“يا للعجب، من قال له أن يسخر منّي أوّلًا؟”

تدحرج تومي وهو يركض، ثمّ تعثّر بحجر وسقط. 

بدا خائفًا جدًا. أوه، هل أخفتُه أكثر من اللازمِ؟

‘بالمناسبة، كانت نافذة الحالة تُظهر إصابته بالتهاب الأمعاء.’

فكّرتُ لحظة.

قولي لتومي إنّه مصاب بالتهاب الأمعاء ويجب أن يرتاح في المنزل قد يبدو مشبوهًا وغريبًا.

‘حسنًا، ربّما هو التهاب خفيف، لا داعي للقلق كثيرًا. التهاب الأمعاء يُشفى بالراحة.’

لم أفكّر كثيرًا، استدرتُ وتابعتُ طريقي.

لكن، بدأتُ أشعر بالفضول أكثر فأكثر تجاه نافذة الحالة هذه.

‘لقد فوجئ عندما عرفتُ اسمه. يبدو أنّه لا يرى نافذة الحالة.’

نظرتُ حولي.

بالفعل، لم تظهر نافذة الحالة فوق رؤوس الجميع.

كانت تظهر أحيانًا فوق رؤوس بعض المسنّين، لكنّها نادرًا ما تظهر فوق رؤوس الشباب.

يبدو أنّها تظهر فقط للمرضى.

‘غريب. ما زلتُ لا أفهم مبدأ عمل هذه النافذة. يجب أن أعرف المزيد.’

ميلتُ رأسي متسائلةً، ثمّ قرّرتُ أن أبيع الأعشاب التي جمعتُها من الجبل في متجر الأعشاب في القرية، وأن أسأل عن نافذة الحالة بشكل عابر.

“مرحبًا، سيدي.”

حيّيتُ صاحب متجر الأعشاب بحذر، وهو شخص رأيتُه في ذكريات آيليت، فاستقبلني بحرارة.

“أوه؟ ألستِ آيليت التي تعيش في الجبل؟ لم تنزلي إلى القرية منذ فترةٍ طويلة، هل حدث شيء؟”

“آه، حسنًا… كنتُ مريضةً بعض الشيء.”

ابتسمتُ بإحراج واختلقتُ عذرًا.

يبدو أنّ آيليت كانت تتواصل مع أهل القرية.

وبما أنّ لديها الكثير من كتب الطبّ والأعشاب، فمن المؤكّد أنّها كانت تتعامل كثيرًا مع متجر الأعشاب.

بينما كنتُ أفكّر، بدا صاحب المتجر مندهشًا جدًا وهو يتفحّصني.

“مريضة؟ ومرضكِ استمرّ طويلًا لدرجة أنّكِ لم تستطيعي علاجه؟”

“ماذا؟”

رددتُ سؤاله بدهشة، فضحك الرجل كأنّه يستغرب.

“ألستِ طبيبةً ماهرة جدًا؟ الجميع يريد زيارة منزلكِ للعلاج، لكنّكِ لا تكشفين عن مكانه.”

“هه، لستُ بهذه المهارة. عندما مرضتُ، لم أستطع علاج نفسي.”

“صحيح، كما يقال إنّ الحلاّق لا يستطيع قصّ شعره. تبدين بخير الآن.”

“نعم.”

كانت آيليت امرأة مميّزة حقًا…

‘يبدو أنّها كانت طبيبةً بارعةً جدًا.’

هل كانت بهذه المهارة؟ لا عجب أنّها أصبحت طبيبة الدوق الشرير.

‘اللعنة، أشعر بالظلمِ مجدّدًا.’

لو انتقلتُ إلى جسد آيليت، ألم يكن من المفترض أن أرث معرفتها الطبيّة وخبرتها بالأعشاب؟ لماذا تركتْ لي جسدها وقدرتها اللغويّة فقط وغادرت؟

‘لهذا أدرسُ من الصفر بسببكِ يا آيليت.’

تمتمتُ متذمّرة من آيليت الحقيقيّة، ثمّ تنهّدتُ وانتقلتُ إلى الموضوع الرئيسيّ.

“سيدي، لديّ سؤال.”

“ما هو؟”

“هل ترى شيئًا فوق رأس تومي هناك؟”

أشرتُ إلى تومي الذي نسي سقوطه وعاد يلعب بحماس في ساحة القرية، فنظر إليه صاحب المتجر.

“ماذا؟ تومي؟”

كان تومي أكثر شحوبًا من قبل، لكنّه لم يستطع التخلّي عن اللعب مع أصدقائه، فكان يركض في ساحة القرية.

“هم؟”

لكن صاحب متجر الأعشاب أمالَ رأسهُ متسائلًا، كأنّه لا يفهم عما أتحدّث.

“عن ماذا تتحدّثين؟ لا يوجد طائر أو فراشة فوق رأسه، لا شيء.”

“حقًا لا ترى شيئًا؟”

“ما الذي يُفترض أن أراهُ؟”

حوّل عينيه قليلًا، ثمّ ضحكَ.

“ما هذا؟ هل تحاولين قول نكتة سخيفة عن رؤية أشباح؟”

“ههه، ظننتُ أنّكَ تخاف الأشباح، لكن يبدو أنّني مخطئةٌ.”

“يا لكِ من مملّةٍ.”

بالطبع، كانت نافذة الحالة الزرقاء المربّعة لا تزال تظهر فوق رأس تومي، لكنّني تظاهرتُ بالجهل وابتسمتُ بإحراجٍ.

ثمّ قال صاحب المتجر:

“على الأقل، من الجيّد أنّكِ تبتسمين أكثر من قبل. كنتُ قلقًا لأنّكِ توقّفتِ عن الابتسام بعد ما حدث للسيّد لينكن. ماذا أحضرتِ اليوم؟ أوه، عشبة ميندران! جودتها ممتازة، سأدفع لكِ بسخاءٍ.”

“شكرًا.”

اشتريتُ خبزًا وزبدة من القرية بالمال الذي تقاضيتُه مقابل عشبة ميندران.

في طريق عودتي إلى الجبل بعد التسوّق، تذكّرتُ كلمات صاحب المتجر.

*’بعد ما حدث للسيّد لينكن…’*

حاولتُ استرجاع الذكريات.

‘السيّد لينكين يجب أن يكون والدي.’

كان اسم لينكين موجودًا في أنحاء المنزل، ويبدو أنّه كان والد آيليت، أي والدي.

‘لحظة، هذا غريب.’

لم أفهم لماذا يجد الناس صعوبة في العثور على منزلنا.

يكفي أن يتبعوا الطريق الجبليّ المؤدّي إليه.

لم يكن هذا الشيء الغريب الوحيد..

‘وأيضًا، نافذة الحالة تظهر لي وحدي. هل هي ميزة خاصّة بالمنتقلين؟ لكنّها لا تبدو مفيدةً جدًا…’

نافذة الحالة، وسبب صعوبة العثور على منزلنا.

لم أعرف كيف ستفيدني هاتان النقطتان، لكنّني قرّرتُ أن أخفيهما عن الجميع قدر الإمكان.

‘قد أُستغلّ إذا عرف أحدهم.’

بعد هذا القرار، عدتُ إلى المنزل، وتناولتُ وجبة فاخرة من الخبز مع الزبدة بدلًا من البطاطس، وشاركتُ الثعلب الذي كان ينتظرني.

“كيانغ.”

مضغ الثعلب الخبز بنهمٍ. كان لطيفًا جدًا.

لم أتوقّع أن يأكل الثعلب، الذي ظننتُ أنّه يفضّل اللحم، الخبز بهذه الشهيّة.

أمضيتُ وقتًا هادئًا وممتعًا أتناول الطعام وأدرس مع الثعلب.

بعد بضعة أيّام، جمعتُ المزيد من الأعشاب ونزلتُ إلى القرية لبيعها.

“سأعودُ لاحقًا!”

“كونغ كونغ!”

ابتسمتُ للثعلب الذي ودّعني وهو يهزّ ذيله، ونزلتُ إلى القرية، حيث سمعتُ خبرًا صادمًا.

“مصيبةً،  لا يوجدُ أمل!”

(ميري : هاذي المره الثالثه أو الرابعه الي اعيد قراءة الفصول فيها مع ذلكَ لما أوصل لذي النقطة ارجع اتحمس )

“ما الذي حدث؟”

نقر صاحب متجر الأعشاب بلسانه وشرح لي على الفور. في تلك الأيّام القليلة، أصبح تومي على وشكِ الموت.

“ماذا؟ لماذا تومي؟”

“هذا ما حدث. يا له من مسكين! ربّما شرب ماءً ملوّثًا أو أكل شيئًا فاسدًا.”

غادرتُ متجر الأعشاب وسألتُ الناس هنا وهناك عن حالة تومي.

كان تومي يتقيّأ ويعاني من الإسهال باستمرار، غير قادر على تناول الطعام، وحتّى الحقن لم تُجدِ نفعًا، فقد تخلّى عنه الأطبّاء.

كان يعاني وهو على وشك الموت.

‘نافذةُ الحالة، هل يمكن؟’

هل تظهر النافذة فقط فوق الأشخاص الذين يواجهون خطر الموت؟

تذكّرتُ نافذة الحالة فوق رأس تومي، فهرعتُ أسأل عن منزله واندفعتُ إليه.

دخلتُ من الباب المفتوح وناديتُ:

“تومي!”

“آيليت؟”

استدار رجل وامرأة، يبدوان والدَي تومي، وهما يبكيان بجانبه، مندهشين.

يبدو أنّ والدي تومي يعرفانني أيضًا.

كانت آيليت أكثر شهرةً في القرية ممّا توقّعتُ.

حيّيتُهما بسرعة، ثمّ اقتربتُ لتفقّد حالة تومي ونظرتُ إلى نافذة الحالة فوق رأسه.

[تومي (7 سنوات): التهاب أمعاء بكتيريّ، تسمّم الدم، سيُتوفّى إذا لم يُعالج فورًا (الطاقة: 20/100)]

كانت الحالة في النافذة قد ساءت جدًا. عبستُ.

ليس التهاب أمعاء بسيطًا فقط؟ تسمّم الدم؟

تسمّم الدم مرض مخيف تنتشر فيه البكتيريا في الجسم، فيهبط ضغط الدم ويؤدّي إلى الموت.

نافذة حالة ملعونة! لماذا لم تُخبرني أنّه التهاب أمعاء بكتيريّ منذ البداية؟ كنتُ سأعالجهُ مبكرًا!

‘آه…’

الآن فهمتُ.

نافذة الحالة تظهر فقط لمن يقتربون من الموت.

شمّرتُ عن ساعديّ واقتربتُ من تومي.

“سأعالجهُ!”

“أنتِ، آيليت؟”

ردّ والدا تومي، وقد جفّت دموعهما من البكاء.

“نعم! ثقا بي!”

شعرتُ بالقشعريرة من دقّة نافذة الحالة، فأخرجتُ كلّ الأعشاب التي أحضرتُها وبدأتُ تحضير مغليّ لتومي.

‘سأنقذكَ! بالتأكيد!’

كان تومي يعاني من الحمّى الشديدة.

رفع الطاقة من 20 إلى 100 لم يكن سهلًا.

لو لم أدرس الطبّ الأساسيّ وعلوم الأعشاب بجدّ خلال أيّامي الماضيةَ كطالبةٍ مجتهدةٍ، لكان تومي قد مات بالفعل.

‘من فضلكَ!’

مرّ الوقت ببطءٍ وسرعةٍ في آنٍ واحد.