عفريت قزم.”
“ربما هناك وحشٌ غبي دخل ولم يستطع الخروج ثم أنجب هناك.”
“هذا أغرب. لو كان الحاجز يصدّ الوحوش ماديًا لكان الدخول والخروج مستحيلًا أصلًا.”
“لا أفهم ما تعنين.”
“ولا أنا أيضًا.”
بحثت ميلودي في عدة كتب لكنها لم تجد تفسيرًا واضحًا. فاتجهت إلى رف آخر تقلب بين كتبه.
عندها، وبينما كانت آنا تتأمل خربشات ميلودي التي رسمتها بلا معنى، بدت وكأن فكرةً خطرت ببالها فجأة،
“هذا قد لا يكون مرتبطًا، لكن جدّتي كانت تقول أنه في زمانها لم يكونوا يسمّون الوحوش (وحوش الظلام). بل…..ماذا كان الاسم…..آه، نعم! وحوش الفوضى. كانوا يعتقدون قديمًا أن الوحوش وُلدت من الفوضى. لكن الفوضى أو الظلام، أليسا شيئًا واحدًا؟ كلاهما مظلم ومخيف.”
“الفوضى..…؟”
كان هذه أول مرة تسمع ميلودي عن ذلك.
ثم رفعت آنا جسدها باستقامة وهزّت رأسها مؤكدّة.
“نعم، الفوضى.”
“إذاً، هل كان الظلام يُدعى قديمًا الفوضى؟”
“لا أعرف تلك الجزئية.”
وبينما كانت ميلودي تبحث بين كتب العقائد القديمة وتُخرج أحدها، طق طق-
جاء صوت طرق على الباب. وما إن فُتح حتى كان كبير الخدم واقفًا بوجه غامض.
“يجب أن تخرجي للحظة.”
قاد كبير الخدم ميلودي إلى غرفة الاستقبال.
و كان على الطاولة الطويلة عددٌ كبير من صناديق الهدايا ملفوفة بالذهب. وكان هناك أيضًا سلال من الزهور، ليس واحدة، بل عدة سلال.
“ما كل هذا؟”
“إنها من القصر الإمبراطوري.”
في البطاقة الصغيرة التي أُرسلت مع الهدايا كتب رايون أنها عربون شكر لإنقاذ حياته، وأرفق أيضًا أنه سيغادر في حملة عسكرية ويرغب في مقابلتها قبل الرحيل.
في الرواية الأصلية، كان خروجه للمعركة مجرد مظهرٍ للتفاخر، إذ أن فرسان المعبد وفرسان الدوقية كانوا قد أنهوا المهمة بالفعل، وهو لم يفعل سوى أن يظهر بمظهر المشارك.
تدلّت يد ميلودي وهي تحمل البطاقة بلا قوة.
لم يكن في رأسها فضولٌ لمعرفة ماهية الهدايا بقدر ما شعرت بالانزعاج. فأطلقت تنهيدةً صغيرة وأشارت إلى الصناديق،
“هلا تساعدونني في فتحها؟”
بدأت ميلودي وآنا ومعهما الخادمات في تمزيق أغلفة الهدايا.
و داخل الصناديق كانت هناك أقمشة وحُليّ وأحذية، وحتى أدوات إصلاح مثل مطارق.
“انظري إلى هذا القماش! إنه رائعٌ للغاية.”
قالت آنا ذلك وهي تتحسس قماشًا أحمر قانيًا، وقد زُيّن بتطريز بديع على سطحه اللامع.
“آنا، خذيه أنتِ.”
“حقًا؟! يا إلهي!”
أما ميلودي فاكتفت بعدد قليل من الحُلي وبعض أدوات الإصلاح، تاركةً باقي الهدايا.
“بالنسبة لي هذا يكفيني. أما البقية فدع الأمر لكبير الخدم. وزّعوها على الخدم إن أحببتم.”
فكر كبير الخدم قليلًا ثم تحدث،
“أظن أن الأفضل أن تتولى الآنسة آنا الأمر.”
“اتركوه لي!”
صفقت آنا بيديها بحماس ووجهها مفعمٌ بالفرح.
“أولًا، يجب أن نضع هذه الزهور في معملكِ. فأنت تقضين هناك معظم الوقت، والمكان قاتمٌ للغاية. أما هذا القماش، فمن الأفضل أن يُخاط لكِ منه ثوب يناسب الحُلي التي اخترتِها. فأنت تفتقدين كثيرًا لملابس الخروج.”
“لم أكن أنوي ارتداءها.”
“وهل ستحتفظين بالأساور والقلائد في صندوق فقط؟”
“فأنا لا أخرج من المعمل أصلًا.”
كانت تفكر في استخدام بعضها للتجارب، والاحتفاظ بالبعض الآخر كمدّخرات للطوارئ.
أما بالنسبة لملابسها فلم تكن تناسبها هذه الأشياء الزاهية الباذخة على أي حال.
“إن إبقاء هذه الأشياء الجميلة حبيسة الصناديق ظلمٌ كبير. كما أن الأدوات السحرية وُجدت لتُستخدم، فكذلك هذه الحُلي صُنعت لتُرى.”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 44"