كان وجهه، وكأنه منحوتٌ بإتقان، شديد الجمال لدرجةٍ تجعله يبدو غير واقعي، ومع ذلك لم تملّ من النظر إليه يومًا.
و في تلك اللحظة، انحنت شفتاه — لا تدري متى استيقظ — وقبّل خصلات شعرها.
“هل نمتِ جيدًا؟”
عانقته ميلودي والتصقت بذراعيه القويتين، تغوص أكثر في صدره الدافئ.
“كم الساعة الآن؟ لقد وعدتُ آنا أن نذهب إلى المتجر بعد الظهر.”
وبينما كانت تفكر إن كانت ستنهض أم لا، أخذ ديونيس يمرر أصابعه برفقٍ خلال خصلات شعرها الخضراء الفاتحة.
“يمكنكِ أن تنامي قليلًا بعد.”
تسللت أصابعه بخفةٍ من حاجبيها إلى جفنيها، ثم إلى أنفها، و خديها، حتى بلغت شفتيها.
“قلتَ لي أن أستريح.”
“كنتُ أعني أنه لا بأس لو بقيتِ نائمةً بعد ذلك.”
كانت تعلم جيدًا أنه لن يدعها تنام كما ينبغي. فرمقته بنظرةٍ جانبية غاضبة، و ابتسم هو بمكر.
“لماذا تضعين ذلك الوجه؟”
“هل تحاول الانتقام مني لأني كنت مشغولةً في الأيام الأخيرة؟”
“أشعر أنكِ كنتِ مهملةً تجاهي فعلًا.”
فعضّ ديونيس ذراعها بخفة متصنعًا الغضب.
في الأيام الأخيرة، كانت منشغلةً بصناعة أداةٍ سحرية مهمة، ولم يتسنّ لها قضاء وقتٍ كافٍ معه. فأجابت على لمسته بتقبيله.
“يجب أن أرسل لآنا وأخبرها أني سأتأخر.”
***
عندما انتصف النهار، تمكنت أخيرًا من رفع جسدها المتعب. وما إن خرجت من المنزل حتى رأت روهان يقف أمام البوابة بوجهٍ متوتر.
“نهاركِ سعيد، هل الدوق بخير؟”
“إنه في الداخل.”
“أستأذن بالدخول إذاً.”
دخل روهان، ولم تمضِ لحظاتٌ حتى سُمعت صوته الملتمس من خلال النافذة المفتوحة.
“دوق، ألن تعود إلى العاصمة الآن؟”
“ألم أقل أنني لن أعود ما دام الإمبراطور على قيد الحياة؟”
كان رايون قد أعاد إلى ديونيس حقه في وراثة العرش الذي تنازل عنه، وجعل نفسه الوريث الثاني بعده.
ولو مات الإمبراطور الذي لم يستفق بعد، فسيكون ديونيس الوريث الشرعي التالي. لكن رغم ذلك، ترك كل شؤون الحكم لرايون، واختار البقاء إلى جانب ميلودي فقط.
“أريد أن أرى العالم……معكِ.”
لهذا السبب اختار البقاء.
ابتعدت ميلودي عنهما، وسارت على الطريق الهادئ. بينما تتأمل البحر الأزرق الذي يمتد أسفل التلّ.
منذ انتهت الأحداث، استقرت مع والدها إدوين في قريةٍ بين العاصمة والحاجز، تطل على البحر.
كانت صغيرة، لكنها تنعم بالسلام.
“أخيرًا استيقظتِ.”
ناداها إدوين وهو يقترب حاملاً بين يديه سلةً مليئة بالفاكهة، يبدو أنه عاد للتو من البستان.
“اللورد روهان صار يدخل إلى ورشتكِ دون أن يستأذن. متى ينوي الدوق العودة إلى أرضه يا ترى؟”
“ربما لأن الإحداثيات الخاصة بورشتي منقوشةٌ في العربة الجديدة.”
“ما دمتِ تعيشين هنا على أي حال، فربما يجدر بكِ نقش إحداثيات قصر الدوق على الأداة السحرية هذه المرة.”
“ربما يجب أن أفعل ذلك فعلًا.”
وحين وقعت عينا ميلودي على الفاكهة، تحدّث إدوين،
“الساحر الذي زارني في المرة السابقة بدأ العمل في البستان، و كنت أمرّ من هناكَ.”
كان إدوين يساعد السحرة على العودة إلى المجتمع — بتأمين المنازل لهم وفرص العمل — وبرعاية ديونيس بدأ عددٌ كبير منهم حياةً جديدة بين الناس.
خلفه ظهرت آنا وهي تدفع عربةً مليئة بالفاكهة، تلوّح لميلودي بابتسامة.
“استيقظتِ متأخرةً اليوم؟ أم استيقظتِ مبكرًا لكنكِ خرجتِ متأخرة؟”
فاحمرّ وجه ميلودي على الفور من نظرة آنا المازحة.
“هل كنتِ مع والدي؟”
“نعم، وقد أعطونا كل هذه الفاكهة! سنصنع منها مربى ونتقاسمه مع الجميع.”
كانت آنا ما تزال من خدم الدوق، ومهمتها الأساسية هي مساعدة ميلودي، لكنها كانت تعيش بحريةٍ حين تنشغل سيدتها في الورشة.
“آه، وعلى طريق العودة مررتُ بمشغل الأزياء. فكرتُ أنه يجدر بنا أن نجهّز بعض الأشياء قبل دخول القصر.”
ثم أضافت بصوتٍ خافت بعد أن نظرت إلى إدوين،
“حتى أنني طلبتُ الزي الذي سترتدينه يوم اكتمال الأداة السحرية.”
عند سماع ذلك، اتخذ وجه ميلودي ملامح جادة.
“إذاً…..يجدر بنا أن نتهيأ حقًا، أليس كذلك؟”
“على ما يبدو، نعم. لا تقلقي، لقد أعددتُ كل شيءٍ تمامًا.”
“همم.”
حين يعتلي ديونيس العرش، ستدخل هي أيضًا القصر الإمبراطوري، غير أن هناك أمرًا واحدًا يجب أن تُنهيه قبل ذلك.
“أستطيع دخول مكتبة القصر بحرية…..مجرد التفكير في ذلك يجعلني متحمسةً جدًا.”
“لكن ذلك المنصب لا يمنحكِ حق دخول المكتبة فقط، يا جلالتكِ المستقبلية. مع ذلك، ربما تتمكنين بصفتكِ الإمبراطورة من صنع أدواتٍ سحرية أعظم من أي وقتٍ مضى.”
“همم…..هذا العرض مغرٍ بالفعل.”
تناولا سويًا شطائر من الفاكهة، ثم توجها إلى المتجر الذي أسسته ويني مع زملائها صانعي الأدوات السحرية في العاصمة.
“أهلًا ميلودي! تعالي وانظري لما صنعتُه! أداةٌ سحرية لتقليل اهتزازات العربات. تعمل بمبدأ حفظ التوازن، لكن عندما يتركز الحمل قد تنكسر، لذلك أضفتُ معادلة امتصاص صدمات. أتمنى أن تنجح هذه المرة.”
“هل أتحقق منها بنفسي؟”
“لا! ميلودي، أنتِ لن تلمسي أي أداةٍ أخرى هذه الفترة. ركّزي على الأداة السحرية التي تصنعينها الآن فقط!”
أومأ بقية الصناع جميعًا موافقين. فنظرت إليها ويني وسألتها بنبرة مهتمة،
“هل قررتِ أي صيغة ستستخدمينها أخيرًا؟”
“نعم، أظن أن صيغة الأبدية ستكون الأفضل.”
كان المتجر مزدهرًا والزبائن في ازديادٍ مستمر، حتى صار النبلاء أنفسهم يتوافدون إليه.
انشغل الجميع في استقبالهم، واضطرت ميلودي إلى ترك النقش مؤقتًا لتساعد في البيع.
“يُقال أنكم تبيعون هنا آلةً لفرد الشعر؟ هل هذا صحيح؟”
“إنها تعمل بمعادلةٍ تجمع بين توليد الحرارة وسحب الرطوبة من الهواء لفرد الشعر بأمان، كما أضفتُ معادلة حمايةٍ معدلة لتمنع الحرارة من ملامسة الجلد، ثم نقشتُ فوقها معادلةً تبعث رائحةً زكية.”
المهم الروايه حلوه بس المؤلفه تعشق سوالف المعبد ذي لأنها مرررررره طولت لدرجة ماعطت الابطال وجه واجد
بس احسن شي ميلودي وديونيس وابو ميلودي وآنا 🫂
شكرا لصبركم على الاحداث اشوفكم في الاضافي الي مدري متى 😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 139"