نظرت ريتشل إلى ابن عمها، الشخصية المحوريّة في أشهر الشّائعات، وهي تتذكّر هذه الشّائعة المنتشرة عنه.
ابن عمها آيزك فينشر، الذي يُفترض أنّه يجسّد تلك الشّائعة غير العلميّة، كان يجلس أمامها بوجه كئيب، محدّقًا في الأرض بتعبير قاتم.
فجأة، اهتزّت العربة التي كانا يستقلّانها، فاضطرّت ريتشل إلى التّمسك بمقعدها لتجنّب السّقوط.
سُمع صوت السّائق من مقعد القيادة يعتذر، موضحًا أنّ الطّريق المبتلّ بالمطر جعل العربة تنزلق.
تمتمت ريتشل بلعنة خافتة وأصلحت جلستها.
“انظر إلى الطّقس، آيزك. ما إن قرّرتَ حضور هذا الحفل حتّى بدأ المطر ينهمر. …المسكينة الآنسة غرايسون.”
كانت هذه الملاحظة سخرية واضحة تستهدف تلك الشّائعة المُهينة التي تُحيط بابن عمها.
لكنّ آيزك لم يُظهر أيّ ردّ فعل يُذكر تجاه كلامها.
لم يكن لديه أيّ اهتمام بالحفل، ولا حتّى بالآنسة غرايسون، صاحبة الحفل.
كان حضوره لهذا الحفل مفروضًا عليه بأمر من جدّته، دون أيّ رغبة منه.
لم يعلم آيزك أنّ عليه حضور حفل عيد الميلاد هذا إلّا صباح هذا اليوم.
وأمّا مرافقته لابنة عمّه المزعجة التي لا تكفّ عن السّخرية، فقد علم بها فقط عند الظّهر. …يا للّعنة.
“إنّه أوّل حفل تقيمه، بالتّأكيد أعدّت له بجهد كبير، وفجأة يهطل المطر. يا للأسف على الآنسة غرايسون.”
كرّرت ريتشل تعاطفها مع الآنسة غرايسون مرّتين، محملةً كلامها شفقة لم تُخصّص منها ذرّة لآيزك.
في تلك الأثناء، بدأت العربة التي توقّفت للحظات بالتّحرك مجدّدًا.
داعب السّائق الخيول المزعوجة من حالة الطّريق السيّئة، متّجهًا نحو قصر ديلتون، المنزل الرّيفيّ القديم الذي يُقام فيه الحفل.
أخرجت ريتشل مرآة من جيبها لتتأكّد من أنّ شعرها لا يزال مرتبًا، وهي تتمتم:
“لحسن الحظ، سبق لي أن حضرتُ حفلات كثيرة أفسدتها. سأذهب وأتحدّث معها عن ذلك. سيكون هذا مواساة جيّدة لها. أليس كذلك؟”
لم تكن كلماتها موجّهة حقًا إلى آيزك.
لذا، ظلّ آيزك صامتًا، محدّقًا خارج النّافذة دون أن ينبس ببنت شفة.
تذكّر آيزك تلك المرأة التي لا تكفّ ريتشل عن الحديث عنها منذ قليل.
نعم، تلك المرأة الثريّة.
بحسب وصف ريتشل، تلك المرأة التي من المفترض أن تكون اليوم أسعد النّاس، على عكس آيزك تمامًا.
ساشا غرايسون.
قالت ريتشل إنّها ابنة أخ دوق غرايسون، وابنة عمّ الأمير الصّغير.
فقدت والديها في حادث وهي صغيرة، وعاشت تحت رعاية جدّتها المفرطة في الحماية، كما لو كانت زهرة تُربّى في دفيئة.
لم تتمكّن من فتح قصرها أو الظهور أمام النّاس إلّا بعد إقامة جنازة جدّتها، لذا ربّما يكون وصف السّجن أنسب من الدّفيئة.
“بالمناسبة، هذه الملابس ليست ملابسك، أليس كذلك؟”
بينما كانت ريتشل تتحدّث بلا توقّف عن الآنسة غرايسون دون أن يطلب منها أحد، نظرت إلى آيزك من رأسه إلى أخمصه وسألته.
أجاب آيزك، معجبًا بسرعة ملاحظتها لوضعه المزري:
“نعم.”
“يا إلهي. الأكمام والسّاقين قصيرة جدًا. ألا تملك بدلة رسميّة واحدة لائقة؟ من اقترضتها؟”
“طلبها أخي مسبقًا.”
أجاب آيزك بلا مبالاة، لكنّ وجه ريتشل المليء بالسّخرية تجمّد فجأة.
حرّكت ريتشل عينيها وقالت بهدوء:
“آه، إدموند.”
“لو كان الأمر كالمعتاد، لكنت مع إدموند في هذه العربة، لا معي.”
“…إدموند لم يكن ليرافق شخصًا مثلكِ أبدًا، ريتشل ووكس.”
لأوّل مرّة، خرج ردّ حادّ من آيزك الذي كان يتجاهل كلامها طوال الوقت.
لم تُبدِ ريتشل أيّ ارتباك، بل رفعت حاجبيها وسخرت منه:
“أوه، حقًا؟ على أيّ حال، إدموند كان سيؤدّي المهمّة بشكل أفضل بكثير منك. الوريثة كانت ستهتمّ به منذ الوهلة الأولى. إذا لم تسخر منك الآنسة غرايسون، فهذا بحدّ ذاته حظّ، آيزك. يا إلهي، كيف لا تملك بدلة رسميّة واحدة لائقة؟ هل خزانتك مليئة بالأزياء العسكريّة فقط؟”
“… .”
“لكن على أيّ حال، ستنزع ذلك الزّي العسكريّ قريبًا، أليس كذلك؟ الكتيبة الرّابعة للمشاة، سمعت من صديقة لي أنّها تجمع المناصب الهامشيّة فقط. الجنود القدامى المقبلون على التّقاعد، أو الضّباط مثلك الذين أغضبوا رؤساءهم وتوقّفت ترقياتهم…”
“ووكس.”
توقّفت ريتشل، التي كانت تتحدّث بحماس دون اكتراث بردّه، فجأة.
آيزك، الذي كان هادئًا طوال الوقت، نظر إليها بنظرة باردة.
نعم، كان هذا مجرّد تنفيس من ريتشل.
شعورها بالحرج من مرافقة ابن عمّها الذي لا تطيقه، وتسرّعها في ذكر شخص توفّي بالفعل، جعلاها تُفرغ غضبها على آيزك البريء.
“ريتشل ووكس.”
لم تردّ ريتشل على ندائه البارد لاسمها، بل ألقت عليه نظرة حادّة بوجه متجهّم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"