بعد أن تحقّقت بينيلوبي من درجة حرارة الماء، مدّت يدها بشكلٍ طبيعيٍّ نحو ملابس نوم كلوديل.
“إذن، دعيني أساعدكِ على خلع…”
“لا داعي.”
تراجعت كلوديل على الفور وهي تمسك بياقة قميص نومها غريزيًا بإحكام.
نظرت إليها بينيلوبي بذهول.
“سيدتي؟”
“……”
عضّت كلوديل اللحم داخل فمها بقوّة.
كان اسم الملك منقوشًا بوضوحٍ على جسدها.
كانت هذه الندبة آخر ما تريد أن يراه أيّ أحد.
“لا أحتاج لمزيدٍ من المساعدة، يمكنكِ المغادرة الآن.”
“ماذا؟ لكن…”
“بسرعة.”
كانت كلوديل حاسمة.
“حـ حسنًا، إذا احتجتِ أيّ شيء، رجاءً دقّي الجرس.”
غادرت بينيلوبي مع تعبيرٍ مرتبكٍ على وجهها.
بعد أن بقيت وحدها، خلعت كلوديل ملابسها ببطء.
حفيف.
سقطت ملابس النوم على الأرض مثل جلدٍ ميت.
حدقت كلوديل بنظرةٍ فارغةٍ إلى اسم هيرمان المحفور أسفل صدرها في المرآة.
‘إذا كنتُ قد عدتُ حقًا إلى الماضي…’
عندما أغلقت عينيها، ظهرت أمامها صورة قصر فالديمار المحترق بوضوح.
دفء يد راينهاردت الذي كان يلمس خدها.
وصوته، يأمرها بالبقاء على قيد الحياة.
‘دوق…’
لذلك، قرّرت كلوديل أن تعيش هذه الحياة من أجل راينهاردت فقط.
من أجله.
… كانت مستعدةً لفعل أيّ شيء.
* * *
“هل سمعتِ؟”
تردّدت كلوديل وهي على وشك الخروج بعد انتهاء الاستحمام.
كانت بينيلوبي تنتظر خارجًا وتتحدّث مع خادمةٍ أخرى مرّت بالصدفة.
“إنها جريت، الخادمة التي حاولت قتل السيدة! إنها فوضى عارمة!”
“فوضى؟ ماذا تقصدين؟”
“يبدو أنها واثقةٌ تمامًا أنها لن تُعاقب أبدًا!”
أكملت الخادمة الأخرى، التي كانت أوّل مَن تحدّث، حديثها بنظرة اشمئزاز.
“إنها تطالب بمقابلة السيدة على الفور!!”
“يا إلهي، هل هذا صحيح؟”
“نعم! جديٍّا، إنها لا تعرف مكانها…”
في تلك اللحظة، أظلمت عينا كلوديل.
إذا وصلت الشائعات حتى إلى الخادمات في الغرف الداخلية، فمن الواضح أن فظائع جريت كانت شديدة.
“بينيلوبي.”
تقدمت كلوديل خطوةً ونادت خادمتها.
“سـ سيدتي؟!”
ارتعبت الخادمتان والتفتتا إليها مثل عصافير مُبللة بالماء.
في نفس الوقت، كتمتا أنفاسهما لا إراديًّا.
‘يا إلهي…’
شعرها الفضي، المبلّل بسبب التجفيف السريع، مبعثرٌ على كتفيها.
وجنتاها الورديتان من حرارة الماء.
حدّقت عيناها الزرقاوان الناعستان والمسترخية باهتمامٍ في الخادمتين.
بالطبع، اعتقدت الخادمتان منذ اللحظة الأولى التي رأتا فيها كلوديل أنها كانت أجمل امرأةٍ في العالم.
والسبب في انطباعهما السلبي الغريب عنها هو افتقارها للحيوية التي عادةً ما تصاحب الكائنات الحية.
كانت تشبه لوحةً فنيةً أكثر من إنسانٍ حي.
لكن الآن …
“سيدتي، شعركِ لا يزال مبلّلًا! ماذا لو أصبتِ بنزلة برد…”
استعادت بينيلوب وعيها فجأة، وهرعت إلى جانب كلوديل.
“لا بأس.”
هزّت كلوديل رأسها وأمالت نظرها إلى الأعلى. كانت نظرتها باردة بشكلٍ غريب.
“بالمناسبة، هل قالت جريت إنها تريد مقابلتي؟”
* * *
لم تكن الخادمات مخطئات.
رغم أنها كانت محبوسةً في زنزانةٍ تحت الأرض دون أيّ ضوء، إلا أن روح جريت المعنوية لم تنكسر.
“ما الذي تفكّرين فيه، آنستي؟”
حدّقت جريت في كلوديل، وعيناها تتجوّلان بسرعة.
“سيغضب الفيكونت بالتأكيد! ألا تشعرين بالقلق؟”
“نعم.”
في تلك اللحظة، شكّت جريت في سمعها.
لكن كلوديل ظلّت هادئة.
“وأيضًا، لقبكِ خاطئ.”
“ماذا؟”
“يجب أن تناديني دوقة فالديمار، وليس آنستي.”
“……”
راقبت جريت كلوديل دون وعي بعينين مليئتين بالحذر.
اختفت سلوكها الرقيق المعتادة، وبدا وجهها الجميل بلا تعابير.
“جريت، هل تعرفين عادات ما قبل تنفيذ حكم الإعدام؟”
“إ-إعدام؟ عن ماذا تتحدّين فجأة؟”
حاولت جريت، وقد غلبها الخوف فجأة، أن تبدو هادئةً وسألتها بحدّة.
“عادةً، يُمنح المحكوم عليه فرصةً واحدةً لطلب الرحمة ضمن حدود المعقول.”
ابتسمت كلوديل ابتسامةً لطيفة.
كانت مثل ابتسامة قديسة.
“لهذا السبب أتيتُ إلى هنا.”
“ماذا؟”
“ألم تقولي إنكِ تريدين مقابلتي؟”
شعرت جريت بقشعريرةٍ تسري في عمودها الفقري.
هذا يعني…
… أنها الآن محكومٌ عليها بالإعدام.
“أ-أي كلام هذا؟ هل ستُعدمينني حقًا؟”
“هذا صحيح.”
أومأت كلوديل برأسها بهدوء.
“هل تظنين حقًا أنني سأتغاضى عن محاولة اغتيال دوقة فالديمار؟”
“اغتيال؟ لقد حاولة الآنسة الانتحار…!”
“حسنًا، جريت، مهما حاولتِ الإدعاء بأنها محاولة انتحار، ما الفائدة من ذلك؟”
اتسعت ابتسامة كلوديل.
كانت مثل وردةٍ سامة، جميلةٌ لكنها قاتلة.
“لا أحد سيصدقكِ.”
“مـ من المستحيل أن يسمح الفيكونت بحدوث ذلك!”
صرخت جريت، وحلقها محتقنٌ بالغضب.
“سيبرِّئُني بالتأكيد، سينقذني!”
حدّقت كلوديل في جريت.
كانت جريت عيني أبيها وآذانه.
كانت تُبلغ والدها بكلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ.
في حياتها السابقة، عاشت كلوديل في يأس، خائفةً ومعتمدةً بشكلٍ كاملٍ على جريت.
خشيت أن تصل أخبارٌ سيئةٌ إلى آذان أبيها، خشيت أن يخيب ظنّه بها.
لكن الآن…
“هل تعتقدين ذلك حقًا؟”
كان سؤال كلوديل بسيطًا وهادئًا.
“ذلك الرجل البارد الذي باع ابنته الوحيدة من أجل الثروة والمجد. هل تعتقدين حقًا أنه سينقذ خادمة؟”
“……”
أصابتها كلمات كلوديل في مقتل.
تجمّدت غريت، التي كانت تكافح، في مكانها.
“إذا كنتِ تعتقدين ذلك حقًا…”
اخترق صوت كلوديل الساخر طبلة أذن جريت.
“أنتِ حقًا ساذجة، جريت.”
لمعت شرارةٌ من الغضب في عيني جريت.
“هل تعتقدين أنني سأبقى صامتة؟!”
صرخت وهي تصرّ على أسنانها.
“سأشهد
أن الفيكونت دوتريش أمرني بقتل الآنسة بنفسه!”
“حقًا؟”
لكن كلوديل ظلّت غير مبالية.
“نعم! أتظنين أنني لا أستطيع؟!”
صرخت جريت بغضب، في وجه كلوديل، مرّةً أخرى.
“حتى لو مِتُّ، فلن يكون الفيكونت آمنًا …”
“افعلِي ما تشائين.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 11"