كانت تبدو متواضعة المظهر، لكنها تملك وجهًا جميلاً إلى حدّ ما.
و لم تكن قوامها النحيف وهيئتها الصغيرة مما يروق له، لكن ما إن فكر أنها من أتباع ديونيس حتى شعر بالاهتمام فجأة.
“متى سيأتي ديونيس إلى القصر الإمبراطوري؟”
“الأسبوع القادم مباشرة.”
“سأحرص على رؤيتها وجهًا لوجه.”
ثم رفع رايون الزجاجة إلى شفتيه بابتسامة رضا.
***
تحدق ديونيس بنبرة جافة وهو جالس على مقعد طاولة العمل يستقبل ميلودي،
“لقد تأخرتِ. قلتِ أنكِ ستأتين باكرًا.”
فأجابته وهي تضع ذراعيها أمامها،
“مررتُ قليلًا بالمعبد في طريقي.”
“أعرف……فرائحتكِ الكريهة تفوح حتى هنا.”
استنشقت ميلودي رائحة ثيابها، فلم تجد سوى رائحة التراب.
“أتريدين العودة إلى المعبد؟”
“بعد أن عدتُ إليه……لم أرغب أبدًا في البقاء هناك.”
بعد إجابتها، بدا أن الحدة في عينيه قد خفت قليلًا.
“آه، لكن حدث أمرٌ جيد……القوة المقدسـ-”
لكنها توقفت عن الكلام فجأة. فلو كان هناك شخصٌ يكره أهفين بقدرها، فهو بالتأكيد ديونيس في الرواية.
كان من الطبيعي أن يكره الفرسان المقدسون والسحرة بعضهم، لكن ما بين هذين الاثنين شيءٌ أعمق من مجرد الكراهية……أقرب إلى النفور الشديد.
حتى لو كان هدفها من الحصول على القوة المقدسة هو استخدامها في جهاز إبطال السحر، فإن علمه بأنها أبرمت عقدًا مع أهوفن سيجعله بلا شك ينفجر غضبًا.
“القوة المقدسة…؟”
قال بينما ضاقت عيناه.
فخشيت ميلودي أن يشك في الأمر، و بدأت تتحدث بحذر،
“الكاهن الذي كان يستخدم القوة المقدسة اكتشفتُ فضيحةً له، وكان شخصًا أكرهه. فاقتيد إلى السجن……أظنه لن يخرج قبل خمس سنوات على الأقل، لأنه صنع أداةً سحرية قاتلة.”
“وماذا فعل ذلك الشخص ليجعلكِ تكرهينه؟”
“كان يسيء معاملتي ويأخذ أموالي. كما أنه أمرني بصنع أداة سحرية غريبة، فتأذت يدي وقتها. لا يزال أثر الجرح في كفي حتى الآن…&لم يكن الألم هو ما أرعبني، بل خوفي من أنني قد لا أتمكن من صنع أداة سحرية مجددًا.”
فتحت ميلودي كفها لتريه، فتبع بصره الندبة الممتدة على طول راحة يدها.
“سجن المعبد، إذًا.”
قال ذلك ثم أمال رأسه قليلًا، وكان في نبرته ما جعل الجو يبرد فجأة، فارتجفت ميلودي من دون قصد.
فتحدثت محاولةً صرف الحديث،
“وقابلتُ شخصًا أعجبته أحد أدواتي السحرية. لو كان أخبرني بذلك منذ زمن، ربما كان عملي في المعبد سيبدو أكثر جدوى. فقد سئمت من صنع الأشياء نفسها كل يوم.”
“أعجبته؟ أنتِ؟”
“ليست أنا، بل أداتي السحرية.”
“آه.”
رد بلا اهتمام يُذكر، ثم سأل،
“الأدوات السحرية……هل تحتاج إلى ترديد تعويذةٍ لتفعيلها؟”
“نعم، ويمكن رسمها باليد أيضًا. الكلام أسهل طريقة، لكن إن رغبتَ أستطيع إيجاد وسيلة أخرى.”
“اللسان، واليد……ثم……”
وبينما كانت تسمعه يتمتم، أطبقت شفتيها.
كان يتحدث عن أجزاء الجسد التي يمكن بها تفعيل الأداة السحرية، لكن شعورًا غريبًا اجتاحها، وكأن جسدها سيتفتت إلى قطع. فقد كان في صوته شيءٌ غير عادي.
“ما اسم ذلك الرجل؟”
“آه……لم أسأله. على أي حال لن أراه مجددًا.”
“من الأفضل أن يبقى الأمر كذلك.”
لكن نظرته أوحت أنه لا يصدقها إطلاقًا.
فشدّت ميلودي ملامحها التي كادت تتجمد من التوتر، وحاولت تحويل مجرى الحديث بسرعة،
“وما الذي جاء بكَ إلى المعمل؟”
“لأتلقى العلاج.”
ثم، تك… تك… بدأ بفك أزرار قميصه قبل أن تتمكن حتى من الرد.
في العربة لم تنتبه جيدًا، أما الآن، فكان جسده بالفعل مثاليًا كما تذكرت.
لمحها تحدق فيه بذهول، فما كان منه إلا أن ابتسم ابتسامةً جانبية قصيرة،
“هل يعجبكِ المنظر؟”
“نعم؟”
“أراكِ تحدقين بي باهتمام.”
‘وما نفع أن يعجبني شكله؟ فجسده سيبقى عفيفًا إلى الأبد على أية حال.’
لا، بل لو أنني صنعت الأداة السحرية باكرًا، فقد يصبح ملكًا لليهيلين، ولن يرفض لمس يدها كما لم يرفض لمستي.
‘لكن……أليست هذه الرواية مخصصة للبالغين؟’
عقلها، الذي كان يجيد تخزين المشاهد بلا فائدة، أعاد عرض مشهد من الرواية: أهلين في اعترافه يطلب من ليهيلين أن تعاقبه…..
حاولت ميلودي طرد هذه الصورة من ذهنها بالتركيز على جرحه، لكن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 25"