كان يودّ لو يذيع أمام الجميع أن ذلك الرجل قضى اجتماع المجلس المقدس بأكمله يئنّ بجانبه، ولو عرفوا أنه ساحر لخرست ألسنتهم في الحال.
“هل تدرك كم من الناس سنّوا سيوفهم عندما أخذتُ أنا هذا المقعد؟ لو قتلتَ ذلك الفتى، فكل رجال الإمبراطورة الراحلة سيديرون ظهورهم لي. أهذا ما تريده؟ أن تغرق الإمبراطورية في الدم مجددًا؟”
“لكن……!”
“اترك الدوق وشأنه، فسيُستَخدم في الأعمال الوعرة من أجل الإمبراطورية.”
لولا أنها كانت وصيةً من الإمبراطورة نفسه، لكان قد فعل ذلك بلا تردد.
وفوق ذلك، كان رايون يعلم أن هذا ليس السبب الوحيد……
ففي كل مرة يرى فيها بريق الدفء في عيني الإمبراطور حين ينظر إلى ديونيس، وفي كل مرة يلومه فيها لأنه لم يتجاوز ذلك الوحش……كان يشعر وكأنه يُدفع إلى حافة الهاوية، يختنق ولا يجد متنفسًا.
‘إذًا، عليكَ أنت أيضًا أن تعطيني شيئًا حتى يتوازن الأمر.’
وانطلق رايون مباشرة إلى قصر الدوق بحثًا عن صانعة الأدوات السحرية.
“يا سموّك، صانعة الأدوات السحرية في الخارج حاليًا، هل أرسل في طلبها لتعود؟”
“لا، سأنتظر.”
فكّر أنه لا يمكن أن يفسد انطباعه الأول عنها، حتى لو تطلّب ذلك الانتظار.
“متى ستعود بالضبط؟”
“يبدو أن عملها قد طال، أعتذر يا سموّك.”
على غير عادته، تحلّى رايون بالصبر وهو ينتظر، حتى جاء الوقت الذي كان ليفقد فيه أعصابه لو كان الموقف مختلفًا، عندها ظهرت المرأة أخيرًا.
“تشرفت بلقائك، يا سمو ولي العهد.”
كانت ترتدي فستانًا بلون المشمش الفاتح، وبدا جمالها يفوق ما حفظه في ذاكرته.
كانت ملامحها الصغيرة المتناسقة تذكّر بفراء الأرنب، ووجهها يتغير بتعابير متعددة.
وبمجرد أن رآها تبتسم بخجل مع غمازة في خدها، كان الغضب من كون امرأة من العامة جعلته ينتظر قد تلاشى بعيدًا.
لكن ما إن فتحت فمها حتى ضرب مزاجه بالقاع.
“أنا أحب المال.”
ولم تُبدِ أدنى خجل من التصريح بجشعها.
“سأبذل قصارى جهدي لصنع أدوات سحرية وأهديها حتى لجلالة الإمبراطور!”
فوق كونها لا تعرف قدر نفسها……
“القصر الإمبراطوري لا يُقارن بمنزل الدوق.”
مجرد أن غيّرت موقفها فجأة وأبدت استعدادها لاتباعه جعل روح التحدي لديه تخبو بسرعة.
وفوق كل ذلك، لم يكن ليسمح لمثل هذه الصانعة العاجزة، وهي من العامة، بأن تتجول متباهية في القصر الإمبراطوري.
ومن أكثر من يكرهه الإمبراطور؟ العاجزون.
أما ثاني ما يثير اشمئزازه فهو عندما يقوم رايون بعمل أحمق. وبمجرد أن تبدأ تلك الصانعة بالتبختر في أروقة القصر، فسمعته ستنهار حتمًا.
“يكفي، لنذهب.”
كانت تلك المرأة خطأ من أخطاء ديونيس. وبما أنه وحش، فقد حكم رايون على أن ذوقه في الناس سيئ للغاية، فنهض فورًا من مقعده.
“لقد نسيت أن لدي موعدًا.”
لكن هذه المرة، كان الحاجب عديم الفطنة سبب الإنزعاج.
“يا سموّك، ألستَ اليوم بلا أي مواعيد؟”
رمقه رايون بنظرة حادة.
“لقد نسيت أن موعدي مع كبير الكهنة اليوم.”
“هاه؟ لكنه غدًا……”
“أتظن أنني لا أعرف ذلك؟”
أمال الحاجب رأسه مستغربًا،
“إن كنت تعلم……فهل حجزت موعدًا آخر معه دون أن تخبرني؟ ومتى حصل ذلك……؟”
قبض رايون على أسنانه.
“قلتُ لنذهب.”
واتجه بخطوات واسعة نحو الباب، والحاجب يلاحقه على عجل.
“يا سموّك، إذاً……متى أحدد موعدًا آخر مع صانعة الأدوات السحرية؟”
لم يجبه رايون، بل اكتفى بتحديقه بنظرة باردة.
خرج من قصر الدوق وهو يشعر وكأنه داس على قذر، لكن عندها لمح عربة الدوق تعود.
“اللعنة، إلى الباب الخلفي.”
فديونيس في الأيام التي يعود فيها من المعبد يكون أكثر شراسة من المعتاد، لذلك راح رايون يحث السائق على الإسراع.
لكن فجأة، رأى ديونيس يترجل من العربة مترنحًا في مشيته. وبينما كان يراقب المشهد، لاحظ أنه يسير مباشرةً نحو شخصٍ ما.
إلى جانب المرأة التي كان معها قبل لحظات فقط.
تأمل رايون عينيها القلقتين وهي تراقب ديونيس، ووجه ديونيس الذي سرعان ما لان وكأنه وجد الطمأنينة.
“مثيرٌ للاهتمام.”
فارتسمت على شفتي رايون ابتسامةٌ ملتوية.
***
دخلت عربةٌ تصدر ضجيجًا عبر البوابة الرئيسية لقصر الدوق.
“يبدو أن سمو الدوق قد عاد!”
وقبل أن تنهي آنا كلامها، كانت ميلودي قد هرعت نحو المدخل. بينما فُتح باب العربة المتوقفة، وظهر ديونيس.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 33"