تمتم غرسون وهو يحدّق في النصل بوجه مندهشٍ نصف ساخر،
“لا ينقصها إلا أن تصنع لنا تابوتًا أو ما شابه.”
***
“اليوم زينته بشرائط حمراء، وجعلت يخرج شررًا من النار أيضًا.”
عرضت ميلودي بكل حماس أداتها السحرية المعدلة على كبير الخدم.
كان الصندوق المربع يومض بضوء خافت بين الحين والآخر، في حين صوّب كبير الخدم نحوه نظرةً حادة كأنها تخترقه.
“أظن أنه لم يبقَ إلا أن تؤدي لنا عرضًا ختاميًا.”
“أيعجبكَ؟”
“أتمنى فقط أن يُسدل الستار على هذا العبث…..وأن تكفي عن سرقة وقتي الثمين.”
تنهد كبير الخدم بعمق، ثم تابع بوجه صارم،
“لكن الدوق أمرني أن أوفّر لكِ كل ما تحتاجينه. لقد أفرغنا لكِ غرفةً قريبة، فهلا تضعينها هناك؟”
بدا واضحًا أنه يريد إخفاء الأداة بعيدًا عن الأنظار.
غير أن الغرفة التي أشار إليها كانت في الجهة اليسرى من المبنى، وهذا يعني أن الجهة اليمنى ستبقى مكشوفة.
ميلودي أرادت أن يغطي نطاق الأداة السحرية كامل المبنى بدقة.
هليمكنتقسيمهإلىجزأين؟
إذا وضعت أداةً أخرى في الغرفة اليمنى، ستتمكن من تغطية مساحة أكبر، لكن زيادة النطاق قد يجعلها تلامس الحاجز المقدس خلف القصر، والحاجز المقدس كان يمتص طاقة النواة السحرية ويعطلها.
فأجرت حساباتها بعناية.
“حسنًا، إذًا دعني أضع واحدةً أخرى في الغرفة الثانية غربًا.”
“الغرفة الثانية غربًا؟ هذه غرفة دوقة القصر.”
“إذًا فهي شاغرةٌ الآن.”
“للأسف، لا يمكن وضع أي شيء في تلك الغرفة. كل ما يدخل غرفة الدوقة يخضع لمراجعة صارمة، وحتى تأتي بتصريح من الدوق شخصيًا، ستُعلَّق هذه الخطة.”
“لكن..…”
“حين يعود الدوق، سنطرح الأمر عليه مجددًا.”
أنهى كبير الخدم كلامه وأدار ظهره منشغلًا بأعماله.
***
في ورشةٍ غارقة في الفوضى، كانت ميلودي تدوّن ملاحظات حول تطوير آلة ضخمة لإبطال السحر، ثم رفعت رأسها بعزم متجدد.
“لا بد أن أجد طريقةً أخرى لوضع الأداة السحرية في غرفة الدوقة. إنها غرفةٌ فارغة على أي حال، وعندما يظهر لها صاحبةٌ يومًا ما، يمكنني إزالتها ببساطة، أليس كذلك؟”
“هل هناك داعٍ لكل هذا الاستعجال؟ سيُحل الأمر بسهولة بمجرد عودة الدوق.”
سألتها آنا، لكن ميلودي هزت رأسها بحزم.
“لا، هذا غير مقبول.”
“هل لديكِ سببٌ محدد؟”
“لأن ذلك الرجل…..معقدٌ جدًا. لا يعرف حتى كيف يعتني بنفسه.”
لو أخبرت ديونيس، لطلب منها ببساطة أن تكتفي بتغطية المكتب أو المدخل، فهو لا يبدو وكأنه يعتبر هذا المكان منزله أصلًا.
“ماذا لو حاولنا استمالة كبير الخدم؟”
“استمالة؟ تقصدين برشوة؟”
“ثلاث أو خمس قطع ذهبية تكفي، أليس كذلك؟”
آنا هزت رأسها بسرعة،
“مستحيل. سمعت أن كبير الخدم ثريٌ للغاية، ولا يحتاج حتى إلى راتبه. يقال أن الإمبراطورة الراحلة منحته إقطاعيةً صغيرة حين كان يخدمها!”
كانت ميلودي قد خططت للتخلي عن نصف ما دُفع لها مقدمًا، لكن حتى هذا المبلغ بدا تافهًا في نظر آنا.
“إذًا، ماذا لو طلبنا من الخادمات أن يبدين إعجابهن بشكل الأداة؟”
سألت ميلودي، بينما كانت آنا تكنس شظايا النواة السحرية بتوتر ملحوظ، فأشاحت آنا بوجهها سريعًا.
“هذا…..سيكون صعبًا.”
“لماذا؟”
واصلت آنا الكنس فوق الموضع نفسه مرةً بعد مرة.
“بصراحة…..معظم الخادمات لا يحببن الآنسة ميلودي.”
“بسبب الأدوات السحرية؟”
“لا، الأدوات تثير فضولهن في الواقع..…”
زفرت آنا بهدوء وأكملت،
“لكن الدوق أوصى بالعناية بكِ شخصيًا، وفوق ذلك، ولي العهد نفسه منحكِ منديلًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 12"