1
“هل تؤمن بالخلاص؟”
“لنُحاول أن نُنقذ هذا العالم المُدمر بالمحبّة!”
رمشتُ بعيني.
‘…هل هذه طائفة؟’
عبارةٌ مألوفة، سبق أن سُمعَت من حين لآخر أمام محطات المترو، كُتبت هذه المرة على لوحة متهالكة.
‘لكن… ما هذا المكان بحقّ السماء؟’
في الليلة الماضية…
أخيرًا، قمتُ بحذف اللعبة التي كانت تحوي مزيجًا من الحبّ والكراهية، ثم غرقت في النوم.
لكن حين استيقظت، وجدت نفسي في مكانٍ يضجُّ بأنين الأطفال وبكائهم.
“أوااااه، سنموت جميعًا!”
“أخييييي…”
“لا بأس… لا تبكِ.”
أطفالٌ من أعمارٍ مختلفة، تجمعوا في مكان واحد، يبكون بانهيار.
جدارٌ ضخم يتربّع أمام ناظري.
طحالب ونباتات عفنة تتسلّق الجدار كالعناكب، والروائح الكريهة تعبق في الهواء الرطب.
حتى الملابس الرثة الرمادية التي كنت أرتديها، بدت وكأنها من عالمٍ آخر.
“لكنهم سيُقدّموننا كقرابين للوحوش!”
كان المشهد مألوفًا إلى درجةٍ أثارت فيّ قشعريرة.
‘لا يمكن… هل من الممكن أن هذا هو… اللعبة التي كنت ألعبها؟’
وبينما كانت عيناي ترتجفان من الصدمة، امتدت فجأةً يد بيضاء ناصعة إلى أمامي.
“هل أنت بخير؟ تبدين وكأنكِ خفتِ كثيرًا.”
صوتٌ صغير، لكن عذبٌ وسلس، خرج من طفلٍ بدا هادئًا على غير عادة الأطفال المذعورين من حوله.
رفعت رأسي لأتلاقى بعينيه.
شعرٌ أزرق بلون السماء يتماوج مع النسيم.
رغم بعض الأوساخ، إلا أن وسامته الساطعة لم تخفَ.
‘هذا الوجه… لا بد أنني رأيتُه من قبل… إن قلت من هو، سأبدو مجنونة.’
لكن، كيف لي ألّا أعرف؟
كانت تلك اللحظة حين تحوّل الشكّ إلى يقينٍ لا جدال فيه.
ذلك الفتى الذي يقف أمامي الآن…
هو بعينه بطل اللعبة التي أحببتها، والذي ذاع صيته فور إطلاقها تحت عنوان:
“صدمة الجمال الحقيقي لبطل لعبة جديدة.jpg”
كان يُدعى “كان”.
انعكس وجهي المُنبهر والمذهول في عينيه الهادئتين الناضجتين.
“آه… آهآه.”
لقد انتهى أمري.
يبدو أنني تلبّستُ داخل هذه اللعبة التي كنتُ أصرخُ وأبكي بسببها في الليلة الماضية.
“المخلص المظلم”
لعبة مغامرات وهروب مرعبة بطابع المافيا.
هدفها: إنقاذ العالم.
لكن… إن عرفتَ شخصيتك الحقيقية كمخلّص، فستُقتل فورًا!
لعبة بأسلوب RPG، عليك أن تُخفي هويتك كما في لعبة المافيا، وتواجه الخطر سرًا.
حين بدأتها، كنتُ مشتعلة بالحماس.
…لكن، وبعد شهرٍ بالضبط، كتبت منشورًا على أحد المنتديات:
📁 قسم الألعاب [منشور][دردشة]
العنوان: لا أحد يجرؤ أن يجرّب بلاك سالفاتور… إنها جحيم مطلق.
أسوأ لعبة على الإطلاق ×100
أسوأ من أن تُحتمل ×100
لا طموح فيها، لا أمل، لعبة تقتل هرّتي الصغيرة، لا تستحق حتى الحذف، أعيدوا إلي بطلي يا أوغاد!!!
❤️ التوصية: 12
💬 التعليقات:
👤 المنقذ 1:
“…لحظة؟ هل كان فيها قطط أصلًا؟”
👤 المنقذ 2:
“أظنك تتحدث عن المخلوق الغريب الذي يستخدمه أحد المتعصبين؟”
↪ المنقذ 1:
“…هذا قط؟ أظنه وُلد في مكب نفايات!”
👤 المنقذ 4:
“احذف المنشور، واضح أنك مجرد ضحية تعيسة من ضحايا الطائفة، هههه.”
قصة هذه اللعبة اللعينة كانت على النحو التالي:
في أحد الأيام، هبط إله شرير على الأرض.
جلب معه أمطارًا سوداء أفسدت كل أرض، وأحالها إلى الخراب.
تقلصت الأراضي الصالحة للعيش، وبدأ الناس يفقدون عقولهم واحدًا تلو الآخر.
حينها، تلقّت طائفة تُدعى “فيليتشي” وحيًا إلهيًا:
“سيظهر المخلّص الأخير لهذا العالم!”
الرسالة قالت إن البابا المُختار من قِبل الإله سينقّي الأرض ويقضي على الإله الشرير.
ومن هنا بدأت الطائفة بجمع الأطفال من شتى أنحاء البلاد، لاختيار من سيكون البابا الحقيقي.
وكانت هذه بداية اللعبة.
لكن الحقيقة؟ النهاية السعيدة التي يُقال إنها تظهر بعد إنقاذ البشرية وحل كل الصراعات…
لم أسمع بها إلا كخرافة.
في حالتي؟ مرة واحدة فقط، وصلت إلى حافة النهاية السعيدة، لكن لعبة خطأ برمجي دمّر كل شيء.
ومنذ ذلك الحين؟ لم أرَ النور مجددًا.
نهاياتي المعتادة؟
123 نهاية موت جماعي، و1050 نهاية سيئة.
مع كل قتل وحشي، كنت أزداد غضبًا حتى حذفت اللعبة تمامًا!
ولكن…
‘لماذا الآن أنا داخلها؟’
نظرت إلى وجهي المنعكس في بركة مياه موحلة.
‘فتاة صغيرة.’
كانت بشرتي ناصعةً كالثلج قبل أن يغطيها الطين.
شعر وردي.
وعينان صافيتان كأنهما من زجاج شفاف.
‘أبلغ من العمر نحو ثلاث سنوات؟’
النتيجة؟ طفلة صغيرة شديدة البياض والبراءة.
“آه…”
كان شكلها جميلاً بما يكفي لتكون عارضة أطفال شهيرة.
لكن… ما جدوى الجمال؟
‘حين يكون الموت وشيكًا.’
تنهدت تنهيدة عميقة.
“أوااااه! أريد أن أعود إلى أمي!”
صاح أحد الأطفال، وانطلق يجري في هلع.
في لحظة، اندفعت خلفه بساقيّ الصغيرتين دون تفكير.
“لا تذهب إلى هناك!!”
مستحيل، مستحيل تمامًا أن نسمح بذلك!
بلا تردد، اصطدمت بجسده الصغير، ودفعته بعيدًا عن المكان.
‘تبًا، جسدي صغير جدًا!’
لم أكن أملك القوة لدفع طفل أكبر حجمًا،
فلم يكن أمامي سوى أن أحلّ مكانه، وأقف في المأزق بدلاً منه.
دوّيٌ عظيم!
‘اللعنة، فات الأوان للهروب!’
حين رفعت رأسي، رأيت صخرة ضخمة تسقط من الأعلى.
‘نهاية المتاهة 1: احذر من السقف…’
إذا أصابتني، فسأُقتل فورًا.
هل ستكون نهايتي كنهاية مبتدئ؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"