بدا وكأنه سيرد بهدوء، لكن أونيلو استدار فجأة وبدأ يلبس درع الحماية بصعوبة.
ربما كان يشعر بالقلق تجاه السلاح الذي صنعه بنفسه، فراح يرمق من حوله بنظراتٍ حذرة، ثم ارتدى الخوذة بإحكام.
فأصدر الدرع القديم، الذي استُخدم طويلًا، صوتًا متخلخلًا وهو يتحرك، إذ إن أموال تغيير الدرع كانت قد انتهى بها المطاف في جيب أونيلو.
“هل أنتِ مستعدة؟”
قال ذلك وهو ينظر إلى ميلودي بتفاخر، ثم صوب القوس السحرية نحو دمية تدريب موضوعة في الزاوية.
– “دمري كل ما تراه عيناكِ!”
بمجرد أن نطق التعويذة، بدأ القوس يهتز، ثم انطلق السهم بسرعةٍ باتجاه الدمية.
لكن فجأة، غير السهم مساره، وانطلق نحو أونيلو. فاتسعت عينا أونيلو هلعًا، لكن السهم اخترق القوس التي كان يمسكها، واندفع ليستقر مباشرةً في كتفه.
“آاااااه!!”
“آآآآاااااه!!”
حدث كل شيء في لحظة. ثم دوت صرخة أونيلو و ترافقت مع صراخ من كانوا يراقبون الموقف.
“هاه..…! كاهن.…! أحضروا كاهنًا بسرعة!”
بينما ركضت ويني باحثةً عن كاهن معالج، التقطت ميلودي القوس المحطم من الأرض.
‘لقد توقعت حدوث ذلك.’
النقش السحري الذي وضعه أونيلو كان مبرمجًا ليهاجم كل ما يحمل طاقةً سحرية. و السهم كان متجهًا للهجوم على نواة سحرية داخل الدمية، لكنه بدل مساره نحو القوس نفسها، لأنها تحتوي على نواةٍ أقوى.
‘لو أن ديونيس هو من استخدمها، لكان السهم اخترق قلبه.’
كان يغضبها وجود أداةٍ سحرية كهذه، فكيف يُتوقع منها أن تسلمها لأحد؟
“ما هذه الضوضاء داخل المعبد؟”
“آه، كاهن.….”
تفحص الكاهن الذي جاءت به ويني جرح أونيلو بوجه خالٍ من الاهتمام.
وحين نظرت ميلودي جيدًا، لاحظت أن أصابعه التي كانت تمسك بالقوس قد تمزقت أيضًا.
“الإصابة بالغة. كيف حدث هذا؟”
“أآه، لقد…..لقد حدث حادث أثناء صناعة أداة سحرية.”
“أنا مجرد كاهن علاجي من الدرجة الدنيا، وسيتطلب الأمر أسبوعًا كاملًا من العلاج. وإن لم تُعالج بسرعة، فقد يفقد استخدام يده إلى الأبد.”
“أرجوكَ…..عالجني، أرجوكَ.”
أنَّ أونيلو من الألم وتوسّل.
“آه…..سأعطيكَ كل ما أملك من مال…..أرجوكَ، عالجني دفعةً واحدة..…”
وأشار بيده المرتجفة إلى خصره، فمدّ الكاهن يده إلى جيبه، وأخرج منه أربع عملات ذهبية وعشر عملات فضية، ثم دسها بعناية في جيبه الخاص وبدأ بنفخ طاقته الروحية للعلاج.
“رغم ذلك، سيستغرق الأمر يومين على الأقل.”
“شكرًا…..شكرًا جزيلًا..…”
ولكن، ما إن انتزع السهم من كتفه حتى توقفت الهالة البيضاء فجأة.
“انتظر…..أليس هذا سهمًا مخصصًا للقوس؟ ألم تعلم أن تصنيع أدوات سحرية قتالية داخل المعبد محظور؟”
كان ذلك لأن السهم كان دليلًا دامغًا على أنها أداةٌ قتالية.
“لقد…..لقد صُنعت لقتال الوحوش.”
“المعبد لا يخرج في مهام لقتال الوحوش. من أين أتيت بهذه الأعذار السخيفة؟ لا يمكنني إكمال العلاج. لا يمكنني أن أُهدر القوة المقدسة على آثم.”
“ليست أداة قتل! لقد صُنعت لإرسالها إلى الدوق..…”
“أتعني أنكَ استخدمت موارداً وفرها المعبد لصالح عائلة نبيلة؟!”
كلما أجاب، ازداد غرقًا في الوحل.
“سأضطر لإبلاغ فرسان التطهير.”
“أرجوكَ…..أرجوكَ، تجاهل الأمر هذه المرة فقط!”
تشبّث أونيلو بالكاهن راجيًا، لكن عيني الكاهن كانتا تلمعان بصرامة لا تعرف الرحمة، ثم مدّ راحة يده،
“أنا لا أرتكب الإثم في المعبد.”
في تلك اللحظة، دوّى صوتٌ عميق كصدى قادم من كهف،
“ما الذي يحدث هنا؟”
ومن خلف عمود ناصع البياض، ظهر رجلٌ بشعر أشقر يتلألأ كأنه مغمورٌ بالضياء.
و عيناه الطويلتان ورموشه الذهبية الكثيفة منحته هالةً مقدسة، وكان جسر أنفه شامخ، أما عيناه، فتلألأتا بأرجوان غامض يخطف الأنفاس.
‘مستحيل.’
شهقت ميلودي بفزع، إذ كان كل شيء في الرجل مألوفًا لها.
‘إنه بطل الرواية في الرواية الأصلية؟!’
أهفين بيلدوين، أحد الأبطال الثلاثة، وقائد فرقة الفرسان المقدسة.
يلقبونه بكلب المعبد. فقد كان متعصبًا لا يعرف سوى المعبد قبل أن يلتقي بليهيلين، وبعد أن استيقظت مشاعره صار يلوم ليهيلين التي أفسدته، لكنه مع ذلك لم يستطع التخلي عنها وظل يعذب نفسه ليكفّر عن مشاعره.
ميلودي لم تكن تريد التورط معه في هذا العالم الحقيقي، فقد كانت وظيفته الأساسية هي القبض على السحرة الأحرار وزجّهم في سجون المعبد.
و من ناحية ما، كان شخصيةً أكثر إزعاجًا لها من ديونيس، إذ قد يؤذي والدها أيضًا.
‘كنت أتمنى ألا ألتقي به أبدًا.’
حين اقترب أهفين، شحب وجه أونيلو كليًا، وكان ذلك متوقعًا، فأهفين معروفٌ بتطبيقه القاسي المبالغ فيه للعقوبة على من يخالف قوانين المعبد.
“لقد جئتَ في الوقت المناسب. تم استدعائي من أجل العلاج بعد وقوع حادث، ولكننا اكتشفنا أن صانع الأدوات السحرية هنا صنع أداةً قتل.”
“هل هذه هي؟”
عند سماع كلمات الكاهن، نظر أهفين نحو القوس الذي كانت تمسكه ميلودي. بدا أن عينيه البنفسجيتين اضطربتا للحظة حين التقتا بوجهها.
“لٌ، لا! لم أكن أنا من صنعها، بل ذاك، ذاك الحقير هناك!”
وأشار أونيلو إلى صانع الأدوات السحرية المبتدئ.
“لقد فعلت ما أمرني به السيد أونيلو فقط..…! أنا أقول الحقيقة!”
“الاسم المنقوش على الأداة السحرية، أونيلو ليروود، أليس هذا اسمك؟”
“……!”
اتسعت عينا أونيلو بحدة، إذ لم يفكر إلا بما سيريه للدوق، وإذا به يترك الدليل القاطع محفورًا بيده.
“كـ، كانت غلطة! أرجوكَ…..أرجو الرحمة.…!”
“الخطأ يحدث في لحظة، أما هذه الأداة السحرية فقد استغرقت صنعها على الأقل أسبوعًا، فلا يمكن تسمية ما فعلته طوال ذلك الوقت بأنه مجرد خطأ.”
“أنا من النبلاء، لذا فقط هذه المرة…..أرجوكَ..…!”
“كلما علت مكانة النبيل، كانت العقوبة على قدر المسؤولية كذلك.”
وسرعان ما اقتيد أونيلو من قبل فرسان المعبد الذين استدعاهم أهفين.
“ما الذي يحدث بحق؟”
ميلودي كانت مشوشةً كحال ويني، فقد جرى كل شيء أسرع مما توقعت.
كانت تتوقع أن يُصاب أونيلو، وأن يُظهر الكاهن الأداة السحرية، لكن ظهور أهفين فجأة وبدءه الحديث عن شدة العقاب، جعل أونيلو على وشك أن يُسجن لسنوات في سجن المعبد.
‘يجب أن أذهب الآن.’
وحين حاولت ميلودي التسلل بعيدًا مستغلةً الفوضى التي عمّت الجميع، وقف رجلٌ ضخم أمامها، لقد كان أهفين.
“أأنتِ ميلودي، المسؤولة عن صيانة أداة معالجة الأسلحة؟”
وفي الوقت ذاته، أشارت ويني إلى أحد الفرسان خلف أهفين،
“ذاك هو، الفارس من فرقة الفرسان المقدسة الذي كان يبحث عنكِ.”
“إنه مساعدي، أرسلته أكثر من مرة ليبحث عنكِ.”
أجاب أهفين بصرامة. و ابتلعت ميلودي ريقها، فلم تتوقع أن الشخص الغريب الذي كان يبحث عنها بسبب الأداة السحرية هو أهفين نفسه.
“أود التحدث معكِ قليلًا.”
رغم رغبتها في التظاهر بعدم معرفته والهرب، غلبها فضولها لمعرفة الخطأ في أداتها، فأومأت برأسها كإذن له بالكلام، فتابع أهفين،
“الأمر يخص الأداة التي كنتِ مسؤولةً عن صيانتها. منذ وقت ما، بدأ أداء أداة معالجة الأسلحة يتغير. وعند البحث عن السبب، سمعنا عنكِ. قيل أنكِ صانع أدوات سحرية قد تم نُقلت إلى مكان آخر.”
“لست الوحيدة المسؤولة عن صيانة الأدوات السحرية، قد تكونون مخطئين.”
“لا، وفقًا لتحقيقي، فإن كل الأيام التي ظهرت فيها المشكلة بالأداة كانت تحت إشراف ميلودي فقط.”
___________________
وي؟ بنتي ماتغلي ابلع حلقك
طيب كذا بتتأخر على ديونيس واهلين هوس وسوء فهم؟😭
المهم عسا في الي صار في أونيلو ذا
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 22"